أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - الفنون الجميلة من رؤى إسلامية














المزيد.....

الفنون الجميلة من رؤى إسلامية


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


" الفــن عمل يتأسس على الوعي والتفكير
مثال قطعة خشب منحوتة عمل فني لأني انجازها
قام على الوعي والتفكير والحرية وتحديد الغاية."
( كانط ..فيلسوف ألماني)
الفن هو محاولة التعبير عن الجمال والحسن الذي يتراءى في أرجاء الكون، وينبعث من داخل كل صورة في الوجود، فيبهر الإنسان، ويغمر وجدانه بالإحساس بوجود وشائج نسب خفية، وأواصر تناسب عميقة بينه وبين هذا الجمال إلى حد الرغبة في الالتحام به أو الذوبان فيه.
ويعرفه الدكتور محمد ذكي العشماوي بقوله: « إن الفن هو ما يُخرجه الإنسان، من عالم الخيال إلي عالم الحس، ليحدث في النفس أُنْـساً، أو إعجاباً، أو تأثراً بالجمال .»
فالفن نوع من أنواع الانبهار بالجمال الكوني، وحالة من حالات الاستغراق في التأمل الجمالي، كما أنه قد يبتعد عن الواقع، فيكون تفريغاً للقوى المخيلة لدى الإنسان.
ووفقًا للخصائص التي تميّز بها الفنّ الإسلاميّ، نرى أنّ هناك عناصر أساسية لا بُـدّ أن تتوفّر في الفنّ حتّى يكون فنّا جميلا، منها :
1 ـ أن يكون الجمالُ غاية فيه وليس أمرا عارضا.
2 ـ أن يكون الموضوع الذي يتناوله من باب التحسينات، والكماليات، وليس من باب الضروريات .
3 ـ أن يكون فيه قابليةٌ للإبداع ووجود الجديد .
واستنادا لهذه العناصر يُقال : إن النجارة، والحدادة صناعةٌ، وليست فنّا، فالجمال ليس عنصرا أساسيا في تكوينها، وإنما المنفعة هي الأساس فيها، وهي من باب تلبية الضروريات، وليس الكماليات .كما أن البحث في نظرية علمية، أو اختراع آلة هو علمٌ، وليس فنّا لانتفاء القصد الجماليِّ ..وهكذا .
ومنه أن الحِرف والصناعات ليست فنونا، وإنما هي حِرفٌ وصناعاتٌ قد تُوصف بالدّقّة، والمهارة، والإتقان لغلبة العنصر الصناعي فيها حتّى وإن كانت تتوفّر على لمسات فنّية أبدع فيها فنّانٌ، أو بفعل الآلة . من وجهة النظر الإسلامية إمّا أنّ هناك فنٌّ جميلٌ غايته الإمتاعُ، أو هناك حِرفٌ وصناعاتٌ نفعيةٌ غايتها المنفعة.
الأستاذ صالح أحمد الشامي في كتابه " الفن الإسلامي" يوضّح الموضوع أكثر بقوله :
« …وعلى هذا نقول : فن القول فنٌّ جميلٌ ، لأن الجمال مقصودٌ فيه، والجمال من باب التحسينات، وميدان القول أيضا ليس هناك ما يضبطه، فقابليته للجديد مفتوحةٌ. والرّسم والنحت فنّان جميلان، لأن الجمال أساسيٌّ فيهما ، وهما من باب الكماليات، وليس من الضروريات، وإمكانُ الإبداع، وإيجاد الجديد فيهما .»
والسّماعُ والموسيقى فنّان جميلان، إذ الجمال مقصودهما، وهما من باب الكماليات، وميدان الإبداع، وإيجاد الجديد واسعٌ فيهما. والبناء فنٌّ جميلٌ، ذلك أن الجمال مقصودٌ فيه عادة، والجمال فيه ليس من باب الضروريات، بل من باب التحسينات، فيمكن الاستغناء عن التجميل عند الضرورة، وقابلية الإبداع فيه موجودة. أمّا حين يقتصر فقط على تلبية الحاجة والضرورة، فلا يكون فنّا إلاّ إذا رُوعيت في إنشائه قواعد هندسية، وكذلك في توزيع مساحاته، فهو حينئذٍ فنٌّ جميلٌ بهذا المعنى .
والزخارف حيث وُجِـدت فهي فنٌّ جميلٌ لانطباق المواصفات عليها. وعلى هذا الأساس فقد يصبح النجّارُ فنّانا إذا تناول عملُُه الزخرفةَ الخشبيةَ، والنسّاجُ قد يكون فنّانا حين يصبح عملُه اختراعَ الرسوم وتنفيذَها عليه ..وهكذا فنحن أمام قواعد نطبّقها ..فإذا توفّرت فثمّت فنٌّ جميلٌ وإلاّ ، فلا .»
الفنون تلك اللّمسات السحرية
أيّا ما كانت التصنيفات، أو التقسيمات، أو التفريعات للفنون الجميلة؛ فإنها مجتمعة تُشْبع في الإنسان قدرته الخيالية، وحاجته للمتعة وشوقه للحلم، والجمال الفنّي تنظيمٌ للطبيعة، فالموسيقى هي صياحٌ منظّمٌ ، والقصّة انفعالٌ موجّهٌ، والجسم الإنساني في حركاته، وما يصدر عنه من أصوات تصدر مجموعةٌ من الفنون في صدارتها الغناء، والشعر، والرقص، كما أن علاقة الإنسان بالعالم الخارجي يتأتّى عنها مجموعة من الفنون الأخرى ذات نفْعٍ له كالعمارة، والنحت، والتصوير، وغيرها من الفنون الأخرى .
كلّما سما الفكر ..ارتقى الإحساس بالفن
إن الفنون مندمجة في وجدان الإنسان، وكلّما ارتقى وعْيه، وسما فكره صار أكْثر إحساسا بالفنون التي تتنوّع، وتتفرّع باتّساع حياة الإنسان وتنوّع علاقاته من ارتباطٍ بخالق الكون، ومُبدع الجمال المطلق في الإنسان والكون، إلى علاقات مع الآخر القريب، فالبعيد، فالأبْعد..إلى سلوكيات قوْلية، وعملية تتطلّب أساليب فنّية في الأخْذ والعطاء، والتأثّر والتأثير، وتبادل المنافع..كلّ ذلك يتمّ بأساليب حضارية راقية، وذاك هو الفنّ الحقّ ..سمّهْ ما شئت : الفن النفعي، أو الفن الصنعي، أو الفن أو …الخ
وجمالية الفن الإسلامي هي جمالية داخلية أو خفية بالأحرى، يكشف عنها نور البصر والبصيرة على حد سواء، وقد افترضت هذه الجمالية ظاهرا ما يختفي وراءه وتتبطنه، هذا الظاهر قائم على الإتقان التام، والإتقان في الفن الإسلامي مظهر أساسي وتجل بارز يتبدى بوضوح عبر اكتمال الشكل وهندسيته الدقيقة.



#بشير_خلف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدع ومحنة الامتثال
- التراث والهوية ..التماهي والتكامل
- الفيلسوف المفكر مالك بن نبي ..في ذكرى مولده ووفاته
- التنمية الثقافية ..البعد الباهت !!
- تنمية الحجر قبل تنمية البشر
- اختلف الناس في فهمهم للجمال
- متى نثمّن العلم ونوقّر العلماء؟
- لا إبداع بدون حرية
- إشكالية الحداثة في القصيدة العربية الحديثة
- الإبداع الأدبي أهو نقمة أم نعمة على مبدعه ؟
- الكتابة : متعة المعاناة في البوح والإمتاع !!
- ثقافة الطفل ليست هي التعليم
- الكتابة للطفل بين العلم والفن
- الطفولة ومعوّقات الإبداع
- ثقافة الطفل ومنجزات العصر
- الحس الجمالي ونعمة التذوّق
- مجتمعٌ مدني هشٌّ .. غيرُ مُؤثّرٍ !!


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - الفنون الجميلة من رؤى إسلامية