أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - النص الأدبي المتميز لا جنس له














المزيد.....

النص الأدبي المتميز لا جنس له


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


النص الأدبي المتميز لا جنس له
بقلم: بشير خلف
القلم الأنثوي واقعٌ يفرض نفسه، ويمكن تقييمه من حيث هو بوحُ الخلجات السريّة حينما تجتمع النساء في دائرة مغلقة لها خصوصية، واستثناء قد لا يفهمها الرجل ..المرأة أبرع في التقاط النتوءات المهملة، وأدقّ في تصوير التفاصيل المهمّشة، والتي لا يراها الرجل، أو يتجاهلها بحكْم تقييمه المختلف عن المرأة، والذي قد لا يرى أهمية لهذه التفاصيل.
العديد من النقاد يروْن أن النص الأدبي يستطيع المتلقّي الخبير أن يكشف جنس كاتبه على الفور بحكم الاختلافات الكثيرة التي تلوّن النص إنْ كان أنثويا أو ذكوريا ..قد يختزل الكاتب بعض المشاهد، وينغلق على الحدث بشكل مكثّف دون الخوض في الجزئيات المُملّة، والتفاصيل المخلخلة للفكرة، فيأتي نصّه متينا، مركَّزًا مشبعا غنيا، في حين تبدو المرأة أشبه بشبكة عصبية متصلة ببعضها، ومنفعلة مع كل الدقائق الصغيرة والبعيدة، فهي تتسع أفقيا بينما نص الرجل يتغلغل عموديا، وإنْ كان النص الأدبي يحمل صبغة الذكورة أو الأنوثة، فإن القاسم المشترك بينهما هو الهدف .
إن النص الأدبي لا يأتي أنثويا بحتًا، ولا ذكوريا بحتًا، لأنهما متصلان ببعض فطريا، ومتناغمان في سياق المبنى العام للنص.. فالمرأة حينما تكتب معاناتها، إنها تفعل ذلك في إطار علاقتها بالرجل أبًا كان أم زوجًا، أخًا، ابنًا، حاكمًا، أو مســـؤولا.. فالعلاقات الإنسانية المتفاعلة تفرض نفسها في النص كعنصر هام وحيوي؛ ومن هنا نقف على ضفاف الإشكالية التي يطرحها المصطلح، إشكالية مجتمع يقبل المرأة ويرفضها، وفي رفضه ينكر عليها ذاتيتها وتفردها واختلافها، الأمر الذي يؤثر في مكانة المرأة لصالح تثبيت مكانة الرجل. وواضح ما في هذا الموقف من التناقض، والازدواجية، والتعارض مع منطق يفترض التساوي في الواجبات، ويغض الطرف عن الحقوق. والحال إن أهم حقوق المرأة هو التعبير عن ذاتها وحقها في بلورة رؤيتها لذاتها عبر الإبداع.
شخصيا ومن خلال تجربتي الإبداعية، وخبرتي .. وقراءاتي الكثيرة للنصوص الذكورية والأنثوية أرى أن الملامح الأنثوية المنتِجة للنص الأدبي لا تنتقص من قيمته الفنية البتّة، ويُفترض في رأيي ألاّ تكون مقياسًا يُصنّف الأدب بسببه إلى أدب نسوي، وأدب ذكوري لأن ذلك عمليا لا يخدم القيمة الفنية للنص الأدبي المنتج ؛ بل هو تصنيف نظري أكثر، ولعلّنا إنْ أخفيْنا في بعض الإبداعات هُــوية منتجة النص الأدبي تمامًا، أو استبدلنا اسم الأنثى باسم ذكر لما تنبّه المتلقّي لذلك، فالنص المميّز ذو المقومات الإبداعية الراقية يفرض نفسه بغضّ النظر عن جنس منتِجه..



#بشير_خلف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله بأقلام أحبابه
- أبو القاسم سعد الله .. بعيون مختلفة
- البحث عن النصّ الأدبي الجزائري في الكتاب المدرسي ... !!
- عالمٌ يمور بالأحداث المتسارعة... المثقف العربي عنه غائبٌ ومغ ...
- قراءة في كتاب: الطريق إلى قنادسة
- الفن إبداع إنساني
- مبادئ الأنثروبولوجيا ..علم الإنسان
- الربيع العربي ..إلى أين؟
- النص الأدبي النسوي..تحدٍّ للمعوقات وتطلّعٌ إلى الحرية
- النصّ الأدبي الجزائري..مُقْصى من الكتاب المدرسي إلى أجلٍ غير ...
- حساسية الروائي..وذائقة المتلقي
- الكتابة .. تلك السلطة الخالدة !!
- مجلات الأطفال ..وسيط ثقافي متجدد
- شخصيات ثقافية..مآثر ومواقف ونصوص
- مرّة أخرى بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني..
- لماذا فشلنا في تدريب أبنائنا على استثمار القراءة؟
- حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-
- هذا هو المثقف الحق في اعتقادي
- حائط رحمونة..قراءة في مجموعة قصصية
- اللون في القرآن الكريم والشعر


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - النص الأدبي المتميز لا جنس له