أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟















المزيد.....

متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى يراجع الطائفيون أنفسهم .؟
جعفر المهاجر.
كل إنسان في عالمنا الراهن بات يدرك إن العراق اليوم في قلب العاصفة. وكيانه مهدد في الصميم. فبرابرة العصر الدواعش يدنسون أجزاء غالية منه ويعيثون فسادا وظلما ودمارا وقتلا وذبحا وسبيا فيها. وقد بلغ عدد النازحين في وطنهم إلى مليوني إنسان وهم يعيشون في مخيمات مكشوفة لاتصلح حتى للحيوانات ، ويموت الأطفال والشيوخ منهم يوميا نتيجة فقدان الدواء والغذاء وعوامل الطبيعة القاسية.والحكومة العراقية تقف عاجزة لآحتواء هذه المأساة الإنسانية الكبرى نتيجة الأزمة الإقتصادية. والهجمات الإنتحارية لهؤلاء التتر تحصد العشرات من الأبرياء يوميا دون تمييز لإحداث المزيد من الجراح في جسد الوطن.والأجندات الخارجية تسعى بآستمرار لتمزيق اللحمة الوطنية ، وبث النعرات الطائفية السوداء بين أوساط الشعب لأنها السلاح الأمضى بيد أعداء العراق لتمرير مخططاتهم الهادفة إلى تمزيق الوطن وتحويله إلى دويلات طائفية متناحرة. وأزمات اخرى كثيرة تتلاحق وتتراكم ويدفع ثمنها الباهض الشعب. وكأن هذا الوطن الجريح قد كتب عليه أن يعيش وسط دوامة لاتنتهي من الأزمات . وحين تعصف الأزمات بالدول يتوحد سياسيوها وقادتها لدرء الخطر الداهم عن أوطانهم.لان موقعهم القيادي يحتم عليهم هذا الأمر. وقادة العراق لايمكن أن يكونوا استثناء عن هذه القاعدة العامة ولابد أن يكونوا بمستوى المسؤولية والأمانة التي تحملوها ، وأقسموا أن يكونوا أمناء عليها. وعليهم أن يبذلوا الجهود الإستثنائية للتخفيف من المتاعب الكبرى الواقعة على كاهل الشعب ومن أضعف الإيمان أن تنطق أفواههم بالكلمة الطيبة ، ويكونوا موحدين ولا أن يصبوا الزيت على النار لتزداد اشتعالا.ويدفع الأبرياء ثمنها من دمائهم دائما نتيجة تصريحاتهم الطائفية المتشنجة. وإن كل صوت ينطلق لإحداث المزيد من المآسي والويلات في جسد الوطن يكون صاحبه قد تجرد من أي حس أخلاقي ووطني وديني وخان الأمانة التي تعهد أن يؤديها على الوجه الأكمل. ولا أريد في مقالتي هذه أن أكون واعظا أوجه النصائح للآخرين . ولا شك إن عمليات الإغتيال هذه هي جرائم نكراء يستنكرها ويستهجنها كل إنسان يحترم النفس البشرية. وقد شملت الكثير من الشخصيات العلمية والثقافية من كل القوميات والمذاهب لدفع الوطن نحو التقسيم والفوضى . ولاشك إن تصفية أية نفس بشرية تعتبر خسارة للعراق. ولابد للحكومة وأجهزتها الأمنية والإستخبارية من ملاحقة الجناة وإلقاء القبض عليهم ، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل حتى تسود لغة القانون بدلا من لغة الغدر والجريمة. وهذا شأن كل دولة في العالم تحترم دماء مواطنيها. ولكن تعود البعض من السياسيين إطلاق الصرخات الطائفية البشعة ضد مكون برمته حال حدوث جريمة قتل لشخص من مكون آخر دون التثبت من الفاعلين ليعطوا انطباعا في الداخل والخارج إن أبناء هذين المكونين لايمكن أن يتعايشا في ظل وطن واحد بعد مئات السنين من التعايش.ومما لاشك فيه إن جريمة اغتيال الشيخ المرحوم قاسم سويدان وحمايته مدانة بكل معنى الكلمة. لكن الأمر المرفوض أيضا أن ترتفع الأصوات الطائفية أثناء تشييع المغدور وحمايته.ويتم تهديد مدينة معينة يعيش فيها مواطنون أبرياء بالويل والثبور. والأنكى من ذلك ارتفاع تلك الأصوات الطائفية بحضور مسؤول كبير في الدولة يحتم عليه واجب المسؤولية أن يرفضها ويستهجنها بكل قوة حفاظا على وحدة الشعب العراقي . بدلا من رفع صوته في فضائية مسخرة ومعدة لغايات طائفية، ولها خبرة طويلة في صب الزيت على النار، وتستغل حادث كهذا. ضد ماسماها ب(العملية السياسية البائسة)التي لا يريد أن يكون (شاهد زور عليها) لكن الحقيقة تقول إنه غارق فيها من قمة رأسه إلى أخمص قدميه وملتصق بها كآلتصاق الجنين ببطن أمه. ويحصل على آمتيازاتها منذ سنوات. وكما يقول المثل العراقي ( إيدي بحلكه وإصبعه بعيوني) وحين يسأل لماذا أنت باق فيها؟ يجيب على الفور لإصلاحها من الداخل.!!! وهو عذر مهلهل لايستند على حقيقة. ولا أدري ماذا قدم لإصلاحها غير نبرة (الأنا) الكريهة الخاوية والتي يطلقها عشرات المرات في كل مرة يظهر فيها هو وأمثاله من الطائفيين على شاشات الفضائيات. وكأن لسان حاله يقول:
ليعلم الناس إني من خيارهمُ - في الدين دينا وفي أنسابهم نسبا.
ثم يبدأ الذم المستمر للعملية السياسية.إن هذه الإزدواجية لايمكن أن تنطلي على كل عراقي لبيب واع.والشعب العراقي لن ينسى كيف يستقتل هذا وأمثاله ويبذلون الأموال الطائلة على وسائل دعايتهم لكي يحصلوا على مقعد حكومي في هذه العملية السياسية التي يطلقون عليها تسمية ( البائسة.) فتراهم يصبون جام غضبهم على الحشد الشعبي نتيجة خطأ فردي ويغلقون أفواههم عما ترتكبه داعش في مناطقهم من عمليات الحرق والذبح لمئات المواطنين الأبرياء في تلك المناطق وكأنهم ليسوا من أبناء جلدتهم وهم يتحدثون في الفضائيات إما من المنطقة الخضراء أو أربيل أو عمان. ويلوحون بتقسيم الوطن على أساس طائفي لإنهم لايستطيعون العيش ألا في كنف الطاغية الأوحد ليقولوا له أنت فخر الأمه وعظيمها وباني مجدها وكل الشعب معك.
إن الطائفي الذي يحمل معه جرثومة الطائفية يتصور إنها ستبقيه في مراكز مهمة في الدولة لأطول مدة في حياته . وربما علم أم لم يعلم إنه يقدم خدمة مجانية لأجندات خارجية حاقدة على العراق حين يفضل رغباته الطائفية الجامحة ومصالحه الحزبيه الضيقه على حساب مصلحة الوطن . (ومن شب على شيئ شاب عليه.) كما يقول المثل.
إن الأصوات الطائفية حين تنطلق تدمي قلب كل عراقي شريف يحب وطنه، ويرفض تقسيمه . والأحرى بهؤلاء السياسيين أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان لأن الطائفية إذا آستعر لهيبها ستحرق الجميع دون تمييز. وأخيرا أقول ثوبوا إلى رشدكم أيها الطائفيون رفقا بشعبكم. وكفى دماء بريئة تسفك على أرض العراق الجريح. وعودوا الناس على ثقافة الإنتماء للوطن لأنها الأسلم للجميع . ومن حق كل عراقي من أي مذهب أو إلى أية قومية ينتمي أن يعيش حرا كريما في وطنه. ويرفع رأسه عاليا ويقول على رؤوس الأشهاد إنني أعيش في دولة تحافظ على كرامتي الإنسانية بعيدا عن أي صوت طائفي بغيض.إن العراق يمر اليوم بأقسى مراحله التأريخية على الإطلاق. فهل ستراجعون أنفسكم قبل فوات الأوان. أشك في ذلك أن تحدث معجزة لكي تغيرهذه النفوس الطائفية وفي ذاكرتي بيت أختم به مقالتي:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا – فمطلبها كهلا عليه عسيرُ.
جعفر المهاجر/ السويد
22/2/2015م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.
- نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.
- أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
- قلبي على وطني.
- الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
- مابين المحبة والبغضاء.
- توقٌ إلى مدن الخراب.
- وطن جريح ، وعام ميلادي جديد.
- ثلاث قصائد.
- بغداد يانبض السنا.
- المرأة العراقية والطريق الطويل من الكفاح والمعاناة .
- بين زمن القهر والحرمان ، وبارقة الأمل.
- براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
- طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
- الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
- لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
- الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
- السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟