أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل محمد سمارة - عشق في زمن التكنلوجيا














المزيد.....

عشق في زمن التكنلوجيا


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 18:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انه يقع في الحب لأول مرة , ابن شقيقتي ذو الثامنة عشر عاما , ولا ادري لماذا أسير على نهج السابقين وأصف متعة الحب الأول, هل هو التورط والمعاناة والسهر وجس النبض , وقراءة الأشعار العاطفية ومراقبة شباك الحبيبة , لعل خيالا يلوح من وراء الستارة ؟ تلك كانت أيامنا , وذاك كان "وقوعنا" فهل يعرف جيل هذه الأيام كل تلك المحاذير , التي تجعل من التجربة الغرامية الأولى سباقا في القفز فوق الموانع ؟
ابن شقيقتي يسير وفي جيبه هاتف ذكي , وفي يده لوح الكتروني أشد ذكاء , انه موصول بالحبيبة متى شاء ,ولا حاجة له الى الوقوف في أول الشارع ,أو المرور من أمام بوابة المدرسة لكي يلمح خيالها , الخيالات صارت حقائق تتحرك في الشارع والسوق والنادي وترى بالعين المجردة , ويمكن تبادل الحديث معها شفاهيا أو الكترونيا أو تحريريا , على الرغم من أن هذا النوع الأخير هو من بعض ما أورثناه للجيل الجديد , لقد كان تحرير الخطابات على ورق الدفاتر هواية قومية نمارسها جميعا ,وعادة ما تنتهي برمي الورقة المكورة في شباك فلانة أو علانة , أو في شرفة غرفتها , من دون أن يتجرأ أحدنا ويتسلق الشرفة مثل روميو , وهو في طريقه الى جوليت .
حكايات روميو وقيس وعنترة وجميل بثينة ولى ومنها , ان شباب اليوم يحلمون بأنجلينا جولي ومثيلاتها , على الرغم من ؟ان أربعة أطفال أو اكثر يتعلقون بطرف فستانها .
لقد أثمرت صداقتي له وعلاقة الثقة المتبادلة على الرغم من أنني خاله , وكاتم أسراره , الأمر الذي لم يكن يعجب نسيبي "والد ابن شقيقتي" .
أنا لم أفسد الولد , بل تعاملت مع اضطراباته العاطفية والنفسية بشكل انساني , لم أقرعه ولم أعاتبه ولم أسخر منه ولم أهدده بمقاطعته أو بحرمانه من المصروف , ان مصروفه لا يخرج من جيبي في كل الأحوال , لكنني لا أبخل عليه , وكان من ثمار هذه الثقة أنه صارحني بأنه يحب فتاة تعرف اليها عبر انترنيت وتبادلا مكالمات هاتفية عدة .
ولا أخفي عليكم أنني أتحفظ على هذا النوع من الصداقات , أو العلاقات التي تنشأ في السر ,مع مجهول ,وبعيدا عن أنظار الاهل ,هل من بينكم صارح أهله , وهو مراهق , بأنه يعيش قصة حب ؟ لهذا شعرت بالارتياح وأنا أتحدث مع أبن شقيقتي عن الفتاة التي يفترض أنها حبيبته , ولم أقل له انها حكاية عابرة وستصبح من ذكريات الطفولة , كما لم أفكر في أن أسفه مشاعره ولا أن أحرضه على دخول البيوت من أبوابها , انه ما زال صغيرا في نظري على أي مسؤولية , الا يسبحه الواقع الى المناطق الخطرة .
نصبت نفسي حارسا على قصته , وكنت اشبه بمراقب البحر الجالس على كرسي عال على الشاطئ , متحفزا لانقاذ غريق , لكنني فوجئت بانه سباح ماهر ,وأتضح مما كنت أتصور , لقد كشف لي أنه يميل الى هذه الفتاة لانه لم يعرف فتاة غيرها من قبل , لكنه ليس مستعدا للمضي بعيدا معها
لأن طريقه التعارف غير مأمونة هذه كانت كلماته الخاصة , ولو حاولت أنا , الكاتب الضليع أن أجد تعبيرا أكثر دقة لفشلت .
أنا سعيد لأنه سعيد ويحقق نفسه , ويختبر مشاعره , وقدراته وينفس عن توتراته ولا أظن أنني سأضطرب الى التدخل وتصحيح المسار , على كل الأحوال , وما قلته وقال هو الأن خارج العراق , ونسي تماما حبيبته , مثلما قلت له



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد ... لم يكن مجنونا !
- بين تصريح الجنرال الامريكي وكلندايزر !
- دجلة نبض للوحدة
- بعد اقامتنا لمدة شهر قي قرية عليبات ..هل ما زالت مثلما كانت ...
- سياسي و فراش واستنكار
- السياسي والراقصة
- عبد الفتاح السيسي .. والمخطط الأسرائيلي
- فلسطينيو العراق .. ما زالوا في أنتظار العودة . اكرموهم ولا ت ...
- شحاذين في اخر زمان !
- السيسي افضل من عادل امام تمثيلا !
- جسدك قضية أمة
- لا أمان في ضل المفخخات!
- بين البلاسيبو و سعاد حسني ؟ وكلام اخر ...
- الزواج المتكرر يجلب الهم والتشتت
- اسكنجبيل الشوصة
- علمانية صديقي غالب .. والرفق بالحيوان ؟
- اخطاء بني البشر تتحملها حواء وابنها قابيل القاتل !
- انتخبوا الاصلح اوعلى الدنيا السلام يا عراق السلام !
- شهوة من امرأة محرومة !
- الجمعية الثقافية لكتاب الانرنت


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل محمد سمارة - عشق في زمن التكنلوجيا