أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يتخلى الكردي عن سلاحه















المزيد.....

عندما يتخلى الكردي عن سلاحه


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 00:30
المحور: القضية الكردية
    


يحمل الكردي السلاح دفاعا عن الذات، ويتخلى عنه إما لقناعة بزوال الخطر أو نتيجة مؤامرة، أو خداع. ونادرا ما حمل السلاح بقصد الاعتداء على الآخر. يكاد تاريخ الكرد يخلو من الغزوات، فلم يشتهر كمعتد على الغير في تاريخه، ولم يحتل أرض غيره، ليس ضعفا منه، بل بالفطرة التي فطر عليها، وقناعته بحرمة الإنسان وكرامته، وعدم المساس بحريته؛ وكذلك تأثره بالأديان التي أعتنقها عن عقيدة لا لمنافع ذاتية، وأيضاً المفاهيم التي ترسخت لديه على مر التاريخ. يعشق الكردي الحرية ويضحي من أجلها، فهو كما يعشقها لنفسه يريدها لغيره أيضا. فلم يغزو حتى في حالات القوة، بل ولم يقم بما يرهب الغير، وحتى مع أعدائه لم يستعمل الإرهاب من أجل الانتصار عليهم، ولم يتخذه أسلوبا ليفرض الهيمنة على الخصوم، حتى عندما كان على مقدرة تامة للقيام به.
رغم الانتقادات الموجهة لحزب العمال الكردستاني، لا يعكس آمال الكرد، لكنه مع ذلك يحتضن الماهية الكردية والكردستانية، عكست ويعكس الصراع الكردي القومي مع المحتل لكردستان، ويعرف عالميا وداخليا بالشخصية الكردستانية، وما يقدمه ويتحرك ضمنه، رغم التحولات الإيديولوجية، تتمخض في مجمل نضاله الغاية الكردستانية، رغم عباءة الأمة الديمقراطية المطروحة، والمفاهيم المخالفة للدارج في النظريات الإيديولوجية السياسية والقومية العالمية.
كان صراع حزب العمال الكردستاني صراع كرديا مع الحكومات التركية، وتوسع ليكون كردستانيا، رغم الانتقادات والأخطاء التي سايرت مسيرتها، مثلوا إلى حد ما صراع كرد شمال كردستان مع دولتين تركيتين متداخلتين، أحدهما بمؤسساتها العسكرية المرتبطة بالإدارة السياسية والحكومية المكشوفة، والأخرى الدولة الخفية، التي خلقت أدوات متنوعة للإبقاء على ثقافة الإنكار للشعب الكردي، مستمدة أفكارها من الثقافة الطورانية المتراكمة إثر سيادة الكمالية المزمنة. تلك الكمالية الناقضة لكل وعودها القاطعة للزعماء الكرد الذين ساعدوه بتفانٍ في حرب التحرير.
تمكن (ب ك ك) من خلق واقع جديد في تركيا، وتجلى، في بيان التخلي عن السلاح، عزمه على السير في هذا الواقع الجديد. لا يهم إن كان هذا انتصارا في نظر البعض، أو خدعة لدى بعض الآخر، أو نتيجة لصراع داخلي بين الدولتين، المهم هو أن تغييرات في المفاهيم قد حدثت. وهي مواكبة لمجريات الأحداث العالمية. بانت النتيجة مفصحة عن تمكن الثورة المسلحة، وعلى أنقاض أكثر من خمسة آلاف قرية؛ وثلاثين ألف ضحية وشهيد؛ ورغم تفاقمها الصراع الكردي-الكردي، من نقل الإدارة التركية مع أحزابها القومية بل والشعب التركي بمعظمه، من واقع إنكار مطلق للشعب الكردي في تركيا، إلى مرحلة الاعتراف به، وقبول الحوار المتدرج من منطلق التعامل الأمني مع قيادة الحزب، إلى مفاوضات سياسية وعلى أعلى المستويات، أي عمليا حوار طرفين متساويين، رغم الاختلافات الكبيرة بين القوى والمؤسسات. مع ذلك فالانتقاد يطرح ذاته، ويبين أنه كان بالإمكان بلوغ هذه المرحلة دون تلك التضحيات الجسام؛ لو أن تركيا أصغت إلى صوت العقل. وما جرى خلال ثلاثة عقود من الصراع خدم مصالح دولية معادية للكرد وللدولة الطورانية على حد سواء، وسوريا مثالاً لا حصراً.
رغم الخلاف على الاستراتيجية والإيديولوجية مع حزب العمال الكردستاني، ومفاهيم القيادة، وثقافة الحزب، المتفشية بين الأعضاء من حيث عبادة الشخص، وشمولية الحزب، وإلغاء الآخر، وغيرها من الذهنيات التي فقدت مفعولها بالتقادم، وتعبر، راهنا، عن السلبيات بعمق. أثمرت عن جديد من المأمول السير فيه إلى النهاية. من الأهمية بمكان التذكير أن الحزب انتقل من مرحلة الثورة المسلحة والصراع العسكري إلى الثورة السلمية، والتعامل بالأسلوب العصري مع الدولة التركية كخطوة نوعية، وهذا تغيير إيجابي، يدل على ديناميكية الحزب واستدراكه للواقع العام، علاوة على استيعاب سياسة وثقافة العدو.
التساؤلات في هذا المجال متنوعة، وتطرح ذاتها على خلفية عرض السيد عبد الله أوجلان، بإلقاء السلاح، ونقل الصراع المسلح إلى صراع سياسي، للدخول في حوار مع الدولة التركية، مرفقا عرضه بمطالب لا علاقة مباشرة لها مع الكرد، ولا بمستقبل كردستان كوطن لهم وللشعوب المتعايشة معهم أو كدولة قومية خاصة بالكرد. ولا شك البنود مبنية على الإيديولوجية الأممية المطروحة والتي فيها من الازدواجية الكثير، بين ذاته القومية والوطنية، من جهة، وبينه وبين قيادة قنديل من جهة أخرى، والخالقة لتناقضات في استراتيجية الحزب والأحزاب الدائرة في فلكها، والأوسع: الصراع الحاصل بين مؤيدي الحزب وجموع الشعب الكردي وأحزابهم القومية.
الأسباب والدوافع، الراسخة خلف القرار، متعددة، ليست محصورة بين الطرفين، بل هناك قوى خارجية لها دور في الجاري، ربما تؤدي هذه التدخلات إلى خلافات قد تظهر بين قادة قنديل ذاتهم أو بينهم وبين إمرالي، والتعمق في العوامل الدافعة بالدولة التركية لفتح باب الحوار، داخل تركيا، تبين أنها لم تنطلق من منطق الإنكار للشعب الكردي إلى الاعتراف به، إلا بعد أن وضع خططا بديلة لا تقل التفافا على القضية من الأولى، رغم مظهرها المتلائم والعصر التكنلوجي، ما يمكن الاستشفاف، مبدئيا، منها هو دفع القضية الكردية نحو ساحة الخلافات الواسعة والعميقة أكثر من ذي قبل وبلباس جديد بين الحركات الكردية في عموم كردستان.
لا شك، بدون تدارك هذه الألاعيب السياسية من قبل الأطراف الكردستانية، وإصلاح ذات البين، كالخلافات الحزبية؛ والاستراتيجية؛ والإيديولوجية الموجودة بينها، لا بد أن تكون يسيرة على المتربصين تعميقه لتؤدي إلى توسيع هوة الصراع وهي ما تسعى إليها تركيا، بل وتشاركها القوى الإقليمية الأخرى المحتلة لكردستان. والغاية منها إضعاف الكردي بالكردي، استراتيجية وإيديولوجية، ضمن المحيط الكردستاني. وما يزيد من هذا التصور هو طريقة عرض الأحزاب الكردية للقضية وحلولهم لها، هذا، إذا أضفنا إليها جميعا تعنت كل طرف بطوطم الحزب وعبادة القائد، والتبريرات لهذه الذهنية مترسخة في الأعماق، ولا يقبل الجدال فيه، وأخطر ما في الواقع الجاري أن كردستان لا تزال في مرحلة الاحتلال، والشعب مستعبد، وتغليب البعد الأممي على ثقافته القومية لا يفي بالمأمول.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل جنوب-غربي كردستان-الجزء الأخير
- مستقبل جنوب-غربي كردستان الجزء الأول
- لا تموت الثورات
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء التاسع
- ماتت الثورة!
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السابع
- خدعة ابنتي براف.. قصة واقعية
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السادس
- ماذا فعل المربع الأمني في غربي كردستان؟ الجزء الخامس
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأخير
- لقاء داود أوغلوا ببشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثالث
- القاصرات والقاصرون بين السلاح الكردي والسياسة
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثاني
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الرابع
- فيدرالية بشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثاني
- الإرهابي مخلص لإسلامه


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يتخلى الكردي عن سلاحه