يا سلام سلم ...عنزة بتتكلم..!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 18:23
المحور: كتابات ساخرة
    

يا سلام سلم .. عنزة بتتكلم !!

توفيق الحاج

منذ ايام لاحظت ان عنزة جارنا ابو حسين كلما ترا ني تبتسم.... تساءلت بيني وبين نفسي...ما سر هذه الابتسامة؟ وما هذا الاهتمام المفاجئ وهي التي لم تعيرني اهتماما من قبل وانا ادخل في ثرثرة صباحية مع ابو حسين في امور التياسة والسياسة..سرعان ما تنقلب الى جدل عقيم بين اخواني وعلماني..!!
كنت اراها دائما منهمكة في التهام حشاش الارض.. ولاتكلف خاطرها حتى بالنظر الينا ... طيب ايش عدا مابدا؟؟ هل دخلت مزاجها فجأة..ربما وجدتني اشبه عمر الشريف مع فاتن حمامة في (ايامنا الحلوة) او لي بعض وسامة حسين فهمي في شبابه.. سهرت ليلة كاملة وانا افكر في تلك الغادة المليحة وقررت ان اعرف ما وراء ابتسامتها الساحرة...
في اليوم التالي...صابحتها وجاري من بدري... وقبل ان اغسل وجهي.. صبحت وابتسمت دققت النظر في محياها ..اكتشفت ان ابتسامتها ليست ساحرة بقدر ما هي ساخرة... همست لها مستغلا انشغال الجار بقضاء الحاجة: ماذا وراءك يا انسة؟ ماقصدك؟ هل هو تحرش ام استفزاز ...؟!! اعلمي اني احترم سني وشيبتي وبت ازهد رغم انفي في بنات حواء الجميلات فما بالك انت ...؟ تخيلتها تضحك حتى تكاد تقع على قفاها... انت يا رجال ..لم تخطر لي على بال .. ولا تشبه اطلاقا تيسا فحلا اعشقه في الجوار .. لكن كونك محسوب في الانحاء شاعر..وكاتب سياسي واجتماعي ساخر... اسخر من كل البشر في شخصك... لا تتصور انك المثقف الوحيد في هذه الحارة..ربما انا مثقفة اكثر منك..اسمع دائما راديو ابو حسين واتابع نشرات الاخبار واشاهد التلفزيون خلسة واعرف ما يدور حولي..حتى حواراتك السياسية الصباحية والمسائية العقيمة مع ابو حسين..احللها وافسرها...وارى انكما ضائعان من شعب ضائع..في زمن ضائع!!
مشكلتكم ايها البشر..انكم مغترون متغطرسون..تقاة كاذبون..قتلة فيما بينكم تذبحون بعضكم بعضا كما تذبحوننا!!
كنتم ولاتزالون تمارسون الدعششة ضدنا وتحتفلون على مراى من اطفالكم بذبحنا الى ان اتى من بينكم من يدعششكم ويذبحكم امام اطفال يلعبون الكرة برؤوسكم..!! اللهم لاشماتة...!!
كنت لا ازال افغر فاهي مشدوها غير مصدق ما ارى...واهمس ..يا سلام سلم .. عنزة في حارتنا بتتكلم ..!!
هتف بي عقلي: ولم لا ؟...ليست السابقة الاولى ياسيد توفيق ..فقد انطق بيدبا الفيلسوف الحيوان والطير من اجل عيون دبشليم الملك في سبيل وعظه ونصحه وقت ان كانت النصيحة بجمل..!! اما اليوم فالنصيحة بقتل او اوصلب او معتقل...!!
تنبهت الى عبارة (اللهم لاشماتة)..وهمست عاتبا:او تشمتين ياعنيزة.. ورب الاسلام احل لنا شرعا اكل بني جنسك من الانعام كما احل لنا الزواج مثنى وثلاث ورباع من بنات حواء؟!!
اوتشمتين يا كافرة يا سافرة... والله لو سمعك ابن عبد الوهاب بين البان والعلم لاحل سفك دمك في الاشهر الحرم؟!!
هزت راسها .وقالت:الله ربي ..اسلمت له دون سواه امري اما انتم ما اقبحكم...لم تاخذوا من الاسلام الا ما يشبع غرائزكم واهواءكم ..اما ما يتعلق بالرحمة وانصاف المظلوم وصلة الرحم ايثار الجار والعدل.. و...... فلا....
تقواكم باطلة .. وصلاتكم باطلة .. وانتم على الكوكب الدري كل المشكلة..كرهتم العالم من حولكم فيكم وفي الاسلام بافعالكم ...وصرتمو للبغي اسئلة.....تتاجرون بالدين والدين منكم براء..... فسرتم وسيستم آيات ا لله حسب اطماعكم..وما تحصدون الا الدمار و الهباء.!!.
هتفت : الله اكبر ...والله انك لافصح وابلغ وافقه من شيوخ قطر وعلماء الكبسة والزفر..... لا فض فوك.. ويرحم من ربوك وعلموك..فمثلك لايخشى ولايخاف ولو كان بيدي لعينتك في التو وزيرا للاوقاف ..!!
على أي حال ساسعي ان تكوني من اليوم صديقتي على الفيس ومعك فحلك التيس او تكوني لي ملك اليمين كما يفعل بعض اللاحقين من بعد الاولين
اخرجني صوت جاري من حالتي وهو ينادي علي: يا ابو فلان ... بكره جاي منخفض جديد وفش اسمنت وحديد ...ياا بو فلان مالك سرحان ..؟! لتكون العنزة عاجباك..؟ بدك تشتريها..؟ طيب تعال اول نشرب الشاي ومش ح نختلف ...!!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل