أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل محمد سمارة - بعد اقامتنا لمدة شهر قي قرية عليبات ..هل ما زالت مثلما كانت !














المزيد.....

بعد اقامتنا لمدة شهر قي قرية عليبات ..هل ما زالت مثلما كانت !


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 21:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بقلم - نبيل محمد سمارة

شاء قدرنا أن نغادر بغداد والتوجة صوب الخالص وتحديدا قرية عليبات في عام 1991, بعد أن أقدم صدام حسين على غزو الكويت , لم نعرف قرية عليبات ولم نعرف تسميتها اصلا . عندما احتل العراق الكويت غادر الكثير من البغداديين بغدادهم تجنبا لقصف كيمياوي مثلما بثت قناة الشباب , فراحت العوائل تتجة الى المحافظات , من حسن حظنا ان تكون واجهتنا مدينة الخالص وخاصة قرية "عليبات" , فهي قرية شديدة الزرع بالحمضيات وخاصة البرتقال , ناسها طيبين واغلبهم فلاحين ..
بعدما وصلنا الى تلك القرية , تفاجانا بان أهل القرية يفتحون بيوتهم للبغداديين , ويرحبون بهم اشد ترحاب وصلنا بحدود الساعة الواحدة ضهرا , كان عددا من اهلها يقفون من اجل احتضان العوائل البغدادية , وقع نصيبنا في ضيافة رجل واسمه علي وزوجته ليلى , متزوجان منذ زمن طول ولكنهما لا ينجبان اطفالا ..
اول دخولنا الى بيته قام بذبح خروف اكراما لنا , ولضيافته الكريمة , كان صاحب البيت في اكثر الاحيان يبيت في بيت شقيقه كي يجعلنا نعيش دون خجلا في بيته , هذه الحالة لا تقتصر علينا فقط , بل كانت ضيافة أهل "عليبات " على كل البغداديين..
في تلك الفترة لم نكن نعرف هذا (سني) او هذا (شيعي) ولم نعرف التفرقة أو اللؤم, كلنا متضررين من هذه الحرب الدموية بعد مكوثنا يومين رحنا مع باقي العوائل الى بساتينها الجميلة ذات خضار شاسع وجميلة , واشجارها المملؤة بالبرتقال والليمون , وسرنا في نهر السعدية والتي كان عرضها لا يتعدى ثلاث أمتار ..
لم اجد في طيلة حياتي ناس كرماء واصحاب نخوة مثل أهل قرية عليبات , وجدت أصالة العراقيين بهذه القرية , وجدت وفاء الجار لجاره , وجدت مئة من امثال (حاتم الطائي) ..
كانوا يسمحون لنا بصعود الخيل والحمار , وحتى صرنا نحلب من الأبقار التي كانت كثيرة ,اكراما منهم لنا , في ما بعد عرفنا أن تسمية (عليبات) جائت من تسمية الامام علي عليه السلام , لأن الامام علي بات في تلك القرية , فسميت (علي بات) ,أي (عليبات) , فرحنا جدا لأننا عشنا في قرية كان الأمام علي عليه السلام بائتا بها ...
تذكرت هذه الاحداث في تلك القرية والتي عشنا بها على مدى شهرا كاملا بين ترحاب وضيافة اهلها الكرماء , وانا اتطلع اليوم الى عراق غارق بالدم , عراق انعدم به اواصر الثقة والامان , لم يعد العراق مثل قرية (عليبات) , العراق اليوم اصبح متشتت , اصبح العراقيين يباتون في خيم من جراء نزوحهم من الأقتتال الطائفي , اصبح العراق طريق شائك بالمصائب التي حلت به, من جراء الاحزاب والسياسيين الذين جاءوا من أجل مصالحهم حصريا , لا من أجل مصالح الشعب , الذي عان وما زال يعاني الأمرين من هؤلاء الأوغاد ..
تمنيت أن يرجع العراق كما كان , تمنيت أن يكون شعب العراق مثل (عليبات) ,تمنيت أن ينخرط العراقيين في البساتين دون السؤال _ هل انت (شيعي) أم (سني) مثلما وجدنا في تلك القرية ..
على تلك الاحداث وما جرى للعراقيين هل ما زالت قرية (عليبات) مثلما عرفناها ؟!



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسي و فراش واستنكار
- السياسي والراقصة
- عبد الفتاح السيسي .. والمخطط الأسرائيلي
- فلسطينيو العراق .. ما زالوا في أنتظار العودة . اكرموهم ولا ت ...
- شحاذين في اخر زمان !
- السيسي افضل من عادل امام تمثيلا !
- جسدك قضية أمة
- لا أمان في ضل المفخخات!
- بين البلاسيبو و سعاد حسني ؟ وكلام اخر ...
- الزواج المتكرر يجلب الهم والتشتت
- اسكنجبيل الشوصة
- علمانية صديقي غالب .. والرفق بالحيوان ؟
- اخطاء بني البشر تتحملها حواء وابنها قابيل القاتل !
- انتخبوا الاصلح اوعلى الدنيا السلام يا عراق السلام !
- شهوة من امرأة محرومة !
- الجمعية الثقافية لكتاب الانرنت
- أنا و أوباما ... ومناسبة زواجنا !
- أبني ... وكارتون توم وجيري
- بمناسبة عيد الحب و امنيات ربما تتحقق
- كبة السراي بطعم ثقافي !


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل محمد سمارة - بعد اقامتنا لمدة شهر قي قرية عليبات ..هل ما زالت مثلما كانت !