أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - عندما أقف على ضفة الغياب














المزيد.....

عندما أقف على ضفة الغياب


مجد يونس أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 05:05
المحور: الادب والفن
    


أقف في الغياب .. غيابا كما الحضور , فأرى الضعف يهزُّ أغصان السنديان ؛ فيزداد تشبثاً بالأرض, متغلغلا في القاع , يتكئ على جذوره يغذيها من رحم الذاكرة , فتنتشله قويا يصارع رياح الخوف في زمنٍ غدا هشّاً .....
هاأنذا :
أهرب من توغلات الروح ... وهيذا ذاكرتي تفِّر مروّعة بالخسران وتسقط جثتي مسجّاة على متف النهر ...
كان صباحا باردا
النوافذ مشرعة
الأبواب تنسّل هاربة خلف الأرجل
هل أخلع قدميّ ؟
أمزق أوراقي ؟
أشعل دمي ؟
ياللعجب !!!!!!!!!!!!
مالهذه المدينة تئن مضرجة بدمائها ؟
وكل الأفواه معلقة
كما الشفاه متآكلة
ووحده الصباح يهمهم أغنيته ...
ولَمَّا أزل واقفا ...
أبحث عني في جسدي ؛ قبرا مسجونة فيه حريتي !
أهرب الى داخلي حيث انعدام الجاذبية وظلمة الرغبة والأهواء الشريرة !
أبحث عني في الـ/هناك ؛ خلف القناع
بين العقل والجنون
بين الحضور والغياب
تضيع أصابع خمس في جدائل شعرها المنسدل
مدينتي
أصابع خمس تتبعثر بحثا عني ؛ والصمت يحاصر روحي , أواطأ مع الحزن وأنزوي ؛ تقشعرني برودة السراديب المظلمة ؛ خلف الأوهام ...
أرتجف , ويرتجف العمر
فإذ بي أطعنها فتجهض عمري , حقيبة فارغة إلا من وهمــي ...
أعود فأقف في الغياب ...
ترى ؟!؟!؟!
هل نحن خيالات أناس عاشو ا وأوغلوا في الماضي ؛ بعيدا عن الـ/هنا/الآن ؟؟؟
هل الموت فقط , هو البديل الوحيد للحياة ؟؟
من أنا؟
من أنتم ؟
من نحن الجالسين في العتمة , متماهين بالسواد ؛ يغلفنا صمت الخوف , حيث اللامكان جسرا يجتازه العابرون الى الـ/هناك .. الخيالي اللامرئي ؛واللا أحد يدخل بين الواقع الى الماوراءه , فندخل في الغيبوبة , ترعبنا أرواح تئن وتصرخ , فنهرب ذات عمر من أنفسنا , يأسرنا إغواء غامض غير منته لرمال نغرق فيها ... إنها رمال الوهم ...
وهم وجودنا ....
تتثاءب السماء حيث الغيوم تبكي , وهاهي الريح تفترس أطفالها .. كم أشتهي السفر في متاهات الطفولة .. حيث شهوة الحياة ..
كيف والريح مزقت أشرعتي مذولدتني تلك المرأة من لبّ شهوتها يوم غرسني أبي عمرا في جوفها ...
هي الأسئلة تلدغني
تجرفني
حين أنظر ورائي , أراني أتخبط بدوامة الزمن المتدافع ..
فأدرك كهولتي
فارغا إلا من غربتي
وخارج دائرة الإنتماء , وينتهي كل شيئ , فالوجود جريمة , والإستئصال صعب وموجع
آآآآآآآه يا وجعي .. ضُمني
حيث أمي نسيت ذراعيها في حقول أبي , وصدرها تركته زادا لأخي ...
عندها
تسولت الدفء .. طردوني
تجرأت الحب .. نبذوني
فابقى ايها الطفل الشقي في الـ/هناك
خلف جدران الزمن , تجهش , ولا أحد , ليسقط كل شيئ ..
المومسات
الوجوه المبطنة
الكلام المباح
ومدينتي التي تعتصر روحها بانتظار الزمن الآتي ..
تضيع خطواتي , وانكسار الصوت خلف عواء الليل , جلادا يصنع تابوتا لذاكرتي الميتة ..
في تلك الليلة الحبلى بالهواجس والوعود الممزقة
صليت بصمت
تجمعت
التصقت بجسدي , وخرجت الى الـ/ غدا
ألهث وراء فوضى الأيام المبعثرة .



#مجد_يونس_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي حزين يالعراق
- كنت بحاجة للخطيئة / 2
- لأول مرة في سوريا .. المهرجان المسرحي الأول للمونودراما
- كنت بحاجة للخطيئة
- جدلية الإصلاح - الفساد 1 / 2
- السيد وزير الثقافة السورية الدكتور محمود السيد المحترم
- تحديث وتطوير الفساد في وزارة الثقافة السورية
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية ( 3 ) ... وجهة نظر
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام ( 2)
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام
- بلا عنوان
- سيرحل يوما ما ؟
- في المساء
- عصر متخم بالثورات
- مفهوم البحث العلمي
- افتراس الذاكرة
- الرجل الغريب


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - عندما أقف على ضفة الغياب