أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعود قبيلات - الذين يتلعثمون لدى تعريفهم للإرهاب















المزيد.....

الذين يتلعثمون لدى تعريفهم للإرهاب


سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 08:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قالت وزارة الدفاع الأميركيَّة قبل حوالي شهر: «إنَّ الولايات المتَّحدة حدَّدت حتَّى الآن حوالي 1200 مِنْ مقاتلي المعارضة السوريَّة؛ لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الأميركيّ للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال متشدِّدي تنظيم "داعش"».

وبحسب الخبر، الذي بثَّته وكالة رويترز للأنباء في حينه، فإنَّ هذا البرنامج «يشمل تدريب أكثر مِنْ 5000 مقاتل سوريّ سنويّاً»، و: «إنَّ حوالي 3000 مقاتل قد يتمّ تدريبهم بنهاية 2015».

وجاء في الخبر نفسه، أنَّ مسؤولاً أميركيّاً - اشترط عدم ذكر اسمه – قال «إنَّ التدريب من المرجّح أن يبدأ في الأردن».

وبعد ذلك باقلّ مِنْ ثلاثة أسابيع، قالت مجلَّة دير شبيغل الألمانيَّة: «إنَّ أميركيين يدرِّبون مقاتلين من المعارضة السوريَّة في الأردن».

وأضافت المجلَّة قائلةً: «إنَّه لم يتَّضح بعد ما إذا كان الأميركيون (المدرِّبون) يعملون لصالح شركات خاصة أو ينتمون للجيش» وذلك مع أنَّ «بعضهم يرتدي ملابس عسكرية».

وهذا ما أكَّدته أيضاً في حينه صحيفة الجارديان البريطانية؛ إذ قالت «إنَّ مدرّبين أميركيين يدرِّبون مقاتلي المعارضة السوريَّة في الأردن»، و«إنَّ مدرّبين بريطانيين وفرنسيين يشاركون أيضاً في التدريبات التي تقودها الولايات المتَّحدة».

ويهدف برنامج التدريب هذا – بحسب دير شبيغل – «إلى تشكيل حوالي 12 وحدة يبلغ عددها الإجماليّ نحو 10 آلاف مقاتل».

وقبل يومين، كشف وزير الدولة الأردنيّ لشؤون الإعلام السيّد محمد المومنيّ عن أنَّ «الأردن وعدداً مِنْ دول الإقليم و"التحالف الدوليّ" جزء مِنْ جهد تكاملي لتدريب أبناء الشعب السوريّ أبناء العشائر السوريَّة لكي يحاربوا أفراد العصابات الإرهابيَّة».

وبرَّر المومنيّ ذلك قائلاً: إنَّ «واجبنا أن نقف مع الشعب السوريّ الأعزل لمواجهة أفراد العصابات وداعش».

ولم يفته أنْ يؤكِّد، بعد ذلك، أنَّ «موقف الأردن لا يزال كما هو مما يحدث في سوريا، يؤكد على ضرورة الحلّ السياسيّ للازمة السوريّة»!

يبدو أنَّ أصحاب القرار في بلادنا لا يرون أنَّ انجرارهم مع الموقف الأميركيّ المعادي لسوريَّة يقودهم إلى التورّط الفظّ والسافر في الشؤون الداخليَّة لدولة شقيقة وجارة، وأنَّ هذه ستكون سابقة خطيرة قد يُبنى عليها. إنَّ مِنْ مصلحة الأردن وكلّ الدول الصغيرة التمسّك بمبادئ القانون الدوليّ، وخصوصاً المبدأ الذي ينصّ على رفض التدخّل الخارجيّ في الشؤون الداخليَّة للدول.

خلاصة القول، كلٌّ من الحكومتين، الأميركيَّة والأردنيَّة، تحاول أنْ تذرّ الرماد في العيون بطريقتها الخاصَّة، وبما يلائم العيون التي ترغب بتعميتها. ولكن، بعيداً عن التلاعب المشكوف بالكلمات، فإنَّ السؤال المطروح هو ما هي الفصائل الموجودة فعلاً على أرض الواقع التي يمكن تصنيفها (بحسب الولايات المتَّحدة) «معارضة سوريَّة معتدلة» أو حتَّى ضمن مسمَّى «الجيش الحرّ»، ويمكن تصنيفها، بحسب وزير الإعلام الأردنيّ، في خانة «أبناء الشعب السوريّ أبناء العشائر السوريَّة» ليمكن بعد ذلك تدريبها وتسليحها لمحاربة «داعش»؟

هل هي «جبهة النصرة»، مثلاً؟ أم «كتائب أحرار الشام»؟ أم «الجبهة الإسلاميَّة»؟ أم «لواء التوحيد»؟.. الخ. أم أنَّ «التحالف» وحواشيه بصدد اختلاق تنظيم جديد، لن يلبث أعضاؤه – كما في التجارب السابقة – أنْ يبيعوا أسلحتهم الكثيرة المتطوِّرة لـ«داعش» و«النصرة» وشقيقاتهما، ثمَّ ينضمّ كثير منهم بعد ذلك إلى ذينك التنظيمين وأمثالهما؟

وفي هذه الأثناء، لن نفاجأ إذا ما «أخطأت» الولايات المتَّحدة فأوقعتْ، في المناطق التي تسيطر عليها «داعش» أو «النصرة»، شحنةً من الأسلحة، كتلك التي أعلنتْ، منذ مدَّة قريبة، أنَّها «أضاعتها» في اليمن وقالت إنَّ قيمتها تبلغ نصف مليار دولار، وتلك التي أسقطتها طائراتها الحربيَّة بـ«الخطأ»، قبل أشهر، بالقرب مِنْ مدينة «عين العرب» (كوباني) الكرديَّة السوريَّة في منطقة كانت تسيطر عليها «داعش»!

في كلّ الأحوال، فإنَّه ليس بمقدور أحد أنْ يقول إنَّه ضدّ الإرهاب ثمَّ يقف في خندقٍ واحد مع أحد فصائله (أو بعضها) وينتظر من الناس أنْ يصدِّقوه بعد ذلك.

وهنا، أتذكَّر أنَّه، قبل مدَّة، ثارت زوبعةٌ إعلاميَّة كبيرة ضدّ السيّد حمزة منصور، القياديّ المعروف في «الإخوان المسلمين»، لأنَّه «تلعثم» وتهرَّب لدى سؤاله في مقابلة تلفزيونيَّة عن موقفه من الارهاب. في الواقع، ليس من الانصاف لوم السيّد حمزة منصور، وحده، على ذلك؛ فالحكومة الأميركيَّة (والحكومة الأردنيَّة بالطبع.. بالتبعيَّة) تفعلان ذلك أيضاً؛ بل إنَّ موقفهما بهذا الشأن أسوأ بكثير؛ فهما لا تكتفيان بالتهرّب مِنْ تقديم تعريف دقيق للإرهاب؛ بل أيضاً تقولان، بالفم الملآن ومِنْ دون أنْ يرفّ لهما جفن، إنَّهما ستدرِّبان بعض الإرهاب وتسلِّحانه لتحاربا به قسماً آخر من الإرهاب.. وكلّ ذلك، طبعاً، باسم الشعب السوريّ ومِنْ أجل مصلحته!

وفي المقابل، إذا ما شنّ الجيش السوريّ هجوماً عسكريّاً كاسحاً على بعض معاقل الإرهاب، راح «التحالف» وحواشيه، من السياسيين والإعلاميين وسواهم، يصيحون مندِّدين ساخطين، ويتَّهمونه بأنَّه «يقتل شعبه»!

وهذا يؤكِّد عدم جديَّة زعمهم محاربة الإرهاب؛ ويكشف أنَّ أقصى ما يرمون إليه مِنْ «حربهم» على «داعش» هو احتواء هذا التنظيم الإرهابيّ الفاشيّ وتركه يعمل مِنْ أجل أنْ تظلّ جذوة الصراع متَّقدة في سوريا إلى أنْ توضع مطالبهم التعسّفيَّة مِنْ سوريا وشعوب المنطقة على طاولة المفاوضات.

لقد أُفتُعِلَ موضوع «داعش»، في الأصل، لتبرير التدخّل الأميركيّ (الأطلسيّ) المباشر في العراق وسوريا. لكنّ صمود مدينة «عين العرب» (كوباني)، والموقف الحازم لسوريا وحلفائها وأصدقائها في روسيا وإيران وحزب الله، حدَّ مِنْ إمكانيَّات تنفيذ هذه الخطَّة. وها هم، الآن، يحاولون التعويض عن ذلك عن طريق التدخّل بالوكالة. في حين أنَّه لم يبقَ لهذا الشكل من التدخّل مِنْ وظيفة سوى أنْ يكون ورقة ضغط في المفاوضات التي أعلن وزير الخارجيَّة الأميركيَّة، بلا مواربة، مؤخَّراً، أنَّها ستكون مع حكومة الرئيس بشَّار الأسد.

الطريق الصحيح والحقيقيّ لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق ومصر هو التحالف مع الجيوش العربيَّة في تلك البلدان، التي تحارب الإرهاب فعلاً، ودعمها ومساندتها؛ وليس تدريب المزيد من الإرهابيين وتسليحهم وإرسالهم إلى ميادين القتال في تلك البلدان.



#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب سياسيّ متعدِّد الوجوه
- لنكن واضحين.. ولنضع النقاط على الحروف
- فاتن حمامة أيقونة الستينيَّات.. وما أدراك ما الستينيَّات!
- طويل اللسان.. محمَّد السنيد!
- خاب ظنّهم!
- الأمازيغي.. حارس المعبد
- بُركان متنقِّل
- مشهدا إعدام.. مِنْ يوميَّات سجين
- استرداد الصورة الغائبة
- التاجر الشهم الطيِّب والفلَّاح الماكر اللئيم!
- الحَبُّ والمِكيال
- فهد العسكر والاستثناء الذي يصنع القاعدة
- ما جرى لأسد محمَّد قاسم.. قبل «داعش» و«النصرة»
- أوَّاه!
- حَلَبٌ إلى كلِّ الممالكِ سُلَّمُ
- ها أنا قد أعددتُ المائدة!
- الذي رأى صورة «جبل الهيكل» على الدينار الأردنيّ!
- مومو والسيّد إبراهيم ورومانسيَّة زمن الرأسماليّة المتوحّشة
- عين العرب كوباني
- صكوك غفران السيّدين شتاينماير والفيصل


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعود قبيلات - الذين يتلعثمون لدى تعريفهم للإرهاب