أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود قبيلات - خاب ظنّهم!















المزيد.....

خاب ظنّهم!


سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصفتْ «إسرائيل»، أكثر مِنْ مرَّة، خلال السنوات الأخيرة، مواقع للجيش السوريّ أو لحزب الله في سوريَّة؛ بالمقابل، لم يحدث، ولا مرَّة واحدة، ولا حتَّى بالخطأ، أنْ قصفتْ موقعاً للمجموعات المسلَّحة التي تقاتل ضدَّ الجيش السوريّ وضدّ حزب الله.

سَبَبُ ذلك، بالطبع، هو أنَّ "الجيش السوريّ لم يطلق طلقة واحدة في الجولان منذ أربعين سنة" (كما تقول الدعاية النمطيَّة الهابطة ضدّ سوريَّة)، في حين أنَّ المجموعات المسلَّحة ما برحتْ منذ حوالي أربع سنوات تطلق نيرانها بلا انقطاع في الجولان.. لكن على الجيش السوريّ وليس على الجيش «الإسرائيليّ». ولم يحدث، أيضاً، ولا مرَّة واحدة، أنْ طاشتْ إحدى قذائفها فأصابت هدفاً «إسرائيليّاً».

وأمس، تجاوزت طائرات الهليكوبتر «الإسرائيليَّة» مواقع المجموعات المسلَّحة، ولم ترمها حتَّى بوردة، ثمَّ صوَّبتْ نيرانها إلى مجموعة تابعة لحزب الله، فقتلت أفرادها، في المنطقة المحرَّرة من الجولان.

وعلى إثر ذلك، تساءل وزير الحرب «الإسرائيليّ» موشيه بوغي يعالون، قائلاً بوقاحة: «إنْ كان حزب الله أعلن عن مقتل عناصره فليشرح ماذا كانوا يفعلون في سوريا؟».

في الجهة المحاذية لجيش الاحتلال «الإسرائيليّ» الموجود في الجولان المحتلّ توجد أعداد كبيرة من المجموعات المسلَّحة المحسوبة على «جبهة النصرة» و«جبهة ثوّار سوريَّة» و«حركة أحرار الشام الإسلاميَّة» (وما شابه) كانت قد «حرَّرتْ» (هكذا بتعبيرها هي) الشريط الذي ترابط فيه من الجولان في عمليَّة عسكريَّة أسمتها «الوعد الحقّ» (نرجو أنْ لا يتوهَّمنَّ أحد أنَّها «حرَّرتْ» تلك الأرض مِنْ «إسرائيل»؛ كلّا؛ لقد «حرَّرتها» من الجيش العربيّ السوريّ).

ومع ذلك، لم يتساءل يعالون (أو سواه من المسؤولين «الإسرائيليين») عمَّا تفعله تلك المجموعات في سوريَّة؛ في حين أنَّه لم يطق صبراً على وجود مجموعة صغيرة مِنْ حزب الله في منطقة تلي المنطقة التي توجد فيها المجموعات المسلَّحة. ذلك لأنَّه، بخلاف بعض أبناء جلدتنا، يعرف جيّداً مَنْ هو صديقه ومَنْ هو عدوّه.

ولذلك، لا تخفي «إسرائيل» رهانها على إمكانيَّة أنْ تشكِّل تلك المجموعات منطقةً عازلة بين الجولان المحتلّ وبين سوريَّة، على غرار تجربتها المعروفة في جنوب لبنان مع ما كان يُسمَّى «جيش لبنان الحرّ»، بقيادة العميل انطوان لحد.

وأصبح معروفاً الآن أنَّ «الإسرائيليين» يقدِّمون لتلك المجموعات كلّ التسهيلات اللوجستيَّة الممكنة لتنجح في مهمَّاتها القتاليَّة ضدَّ الجيش السوريّ؛ بل إنَّهم يُعالجون جرحاها – كما هو معروف – في مستشفياتهم. وهذا معلن، وقد قام نتنياهو، نفسه، بزيارة تفقديَّة لبعض أولئك الجرحى غُطِّيتْ تلفزيونيّاً. وأكثر مِنْ مرَّة، قامتْ القوَّات «الإسرائيليَّة» بقصف مواقع الجيش السوريّ أثناء اشتباكه مع المجموعات المسلَّحة.

والحجّة المتهافتة نفسها التي استخدمها يعالون، أمس، بصيغة سؤالٍ سمج ليبرِّر بها استهداف المجموعة التابعة لحزب الله في سوريَّة، لطالما استخدمتها المجموعات المسلَّحة لتبرير عدائها للحزب واستهداف عناصره وجمهوره في لبنان. أعني بذلك حجّة تدخّل الحزب في القتال الدائر في سوريَّة.

حزب الله، على أيَّة حال، لم يأتِ إلى سوريَّة مِنْ أقصى أطرف الأرض ليقتل أبناءها، ويدمِّر عمرانها، وينشر الفتنة المذهبيَّة والطائفيَّة بين أهلها، ويعطِّل دوران عجلتها الاقتصاديَّة والتنمويَّة، ويضعف قوَّتها العسكريَّة، ويزعزع مكانتها السياسيَّة، ويفرض مفاهيمه المتخلِّفة على شعبها.. ليقيم له دولة قروسطيَّة جائرة؛ بل جاء مِنْ مسافة بضع كيلومترات ومِنْ بلدٍ كان حتَّى النصف الأوَّل مِنْ خمسينيَّات القرن الماضي جزءاً مِنْ سوريَّة؛ بلدٍ لم يتبادل السفراء مع سوريَّة إلا منذ بضع سنين خلتْ. ثمَّ إنَّه جاء بموافقة الحكومة السوريَّة وقرارها، وليس بالتنسيق مع الدوائر الأطلسيَّة وتوابعها في المنطقة وفي العالم.

ويجدر التذكير، هنا، بأنَّ حزب الله لم يتدخَّل في القتال في سوريَّة إلا بعد مرور سنتين عليه، ومشاركة عشرات ألوف المسلَّحين الأجانب فيه. وقد جاء هؤلاء – كما هو معروف – مِنْ شتَّى بقاع الأرض، وبعضهم جاء مِنْ مسافة ألوف الكيلومترات، ليقاتلوا، بالوكالة عن أميركا و«إسرائيل» ضدّ البلد الوحيد في المنطقة الذي كان ولا يزال يدعم حركات المقاومة ضدّ «إسرائيل»، البلد الوحيد الذي دعم المقاومة العراقيَّة أيضاً بالأمس القريب ضدّ الاحتلال الأميركيّ للعراق، وتركوا، بالمقابل، الأنظمة التابعة لأميركا والغرب (التابعة، بالنتيجة، لـ«إسرائيل»)، وها هم يتحالفون، الآن، موضوعيّاً على الأقلّ، مع «إسرائيل» ضدّ سوريَّة وضدّ المقاومة اللبنانيَّة.

ونذكِّر، أيضاً، بأنَّ حزب الله لم يشترك في القتال في سوريَّة إلا بعدما قام المسلَّحون بقطع شريان إمداده الحيويّ في القصير. بل إنَّ قادة وممثِّلي المجموعات المسلَّحة كانوا – كما هو معروف – قد استهدفوا حزب الله (وتوعَّدوه)، علناً وبوضوح، في وسائل إعلامهم ووسائل الإعلام الداعمة لهم.. منذ اليوم الأوَّل لحربهم على سوريَّة. ويمكن لأيّ منصف أنْ يتوثَّق مِنْ ذلك بالعودة إلى تصريحاتهم المنشورة في الأيَّام الأولى للحرب.

لا جديد في الأمر؛ فقد وقف أسلاف هؤلاء الذين «يجاهدون» الآن في سوريَّة ولبنان في خندقٍ واحد مع الغرب الإمبرياليّ ضدّ فيتنام وضدّ شعوب أميركا اللاتينيّة وضدّ مصر الناصريَّة وضدّ أفغانستان والاتّحاد السوفييتيّ وحركات التحرّر الوطنيّ في آسيا وإفريقيا. وكلّ ما في الأمر أنَّ الأعقاب يواصلون السير الآن على طريق الأسلاف؛ حيث ما زالت هبَّاتهم «الجهاديَّة» تتَّجه دائماً (بالصدفة طبعاً!) ضدَّ أعداء الغرب وخصومه، وخصوصاً ضدّ أعداء الولايات المتَّحدة ومَنْ لهم مشاكل سياسيَّة معها.

على أيَّة حال، لقد دكَّت «إسرائيل»، في تمّوز 2006، الضاحية الجنوبيَّة 34 يوماً بصورةٍ متواصلة ووحشيَّة، وسوَّتْ أجزاء كبيرة منها بالأرض؛ ورغم ذلك، لم تفتر عزيمة المقاومة اللبنانيَّة ولم تضعف ولم تهن؛ بل كبَّدت المعتدين خسائر فادحة غير مسبوقة، وحوَّلتْ أرض الجنوب إلى مقبرة لدبَّاباتهم وآليَّاتهم وجنودهم، ولم يتمكَّنوا، في النهاية، من اجتياز الحدود والسيطرة على أيّ شبر مِنْ أرض لبنان.

وقد ازدادت المقاومة، بعد تلك الحرب، قوَّةً على قوَّتها، وأصبحتْ أكثر ثقة بقدرتها وبصحَّة خياراتها؛ وهذا في حين أنَّ العدوّ الصهيونيّ المتغطرس دخل، منذ ذاك، أزمةً وجوديَّة خطيرة لا فكاك له منها؛ إذ انكشفتْ حدود قوَّته الحقيقيَّة، ولم يعد قادراً على ممارسة وظيفته الأساسيَّة كشرطيّ متقدِّم للإمبرياليَّة في المنطقة، وهي الوظيفة التي تمَّ اصطناعه أصلاً مِنْ أجلها.

وكلّ ما يدور في سوريَّة ولبنان الآن، إنْ كان على يد «إسرائيل» أم على يد حلفائها الموضوعيين والمباشرين، ما هو إلا محاولة لئيمة للالتفاف من الخلف لإخراج «إسرائيل» مِنْ أزمتها تلك وتخليصها مِنْ مأزقها المتفاقم. إنَّه امتداد لحرب تمّوز 2006، وأكبر دليل على ذلك هو أنَّ الذين وقفوا، آنذاك، في الجبهة الأخرى، يقفون الآن في الجبهة نفسها (بمَنْ في ذلك «أشباه الرجال»! إنْ كنتم ما زلتم تذكرون)؛ فهل يظنّ «الإسرائيليون» ووكلاؤهم ووكلاء الإمبرياليَّة المجرَّبون، الجاهزون دائماً غبّ الطلب لخوض حروب عواصم المتروبول ومعاركها، أنَّهم سينجحون في تحقيق ما فشل الجيش «الإسرائيليّ»، نفسه، في تحقيقه عام 2006؟!

إذاً، خاب ظنّهم!



#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغي.. حارس المعبد
- بُركان متنقِّل
- مشهدا إعدام.. مِنْ يوميَّات سجين
- استرداد الصورة الغائبة
- التاجر الشهم الطيِّب والفلَّاح الماكر اللئيم!
- الحَبُّ والمِكيال
- فهد العسكر والاستثناء الذي يصنع القاعدة
- ما جرى لأسد محمَّد قاسم.. قبل «داعش» و«النصرة»
- أوَّاه!
- حَلَبٌ إلى كلِّ الممالكِ سُلَّمُ
- ها أنا قد أعددتُ المائدة!
- الذي رأى صورة «جبل الهيكل» على الدينار الأردنيّ!
- مومو والسيّد إبراهيم ورومانسيَّة زمن الرأسماليّة المتوحّشة
- عين العرب كوباني
- صكوك غفران السيّدين شتاينماير والفيصل
- مدرسة السجن
- اليوم الثالث مِنْ «يوميَّات سجين سياسيّ اسمه زعل»
- إلى الخلف در.. إلى الأمام سر..
- اليوم الثاني مِنْ «يوميَّات سجين سياسيّ اسمه زعل»
- ماركس وأنجلز وبنو خالد


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود قبيلات - خاب ظنّهم!