عبد الحسين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 21:01
المحور:
الادب والفن
حين همَّ على الرحيل كانت ثمة ابتسامة ساخرة ترتسم على طرفي شفتيه، على الرغم من ألمه الممض ربما أراد أن يواجه ذلك الماكر اللعين بالسخرية، فقد كانت السخرية أحد أسلحته المفضّلة في مواجهة غلاظ القلوب، حين كانت الكتابة لديه دفاعاً عن النفس منذ مجموعته القصصية الأولى ” اختراق حاجز الصوت” 1984 وإلى روايته الأخيرة التي لم يستطع أن يكحل عينيه بمرآها، وهي مطبوعة بكل رشاقة وأناقة مثل روحه الجميلة التي لا تعرف البغض. محمود البياتي الصحافي والقاص المبدع إلى روحه أهدي هذه النصوص التي أسميتها ” خربشات على سطح القصيدة”! فقد غادرنا في 31 تشرين الأول (اكتوبر) 2014.
خلسة
حتى الأحلام
تأتي خلسةً!
فالنومُ خلسةً
والحب خلسةً
وأنتِ في قلبي
مثل الشعاع المختلس
لقـــاء
” كلما نلتقي
يكون موعدنا غداً”
لذلك
لا نفترق أبداً!
الريح
على الضوء المترنّح
ثمة ابتسامة
مثل الريح الخفيفة
مثل منارةٍ مذهّبةٍ،
إنه الأمل…
النافذة
نافذتي صغيرةٌ
لكن باقة الورد كبيرةٌ
واللوحة كبيرةٌ
والعيون كبيرةٌ
والآلام تكبرْ
الشقاء
وهبتني الحياة
شيئاً
من هذا الشقاء اللذيذ
الذي اسمه الثقافة
المعادل لحرّية الروح
الأثمن
من كل كنوز العالم
مشاغبة
أيتها النفس ُ
المشاغبةُ
ألا تستريحين ؟!
العاصفة
متى تهدأ العاصفةُ
متى تأتي الطيورُ
متى تشرق الشمسُ
ومتى أحتضنك من الخاصرة؟
الخريف
إنه الخريف الجميل
لا يشبه الشباب،
لكن وريقاته الذابلة
لها حلم شفيف
بين اثنين
الأغنية توشك على الوصول
إلى نهايتها
لا زلت بين نهرين
أو بين بحرين
أو بين جبلين
أحلم بذلك النور القادم من بعيد
نور بين اثنين
ضوء
الحياةُ ضوءٌ
والسلامُ ضوءٌ
والحبُّ ضوءٌ
والقصيدةُ ضوء ٌ
والعنفُ ظلامْ
نجمة
النجمة تغمزني
والليل يغمرني
والفجر لا يشبه شيئاً
لأنه قصير كالزمن
استثناء
إذا استثنينا الحب
فالحياة وهبتنا الحرية
والقدرة على الحب
التجربة
علمتني التجربة
إن القدر وحده
يمسك بتفاصيل
حياتي
مثل الشعر
{ باحث ومفكر عربي
#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟