أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاهيات الدرويش شيردل-الظلم/6














المزيد.....

شفاهيات الدرويش شيردل-الظلم/6


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل-الظلم/6

أحمد الحمد المندلاوي
** سألت يوماً الدرويش شيردل و هو رجل من المتصوفة الزاهدين ..يسكن في محلتنا ،يمتاز بالهدوء و قلة الكلام، بهندامه الأنيق الذي يتناغم بالصفاء مع لحيته القصيرة البيضاء و عمامته .و أنا في الحسينية التي اعتدنا على ارتيادها لاسيما أيام محرم و ليالي رمضان و هو يخدم الحاضرين بتوزيع الماء البارد و نحن جالسون على حافة الحوض الذي يتوسط الحسينية :
- يا درويشنا العزيز كيف أنت و الزمان؟؟.
نظر الدرويش ألي بهدوء،و بعد صمت خفيف،قال:
- سؤالك لطيف يا بني، له جوانب كثيرة.منها:حين يافعاً تمنيتُ أن أحصل حاجة ما،و بعد اقتنائها هدأت نفسي ؛وواجهت سؤالاً من أعماق الذات :
- و ماذا بعد يا شيردل هذا حصانك الرشيق اقتنينه بعد الحاح الطلب على أبيك؟
توقف عن الكلام،وأنا أنتظر المزيد من هذا الكلام حيث يناسب المرحلة العمرية التي أنا فيها – أنذاك كنت في الصف الثالث المتوسط- و كنت أتمنى أن أبتاع دراجة بخارية؛ حين رأى الدرويش انتظاري للمزيد ،واصل حديثه:
- فإذا بالأمر أصبح شيئاً عادياً جداً، هنا أخذتُ أفكر بأمور أخرى أكبر،فإذا كلُّ ذلك أشبه ببقعة يابسة من الدبس تحوم حولها نملة مسكينةو هي فرحة بها أشدّ الفرح ؛لقد أهملها حتى الذباب ؛لكنها تصورت بأنها السعادة المثلى لها في هذه الحياة. توقف الدرويش شيردل مرة أخرى عن الكلام.وأنا في اشتياق لسماع نهاية هذا المحور..نظر الدرويش اليَّ بلطف و كأنما يريد مني أتهيأ لسماع الشوط الأخير من الحديث ، فبادرته قائلاً:
- أجل يا درويشنا العزيز ، مثالك رائع بل لوحة فنية رسمتها في ذهني !!و ماذا بعد؟؟ الدرويش:
- الآن بعد هذه السنين من العمر و كأنها ساعة .. كلّ ما كان لي من هواجس و أحلام وردية تدغدغ الحشايا ..أصبحت في خبر كان ، بل بلا طعم و لا نكهة و لا لون .. و المؤسف جداً لهثتُ خلفها كثيراً ،و ضاع مني أجمل الأوقات كان مفروضاً مني إستغلالها بأشياء أثمن بكثير من تلك الأمور كمن يجهد نفسه في جمع علب مستهلكة فارغة حتى فقدت بريق لونها الزاهي..
و اليوم ليس لي من شيءٍ أسعد به الا النظر الى الأعلى،الى السماء و من بناها ..الى الملكوت الذي يهب السعادة الكبرى للذات،و يغذي الروح بعطر النعيم الدائم الذي لا يُمل و لا ينفد!!
نظرت الى الشيخ الدرويش و كأنه يحلق في غير فضاء الدنيا و بقربه البراق المهيب..و أحس بانه يريد أن يطير بثيابه البيضاء ،و أنا أكاد أغرق في شيء أجهله تماماً لكنه مريح جداً للقلب،فانتبهتُ و ازداد مقامه في قلبي مرات عديدة أكثر من قبل ،و إذا بالناس يأتون الى رواق الحسينية زرافات ووحداناً،و هم الدرويش بالمحور التالي.
فاجأته بالقول:
- لا يا درويش احتفظ به لنفسك لا أريد إزعاجك به ..وحان وقت المجلس.أخذ إناءه الكبير و المملوء بالماء المثلج متجهاً نحو الرواق..
هذا الكلام بقي في ذاكرتي ،و ها يجدُ طريقه للنشر بعد نصف قرن من العمر.


احمد الحمد المندلاوي
[email protected]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/4
- تحيةً ودٍّ الى قواتنا الباسلة
- كلُّ عام و أنتم بخيرٍ..رقم 4
- كلُّ عام و أنتم بخيرٍ..رقم 3
- كلُّ عام و أنتم بخيرٍ..رقم 2
- كلُّ عام و أنتم بخيرٍ..رقم 1
- رواق الإبداع البندنيجي..7 ابراهيم جهان بخش
- لؤم ظُفيرة..
- الموسوعات :روافد التاريخ المستمرة
- لا ..لن يحكمَنا الطغاةْ ..
- سنجار.. ستزهو في المدارْ
- الى حامي الوطن ..
- رواق الإبداع البندنيجي..6 المعمار الدولي عصام غيدان
- رواق الإبداع البندنيجي..5 الموسوعي الاستاذ حشمت نعمت
- رواق الإبداع البندنيجي..4 الفنان الكوردي فرهاد حسن
- سجل شهداء مندلي... الروضة:الثالثة
- سجل شهداء مندلي... الروضة:الثانية
- سجل شهداء مندلي... الروضة : الأولى
- رواق الإبداع البندنيجي..3 ظاهر شوكت
- رواق الإبداع البندنيجي..2 احمد بن عبد الله


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - شفاهيات الدرويش شيردل-الظلم/6