أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-















المزيد.....

حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 19:38
المحور: الادب والفن
    



حملة توفير" كتاب لكل مواطن في الجنوب"
الإشكالية في المقروئية..؟!
" القراءة تصنع الرجل الكامل، والنقاش يصنع الرجل المستعد
،والكتابة تصنع الرجل الدقيق"
(فرانسيس بيكون)
بقلم: بشير خلف
انطلقت حملة دعْم القراءة قبل أيام قليلة، وبالضبط يوم 19 أفريل 2011 من أحد فنادق الجزائر الفخمة تحت شعار أُطلق عليه" كتاب لكل مواطن في الجنوب" والمقصود هنا: الجنوب الجزائري الذي خريطته تحتضن 13 ولاية من ولايات الجزائر 48.
البعض من القائمين عليها ومن بينهم سيدتان محترمتان تعيشان ما ينيف عن العقديْن من الزمن خارج الوطن، وتزورانه مرة في السنة، أو مرّتيْن ..إحداهنّ أديبة كبيرة تستقرّ في عاصمة دولة أوروبية إلى جانب زوجها غير الجزائري، والثانية إعلامية مرموقة هي أصْلاً خريجة التلفزة الجزائرية تعمل، وتستقر في إحدى دول الخليج حددتا مع غيرهم من المقيمين بالوطن في هذه الحملة أهدافًا منها:
ــ التشجيع على القراءة، ورفع الغـــبْن عن مواطني الجنوب.
الإعلامية الكبيرة قالت:
ــ إنها تبنّت الحملة منذ اللحظة الأولى ،لأنها ستكون معْـبرًا إلى الحداثة والوعي في ربوع الجنوب.
الأديبة الكبيرة قالت:
ــ إنّ مبادرة توزيع الكتب تهدف إلى دعْـــم القراءة في الجنوب عبـــْر إيصال أكبر قــدْر من الكتب إليه، مضيفة أنها تجسّد رغبتها في تحقيق شيء لسكّان الصحراء، الذين يشكّلون لي هاجساً كبيرًا، لشعوري بأنّهم مظلومون، ولا يلقون الاهتمام الكافي".وأنها تسعى إلى كــسْــر الحصار الثـقافي والنفسي عن المنطقة".
" التشجيع على القراءة "، " رفْع الغبن عن سكان الجنوب "، " نشْر الحداثة والوعي لدى سكان الجنوب "، " توفير كتاب لكل مواطن بهذه الربوع الجنوبية من الجزائر".
القارئ المتسرع تدغدغه شعارات الحملة
إن القارئ العابر لهذه الأهداف ستهزّه، وسيرتاح إليها على أن القيّمين على هذه الحملة تحرّكهم دواعٍ إنسانية راقية؛ إنما المتمعّن والمتوقف عند كل عنصر سيكتشف أن خريطة الجزائر السكانية قسمان، قسم في الشمال والهضاب ينعم بالمعرفة، ووسائلها المختلفة بما في ذلك الكتاب، وكذا انتشار الوعي، وعيش الحداثة، وقسم ثانٍ في جنوبها مغبون يرتع في الجهل والفاقة، وحُرم من المعرفة ومن وسائلها التي أقلّها الكتاب.
جهْـــلٌ أو تجاهلٌ
ومن غرائب سلوك هؤلاء التي كان من المفترض أن تنطلق حملتهم من إحدى المؤسسات الثقافية، أو التعليمية، أو الجامعية..انطلقت من فندق فخم من فنادق الجزائر لا علاقة له بمُــواطِن الجنوب، ولا بالكتاب، ومن أغْرب الغرائب أيضًا أن يكون مقصدهم الأول ولاية من ولايات الجنوب تشكل عبْر التاريخ البعيد والحديث، والمعاصر قلعة من قلاع الثقافة العربية الإسلامية،وطاقة جبّارة في الدفاع عن هُويّة الأمة الجزائرية..هي من مناطق الوطن التي كان لها السبْق في تشييد قلاع العلم، ومن بينها معهد معروف منذ سنة 1925 والذي لم يغلق أبوابه حتى في عهد الاستدمار، ولا يزال يؤدي رسالته إلى يومنا هذا.." معهد الحياة "، وما أدراك ما معهد الحياة بمدينة " القرارة" بولاية غرداية.
معهد به المراحل المتوسطة أو الإكمالية، والثانوية، ومرحلة التعليم العالي في الشريعة الإسلامية كما تدرس فيه جميع المواد المقررة: الرياضيات، الفيزياء،العلوم، اللغات،الأدب، التاريخ والجغرافيا ...إلخ. إضافة إلى: القرآن الكريم،علوم القرآن، التجويد،التفسير،التوحيد، أصول الدين، الفقه، أصول الفقه، الحديث الشريف وعلومه،السيرة النبوية، تاريخ، وفقه المذهب الإباضي.
على ما يقرب من 75 عاما تخرجت من هذا المعهد أجيال من العلماء والمصلحين، والمربين، والأدباء
والشعراء، ومن حملة الدكتوراه والماجستير، وأعضاء البعثات العلمية إلى العواصم العربية؛ومنهم من تميز في التأليف والتحقيق،والإبداع الأدبي،ومنهم من تقلد المناصب السياسية والنيابية والقضائية،والتدريس بالجامعات.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
غـــــيضٌ من فــــيضٍ
ولاية غرداية التي كانت أول محطّة لهؤلاء، عُـــــرِف واديها..وادي ميزاب منذ أن استوطنه سكانه الأوائل، شكّل حاضرة للعلم والعلماء بقدْر ما كان محطة لها اعتبارها الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة التجاري إلى يومنا هذا، أليست ربوع وادي ميزاب هي التي أنجبت كوكبة من العلماء والمثقفين ولا تزال ..منهم:
الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، الشيخ محمد بن الحاج يوسف طْفِــيَّـشْ، الشيخ صالح بن يحيى الطالب باحمد،الشيخ حمو بن محمد عيسى النوري، الشيخ عميد الصحافة أبو اليقظان إبراهيم، الشيخ عبد الرحمن بن عمر بكلي، الشيخ محمد علي دبوز، الشيخ شريفي سعيد عدون، الشاعر قدور بن لخضر بيتور، السيدة مامه نسليمان، الثائر رمضان حمود.(1)
وماذا لو أضفنا إلى هؤلاء كوكبة أخرى من وادي ميزاب أنارت المشهد الفكري والثقافي الجزائري بدءًا من أيام الاستقلال إلى يومنا هذا، نذكر منهم إلاّ قلة على سبيل المثال، كالشيخ حمو فخار، والشاعر الكبير مفدي زكرياء،والأديب صالح خرفي، الدكتور بابا عمي محمد بن موسى،الدكتور محمد ناصر، وغيرهم.
أهـــذا الحراك الثقافي، وهذا الزخم المعرفي، وهذه القوافل المتخرجة كان يحصل بدون الكتاب ؟ !!
وماذا لو تطرّقنا إلى التاريخ الثقافي،والعلمي، ورجالات الفكر والتربية، وكذا المشهد الثقافي في ولايات أخرى على غرار: أدرار، ورقلة، الوادي، لما كفتْنا هذه المساحة المحدودة من هذا الفضاء.
إن ولايات الجنوب الثلاثة عشر لم تخل واحدة منها من جامعة،أو مركز جامعي.. بعض الولايات وصلت نسبة التمدرس بها إلى خمسة وتسعين بالمائة، والفتاة في المتوسطة، والثانوية، والجامعة تتفوق على الفتى تمدرسًا، ومستوى علميا، وحتى تخرّجا، وحينما نتكلم عن علماء الجزائر عبْر التاريخ سنجد أعلامًا من الجنوب شوامخ فاق عددهم بعض مناطق شمال الجزائر؛ ثم إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم أن تكونت سنة 1931 ما كان أغلب روّادها الأوائل إلاّ من الجنوب، والمقام لا يسمح لنا هنا بذكر الأسماء.
كما أن المرأة في الجنوب الجزائري لها مكانتها الاجتماعية والعلمية منذ القديم، وتدعّمت هذه المكانة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، وقد تبوّأت مكانتها في كل القطاعات، وقد أعلمني صديقٌ لي أنه أعدّ دراسة وافية ستصدر ضمْن كتاب له عن النساء الرائدات اللواتي تبوّاْن مناصب هامّة، وكنّ في الطليعة منذ الاستقلال، وهنّ أصلاً من هذه الولاية الجنوبية سواء داخل الولاية، أو في باقي الولايات، أو حتى خارج الوطن، فوجد عددهن تسعين تنوعت بين وظيفة: المُــدرِّسة، والطبيبة إلى القاضية، والعضوة في المجلس الشعبي الولائي، المهندسة المعمارية، والأستاذة الجامعية، وصاحبة الأعمال، وغيرها من الوظائف والنشاطات..وبطبيعة الحال أيامنا هذه صرْن بالآلاف اكتسحْن كل مجالات الحياة.

الكتاب الوسيلة المدلّلة
وحتى تكون الصورة واضحة ودقيقة أمام القارئ الكريم فيما يتعلق براهنية الكتاب، ودعْمه ماليا، ونشْره سواء من طرف القطاع الثقافي الرسمي،والمركز الجامعي، أو من طرف الجمعيات الثقافية الفاعلة، وحتى من لدن المثقفين والمبدعين بإمكاناتهم الخاصة، أو في إطار إصدارات مشتركة بينهم ..فإني أقدم بعض المعطيات الإحصائية في إحدى ولايات الجنوب الجزائري.
مديرية الثقافة بهذه الولاية الجنوبية استفادة منذ 2009 بـ 72800 كتاب جديد من إصدارات وزارة الثقافة توزعت بين صنوف المعرفة، وُزع ومنها ما ينيف عن 21794 كتابا على المكتبات العامة، وما يزيد عن 2000 كتاب على بعض المؤسسات التعليمية، والباقي على المكتبات البلدية المنجزة حديثًا.
كما وُزّعت كتُبٌ مقتناة ـ أي مشتراة ـ من المعارض التي تُـنظم تباعا بالولاية مجموعات من الكتب ذات التخصصات المختلفة، وفي صدارتها الكتب العلمية، وُزّعت أيضًا على المكتبات البلدية الحديثة الإنجاز، إذْ كان نصيب كل مكتبة بلدية 2750 كتاب، و200 قرص مضغوط يتضمن مئات الكتب، كي تُضاف هذه الكتب الجديدة إلى آلاف أخرى تحتضنها هذه المكتبات التي تنضاف إليها المكتبة المتنقلة الممنوحة لهذه الولاية على غرار الولايات الأخرى عبْر الوطن..المكتبة المتنقلة تضم 3800 كتاب، ومنذ أن وصلت الولاية وهي تجوب البلديات النائية، وخاصة الحدودية لنشر الكتاب، وتدعيم المقروئية.
وفي كل سنة تُرصد ميزانية معتبرة لابتياع الكتب الجديدة، وتدعيم المكتبات العمومية، والمكتبات البلدية، ومكتبات المؤسسات التعليمية، فعلى سبيل المثال بلغت هذه الميزانية في سنة 2010 ثلاثة ملايير سنتيم.(2)
دار الثقافة فضاء رحْبٌ آخر..
بدار الثقافة بعاصمة هذه الولاية توجد مكتبة حديثة الإنجاز مقرّا، عريقة وجودا بعاصمة الولاية، تتوفر على كل الشروط المساعدة على المطالعة، وتُسيّر وفق النظام العالمي..تضمّ ما ينيف عن 17000 كتاب في كل مناحي المعرفة، سيّما ما يساعد طلبة وطالبات المركز الجامعي القريب من هذه المكتبة..عدد المشتركين كبير ونسبة 90 % منهم جامعيون، والعدد يتزايد من سنة إلى أخرى ممّا اضطرّ مسيري المكتبة إلى تقسيم المشتركين إلى فوجيْن، وحتى إعارة الكتب تخضع لهدا التفويج.
هذه المكتبة تُثرى سنويا بمئات العناوين كل سنة من خلال الميزانية السنوية المرصودة لدار الثقافة،بحيث ما خُصّص للمكتبة أثناء سنة 2010 خمسة وستون مليون سنتيم، وفي هذه السنة أربعون مليون سنتيم؛ أو من هبات المثقفين، والمواطنين والتي أحيانًا تكون في شكْل إهداء مكتبة كاملة.(3)
الكتاب يعرض نفسه
في عاصمة الولاية تتواجد 15 مكتبة تجارية عامرة بشتى أنواع الكتب، ومختلف العناوين والتي كثيرا ما تكون بها آخر الإصدارات، لأن دُور النشر على المستوى الوطني ما تفتأ تُوصل آخر إصداراتها وتزود هذه المكتبات بما جدّ عندها..ضفْ إلى ذلك المكتبات التجارية الأخرى المتواجدة في باقي البلديات، ففي مقر بلدية غير بعيدة عن عاصمة الولاية توجد بها سبع مكتبات عامرة بشتى العناوين، ومركز ثقافي به مكتبة معتبرة.
كل مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي على غرار ولايات الوطن تتواجد بها مكتبات تضم آلاف العناوين، وتُـــثْـرى باستمرار،دون أن ننسى مكتبة المركز الجامعي الضخمة، وهي المكتبة التي يستفيد منها الطلبة والطالبات عن قرْبٍ ..مكتبة يتزايد عدد الكتب بها سنويا بفضل الميزانية المخصصة لذلك، والتي يشارك الأساتذة، والطلبة في اقتناء عناوينها من خلال المعارض السنوية للكتاب التي تقام داخل المركز الجامعي.
ألا يكفي هذا؟ ..وماذا لو تحدثنا عن مكتبات أخرى عريقة، تطور نفسها باستمرار من حيث تدعيم الكتاب، ومن حيث زيادة مشترياته منها مكتبة زاوية سيدي سالم الرحمانية، ومكتبة الزاوية التجانية القديمة، والحديثة المنجزة ضمن المركز الثقافي الجديد بالزاوية، ومكتبة الزاوية الهبرية.
كل الصحف الوطنية وباللغتيْن تكون منذ الساعة الخامسة صباحا في متناول القارئ بعاصمة الولاية، وما أن تحل الساعة التاسعة حتى تكون هذه الصحف بين يدي القارئ في كل البلديات.
الكتاب يقود الحراك الثقافي
في هذه الولاية الجنوبية الكتاب يتصدر المشهد الثقافي، بل هو السلطان المدلّل ..الكل يهتم بالكتاب، لا نبالغ إنْ قلنا بأن عاصمة الولاية بها عشرون مطبعة لطبع الكتاب، بل لصنعه في مستوى راقٍ.. كل مثقف، أو مبدع، أو أستاذ جامعي زار هذه الولاية لمس، ويلمس هذا بنفسه..
مديرية الثقافة لها برنامجها في طبْع الكتب، تُصدر سنويا كتب: ملتقى الشعر الفصيح، التراث الثقافي،مهرجان الأغنية السوفية، كتب أخرى لمثقفين ومبدعين بحيث هذه الأيام ستصدر 11 عنوانًا لهؤلاء تشجيعا لهم، وحرْصًا على نشْر الكتاب وتوزيعه.
دار الثقافة تكفلت بإصدار كل ما يتعلق بالموروث الشعبي في شكل دواوين، أو دراسات، فضلاً عن نشْر أعمال أخرى لمثقفين ومبدعين، كما أن هناك جمعيات ثقافية لها إصداراتها السنوية التي تجمع فيها محاضرات الملتقيات، والندوات التي تنظمها، كما أن لها إصدارات أخرى تصبّ في تشجيع المثقفين والمبدعين.
إن المركز الجامعي بالولاية يساير هذا الحراك الثقافي، ويساهم فيه بفعالية من خلال الملتقيات السنوية التي ينظمها العديد من المعاهد سيما معهد الآداب واللغات، معهد العلوم الاقتصادية، معهد العلوم الاجتماعية، معهد الحقوق والعلوم الإدارية..محاضرات هذه الملتقيات تصدر في مجلاّت محكمة تباعًا، تثري بدورها المكتبة الجامعية، وتوزع على المثقفين والكُتّاب.
العديد من مثقفي الولاية ومبدعيها انتهجوا طريقة المبادرة الشخصية، أو التشاركية في طبْع أعمالهم الثقافية والإبداعية، والترويج لها بواسطة البيع بالإمضاء، وكذا من خلال التواصل مع زملاء لهم في ولايات أخرى.
إصدارات تعدّدت بقدْر ما تنوّعت
صدر في هذه الولاية لكُتّاب ومثقفين ينحدرون من هذه الولاية، أغلبهم حاليا مقيمون بها، أو يشتغلون خارجها في ربوع الوطن، أو حتى خارجه:
في الشعر: 42 عملا. في اللغة العربية:10 دراسات. في الأعلام:12 في السيرة. في المسرح: 8 مسرحيات.
في الاجتماع:11 دراسة.في القصة: 15 قصة، أو مجموعة قصصية.في الفن:8 دراسات.في القانون:22 دراسة.في الثقافة:30 دراسة.في التاريخ: 45 دراسة.في التربية:50 دراسة.في الدين:15 دراسة.في التصوف:18 دراسة.(4)
وبعد هذا فإني أتساءل مع غيري من متتبعي المشهد الثقافي بهذه الولاية،وغيرها من ولايات الجنوب، والذين آلمهم الإعلان عن هذه الحملة والترويج لها إعلاميًّا مهما كانت نيات أصحابها..أتساءل هل ولاية مثل هذه في حاجة إلى تسوّل الكتاب لها ؟وهل هي محلّ شفقة تستنهض أهل الخير كي يتبرّعوا لها بالكتاب..وهل الولايات الأخرى الجنوبية تفتقر إلى الكتاب كذلك ؟
إحداهما صرّحت بأن انضمامها إلى حملة " توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب " دافعه غرْس الوعي والحداثة لدى هذا الجنوبي، وصاحبتها دافعها الشخصي: التشجيع على القراءة، ورفع الغبن عن سكّان الجنوب.
يا لله ..!! كم أنت مسكين يا مواطن الجنوب متخلف فكريا في حاجة إلى الوعي، ومتأخر حضاريا أنت في حاجة إلى الحداثة كي تتقدم ..أنت في الحضيض مغبون وفي حاجة إلى منْ يرفع الضيْم عنك، وقد جاء من ينقذك.
الإشكال يا ناس في المقروئية
لا نحكم على النوايا..إنما كان على هؤلاء أن يحضّروا للموضوع تحضيرا متأنيا، وأن يشْركوا كل منْ له رأي، وأن يكون مشروعا مستمرّا يُحيّن زمنيا، ويتمحور،وألاّ يكون حملة يتحرك أصحابها حينما يحلون بالجزائر مرّة في السنة، أو مرتيْن، وقبل هذا إذا سلّمنا بأهمية العملية كمشروع، الإشكال في رأينا ليس في الكتاب، وجوده وعدمه، توفّره بالقدْر الكافي أو انعدامه..الإشكال يا سادة في المقروئية ونسبها المختلفة بين منطقة وأخرى، وهو الإشكال الذي يشترك فيه مواطن الجنوب الجزائري مع مواطن الشمال الجزائري، بل مع مواطن العالم الثالث..القضية ليست في حملات استعراضية آنية يرافقها بريقٌ إعلامي، الحلول في استراتيجية فعّالة في غرْس روح القراءة والمطالعة الجادّة.

هوامش:
(1) ــ منتدى الشريعة والقانون/معهد الحياة بالقرارة.
(2) ــ معطيات من مديرية الثقافة.
(3) ــ معطيات من دار الثقافة.
(4) ــ أ.سعد العمامرة.الإنتاج الفكري الثقافي السوفي..جمعية الجماعة السوفية بالوادي.إصدارات دار الثقافة بالوادي.2010



#بشير_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو المثقف الحق في اعتقادي
- حائط رحمونة..قراءة في مجموعة قصصية
- اللون في القرآن الكريم والشعر
- مسألة الهوية في الشعر الجزائري المعاصر
- أعلام وادي سوف في الشعر الملحون
- ظاهرة انتحار التلاميذ..إنذارٌ بفشلِِ النظام التربوي
- الكتاب الورقي على عرشه باقٍ
- بئس بعض المثقفين المزيفين
- تجليات الخطاب الشعري الجزائري المعاصر مقاربات متنوعة للخطاب ...
- ..عندما تقود الثقافةُ السياسةَ
- الخطاب الديني بين الغلوّ والاعتدال
- نعمة الطبيعة وجمالها
- الفنون الجميلة من رؤى إسلامية
- المبدع ومحنة الامتثال
- التراث والهوية ..التماهي والتكامل
- الفيلسوف المفكر مالك بن نبي ..في ذكرى مولده ووفاته
- التنمية الثقافية ..البعد الباهت !!
- تنمية الحجر قبل تنمية البشر
- اختلف الناس في فهمهم للجمال
- متى نثمّن العلم ونوقّر العلماء؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-