أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.















المزيد.....

ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.
جعفر المهاجر.
الأزهر هذا الصرح الديني والثقافي العريق الذي أسسه جوهر الصقلي بأمر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عام 358ه/ 969م والذي آنتهج من ترأسه على مدى أكثر من ألف عام طريق الوسطية والإعتدال الذي سار عليه معظم المسلمين في جميع أنحاء الأرض. خلافا للمدرسة الدينية الوهابية المتطرفة والمتحجرة التي كفرت معظم المذاهب الإسلامية ،وتخرج من مدارسها ومساجدها آلاف الإنتحاريين التكفيريين الذين تحولوا إلى وباء مبرم عم الدول الإسلامية وغيرها وأدى إلى سفك أنهار من الدماء ، ودمر ماآستطاع تدميره من البنية التحتية ، وعطل مشاريع التنمية فيها. لكن الأزهر على مدى أعوامه المباركة رفض هذه الأفكار السوداوية التي أقحمت على الدين الإسلامي الحنيف ، وحاولت تشويهه . وآستهجنها وحاربها . وتخرج منه علماء كبار كان لهم القدح المعلى في خدمة أوطانهم وعقيدتهم. وسطعت أسماؤهم في سماء السياسة والعلوم والآداب، ومنهم الشيخ محمد عبده وعز الدين القسام وطه حسين وقاسم أمين وسعد زغلول ورفاعة الطهطاوي وغيرهم. ولا يمكن أن ننسى قصيدة الشاعر الراحل أحمد شوقي الذي حيا الأزهر في قصيدته التي مطلعها:
قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا
وآنثر على سمع الزمان الجوهرا
وآجعل مكان الدر إن فصًلتهُ
في مدحه خرز السماء النًيٍرا.
ولا يمكن أن ينسى المسلمون الذين تابعوا مسيرة هذا الصرح العلمي والحضاري والديني الكبير العلماء إبراهيم الباجوري وسليم البشري ومحمود شلتوت وغيرهم ممن كانوا المثال والقدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فدخلوا قلوب الناس بلا آستئذان وأحبوهم . وهو نفس الدور الذي أدته وتؤديه المرجعية الدينية في النجف الأشرف . وكمسلمين نأمل أن يتم التواصل بين هاتين المرجعيتين لتوحيد كلمتهم وتخليصهم من مناهج التحجر الفكري ورفض الآخر والتي أدت إلى أدنى درجات الضعف والخور، وبات يهدد كيانها في الصميم.
وفي هذا الظرف الخطير ، وما تعانيه الأمة من هجمة ضلالية إجرامية سوداء بآسم الدين والعراق في مقدمة من يتعرض لهذا الوباء حيث آرتكبت العصابات الداعشية من الجرائم النكراء مايندى لها جبين الإنسانية خجلا ، وتم آنتهاك الأعراض ، وذبح الآلاف من البشر وأحرقت بيوتهم وسلبت ممتلكاتهم وهو أمر لم يحدث حتى في أشد العصور حلكة . وهب العراقيون النجباء، وقدموا أرواحهم على مذبح الحرية للذود عن الوطن لوقف هذا العدوان الهمجي البربري . وعيونهم ترنوا إلى أشقائهم للوقوف معهم ، وشد أزرهم حتى لاتصل النار الداعشية إلى مساحات أبعد لتحرق الحرث والنسل. و مع الأسف الشديد يطلع علينا فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب في أوج هذه المحنة ببيان مفاجئ وغريب ليس له أساس على صعيد الواقع يقول في جزء منه:
(أنه يتابع ببالغ القلق ما ترتكبه مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المتحالفة مع الجيش العراقي من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لا ينتمون إلى داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية لذا فإنه يدين بشدة ما ترتكبه هذه المليشيات المتطرفة من جرائم بربرية نكراء فى مناطق السنة التى بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها خاصة فى تكريت والأنبار وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنية. وأن ما ترتكبه هذه الجماعات من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم داعش لهو جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.!!!) وهي نفس الجرائم التي أرتكبتها داعش ونسبها شيخ الأزهر بجرة قلم إلى من يدافع عن وطنه . وهذا لعمري ظلم كبير.
وقد كنا نأمل منك يافضيلة الشيخ إذا راودتك شكوك في حدوث مثل هذا الأمر أن تحضر بنفسك أو ترسل وفدا إلى العراق الذي يكن لك كل محبة وتقدير لزيارة هذه المناطق التي حررها الجيش العراقي والحشد الشعبي من براثن هذه الوحوش الدموية الداعشية، وتسألوا سكان هذه المناطق وشيوخها عن الحقيقة. لكنكم فضلتم إصدار هذا البيان دون التوغل في حقيقة ماجرى وهو أمر مخالف لنهج العلماء الذي قال فيهم رسول الله ص :
( مداد أقلام العلماء خير من دماء الشهداء في سبيل الله. ) فهل كان مدادك في هذا الإتهام الظالم خير من دماء الشهداء أم كان مدادا تحريضيا يصب في خانة الفتنة العمياء التي يرقص لها وعاظ السلاطين طربا ليغرقوا الأرض العربية والإسلامية بالمزيد من دماء الأبرياء.؟ ثم أليس بيانك هذا طعنة غادرة وشرارة خطيرة أطلقتها دون أي تحقق و أنت تعلم جيدا إن من الشرارة ماقتل .؟ حيث يقول الشاعر:
وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمة
وربما أضرمت نارا على بلد.
ألم تدعو بنفسك إلى تقطيع أرجل وأيدي هؤلاء المجرمين من خلاف جراء جرائمهم الهمجية وإفسادهم في الأرض .؟ ومصر الكنانة تعرضت وتتعرض لهذا الإرهاب الأعمى راح ضحيتها الكثير من شباب مصر. ومن الحقائق التي نعرفها إن المحترقين بنار هؤلاء الأوغاد العتاة يتعاونون ويتكاتفون لدرء المحنة عن أوطانهم ، ومصر الحبيبة التي هي أم العرب لابل أم الدنيا والتي نكن لها كل حب وينتظر منها الشعب العراقي كل عون في هذه المحنة. لكن الأمر الغريب والمحير إنك مشيت في الطريق المعاكس ، وهاجمت فقراء العراق المظلومين الذين وقفوا كالطود الأشم أمام هذا الوباء العاتي لحماية أرض المسلمين من شروره لغاية لانعلمها ربما كان سببه تحريض من جهة معروفة بإغداق المال لشراء الضمائر. وربما هناك سبب آخر لانعرفه . ولست أبلغ مما كتبه لكم الشيخ بشير النجفي في رسالته المطولة، وعلماء آخرون يردون بها على آتهاماتكم الظالمة أورد منها ثلاثة مقاطع . يقول الشيخ النجفي في رسالته:
(إن ما وصل إلى الأزهر الشريف حول تعرّض أبناء السنة لعمليات إبادة خلال عمليات تطهير المدن الغربية من إرهابيي داعش مجرد أكاذيب. وقد قرأنا بقلق عميق ما نشر على موقع الأزهر من دعوى تعرّض أهل السنة في العراق للإبادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من داعش، ومصدر قلقنا هو أن أكاذيب ودعايات داعش وداعميها وصلت إلى من يرفض داعش وأعمالها، فيتبنّاها كأنها حقائق ثابتة، بينما هي مخالفة للواقع. إن الحشد الشعبي ليس شيعياً خالصاً ، وإنما هو لكل العراقيين ففيه سنة ومسيحيون وآيزيديون بالإضافة إلى الشيعة ، وهناك الألوف من رجال السنة الشرفاء.)
وقالت جماعة علماء العراق السنية برئاسة الشيخ خالد الملا:
( إن كلام الأزهر الشريف، والمتعلق بالحشد الشعبي وما نُسب إليه من سلوكيات، غير صحيح إطلاقًا وبعيد عن الحقيقة، وغير مستند إلى الواقع، وليست له صلة بما يجري في المناطق التي تحررها القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر.)
وهذه شهادة ثالثة وكما يقول المثل وقد شهد شاهد من أهلها:
(اعلن إمام جامع تكريت الكبير محمد عبد الله الناصري أن الحشد الشعبي لم ينتهك الحرمات في عملية تحرير محافظة صلاح الدين، مشيراً إلى أن بعض وسائل الاعلام تروج إلى ذلك لتحفيز مشاعر الدول العربية.وقال الناصري استغربنا من بيان الأزهر الذي إدعى أن هناك إبادة جماعية ضد أبناء السنة ، مبيناً أن هذه الأقاويل بعيدة عن الواقع، وقد طلبنا من الوقف السني توضيح رأيه بهذا الشأن والتأكيد على أن قوات الحشد الشعبي قاتلت الدواعش فقط . ) هذا غيض من فيض نطق به الكثير من علماء العراق وهو كلام صادق لايرقى إليه أي شك ردا على إتهاماتكم يافضيلة الشيخ أحمد الطيب . والواجب الديني والأخلاقي يفرض عليكم من موقعكم المحترم أن تزوروا العراق ، وتتحروا الحقيقة لتروا عن قرب جرائم داعش بحق السنة حيث أبيدت عوائل عن بكرة أبيها على أيدي هؤلاء الشقاة . ولا يمكن لعالم كبير مثلكم أن يطلق هذه الإتهامات جزافا ، ويقع في هذا المطب الخطير الذي لانرضاه لكم لأن وراءه الكثير من دماء الأبرياء. حيث قال الله في محكم كتابه العزيز :
( وقفوهم إنهم مسؤولون . ) وقال سيد الأنبياء محمد بن عبد الله ص : (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل .) وأنت أحدهم فهل لديكم الشجاعة لتصحيح موقفكم هذا أم تصرون على ماأنتم عليه.؟ سؤال كبير يدور على ألسنة العراقيين .
جعفر المهاجر.
15/3/2015.



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومعركة المصير والإعلام الطائفي.
- أيام لاتُنسى في بعقوبه.
- مَعين الأجيال.
- هولاكو يعود مع أحفاده.
- متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟
- وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.
- نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.
- أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
- قلبي على وطني.
- الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
- مابين المحبة والبغضاء.
- توقٌ إلى مدن الخراب.
- وطن جريح ، وعام ميلادي جديد.
- ثلاث قصائد.
- بغداد يانبض السنا.
- المرأة العراقية والطريق الطويل من الكفاح والمعاناة .
- بين زمن القهر والحرمان ، وبارقة الأمل.
- براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
- طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
- الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.