أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن














المزيد.....

ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:07
المحور: القضية الكردية
    


الدكتور (محمد عبدو علي) قدم دراسات قيمة عن عفرين، جغرافية وأثنية ودينية وغيرها، ودراسته الشاملة القيمة (جبل الكرد “عفرين" دراسة تاريخية اجتماعية توثيقية) عن كورداغ وعشائرها، تفتح المجال للعديد من التحليلات، والآراء حول الظروف التي مرت بها المنطقة، وما آلت إليه، ويضع نقاد التاريخ الكردي ضمن نفس التضاربات الاستنتاجية، وما سنورده وبشكل مقتضب جداً. لا يعكس تاريخ العشيرة ولا العشائر والعائلات المتنفذة المتواجدة في كورداغ بقدر ما هو تحليل لبلوغ نتيجة الجدلية، واستنتاج لقادم الكرد كتجربة من الماضي، والتي يطرحها الكاتب نفسه، وعليه يبقى الدكتور المصدر الأهم لكل ما يتعلق بهذه المنطقة الكردستانية.
قاومت عشيرة بيا حركة المريدين، بعد تقليص نفوذ حاج حنان شيخ زاده، على العشيرة؛ وذلك إثر إطلاق سراحه من السجن، وقد أمر أتاتورك بسجنه لدى اجتماعهم الأخير، لموقفه الديني منه. وقبلها كان يساند تركيا ضد فرنسا من البعد الديني. على إثره اشتدت مهاجمة حركة المريدين على منطقة كورداغ مؤدية إلى تغيير وجهة صراع العشيرة. قاد هذا التوجه الجديد حاج رشيد (كور) شيخ زاده ومعه آل ديكو زعماء عشيرة منان الذين كانوا أقربائهم بالمصاهرة، قاوموا الحركة المريدية ذات القناع الإسلامي المدفوعة تركيا، وقد أدرك بعض رؤساء العشائر بنوايا الكماليين الممثلة بالحركة المذكورة آنفا. كانت غايتها ضم المناطق الكردية في كورداغ إلى جغرافية تركيا، وساند هذه الحركة بعض العائلات المتنفذة بدافع العاطفة الدينية بحجة مقاومة الفرنسيين.
بعد صراع مرير قضوا على الحركة، لكنهم لم يشكلوا قوة موحدة كردية خارج منطق العشيرة، كما لم يبلغوا مرحلة الحصول على انسجام سياسي مع الفرنسيين، ولم تظهر أية تحركات عملية لتشكيل تجمع عشائري –سياسي لبناء كيان كردي، يعرضوه على الفرنسيين الذين كانوا بدورهم يحاربون التدخل التركي الممثلة في حركة المريدين. يبدو أن المقاومة الكردية كانت تحسب نفسها على المقاومة الوطنية السورية العامة ضد فرنسا. ومن جانبها لم تبذل فرنسا جهودا لتكوين كيان للكرد كما فعلت مع عرب السنة والدروز والعلويين. ربما بعض النقاد محقون في العتب على الفرنسيين ذاتهم لتهميشهم الكرد في هذا الجانب، لكنهم غير محقين في إلغاء عامل الذات لفرض قوتهم على الأخر المسيطر.
إذا طابقنا واقع تلك الفترة مع الواقع الحالي لوجدنا أن أجنداتها لم تكن تختلف عن أجندات حزب الله التركي المدعوم من عصابة أرغنكون. فقد كان زعيمهم الشيخ إبراهيم أفندي أحد ضباط المخابرات التركية (له صور منشورة وهو مجتمع بقيادته من الضباط الأتراك الكبار) فحول جل نشاطاته إلى كسر شوكة العائلات التي لا ترضخ لإملاءات السلطة التركية، الهادفة لضم منطقة كورداغ إلى جغرافيتها المتكونة حديثا بعيد انهيار الإمبراطورية العثمانية. فأفعال الحركة وجرائمها متطابقة في كثيرها بما تقوم به داعش اليوم في المناطق الكردية، وأيضا طريقة حصولهم على الدعم والمساندة تكاد تكون مماثلة للطرق التي تحصل عليه داعش اليوم من الحكومة التركية الإسلامية، والدول العربية الإسلامية الراديكالية. وعليه قد ركزت حركة المريدين على إضعاف نفوذ العائلات الكردية المتنفذة الواقفة في وجهها، وبينهم آل شيخ إسماعيل زاده في منطقة كورداغ، وجبال الكرد المجاورة لكورداغ، والتي حتى لحظتها كان الأغلبية تعد ذاتها كرداً.
كانت مسيرة الصراع في المنطقة معها مريرة ومليئة بالمآسي. وحسبتهم فرنسا على المقاومة الوطنية السورية بالمطلق القطعي، ومما زاد هذا يقينا ما أثارتها بعض العشائر الكردية المتعاونة مع تركيا بسبب الشعور الديني، بين آل زاده والضباط الفرنسيين المتواجدين في المنطقة من دسائس، لئلا تتشكل قوة كردية ترغّب فرنسا إلى تكوين كيان كردي موالٍ لها ضد التوسع التركي، هذه الدسائس مع المناوشات التي جرت بينهم وبين فرنسا، وضعت نهاية لأي تقارب، وأثرت بشكل سلبي على نفوذ العشيرة وغيرها من العشائر ومن ثم على قوة الكرد في المنطقة.
أدت تلك الدسائس إلى تفاقم الصراع بين الفرنسيين والعشيرة، رغم استشهاد عبد المنان أحمد آغا بيد المريدين في قرية بيكي. وتطورت الخلافات إلى أن حصلت معارك بين الطرفين، في معركة (حسارة) قضت فيها عشيرة (بيا) على كتيبة كاملة من الفرنسيين، كانت تلك نهاية كل أمل في التقارب، وعليه لم يحاول الفرنسيون بعدها من إيجاد رباط بين مصالحهم ومصالح الكرد في المنطقة. كما لم يستطع زعماء عشيرة آل زادة، رغم معاداة حاج كور رشيد آغا للترك، وتفضيله البعد القومي والوطني على الديني، تحصيل تقارب بينهم وبين المستعمرين، بالرغم أن الأخير كان من بين الشريحة السياسية ذات الوعي. وكان من أوائل أعضاء البرلمان السوري عند تشكيله، فضلا عن وجود شريحة مثقفة ومدركة، للأبعاد الجيوبولوتيكية للمنطقة، إلى جانبه، مع ذلك لم يقم هو أو هم بأية مبادرة دبلوماسية لردم هوة الخلافات في العقود المتأخرة من الانتداب، ولم يستفيدوا من صراع الفرنسيين مع الأتراك، وذلك للأسباب الثلاثة المفروضة ذاتها على الكرد رغم أن كل عامل تبناه شخصية دون الأخرى، ونذكر منها:
1- هيمنة العامل الإسلامي واستحالة التحرر من الاختلاف الديني بينهم وبين الفرنسيين.
2- سيطرة البعد الوطني على البعد القومي الكردي، في فترة تكوين سوريا وتشكيل البرلمان.
3- إلى جانب المعارك التي كانت لا تزال آثارها موجودة في ذهن الطرفين.
لم تخمد الصراعات، كما ولم تتبدل رؤية الكرد للمستعمر الجديد، ولم تدرك العشائر التي حاربت الفرنسيين والأتراك وعلى فترات...

تنويه: ورد خطأ في نهاية الحلقة السابعة وهو أن الكاتب أحمد تاج الدين من آل زاده...وكتابه (الأكراد، تاريخ شعب وقضية وطن) يشمل تاريخ الكرد عامة، رغم جودته فيه بعض المغالطات ....
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السابع
- خدعة ابنتي براف.. قصة واقعية
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السادس
- ماذا فعل المربع الأمني في غربي كردستان؟ الجزء الخامس
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأخير
- لقاء داود أوغلوا ببشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثالث
- القاصرات والقاصرون بين السلاح الكردي والسياسة
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثاني
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الرابع
- فيدرالية بشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثاني
- الإرهابي مخلص لإسلامه
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الأول
- المؤامرات السرية في الشرق الأوسط
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود- الجزء الثالث
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود -الجزء الأول
- عدمية الاتفاقية الكردية في قامشلو الجزء الثاني


المزيد.....




- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...
- تقرير مستقل: إسرائيل لم تقدم أدلة عن اتهاماتها لموظفي الأونر ...
- ماذا قالت أمريكا عن -مزاعم- ارتكاب جرائم حرب في غزة؟
- تيك توك تحذر من مخاطر -سحق- حرية التعبير بعد تمرير مشروع قان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن