أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الأمة العربية إلى أين؟















المزيد.....

الأمة العربية إلى أين؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 19:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جيد جداً أن يعود الاهتمام من فبل السياسيين و المفكرين على حد سواء إلى الانتباه من جديد إلى مفردات ما تم تسميته بسرعة اسم الربيع العربي، و أن هذه العودة من الواضح انها لا تنطلق من نظرية المؤامرة، و هي نظرية ثابتة وأصيلة في الفكر العربي، و إنما من منطلق القراءة الاكثر عمقا وشمولية لأحداث هذا "الربيع العربي "بعد اكثر من سنتين، و خاصة أن هناك قلق متزايد بخصوص تجربتين هما التجربة المصرية و السورية، و الأخطار الكبيرة التي ماتزال تتفاقم، وعدم وضوح المستقبل ، و عدم بروز اي طرف قادر على أن يقدم ملامح حاسمة للمستقبل.
و قبل ان أطرح مساهمتي في الإجابة عن الأسئلة، دعوني أوجه نقداً شديداً إلى أولئك الذين يتذرعون بعدم استقرار ملامح الوضع بعد أكثر من سنتين، بالتذكير بالذي جرى في الثورة الفرنسية، بصفتها النموذج الأهم في حجم التغيرات الشاملة التي حدثت على مستوى كيان أمة، فأذكر في هذا المصدر أن الزمن السياسي و التاريخي الذي حدثت فيه الثورة الفرنسية يختلف جذرياً عن الزمن السياسي و التاريخي الذي نعيش فيه الآن، لجهة سرعة الاتصال و تكنولوجيا المعلومات و قدرة الأطراف القريبة و البعيدة على التأثير، بالإضافة إلى شكل المصالح الاقتصادية و التحالفات السياسية، و بالتالي فإنه ليس من المفيد اعتبار أن الثورة الفرنسية التي استقرت فيها الأوضاع بعد سبع سنوات أو أكثر، أن هذا بالضرورة يجب أن يتطابق مع ما يحدث في النماذج العربية القائمة الآن و خاصة في مصر و سوريا.
و السؤال الآن:
هل الدولة القومية التي تجسد الكيان السياسي لأمة من الأمم مثل الأمة المصرية أو الأمة السورية مستهدفة أم لا؟
و بناء عليه هل النظام الإقليمي العربي القائم الآن و لو بالحد الأدنى مستهدف بالتغير الحاد إلى درجة خطر الزوال؟
لقد كان أكبر خطر واجهته الدولة القومية العربية بعد الحربين الأولى و الثانية هو قيام دولة إسرائيل، حيث تم اقامة الحواجز لمنع التواصل الجغرافي بين الشمال العربي و الجنوب العربي، و لكن ذلك الخطر أمكن تقليصه إلى حد بعيد من خلال صيغ متعددة توصل إليها سياسيين و مفكرين الأمة، من خلال حصار إسرائيل عبر فكرة الدولة القومية، و عبر النظام الإقليمي العربي، فقد تضامنت الأمة في كل دولها القومية تقريباً أما هذا الخطر، سواء عبر مواجهة أثار الهزائم الكبيرة، حرب فلسطين عام 1948، و حرب حزيران عام 1967، كما تضامنت الأمة في المواجهات التي قامت سواء في حرب عام 1973 أو في دعم ظاهرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، و بغض النظر عن كل الثغرات و السلبيات، فإن نفوذ الحركة الصهيونية و دولة إسرائيل لم يتغلغل كما كان متوقعاً، بل عاشت إسرائيل معزولة عن محيطها العربي، و حتى السلام الذي تم عقده معها ظل سلاماً بارداً، أي أنه لم يستقر في اعماق المجتمعات العربية القائمة، بل ظل حالة خارجية تفرضها بعض أشكال العلاقات الدولية فقط.
و لكن الشيء الذي حدث قبل أكثر من سنتين هو أشبه بحدث او وعد غامض لا تأكيد عليه بأي طريقة من الطرق، و هو أشبه بحدث اسطوري لم يره الناس من قبل و لا يعرفون حتى الآن كيفية التعامل معه، و نحن تخطيء كثيرا عندما ندعي او تدعي بعض الاطراف بأن ما يجري في المنطقة الآن كان بعيداً عن اهتمام العديد من الأطراف الدولية ومصالحها، فالكثير من هذه الدول تناقضت مع بعضها، بل تصارعت مع بعضها على أرض بلادنا وبوجودنا في بعض الأحيان، و أن الحديث عن البدائل كما هو موجود كان مطروحاً في ألاف من التقارير و الدراسات و التوصيات الصادرة عن مراكز البحث السياسي التي تعمل لصالح هذه الدول مباشرة.
و هذا شيء آخر مختلف عن نظرية المؤامرة، هذا شيء يدخل في صلب المصالح لتلك الدول الكبرى، خاصة و أن الاضطرابات التي جرت في المنطقة، و ممارسات الإرهاب، و تجارب الإسلام السياسي، قد كلفت تلك الدول ميزانيات ضخمة، و أزمات مالية كبرى، و من الطبيعي أن يتم البحث عن بديل، و كيف يتم ايجاد هذا البديل، و كان الإسلام السياسي جاهزاً ينتظر أن يعرض عليه الدور، و قد جرب بنجاح في افغانستان، و جرب بنجاح في الضغط على بعض الدول القومية العربية في مصر، و الجزائر، وفي سوريا، و ثبت أن لديه جاهزية حين تدعوه الأطراف الدولية للعب الدور المطلوب، لدرجة أنه كان هناك رهانات تقال بصوت مسموع في أميركا و أوروبا تقول" دعونا نجرب الطرف الجاهز القادر على القيام بالمهمة".
أريد أن أذكر هنا:
أن النموذجين المصري و السوري يستحقان التركيز عليهما، لأن الدولة القومية العربية، و النظام الإقليمي العربي كان يتركز لفترة طويلة من الزمن على محور ثلاثي رأسه السعودية و جناحاه مصر و سوريا، و خاصة بعد الذي جرى للعراق و الذي جرى للجزائر في التسعينات، فهذه الدول الثلاثة السعودية مصر و سوريا هي التي تحمي ما تبقى من النظام الإقليمي العربي، و تضع هوامش قوية في السلم و الحرب و بالتالي يجب أن نهتم كثيراً بالمصير الذي ينتظر هذه المناطق الثلاثة، و كيف أن النظام الإقليمي العربي قد يزول فعلياً عن الوجود إذا تعرضت هذه الدول إلى الانهيار، و استبدلت بدول صغيرة متصارعة على خلفيات طائفية و عرقية، ربما لو حدث ذلك – لا سمح الله – فسوف تعود الأسطورة الصهيونية إلى الانبعاث من جديد، لأن إسرائيل بتحالفاتها التاريخية القوية، و بدعمها اللامحدود من الغرب، قد تصبح هي الطرف المقرر الذي يتنافس الأطراف الصغار على الاستقواء به ضد بعضهم.
أقول ذلك:
لأن هناك ميلاً في الفكر السياسي العربي السائد الآن إلى تسطيح الامور وتبسيطها ، و إلى الاستسلام للهروب عبر الشعارات دون الخوض في التفاصيل، و بعد أكثر من سنتين على اندلاع هذه الأحداث – مهما كان اسمها – فإن الأخطار ما تزال محتدمة بقوة، و لا نرى حتى الآن في العديد من المحافل السياسية و الفكرية العربية ما يبشر بخير، فقد أصبح الكثيرون يتوقفون بعمق، و يهتمون بالتفاصيل ليخرجوا بنتائج قد تعفيهم وتعفي شعوبهم من كارثة قد تؤدي الى الزوال ، و مساهمتي هذه هي جزء من تعميق هذا الانتباه، فلا أحد يملك الحقيقة الكاملة و الموضوع متعلق بمصير أمة، و هو موضوع يخصنا جميعاً.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب تتحلل و دول تتفكك
- يا عمال العالم اتحدوا
- اللا معقول والحب
- قولوا لا
- عفيف دقة يرجل مع الشتاء الفلسطيني الغاضبِ
- حملة العنف الاسرائيلية إلى أين ?
- أحلام خارج السرب
- وقت أطول للقتل
- من الزنزانة الى الوطن ومن الوطن الى المنفى
- حراك الرئيس أبو مازن وافق فلسطيني جديد
- استحقاق أيلول من تركم الاحباط الى قوة المحاولة
- نحن و الربيع العربي
- جميلة صيدم أم صبري جيل الانتماء الانضباط الوطني
- أين أنت يا حكومة؟
- في انتظار ميلاد الحكومة
- علي صوتك لحماية وحدة الوطن
- المصالحة و اختياراتها الصعبة
- المصالحة و التحديات
- علا و الموت من انكسار القلب !
- أخطر المعارك وأصعب القرارات


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الأمة العربية إلى أين؟