أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أوراق من السيرة الذاتية لكلاويج صالح فتاح















المزيد.....

أوراق من السيرة الذاتية لكلاويج صالح فتاح


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


صدرت عن دار «تيشك» بالسليمانية «أوراق من السيرة الذاتية» للقاصة والروائية الكردية كلاويج صالح فتاح التي عرفت في الوسط الثقافي الكردي بعد نشرها الجزء الأول من ثلاثيتها الروائية المعنونة «نحو كهف الشجعان»، ثم تعزز حضورها حينما أصدرت روايتي «الأم والابن» و«كنة آته خان» اللتين ترجمتهما بنفسها إلى العربية. ثم توالت رواياتها الأخر مثل «الخادمة» و«العالم غابة» و«عابرة سبيل هائمة» وسواها من الأعمال الأدبية.
تنطوي هذه الأوراق من السيرة الذاتية على جوانب متعددة تتوزع بين السياسة والنضال العائلي من جهة، وحب الزوج والأسرة والانقطاع إلى الأدب من جهة ثانية. ولعل أبرز ما يميز هذه السيرة الذاتية هو مصداقية كاتبة السيرة التي كانت تضع الأمور في نصابها الصحيح من دون مبالغة أو تهويل. تخبرنا هذه الأوراق بأن كلاويج من مواليد الموصل عام 1930. ينتمي والدها صالح فتاح إلى عشيرة «قوجه به كـي» في زاخو. أما جدها وجدتها لوالدتها فهما من مدينتي «زوزان» و«وان» الواقعتين في كردستان تركيا.
الإبعاد والمطاردة ما إن تخرج خال كلاويج، حمزة عبد الله، في كلية الحقوق حتى انخرط في السياسة وأصبح نجما سياسيا معروفا تلاحقه الأجهزة الحكومية. وحينما دشن مكتبه للمحاماة بزاخو التفت حوله الجماهير العمالية والفلاحية، الأمر الذي أثار حفيظة الإقطاعيين والمتعاونين مع الحكومة فاتهموه بالشيوعية، وكتبوا عنه العديد من التقارير السرية في محاولة لتوريطه، وبالفعل قبضوا عليه، وزجوا به في سجن الموصل، وظلت هذه الحادثة عالقة في ذهن كلاويج ومخيلتها، بل إن كلمات مثل «الشرطة، والأمن والسجن» ظلت تقلقها لمدة طويلة من الزمن. ونكاية بهذه الأسرة فقد أحالت الحكومة خالها الضابط محمد عبد الله على التقاعد، ثم أعيد إلى الخدمة، لكنه أبعد هو وعائلته إلى قضاء «عفك» في جنوب العراق، فسياسة الإبعاد لمناوئي الاستعمار وأعوانه كانت متبعة ضد العرب والأكراد في آن معا.
لم يشف الإبعاد غليل الحكومة فأحالت محمد على التقاعد ثانية حينما كانت الأسرة تقيم في القرنة. وفي عام 1945 سمح لأفراد الأسرة بالعودة إلى كردستان، لكن خالها حمزة ظل مختفيا عن أنظار الحكومة، فقد عبر الحدود إلى إيران حينما أعلنت جمهورية مهاباد، وكان الملا مصطفى قد ذهب إلى هناك أيضا. وعندما عادت الأسرة من النفي إلى كركوك قوبلت بالترحاب من قبل السيد أحمد خانقاه وعائلته الكريمة، وبالذات ابنته الكبرى مريم خانم التي كانت أنموذجا للمرأة المثقفة ذات الشخصية القوية الجذابة.
لقد أفادت كلاويج من تجاربها الحياتية ووظفتها بطريقة غير مباشرة. فحينما دهمت الشرطة منزلهم بزاخو وقبضت على خالها حمزة وجدت هذه الحادثة طريقها إلى رواية «الأم والابن»؛ لأن ظروف بطل الرواية «حمه» قريبة جدا من ظروف خالها حمزة، كما أن شمسة خان، أم رحمة لها نفس أحاسيس ومشاعر والدتها.
تتوفر هذه السيرة الذاتية على الترقب والحذر، فحينما أرسل حمزة أحد مرافقيه لجلب الأسرة إلى السليمانية كانوا خائفين جميعا، لكنهم ما إن وصلوا منزل المحامي إبراهيم أحمد حتى تهللت أساريرهم وهم يشاهدون الخال حمزة بانتظارهم.
تغطي المذكرات مرحلة تأسيس حزب «بارتي ديمكراتي كورد» في 16-8-1946 حيث انتخب حمزة عبد الله سكرتيرا للجنة المركزية، ومصطفى بارزاني رئيسا للحزب، لكنه التحق بالاتحاد السوفياتي عام 1947 بعد سقوط جمهورية مهاباد، وظل هناك حتى عام 1958.
جرت خطوبة كلاويج إلى المحامي إبراهيم أحمد بعد مدة قصيرة من تأسيس حزب البارتي الذي انتمى إليه إبراهيم أحمد والأكثرية الساحقة، فأصبح مسؤولا لفرع البارتي في السليمانية. ازدادت المداهمات وحملات الاعتقالات للوطنيين المعارضين وعلى رأسهم إبراهيم أحمد، خصوصا بعد اعترافات الشيوعيين وأبرزهم رفيق جالاك الذي باح بكل الأسرار. اعتقل إبراهيم أحمد لمدة سنتين، كما وضع تحت الرقابة لسنتين أخريين وكان عمر ابنته هيرو ثمانية أشهر. تعتقد كلاويج أن أعداء الزعيم عبد الكريم قاسم قد أغووه بضرب الأكراد، ومع ذلك فقد بكت عليه عندما قتل، ولا تزال تتذكر المذيع الذي قال: «لو كان عبد الكريم قاسم قد عالج قضية الأكراد بتعقل لما كان الآن في عداد الأموات». ثم تسرد حكاية إغلاق مقرات حزب البارتي وصحيفة «خبات» وحدوث أول مواجهة مسلحة عام 1961 حينما أخلى قادة الحزب وأعضاؤه المدن وصعدوا إلى الجبال ليشكلوا هناك قوة «البيشمركة». ثم تطويق القوات الأمنية لمنزلها في الوزيرية لكنهم تمكنوا من الهروب إلى كردستان للالتحاق بالبيشمركة. لم تكن السليمانية أفضل حالا من بغداد، إذ منع التجوال فيها، وقبضوا على الرجال من سن السادسة عشرة حتى التسعين. ومن حسن حظهم لم يجرِ دهم منزلهم لأنهم تصوروه بناية لتجار الجملة لكبر حجمه. ثم تبدأ رحلة أخرى يقطعونها على الجياد إلى بلدة «ماوت» و«خزينة» وصولا إلى قرية «آو كورتي الحدودية» حيث مكثوا هناك حتى عام 1964 إلى أن بدأت المفاوضات مع حكومة عبد السلام عارف، حيث وافق الحزب على الاتفاقية، لكن ما إن عاد إبراهيم أحمد الذي كان خارج العراق حتى رفض الاتفاقية لأن فيها إذلالا للأكراد، لكن هذه الإجراءات أفضت إلى تعميق الخلاف بين الطرفين، وأدى إلى نشوب الاقتتال بين الأكراد الذي تدينه كلاويج جملة وتفصيلا. عبرت عائلة كلاويج نهر آو كورتي ثم انتقلوا إلى «بانة» ومنها إلى طهران، حيث مكثوا هناك نحو سنتين ثم عادوا بعد وفاة عبد السلام عارف بحادث الطائرة.
لم يتوقف الخلاف عند هذا الحد، فبعد بيان 11 مارس (آذار) عام 1970 تجدد القتال مرة أخرى، فالتحقت عائلة كلاويج بإيران، إضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين بعد اتفاقية الجزائر التي أنهت الثورة الكردية المسلحة، وبعد أقل من سنة انتقلت عائلة كلاويج إلى لندن لتبدأ حياة جديدة.
نتيجة لهذه الظروف المضطربة لم تكمل كلاويج تعليمها، لكنها كانت قارئة نهمة تقرأ كل ما يقع تحت يديها من كتب وقصص وروايات. وهي تتذكر جيدا كتب توفيق الحكيم مثل «يوميات نائب في الأرياف» و«عودة الروح» التي حفزتها على الكتابة بأسماء مستعارة أول الأمر، ثم بدأت تكتب باسمها الصريح. ثم بدأت بكتابة روايتها الأولى «نحو كهف الشجعان» المستوحاة من الظروف التي عايشتها، ولكنها تقول إن أبطالها خياليون، ولا علاقة لها أو لأفراد أسرتها بهم. لقد شجعها زوجها إبراهيم أحمد كثيرا، وطبع لها جزءا من هذه الرواية على الآلة الطابعة هو والسيدة شيرين خان. ثم بدأت تترجم قصصا فكاهية بعنوان «الملف الإداري» للكاتب التركي عزيز نسين.
تؤكد كلاويج في هذه السيرة أنها تأثرت بأسلوب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، كما تأثرت عالميا بمكسيم غوركي وتولستوي، وأعجبت بأسلوبهما الواقعي السلس الذي يخلو من التعقيد والفذلكة، وهي في الأساس لا تحب الكتابات المعقدة.
لم تتحدث كلاويج كثيرا عن ابنتها هيرو، وزوجها الرئيس العراقي جلال طالباني؛ لأن شهادتها تعتبر مجروحة فيهما، لكنها تبين أن هيرو امرأة متفانية ومضحية وقد أمضت 18 عاما في الجبال واحدة من عناصر البيشمركة، ولم تترك كردستان رغم الظروف الصعبة التي عاشتها هناك متحملة القصف المتواصل والأسلحة الكيماوية أسوة بزوجها طالباني.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربة القسرية والحنين إلى الوطن في منازل الوحشة
- حدائق الرئيس
- مشرحة بغداد
- ماذا عن رواية «دعبول» لأمل بورتر
- النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية
- كيم دونغ-هو في فيلمه الروائي الأول صُنع في الصين
- رانيا توفيق وليلى حطيط تستكشفان علاقتهما بالوطن الأصلي
- فرادة الابتكار وأصالة الصوت الشعري في -قلعة دزه- لصلاح نيازي
- ملامح الحداثة في الثقافة العراقية
- سخرية القشطيني
- التعالق النصيّ
- استثمار السيرة الذاتية
- ما وراء الجسد
- أدب الاعتراف
- رواية سعد محمد رحيم الماكرة!
- التقنية الميتا- سردية في رواية -كاباريهت- لحازم كمال الدين
- أولاد أبو غرّيب
- دراسات في سياسات التعليم لنديم العبدالله
- سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني
- السخرية الصامتة في فيلم شاشاتنا


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أوراق من السيرة الذاتية لكلاويج صالح فتاح