أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى فؤاد عبيد - حواء العصر الحديث














المزيد.....

حواء العصر الحديث


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 08:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حواء العصر الحديث
The Modern Era Eve

بقلم: مصطفى فؤاد عبيد
التاريخ: 8 آذار، 2015
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

احتلت المرأة مكانة متميزة في كل الأديان السماوية، وقد خص الدين الإسلامي تحديداً المرأة في كثير من المواضع ليميزها عن الرجل، ومن أمثلة هذا التمييز قول الله تعالى في كتابه الحكيم "وليس الذكر كالأنثى" كدليل واضح على الأفضلية، وحتى في أحاديث ووصايا الرسول عليه الصلاة والسلام وآخرها في حجة الوداع التي استوصانا فيها بالنساء خيراً، وقد أظهرت بعض الأحكام والتشريعات في القرآن الكريم وجود اختلاف بين طبيعة الرجل والمرأة وفق تقديرات الخالق عز وجل في عدة مناحي، مثل وجوب وجود شاهدتين اثنتين مقابل كل شاهد من الشهود الذكور وذلك حتى تُذكر إحداهن الأخرى في حالة النسيان، وكذلك تحديد نصيب الذكر في الوراثة الذي يُعادل مثل حظ الأنثيين وغيرها من الأمور المتعددة.

وبالرغم من أن البعض يرى في كثير من تلك الأمور، على اختلافها، تفضيلاً للذكر على الأنثى إلاّ أنها تُعبر عن إنصاف خفي وتفضيل حقيقي للمرأة بأشكال متعددة قد لا يُقدرها حق قدرها إلاّ من يدرك ما تعنيه حقاً تلك الاختلافات، فمسألة اختلاف الشهود مثلاً تعكس حجم "المسؤولية" التي يقتضيها قول الحق في الشهادة عند الله سبحانه وتعالى والضرر المتوقع الذي يمكن أن ينتج عن احتمالات الخطأ فيها، وهو بذلك إنما يخفف عن المرأة هذا الضرر ويشترط لقبول شهادتها أن تكون معززة بشهادة امرأة أخرى معها لتذكرها في حالة النسيان لكي يجنبها ذلك الضرر، حتى أننا نستطيع أن نستخلص هذا التفضيل بنفس الأسلوب إذا أقرت إحدى المدارس الثانوية، مثلاً، بالسماح لكل تلميذتين في كل صف دراسي الاشتراك في حل الامتحانات النهائية والتشاور فيما بينهن أثناء الامتحان، مع عدم السماح للطلاب الذكور بذلك، والمؤكد أن في هذه الطريقة تفضيل واضح للطالبات على الطلاب وتمييز ومراعاة لهن لتجنيبهن الرسوب في الامتحانات، وقد ينادي عندئذٍ الطلاب الذكور بالمساواة مع الطالبات ويطالبون بالمعاملة بالمثل!

وبنفس الطريقة، يمكن استخلاص الكثير من نقاط التفضيل للمرأة في كثير من المواضع، حتى تلك التي تختص بوراثة نصف نصيب الذكر إذا ما تم ربط هذه المسألة بقول الله سبحانه وتعالى أن المال فتنة، فهو بذلك إنما يخفف من فتنة المال على المرأة بمقدار النصف رحمة بها. بالطبع تبقى هناك اعتبارات أخرى كثيرة تتعلق باختلافات بين طبيعة الرجل والمرأة وهناك دوماً حكمة لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى قد تستلزم المزيد من البحث والدراسة لاستنباط ما فيها من إنصاف للمرأة وحتى تفضيل على الرجل قد يكون ظاهراً أو خفياً، ومنها ما يتعلق بطبيعة المرأة واهتماماتها وقدراتها الذاتية المتميزة في العديد من الشئون المختلفة.

وفي الوقت الذي تُعتبر فيه المرأة في كل دول العالم محوراً أساسياً ومؤشراً لمسألة "الرقي" والحضارة الإنسانية بكافة أشكالها، باعتبارها المحرك الأول والنموذجي لهذا التوجه الذي يسعى لتبسيط سبل الحياة والحد من مشكلاتها وصعوباتها المتنوعة وتنميتها في كل المناحي وعلى كل الأصعدة وفي كل المناطق، الريفية والحضرية، وصولاً للمستوى الذي يتناسب مع إمكاناتها العضلية وضعفها وأنوثتها وحتى جمالها أمام تلك التحديات المتنوعة، إلاّ أنه جرى تحوير هذا الأمر في الكثير من المجتمعات العربية بحيث تم توجيه معظم مشكلات المرأة لتتمحور حول مسألة "العُري" بدلاً من أن تكون محوراً أساسياً ودافعاً للرُقي العربي في كافة مناحي الحياة مثلما كانت في الغرب بغض النظر عما ترتديه أو مكان معيشتها أو مستوى دخلها، كما انشغلت في البحث عن المساواة مع الرجل في أمور تكاد أن تكون جميعها محسومة لصالحها أصلاً في الدين الإسلامي الذي فضلها على الرجل، والغريب في هذا التوجيه أنه محاولة لاستنساخ وتقليد أسلوب حياة بدلاً من استنساخ الأهداف والغايات الإنسانية والاجتماعية والحضارية النبيلة التي تزامنت مع هذا الأسلوب وفق ما يناسب تلك المجتمعات على مر التاريخ!!

إن معركة حواء الحقيقية في المجتمع العربي في هذا العصر تحديداً هي معركة بنائية حضارية اجتماعية سياسية فكرية ثقافية اقتصادية علمية فنية أدبية وتربوية، وسائر المجالات الأخرى التي تستطيع أن تثبت جدارتها فيها وتأخذ دورها لتكون بمثابة الرافعة الأساسية للمجتمع العربي بكل أركانه ومكوناته وكافة مناطقه لمواجهة التحديات وحل مشكلاته والوصول إلى مستوى الرقي والازدهار والحضارة الذي وصلت إليه دول الغرب بإرادة وطموح النساء اللاتي يعشن فيها بكافة ألوانهن وأساليبهن في الحياة، حتى وإن كانت الإنجازات باسم الرجل إلاّ أنها كانت بإرادة المرأة ولأجلها هي كأم وأخت وزوجة وابنة قبل أي أحد آخر، والتي لولاها، باعتقادي، لما اُخترعت الكثير من الاختراعات ولكنا جميعاً مستمرون في ركوب الخيل والبغال في السفر والترحال بلا كلل أو ملل حتى يومنا هذا، وبلا أية رغبة أو حاجة للرقي أو التطور والحداثة.. أو حتى لكتابة هذه السطور!!



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريات العقد الاجتماعي الحديثة-5، العقد الديني الاجتماعي
- نحو التطوير الإستراتيجي للنظم القانونية(1) القوانين الدينامي ...
- المسألة الاقتصادية الحديثة(1) مفهوم الاقتصاد
- الحلول الإستراتيجية للصراعات المستعصية(1) نحو تطوير وإرساء م ...
- نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الصحة(1) التأمين الصحي الذكي
- نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الاقتصاد(3) الاستثمارات التس ...
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية(2) اللامركزية -المركزية-
- نحو التطوير الإستراتيجي لنظم القيادة والإدارة العليا(1) ميكن ...
- أين تذهب عائدات اليانصيب الوطني في أوروبا ؟
- نحو تطوير أنظمة المنافسات الرياضية العالمية وأهدافها الإسترا ...
- نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (2) استحداث هو ...
- نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الاقتصاد(1) استحداث دوائر ال ...
- نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1) تطوير الإش ...
- نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأ ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الو ...
- نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!
- الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى فؤاد عبيد - حواء العصر الحديث