أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - العلمانيون أشد كفرًا














المزيد.....

العلمانيون أشد كفرًا


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 00:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


العلمانيون أشد كفرًا
إن أهم ما لفت نظري في آراء العلمانيِّين العرب عامة، والفلسطينُّيون خاصة حول العدوان السعودي وجواريه على اليمن هو حديثهم المسترسل عن المذهبية (سني وشيعي) وتبنيهم الخطابين الوهابي والداعشي دون أن ينتبهوا إلى صفتهم العلمانية التي تستمد من الديمقراطية والتقدمية مبادئها، ومنطلقاتها وتستند لمفهوم الإنسان والمساواة والعدالة قبل التمييز الديني أو المذهبي أو الجنس أو اللون، وإسرافهم في تبرير مواقفهم بوسمها بالصفة المذهبية الطائفية، مما يؤكد لبرهة إنهم تحت ضغط البترودولار نسوا أو تناسوا واقعية مبادئهم، وشعاراتهم. وفجأة تحولوا لدعاة طائفية ومروجين لها، رغم أنهم يدعون العلمانية والمساواة في اطروحاتهم ومبادئهم بين الأديان والأجناس والمذاهب وأن الجميع كأسنانٍ المشط بالحقوق والحق في الحياة، وركلوا هذه المبادئ وانضموا لصفوف الطائفية الوهابية من جهة، والإرادة الأمريكية من جهة أخرى.
يبدو ونحن نتأمل المشهد نرى بأن هناك قوى سارت خلف الخيال، أو تحاول أن تقود الشعب خلف الخيال، وهو ما جعلني على قناعة بأن " الواقع" أصبح أمر لا يحتاج لبحث أو نقاش في اجندة لا تميز بين مبادئها وشعاراتها، وأطروحاتها لأنها أصبحت تخشى الوقوف في وجه السلطان البترودولاري من جهة، والهوان الذي لا تريد به سماع كلمة العدو الأساسي " إسرائيل" من جهة أخرى، محاولة مداراة الهزيمة والتراجع بعدما سقطت كل مشاريعها، ولم تعد تجد شيء تتعلق به سوى قشة ما يُطرح لها من مسميات ومقدمات، فتناست أنها قوى علمانية، وتبنت الطرح الطائفي - المذهبي.
يجب أن ننسى في خضم هذه الحالة كثيرًا من المسميات أو الواقعيات، ونستند إلى ما هو قائم، دون أن نستبعد منطق الشك، ونقول بدون تردد أنه ما من أمل في إصلاح علماني يمارس الخطاب المذهبي ليداري هزائمه الداخلية، وتراجعاته ويهوى بنفسه إلى هذا المربع معتقدًا إنه يتقدم خطوة للأمام، في حين أنه يتراجع عشر خطوات للخلف منهزمًا أكثر.
إن الخطاب الذي طرحته السعودية وتبناه جواريها العشر في القصر هو تحويل إيران لعدو مركزي ورئيسي في المنطقة، والإلتفاف على حقيقة العدو الحقيقي المتمثل بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية التي قادت هؤلاء للفتك بالعراق وتدميره رغم أنه كان يقوده زعيم سني، كما فعلت نفس الشيء بليبيا التي كان يقودها زعيم سني، وتونس التي كان يقودها زعيم سني، ولكنها فعلت نفس الشيء ونصبت الولايات المتحدة والفوضى، كما تفعل اليوم في اليمن تحت شعار " محاربة الشيعة" وهل محاربة الشيعة أولوية عن محاربة الصهيونية؟
لهذا السبب أصبح العلمانُّيون الفلسطينُّيون مسلحين بتبني شعار المذهبية، والطائفية في الوقت الذي يدعون التقدمية، وأي حركة تقدمية، تحررية تبدأ بالخروج عن واقعها، وواقعيتها إنما هي حركة هشه أساسها نخره السوس ولم يعد لها ما تملك سوى وأد نفسها، أو الإنسحاب من الحياة الواقعية، أو إعادة هيكلة ثقافتها.
حاولت السعودية وجواريها أن تجعل من حلف الممانعة العدو الأساسي لها، وأن تسحب هذه المحاولات لشعوبنا العربية مستخدمة سلاح العاطفة الدينية، واللغة المذهبية الفجة، مستغلة ضحالة الرؤى الفكرية العميقة لأصحاب المبادئ والقراءات، وتعميم لغة الرذيلة والأمركة، لتكسر معول الكرامة لهذه الشعوب، وتحولها لشعوب مستسلمة راضية بنصيبها، وخضوعها كقانون ثابت.
هذا الواقع يقودنا لسؤال يبدو في ظاهره منطقيًا، هل يوجد حقيقة حركة علمانية تقدمية تتبنى الشعار المذهبي الطائفي؟ وما هو الاختلاف الجوهري بين خطاب هذه الحركة والخطاب الديني للقوى الراديكالية المتطرفة؟
لقد قُدر لي أن اقرأ تاريخ الأقطار العربية، وحركة التاريخ العربي من مصادر متعددة، كما قُدر لي أن أعيش بعض الوقت في بعض هذه الأقطار، وخاصة القطر اليمني الذي فيما يبدو ان لا أحد يُدرك ماهية الفسيفساء المجتمعية لهذا القطر العربي الذي لا يوجد فيه أي مظاهر للدولة الحديثة، أو مؤسسات لدولة قائمة فعليًا، بل هو مجتمع يقوم على العشائرية والقبلية وتحكمه عقلية القبيلة، وهو النمط الذي رعته ودعمته ورسخته السعودية وجواريها في المنطقة، وها هي تحاول شيطنة هذا الواقع، كما حولت مسار الصراع من عربي - صهيوني إلى صراع سني - شيعي وهي نفس المناهج المستعملة منذ حرب المجاهدين في أفغانستان... فماذا تريد السعودية؟ وماذا دهى العلمانيين؟
لقد فشلت المخططات الأمريكية في فرص استراتيجيتها الجيوسياسية في المنطقة سواء عبر احتلالها للعراق أو ليبيا أو محاولاتها تفتيت سوريا، بل ظهرت قوى اقليمية قوية ومؤثرة ولديها من الامكانيات ما يعرقل هذه الاستراتيجية أو كشفها وفضحها، خاصة بعد ابتداع فكرة " داعش" وتحويل منحى الثقافة من حقيقة الصراع وصيرورته إلى تهميشه وتحويره صوب سني - شيعي، ومحاولات استقطاب الشباب العربي حول هذه الثقافة وتغذيتها. وعليه كان لا بد من تحريك قوى مضاهية أو قوى تناظر القوى الإقليمية فتحركت قطر في مرحلة ما بدور ما، ثم تحركت الإمارات في مرحلة أخرى، ومن ثم تم الزج بمصر والأردن بمرحلة تمهيدية، إلى أن جاء دور البئر النفطي الأكبر السعودية التي تمتلك من التأثير على جواري المنطقة بفعل الدولار، فكانت الساحة اليمنية المفتاح لإشعال حرب جيوسياسية متدحرجة تحت غطاء مذهبي - طائفي.
أما القوى العلمانية الفلسطينيَّة فقد اصبحت ترتعد من مسمى ممانعة أو مقاومة أو حتى مفهوم أن " إسرائيل" العدو المركزي فتحولت لدمى تردد شعارات المذهبية والطائفية دون أن تنتبه لحقيقة شعاراتها ومبادئها التقدمية - حسب ما تتبنى-
د. سامي الأخرس
الثامن والعشرون من مارس 2015
[email protected]



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة والواقعية السياسية
- حزب الله واستراتيجية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الرد
- حدود الفساد من العام إلى الخاص
- أزمات غزة بين العاجل والآجل
- أحداث فتح تعبير عن الكل الحزبي
- عباس ما بين رسائل فتح - دحلان- وحماس
- قرار التقسيم ترسيخ لوعد بلفور
- الحتمية الفلسطينية سلاح لا يقهر
- مصر: أزمة دائمة وقراءات انفعالية
- ساحة فلسطينية مرتبكة
- حمدالله نشكر الله
- الربيع العربي وظاهرة الفوضى
- المفاوضات واقع ومأمول
- الحروب الاستثنائية في الحالة الوطنية
- حرب المبادرات الإقليمية
- غزة حرب جديدة وليس تحريكية
- نكستنا لله يا محسنين
- النكبة في ذاكرة معطوبة
- - مصالحة- أم مصارحة للمطارحة؟
- أسرانا مقهورين أم قاهرين


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - العلمانيون أشد كفرًا