أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.















المزيد.....

نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.
جعفر المهاجر.
كثيرا مايردد الإعلام العربي حين يذكر إسم العراق بأنه اليوم واقع تحت ما يطلق عليه (الإحتلال الفارسي الصفوي) وهذا الإعلام التابع لأنظمة إستبدادية طائفية وراثية دائما يجافي الحقيقة لأنه إعلام مسير من قبل هذه الأنظمة.وإذا أردنا أن نلقي نظرة موضوعية بعيدة عن كل حس طائفي لابد أن نقول إن العراق وإيران بلدان مسلمان متجاوران منذ الأزل والعلاقات بينهما ضاربة في عمق التاريخ. وتربطهما حدود مشتركة تصل إلى أكثر من 1200كم. وقد دخلت هذه العلاقات بين مد وجزر على مدى أعوام طويلة كان تأثيرهما واضحا على الشعبين الجارين سلبا أو إيجابا. ومن يقرأ التاريخ يدرك ذلك تماما. وكانت الحرب الدمويه الرهيبة التي أشعل فتيلها دكتاتور العراق المقبور صدام حسين من أشد الفترات حلكة ودموية بين هذين البلدين الجارين . تلك الحرب المدمرة التي دامت لثمان سنوات وأزهقت أرواح مئات الألوف من أبنائهما، وأهدرت مئات المليارات من الدولارات من ثرواتهما، وما زالت آثارها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا نتيجة للرغبات والنزوات المحمومة لذلك الدكتاتور المتهور الذي أصيب بالغرورنتيجة الألقاب الفخمة التي أطلقها عليه الأعوان من الأعراب الذين كانوا يتلقون منه الهبات باستمرار، ويصفونه بتلك الألقاب التي ماأنزل الله بها من سلطان.ولو أنفقت تلك المليارات على التنمية في البلدين لتغيرت الأمورفيهما نحو الأفضل إلى حد كبير.
لقد وقفت في أحدى النهارات المشمسة على أحد التلال التي تقع بين الحدود العراقية الإيرانية، وألقيت نظرة على تلك الأرض الجرداء القاحلة المترامية الأطراف فلم أر فيها أثرا للحياة. وتساءلت مع نفسي لماذا شنت تلك ألحرب؟ ولمصلحة من سفكت الدماء الغزيرة ؟ هل من أجل عدة أمتار مربعة من الأرض الجرداء التي ليس فيها أي أثر للحياة ؟ ولماذا رمى حكام الخليج وعلى الأخص حكام السعودية مزيدا من الحطب لإشعال أوار تلك الحرب حين قال ملكها لصدام ( يُبه منك الرجال ومن عندنا المال.)؟ ولماذا يصبح مصير الشعوب بيد شخص يريد أن يشار له بالبنان عن طريق مئات الألوف من جثث الأبرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل في إشعال مثل هذه الحروب المهلكة.؟ وهل يوجد رئيس عاقل يحكم وطنا فيه 30 مليون من البشر ، ويزخر بالإمكانات الاقتصادية والبشرية الهائلة يسلك هذا المنحى الجنوني الخطير مهما ساءت العلاقات بين بلده وبلد مجاور آخر.؟ ألا توجد وسائل أخرى لإيقاف التدهورالذي حدث بين البلدين الجارين.؟ تلك التساؤلات في حينها شغلتني كثيرا كما شغلت غيري من العراقيين المغلوبين على أمرهم من أمثالي.لاشك إن تلك الحرب كانت تصب في مصلحة أعداء البلدين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني. وفي تلك اللحظات تذكرت أيضا تصريحا لوزير خارجية غربي قال فيه يوما (إذا حدث خلاف بيننا وبين جيراننا فنحن مستعدون لعقد ألف جلسة من المفاوضات ولا نطلق إطلاقة واحدة.)
حينذاك أدركت إن مسؤولية حكم الشعوب لايستحقها إلا ذوي الهمم العالية من الرجال الذين يدركون مسؤولية الحكم وتبعاته ، ويعتبرون دماء شعوبهم من المقدسات .
ولا يخلو ثراثنا العربي من حكم وأقوال مأثورة عن الحرب ومآسيها وويلاتها لأنها أدهى وأمر وأشنع من كل شرعبر العصور وقديما قال العرب: (الحرب غشوم لأنها تنال غير الجاني ) وأذكر بيتين للشاعر أبا تمام حين وصف الحرب
الحرب تركب رأسها في مشهد عدل السفيه به بألف حليم
في ساعة لو أن لقمان بها وهو الحكيم لكان غير حكيم
لكن دعاة العنصرية والطائفية يرون غير ذلك لأنهم لم يحترقوا بنارها فصفقوا لها وزادوها اشتعالا وأخذوا يكررون تلك الأقوال الجوفاء التي لاتستند على أي أساس عن ماسموه ( العدو الفارسي العنصري.) وعن ( البوابة الشرقية للوطن العربي ) و( بطل التحرير القومي .) لكي تلتهم نار الحرب المزيد من شباب العراق ويحصلوا على ماخف حمله وغلا ثمنه من الدكتاتورالذي فتح لهم خزائن العراق دون حسيب أو رقيب.
لقد كتبت هذا الكلام لأن الكثير من هذه الأصوات المنكرة نسمعها ترفع عقيرتها كلما حدث تقارب بين البلدين الجارين لإيجاد صيغة بينهما على اساس المصلحة المشتركة الرافضة للقطيعة كما شهدته قترة الحكم الصدامية السوداء.
ترى لماذا يرفع هؤلاء الأعراب عقيرتهم، ويطلقون أكاذيبهم وأراجيفهم في فضائيات الفتنة وهم يحتمون بالقواعد الأمريكية ولا يخجلون من علاقاتهم السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني.؟ ومن الذي بادر إلى تقديم العون للعراق حين تعرض للغزو الداعشي ؟ أليست إيران .؟ وهم كانوا ينتظرون على أحر من الجمر إلتهام داعش للعراق حين أطلقوا عليها مسمى (ثوار العشائر) وبشرت الجزيرة مستمعيها ب (ربيع عربي في العراق.) فهل يريد هؤلاء أن تستولي داعش على العراق لكي ينطفئ غليل حقدهم الطائفي المقيت.؟ أم يسعون إلى إشعال قادسية أخرى على غرار قادسية صدام ليتفرجوا على ضحايا الشعبين.؟
إن العراق الجريح اليوم بأمس الحاجة إلى من يمد له العون العسكري للقضاء على هذا الغزو الهمجي الجاهلي، وعلى إعادة بنيته التحتية. وإيران تبادر لذلك دوما. والعصر الراهن هو عصر التعاون المشترك بين الشعوب والحكومات . وخاصة إذا كانت تربطهما حدود طويلة وعلاقات تأريخية مشتركة .
وإذا كان دعاة الطائفية والعنصرية يتهمون الحكومات العراقية بأنها (شيعية ) و(طائفية) فهي كذبة كبرى يرددها هذا الإعلام العربي المريض. فالأكراد والسنة لهم مساحات كبيرة في الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها بعد سقوط الصنم .
ولا شك إن لإيران مصالح في العراق وللعراق مصالح في إيران .وتشكل السياحة الدينية بينهما رافدا كبيرا لتقوية إقتصادهما . وأنا كمواطن عراقي موالي لوطني قلبا وروحا وكيانا أتمنى أن أرى في العراق حكومة قوية تبني وطنا متقدما في كافة المجالات ، وتفرض احترامها على جميع جيرانها. وتتبادل التعاون المشترك مع الجميع على أساس الند للند كما تسعى إيران اليوم. فالعالم لم يعد جمعية خيرية تقدم العون للآخرين الذين لايقدمون شيئا يذكر لشعبهم. والسلم والتعاون بين الشعوب هي سمة العصر. أما الحروب فلم تجن منها الشعوب غير الخراب والدماء وضياع الثروات والأحقاد.
إن دعاة القطيعة مع إيران هم من الأعراب الذين يقدمون القومية العربية على إنها قومية عنصرية مع إنها قومية إنسانية المحتوى. وأقول لهم كفاكم سعارا طائفيا عنصريا جلب لهذه الأمة المبتلاة بكم أوخم العواقب. فعدو الأمة الحقيقي هو العدو الصهيوني الذي صادر الأرض وانتهك المقدسات واعتدى على الحرمات. والعراق لايمكن أن يبتلعه أحد كما تدعون. ولم يستطع أيتام النظام الصدامي الذين سرقوا المليارات من أموال الشعب العراقي . وآنضم الكثير منهم إلى داعش أن يعودوا ألى الحكم من جديد ليغرقوا العراق في بحر من الظلام. والواجب الوطني الملقى على حكام العراق مواصلة الليل بالنهار لبناء دولة قوية في كافة المجالات العسكرية والعلمية والإقتصادية لو خلصت نواياهم وتركوا خلفهم كل الشعارات الطائفية، والمصالح الحزبية.
وباستطاعة إيران مساعدة العراق في كافة المجالات الصحية والعمرانية والعلمية وفي مجال الكهرباء والنقل والمواصلات وغيرها لخبرتها المتقدمة في هذه المجالات. أما دعاة الحروب العنصرية التي لم يعد العراق يتحملها بعد تلك الحروب العبثيه المدمره وأرضه تعج بالملايين من الأرامل والأيتام. فأقول لهم اتقوا ربكم فالأمة الإسلامية لم تعد تتحمل كوارث أخرى بدعواتكم العنصرية.
بسم الله الرحمن الرحيم:
(مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.) لقمان-28.
جعفر المهاجر/ السويد.
14/2/2015.



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
- قلبي على وطني.
- الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
- مابين المحبة والبغضاء.
- توقٌ إلى مدن الخراب.
- وطن جريح ، وعام ميلادي جديد.
- ثلاث قصائد.
- بغداد يانبض السنا.
- المرأة العراقية والطريق الطويل من الكفاح والمعاناة .
- بين زمن القهر والحرمان ، وبارقة الأمل.
- براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
- طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
- الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
- لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
- الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
- السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
- الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
- الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.