أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول















المزيد.....

من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 10:06
المحور: القضية الكردية
    


ملاحظة: هذه الحلقات هي أبحاث توضيحية في السلسة التي تصدر تحت عنوان (ماذا فعل المربع الأمني في غرب كردستان؟)

برزت النزعة الكردستانية) كوطن (في عصر الإمارات الكردية، ونمت حتى نهاية الثورات التي قادها المشايخ، وترسخت في بداية المرحلة القومية-السياسية بمفهومها العصري، تراجع بعدها وبسرعة كمطلب وغاية ومفهوم، وتدنى سقفها في زمن الانشقاقات الحزبية، التي عملت عليها السلطات الاستعمارية بدون هوادة، ظهرت هذه التطورات في مراحل زمنية متتالية، واتسمت كل فترة بخصوصيات معينة.
نبذة عن مراحل كردستان كوطن
بلغ المجتمع الكردي المقاد من قبل شريحة قومية، على أنقاض الإمارات التي غطت كردستان، والثورات، التي ملأت قرنين وأكثر من الزمن، مستويات عليا بمطالبهم وأهدافهم، ناضل قادته بكد ونقاء من اجل تحقيقها، إلى أن أرهبوا مستعمري كردستان، لكن الآمال خيبت على أثر الخسارات المتلاحقة، والمجازر والنزوح الجماعي ضمن أو خارج كردستان، وبعد أن تبعتها عصر من الظلام الثقافي والاقتصادي، وبعد تغييب القادة من كردستان توجه المجتمع إلى تأمين المعيشة اليومية والحفاظ على الحياة المهددة من قبل مستعمريهم بشكل مستمر. مع بداية الثلاثينات من القرن الماضي همدت المعنويات بشكل واضح وساد فراغ سياسي مع الجمود الثقافي المتعمد، فغاب معها الماهية الكردية التي تشكلت في القرنين السابقين، إلى أن صغر في عصرنا هذا الغاية القومية إلى مجرد مطالب مشابهة لمطالب أقلية مهاجرة أو نازحة، وزرعتها الأحزاب الكردية بين المجتمع كمطلب أساسي للشعب الكردي، وحصرتها ضمن الحقوق الثقافية، وتدريس اللغة الكردية، ورسختها كهدف نهائي لنضالهم في كل مناهجها.
قادت بعض العائلات الكبرى الذين لم تكن لهم سيطرة تذكر جماهيريا أو جغرافية مقارنة بقادة الكرد السابقين، انتفاضات لم تتجاوز محيط ديمغرافية القبيلة، على بنية شبه أمية أو جهالة بالسياسة القومية، على خلفية التعتيم المتعمد من قبل المستعمرين، ومحصورين منعزلين ضمن مناطق محددة، مع مخطط فعال لعدم تزايد سقف الإمكانيات الاقتصادية، والتي بقيت عدماً مقارنة بما كان يملكها الأمراء والمشايخ، من حيث الواقع الكردي، وعدم بالنسبة لقوة المستعمر، لكن هذا الواقع الثقافي والاقتصادي، لم تجردهم من حبهم لقوميتهم ووطنهم، ووجود كردستان كوطن في الشعور اليومي، وليس في الحلم، وبقي بينهم وبين الأمراء الكرد الذين جردهم السلاطين العثمانيين من حكم إماراتهم قبل أن يقضوا على الإمارات نفسها، خلفية فكرية مشتركة ورباط غريزي ما في اللاشعور تجاه كردستانهم.

دور الأمراء الكرد
الفروقات كانت شاسعة بين القيادتين (إذا سلمنا جدلا أن العائلات الكردية المتنفذة الإقطاعية بشكل خاص قيادات كردية في فترة حدوث الفراغ الكلي في كردستان بعد القضاء على آخر الثورات الكردية وقبل ظهور الأحزاب السياسية القومية) في الوعي العام والثقافة، والدراية بما كان يخطط له المستعمر، فالأمراء كانوا متمسكين بقومتيهم عن دراية علمية وتاريخية، معظمهم كانوا مثقفين كبار وعلماء، إما في الفقه الإسلامي، أو في الأكاديميات العسكرية أو العلمية، أمثال شرف خان البدليسي، وبعضهم شكلوا في عواصم إماراتهم مراكز ثقافية، شبه جامعات، أو معاهد، وجمعوا حولهم خبراء مقارنة بواقع السلطنة العثمانية، مع الإمكانيات الاقتصادية، والتي كانت تبلغ حد قدرات الدولة المتكاملة، وكانوا سياسيين على مستوى الإمبراطورية، ويدركون الألاعيب الدولية والعلاقات الدبلوماسية والصراعات التي كانت بين السلاطين والفرس، حتى ولو كانوا يغطونها بالبعد المذهبي. أغلب الأمراء كانوا على دراية بالخلفية القومية لصراع الدولتين، وهي التي دفعت بهم العمل على نوع من الاستقلالية الذاتية كخطوة أولى نحو التحرر، التحركات التي خلقت رهبة عند السلاطين من أن تتجزأ الإمبراطورية في الشرق، وتتشكل قوة ووطن يجمع الشعب الكردي، ويخلقون قوة منافسة في المنطقة، خاصة بعد أن خسرت الأستانة العديد من أراضيها في أوروبا، والتي كانت تصل أخبارها إلى الأمراء الكرد، المتيقظين والدارسين لها.
هذه الأبعاد السياسية والفكرية القومية، رغم القضاء على كياناتها، وقادتها، إلا أنها كانت بالقوة التي استمرت لتؤدي إلى قيام الثورات والعديد من الانتفاضات على السيطرة العثمانية المغطاة تحت عباءة الخلافة الإسلامية، كما وتمكن الأمراء من التمييز بينها وبين النزعة القومية واستندوا عليها كأحد الحوافز التي لم يعد يقبلون بالاستعمار العثماني-التركي، فنشروا بين الشعب الانتماء القومي، وواجهوا الدعاية العثمانية الإسلامية، وعمليات تكفير قادة الثورات والانتفاضات.
لاشك هذه المقومات لا يمكن مقارنتها بالأبعاد القومية التي انتشرت بين الشعوب بعد الموجات القومية التي اجتاحت العالم من منابعها الأوروبية، لكنهم استطاعوا أن ينموا المفاهيم العامة الغريزية عن الانتماء القومي الكردي بين العامة، ونشرت بشكل مدروس بين الشريحة المثقفة القليلة، وطبقها طبقة الأمراء الذين قادوا الثورات في أجزاء عديدة من جغرافية كردستان، من إمارة بابان إلى بدليس إلى آخر الإمارات الكردية، إمارة بوتان، ورغم أن جميعهم باءوا بالفشل، ولم يبلغوا مآربهم، ولم يحققوا كردستان دولة أو مملكة مستقلة، ما بين الدولتين الصفوية أو الفارسية والعثمانية التركية، للسببين واضحين، ذاتي كعدم تكوين القدرة الكلية المقارنة لقوة إمبراطورية واسعة وبجيوش متطورة، وموضوعية: عدم تمكنهم من استقطاب الدول الكبرى إلى جانبهم، ولم تكن لهم القدرات السياسية والدبلوماسية لخلق رباط مصالح بديلة عن مصالح الدول الكبرى مع الدولة العثمانية، أو الفارسية، لكنهم مع ذلك شكلوا بدايات جغرافية سميت ب(كردستان) وعملوا نهضة فكرية في مفاهيم الانتماء العرقي، المميز عن الدولتين الشيعية الفارسية والسنية التركية، وكانت حنكة منهم محاولات الفصل بين البعد القومي والمذهبي وبدراية، وهذه تعد ركيزة تاريخية، تأثيراتها حاضرة حتى اللحظة، بل وتعد أحد أهم عوامل تكوين أولي لجغرافية كردستان بديمغرافية ذاتية مميزة، وتاريخ منفصل، عن المذهبين، والدولتين القوميتين، رغم ما شابها العديد من الاجتياحات الفكرية الدينية، والدعاية المذهبية بين الكرد من قبل المستعمرين.

مرحلة نمو النزعة الكردستانية كوطن
بعد القضاء على القوى الكردية عن طريق تدمير الإمارات، بدأت الإمبراطورية العثمانية الإسلامية شكلاً، تبث المفاهيم المذهبية في كردستان، لتربطها بذاتها ليس فقط عن طريق الرباط الإسلامي العام، بل على بنية مذهب ذاتي خاص بالإمبراطورية تقف...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثاني
- الإرهابي مخلص لإسلامه
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الأول
- المؤامرات السرية في الشرق الأوسط
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود- الجزء الثالث
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود -الجزء الأول
- عدمية الاتفاقية الكردية في قامشلو الجزء الثاني
- عدمية الاتفاقية الكردية في قامشلو - الجزء الأول
- الكرد في إعلام المعارضة العربية
- لقائي بجكرخوين
- ثقل الكرد السياسي إقليميا
- الحركة الثقافية الكردية والبوصلة المرنة
- كوباني مدينة أمريكية
- إنها مؤامرة وليس نص إلهي
- الخطة السرية لتدمير كردستان
- حاضر الثقافة الدينية والقومية الكردية
- السلطة السورية خط أحمر
- لماذا منطقة عازلة في غرب كردستان؟
- تركيا العضوة الشاذة في الناتو


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول