أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي















المزيد.....

بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسم الجنرال ديفيد بترايوس مألوف على مسامع العراقيين، إذ كان قائداً للقوات الأمريكية في العراق لغاية انسحابها في نهاية عام 2011 وفق الاتفاقية الإستراتيجية بين العراق وأمريكا. وبعد ذلك تبوأ رئاسة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ولكن أطيح به بعد فضيحة تسريبه معلومات سرية لصديقته. واليوم وبعد الانتصارات الرائعة التي حققها الجيش العراقي والحشد الشعبي ورجال العشائر العربية السنية والبيشمركة في مطاردة عصابات داعش، طلع علينا بترايوس بتصريح خطير لصحيفة (واشنطن بوست)، مفاده أن الحشد الشعبي أو كما سمّاه (المليشيات الشيعية المدعومة من إيران) أخطر على العراق والمنطقة من داعش!!!(1).

والجدير بالذكر أن الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية المسلحة والحشد الشعبي، أثارت حملة هستيرية من مختلف الجهات، داخلية (من كتل سياسية مشاركة في السلطة مثل علاوي والنجيفي، والهارب من وجه العدالة الإرهابي، طارق الهاشمي.. ومن لف لفهم من الذراع السياسي لداعش)(2)، وجهات خارجية مثل السعودية على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل الذي قال: "ان وجود القادة الشيعة في الخطوط الامامية للمعارك ضد تنظيم "الدولة الاسلامية " رسالة واضحة توضح ان المعادلة تغيرت وتحولت بشكل كبير لجانبهم وهي تدق ناقوس الخطر بالنسبة لنا... إلا اننا لم نكن نتصور في يوم من الايام ان يتعانق قادة الشيعة وهم يضحكون على أشلاء المقاتلين السنة في مسقط رأس الراحل صدام حسين" محذرا" من كارثة ستضرب المنطقة اذا استمر هذا الوضع".
وهذا يعني أنه لا يريد الهزيمة لداعش، خاصة " في مسقط رأس الراحل صدام حسين".

وبضغوط من السعودية، انطلق شيخ الأزهر (الطيب) بإصدار تصريحات مماثلة يدين فيها هذه الانتصارات، عازفين على الوتر الطائفي، وهو أن "المليشيات الشيعية المدعومة من إيران" تقتل المدنيين السنة الأبرياء.
إن دخول السيد بترايوس على الخط، وفي أكبر صحيفة أمريكية واسعة الانتشار(واشنطن بوست)، يعطي دفعاً جديداً لهذه الحملة الهستيرية ضد الانتصارات التي حققها الشعب العراقي على خوارج العصر (الدواعش)، وله دلالة مهمة ألا وهي أن جميع الساخطين والمتذمرين من هذه الانتصارات على (داعش)، لا يريدون هزيمة داعش، بل أنهم ساهموا في خلق هذه العصابات كل حسب إمكانياته ودوره، و لأغراض مختلفة. وهذه التصريحات منسقة، وحسب الأدوار والوقت المناسب، وتشتد في عدوانيتها ضد العراق كلما تأكدت لهم هزيمة داعش.
ولذلك فعندما نقول أن لإدارة أوباما يد في صنع داعش فليس من باب نظرية المؤامرة. فنحن ضد نظرية المؤامرة عندما يعلق العرب غسيلهم القذر على شماعة الغرب، ويؤولون أسباب فشلهم وكوارثهم على أمريكا وإسرائيل، ويبرؤون أنفسهم وموروثهم الاجتماعي من أية مسؤولية عن تخلفهم. ولكن هذا لا يعني عدم وجود مؤامرات وتنسيق ودسائس لعرقلة التنمية في البلاد العربية ولصالح إسرائيل.

صحيح أن داعش والقاعدة وغيرهما من المنظمات الإرهابية الدينية تستمد أيديولوجيتها من النصوص الدينية ولا شك في ذلك. ولكن لنكن واقعيين، وكما قال المستشرق الأيرلندي الراحل فريد هاليدي: "إن جميع الأديان السماوية فيها نصوص تدعو إلى العنف و إلغاء الآخر". وحتى البوذية المسالمة لم تستثنى من العنف إذ أرتكب بوذيون مجازر رهيبة بحق المسلمين في بورما قبل عامين. ولكن تبقى هذه النصوص الدينية التي تدعو إلى العنف خامدة إلى أن يوقظها دعاة العنف ولأغراض سياسية. فهناك قانون فيزيائي يفيد بإمكانية تحويل الطاقة من شكل إلى آخر، ففي الذرة طاقة هائلة يمكن استخدامها لأغراض سلمية مثل إنتاج الطاقة الكهربائية، وفي الطب...الخ)، ويمكن تحويلها إلى سلاح الدمار الشامل منها. وكذلك الدين يمكن استخدامه للخير وللشر.
فقد بات الدور الأمريكي والسعودي معروفاً في تأسيس (القاعدة) وطالبان وغيرها من منظمات "المجاهدين" لمحاربة القوات السوفيتية وإسقاط الحكومة الشيوعية في أفغانستان، والتي سبقها ورافقها ولحد الآن، فتح عشرات الألوف من المدارس الدينية في باكستان وأفغانستان ومصر وغيرها من مناطق العالم لنشر التطرف الديني وفق العقيدة الوهابية. وهناك بحوث من أكاديميين أمريكان يؤكدون ذلك(4). كذلك عملت أمريكا وبواسطة السعودية وقطر وتركيا في تأسيس جبهة النصرة وداعش، لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، والتخلص من نوري المالكي في العراق. أما الإدعاء بأنهم يساعدون الجيش السوري الحر (المعتدل)، فهذا مجرد تبرير إعلامي، وما الجيش الحر إلا الواسطة لإيصال الدعم الأمريكي عن طريقه إلى الإسلاميين المتطرفين (النصرة وداعش).

وما الضجة التي أثارها القادة السياسيون والعسكريون الأمريكان ضد الانتصارات على داعش في العراق إلا دليل على أنهم لا يريدون هزيمة داعش. إذ راح الرئيس أوباما يردد عشرات المرات أن إلحاق الهزيمة بداعش يتطلب سنوات...!! وما أن رأوا هزيمة داعش في تكريت بفترة وجيزة حتى جن جنونهم وتحركوا باسم منظمات حقوق الإنسان، وإثارة النغمة الطائفية، في الوقت الذي نرى فيه الشرفاء العقلاء من أهل السنة، من رجال دين وسياسيين وشيوخ عشائر يدعمون الحشد الشعب ويعربون عن امتنانهم لتضحياتهم (يرجى فتح الروابط أدناه: 5 و 6 و7).

أمريكا امتنعت عن مساعدة العراق بالسلاح والعتاد، عدا إرسال مستشارين لتدريب القوات العراقية ولا نعرف مدى فاعلية هذه المساعدات، أما السعودية وقطر وتركيا فيدعمون داعش بالسلاح والمال والإعلام علناً وبلا خجل. ولذلك لم يبق أمام العراق سوى القبول بالدعم الإيراني. فكيف للعراق أن يواجه أشرس تنظيم إرهابي متوحش دون مساعدة خارجية؟ وهل من الحكمة أن ترفض الحكومة العراقية المساعدات الإيرانية وفي هذا الظرف الحرج؟

تنقل لنا الصحفية ديبورا أيموس في مقابلة لها مع السيد علي دوداح الجبوري، عمدة شرقاط قوله: "أن داعش هي العدو المشترك، وأن طهران حصلت ولائه لأن إيران قدمت لنا المساعدات بينما لم يقدم الأمريكيون لنا شيئا...لا أحد ساعدنا عندما جاء داعش، لا أمريكا، ولا تركيا ولكن ساعدتنا إيران، مع البنادق والدبابات والصواريخ."(8)

خلاصة القول، إن جميع الذين يطالبون الحكومة العراقية برفض المساعدات الإيرانية، ويواصلون الشحن الطائفي، ويعتبرون هزيمة داعش هزيمة لسنة العراق فهم مع داعش ودليل أن داعش يحارب الشعب العراقي ويقوم بالأعمال القذرة لصالحهم ونيابة عنهم. وقد أدرك عقلاء سنة العراق، من دينيين وسياسيين ورؤساء عشائر هذه اللعبة أنهم هم المستهدفون وأنهم من أكثر المتضررين من داعش. لذلك فالمعركة مع داعش هي مسألة حياة أو موت، ومن الحكمة أن ترحب الحكومة العراقية وجميع مكونات الشعب العراقي وخاصة السنة، بالدعم الإيراني في معركته المصيرية، وليذهب داعش وأنصار داعش من تركي الفيصل وبترايوس وأمثالهما إلى الجحيم.

[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة

1- بتريوس: المليشيات الشيعية الخطر الأكبر على استقرار العراق وليس "داعش"
http://www.akhbaar.org/home/2015/3/187377.html

طارق الهاشمي يقول إن المشاركين في معركة تكريت "غزاة وليسوا بمحررين"
http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/92623--q-q.html

3- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات - عبدالخالق حسين
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=723

4- مقال السفير الأمريكي كورتين وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية
http://www.aafaq.org/malafat.aspx?id_mlf=11

5- فيديو (3 دقائق) كلام اكثر من رائع للشيخ عدنان العاني بحق الحشد الشعبي وبيان الازهر الاخير
https://www.facebook.com/video.php?v=458632020962690

6- فيديو (11 دقيقة) الإعلامي المصري إبراهيم عيسى: الأزهر .. وإشعال الفتنة بين السنة والشيعة
https://m.youtube.com/watch?v=VOgKqLO371c&feature=youtu.be
7- الآلوسي: الاتهامات للحشد الشعبي هي هجوم على العراق وعلى الجميع الدفاع عنه
http://www.akhbaar.org/home/2015/3/187381.html
8 -Deborah Amos covers the Middle East for NPR News: In Tikrit Offensive, Local Sunnis, Shiite Militias Are Unlikely Allies
http://www.npr.org/blogs/parallels/2015/03/19/394099648/in-tikrit-offensive-shiite-militias-form-unlikely-alliance



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات
- وسقط القناع عن الوجوه الكالحة
- تدمير الآثار الحضارية، توحش بثوب القداسة
- مدى الجدية في تحرير الموصل
- الإرهاب مآله الفشل
- مرة أخرى، داعش يفضح مناصريه
- حول التعامل مع حزب البعث
- بلا شماتة..هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم
- إياكم وقطع الأرزاق!!
- هل داعش صناعة أمريكية؟
- الأغبياء يخدمون أعدائهم
- الحضارة في مواجهة البربرية
- الشر في خدمة الدين، والدين في خدمة الشر
- (الحرس الوطني) هو الغطاء الشرعي لداعش
- العقل في خدمة العاطفة
- مشكلتنا مع الذين لا يفهمون ما يقرأون!
- مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي
- ذهنية الإستغفال!
- لماذا (فشل) المالكي في إطلاق ابنه وأمواله المحتجزة في لبنان؟
- علاقة أردوغان بداعش


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي