أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمه قاسم - المرأة العربية أين تكمن، أين تنحدر المشكلة؟؟؟














المزيد.....

المرأة العربية أين تكمن، أين تنحدر المشكلة؟؟؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 15:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة العربية
أين تكمن، أين تنحدر المشكلة؟؟؟
د.فاطمة قاسم

عندما انطلقت أحداث الثورة العربية في تونس في الأيام الأخيرة من عام 2010، و كانت النساء في قلبها، و في صميمها، و في صوتها، المدوي و آمالها الواعدة، تفاءلت الأجيال العربية، و قلنا لبعضنا نحن المثقفين: الأمر يحتاج إلى انتباه، فإن ثورة يشارك فيها النساء من كل الأعمار، و الشرائح الإجتماعية، و المستويات الثقافية، شابات، و ربات بيوت، و مهندسات و طببيات، و نجمات سينما و مسرح، و صحفيات و أديبات و أساتذة جامعات، من علية القوم و من العشوائيات، من ساكنات القصور و من لا مأوى لهن، قلنا: لقد بدأ زمن من جديد، زمن تمسك فيه المرأة بناصية مصيرها و حياتها، تأخذ فيه المرأة حقوقها إنطلاقاً مما قررته المنظمات الدولية ومما قرره رسولنا العظيم محمد حين قال "النساء شقائق الرجال" زمن نعيد فيه صياغة حياتنا بما يجعلنا فعلا "خير أمة أخرجت للناس".
و لكن سرعان ما تراجع المشهد إلى صورته القديمة و تناقضاته المأساوية، النساء يشاركن في الثورة في ميلادها الأول و لكن سرعان ما تم إقصاءهن، النساء يشكلن الأغلبية في الانتخابات البرلمانية في العالم العربي من الجزائر إلى اليمن و لكن حصادهن بعد ذلك لا يكاد يذكر، النساء نجحن كبرلمانيات، و وزيرات في الحكومة، و قاضيات ، و في كل مكان، و لكن الموضوع مازل شكلياً، و مازال من قبيل التظاهر أمام الغرب بأننا نلبي طلباته و شروطه ليس إلا، بل إن الثورة المضادة و من بينها داعش رسمت أمامنا مشهداً صادماً حينما رأيناها أي داعش تسحب طوابير النساء للبيع في أسواق النخاسة الجديدة.
أين يكمن السر

هل هناك فجوات مسكوت عنها في حضاراتنا، تجعلنا نتفاجأ بأننا حين نطلق الثورة الشاملة، فإن هذه الفجوات الحضارية تجعلنا نسقط في زمن التخلف و الردة ؟
لابد من جهد أكبر ألف مرة من قبل الباحثين و الباحثات، المختصين بالتفاعل الإجتماعي، و الإستيعاب الحضاري، لكي نعرف كيف نسقط في لحظة صعودنا، و كيف نتراجع في اللحظات التي ينظر إلينا العالم مبهوراً؟
ما بين مئات الألوف من النساء اللواتي كن يملآن الميادين و الساحات في مصر بشكل مذهل ، و تحول خارق، كانت هناك حالات التحرش و الإعتداء على النساء أمام الآف من عيون الرجال ، لم يكن هناك زمن طويل، بل الغريب أننا سمعنا من يجد لأولئك المتحرشين البؤساء، بأن المسئولية تقع على النساء، فلماذا يذهبن إلى الميادين و لماذا يشاركن في الثورة؟
و المفارقة الأخرى:
انه عندما تراجعت الثورة لصالح مشاهد الدمار و العجز و الفقر، فإن النساء هن من تحملن العبء الأكبر، في رعاية عائلاتهن، انظروا إلى أفواج اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء والبؤس، من ذا الذي يواصل البقاء غير النساء؟و انظروا إلى العراق و ليبيا و اليمن و غيرها، أليست النساء هن رموز الصمود، راعيات العائلات و الأطفال، يصنعن رغيف الخبز من المستحيل؟
شيء كامن من زمن بعيد، مسكوت عنه منذ قرون، دمار هائل كان الوعي العربي الجمعي يتجاهله ، و كل ذلك انفجر في حياتنا بطريقة لم نتوقعها، بمعدلات أسرع من كل خيال ، و كانت النساء العربيات في هذا المشهد المدوي هن أكثر الضحايا، و هن أكبر علامات الصمود، و في يوم المرأة العالمي، علينا أن لا نكتفي بالإحتفالات التقليدية، تحيات كلامية للنساء، كوتا نسائية، و ردود للنساء، ثم ينقضي اليوم، و ينتهي الحفل، و لا يبقى من الاحتفال سوى الملايين من النساء المهمشات و المنتهكة حقوقهن، اللواتي يتعرضت لتمييز في العمل و الأجور، و لا تطبق بالنسبة لهن معايير الكفاءة، ترهبهن عمليات القتل على خلفية الشرف بينما الحقيقة هي حرمانهم من الميراث....الخ
و يظل الحال على نفس المنوال، ماذا لو أن النساء فجرت ثورة ناعمة خاصة بهن، و امتنعن عن المشاركة في الانتخابات، و أضربن عن العمل في دوائر و دواوين الرجل العربي؟ربما حينئذ تحدث الثورة الحقيقية ثورة النساء.
أيتها المرأة العربية كل عام و أنتن بالف خير.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون العرب في الأختيار الأصعب
- زياد أبو عين والصورة التاريخية
- العدالة للمرأة ركن اساسي لسلامة المجتمع
- لمن اكتب رسالتي?
- امراة من زمن الطموح
- الحاجز
- عزوف
- تراجيديا النكبة الفلسطينية
- تناقضات
- الوطنية الفلسطينية منبع الابداع
- طفولة صارخة
- الخبز للجميع
- وجهك الحزين
- يوم الارض في العقل والوجدان
- الثلج وانتفاضة الاشجار
- احمد فؤاد نجم في ذمة الله والذاكرة العربية
- رسالة الى حالمة في الوطن
- -ذاكرة وطنية بامتياز-
- الانقلاب الى فكرة الانتماء الاولى
- الأمة العربية إلى أين؟


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمه قاسم - المرأة العربية أين تكمن، أين تنحدر المشكلة؟؟؟