أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - كنت بحاجة للخطيئة














المزيد.....

كنت بحاجة للخطيئة


مجد يونس أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


أمام المرآة , أقف عاريا إلا من الكذب .. أجمع فُتاتي المبعثرة في أرجاء المكان .. ألملم أوراق صفراء وأحاول إغلاق نافذة الروح علّها تقبض عليك .. فتتوجني الخطايا وترسمني كائنا مليئا بالخوف ...

عاريا إلا من الكذب ... ولا خجل ...

كان قد أطبق بإحكام وأسكنني شواطئ المقابر المنسية ... ولا ابتهالات لمغفرة , لطهارة الخطئية , فأحملني جثة , في لجة الرحيل وأندس في هوة العدم , فقأت عيني , وقطعت لساني , ولامرتجى للصفح ولاأمل بالغفران , حيث مرتجى نفسي مسكن الأبدية خلف السواد الأعظم ...

جاءت تحمل وردة .. قرأت عبارات خطّها المغدورون , هنا يرقد عاريا إلا من خطاياه ... ولا رحمة ...

فلتسامحني عيناك , وليغفر لي قلبك , ليرحمني عقلك أيتها المتشحة بالصباح المرتعش حزنا , فلتسامحني يداك ...

هنا , اسكن بعيدا .. في الـ / هناك .. اراقبك , أسمعك نبضا , أحبو خلفك , أسأل القمر أن يحرسك , وفي نوبات التوبة مُرٌّ هو طعم التفاحة ... ستكونين الملاذ الأول والأخير , قد أسكن غيرك , ولكن لن يسكنني غيرك ...

هنا حيث انا .. أرقد , تغتصبني روحي في عتمة الصمت .. أعانق خواء دمعتي عبر المسامات الضيقة , متشرنقا على قارعة الطريق تتسولني الغربان والديدان , تبعثرني الأرجل العابرة , وفي المأتم صهيل الضحكات .. وهكذا أغفو ولا أستفيق ...

كنت تركضين في أروقة غابتي غزالة عاشقة , والصياد المخمور يحمل بندقيته .. يرقبك متلصصا لاهثا خلف كلابه النهمة .. ويفترسك كطريدة شهية للعشق .. فأركض خلفك .. لأراني على الشاطئ المهجور ولاأحد .. اعود فأسأل القمر .. فيختبئ خلف داكنات الغيوم ليختفي ظلي .. فأختفي ..

ما أصعبه طعم الخطيئة في فمي ... ما أقساه ..

الآن سأرحل نحو الأمس .. فالموت يناديني .. وقد هيأت نفسي .. لبست ثوب الخطيئة رغم ثقله .. ارتديته .. والخطوات مثقلة بالخيانة .. فيترهل العمر وذاتُ الغصة تسكنني .. فأبكيك عمرا

...أمام باب الذاكرة .. وعلى بعد خطوة .. أقف أخشى الدخول .. مددت يدي .. انفتح الباب .. ودخلت .. فإذا بالعفونة وقذارة الحياة قد أنبتت اعشاشها في ذاكرة الروح المتورمة .. أبحث خلف وبين الصور المهملة .. فأرى الصور المتشابهة .. أضيعني .. أتوه .. انظر حولي .. أفكر .. أيُّهُم انا ..؟ كيف اميزني ...؟ وكل الأقنعة متشابهة .. عندئذ سكنتني وأغلق الباب .. وبقيت حيث أنا ...

سأشرب الحزن خلف غصة تسكنني وتغفو ...

كم كنت بحاجة للخطيئة .. وكم انا بحاجة لها ...
كم كنت بحاجة لأفرغ عفونتي وكرهي وغضبي ..
كم كنت بحاجة للخطيئة .. بحثا عني .... مُذ كانت تداعب شهوتي لإقترافها .. ورائحتها تعبق في الأمكنة .. وفي الصباحات المغتصبة خلف وجع ينتفض مُذ رحلت ...
كنت بحاجة للخطيئة كحاجتها لي .. تعريني تمسح صدأ الصدق تحصن قلاعي ضد الخوف ..
كنت بحاجة للخطيئة .. خوفا من خوف يمزقني ...
هذه هي الحكاية .. وسأفتح النوافذ لتهرب عصاقيرها .. وتزقزق أخبارا عن مجنون بحاجة للخطيئة ..
مجنون بحاجة للخطيئة .

الآن :
أنظر حولي.. وكل شيئ يسقط ... المومسات .. الوجوه المبطنة .. الكلام المباح ...
تحتضر مدينتي على مرفأ عمري ..
وانتظر الزمن الاتي
تضيع خطواتي انكسارا
خلف عواء ليلي
وجلادا يفتح تابوتا لذاكرتي الميتة
في ليلة حبلى بالهواجس والوعود الممزقة ...
صليت بصمت
تجمعت .. التصقت بجسدي
وخرجت ألهث وراء فوضى أيامي المبعثرة ...

سأصمت الى الأبد
أشاهد الى الأبد موتا تحت ضوء القمر
فأعمد روحي بنار الشوق علّها تصمت وتندثر في سكون النهاية ...



#مجد_يونس_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الإصلاح - الفساد 1 / 2
- السيد وزير الثقافة السورية الدكتور محمود السيد المحترم
- تحديث وتطوير الفساد في وزارة الثقافة السورية
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية ( 3 ) ... وجهة نظر
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام ( 2)
- حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام
- بلا عنوان
- سيرحل يوما ما ؟
- في المساء
- عصر متخم بالثورات
- مفهوم البحث العلمي
- افتراس الذاكرة
- الرجل الغريب


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - كنت بحاجة للخطيئة