أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد عبد الرازق أبو العلا - حريق مسرح بني سويف مسؤولية الوزير وليست الشموع














المزيد.....

حريق مسرح بني سويف مسؤولية الوزير وليست الشموع


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 11:01
المحور: حقوق الانسان
    


أكثر ما أخشاه أن يقوم وزير الثقافة بإقالة مدير أو تنحية موظف - أو أكثر - عن عمله ، لكي يمتص حالة الغضب العارمة التي يواجهها الآن ، بعد حادثة مسرح بني سويف ، والتي راح ضحيتها عدد كبير من الكتاب والنقاد والفنانين والمسرحيين والصحفيين ، أخشي أن يفعل هذا ، غير معترف بأنه المسئول الأول والرئيسي ، الذي ينبغي مساءلته ، ومحاسبته ، وإقالته ، حتى نشعر أن هذا الوطن ينحاز لمواطنيه ، أكثر من انحيازه لحاكميه ! ووزير الثقافة له سوابق مشابهة ، لعل أبرزها أزمة الروايات الثلاث ، التي حاول- فيها- التنصل من المسؤولية - إن وجدت أصلا والقضية مرتبطة بالحريات - وقام بمغازلة التيار الديني المتطرف ، في محاولة منه لإبعاد المسؤولية عن نفسه ، وعلي الرغم من أن القاعدة القانونية تحدد : أن المتبوع مسئول عن أعمال تابعه ، وعلي الرغم أن واقعة الروايات الثلاث ، لم يقع فيها ضحايا ، ولم تحترق أجساد ، ولم تعلوا فيها صرخات استغاثة ، علي الرغم من كل هذا ، أقال من أقال ، ونحي من نحي ، ونكل بمن نكل - وكنت واحدا من هؤلاء المبعدين- في محاولة منه للتبرؤ من اتهام لم يكن موجودا أصلا !! ، ولكي يبدو أمام العامة شهيدا ، يحافظ علي الأخلاق .. ويومها رأيناه أكثر من مرة علي الشاشات يتحدث ، وينفعل ، ويطوح بيديه ، وُيقطب ما بين حاجبيه ، مهددا ومنذرا ، واليوم لا نراه يتحدث لكي يخبر الأمة ، ويفسر لها ماذا حدث بالضبط في بني سويف ! وكأن أمر المثقفين لا يعنيه ، وكأنهم سقط متاع ، طالما أنهم ليسوا من حظيرته ! أخشي ما أخشاه أن يقوم بحصر مسؤولية ما حدث في أثنين أو ثلاثة أو أكثر ، دون أن يقدم هو استقالته مشفوعة باعتذار إلي أسر وأهالي الضحايا والمصابين ..وأتساءل : لماذا - في بلادنا - لا يُحاسب المسئول إذا أخطأ ؟؟ ولماذا يتحمل وزر أفعاله ونتائج تصرفاته ، البسطاء ، والفقراء وحدهم ؟ وهل قيمة المثقف لدي الوزير- المسئول الأول عن الثقافة- هي منحة العشرة آلاف جنيه التي أمر بصرفها لكل قتيل ؟؟ كم أنفقت وزارة الثقافة من أموال علي مهرجان فاشل لم يحقق شيئا إلا الخراب للمسرح المصري ، وأعني به مهرجان المسرح التجريبي ؟ كم من الأموال أُهدرت في مهرجانات الوزارة ومؤتمراتها الهزلية ؟؟ كم من الأموال أنفقت علي تحديث المتاحف بوصفها الهم الرئيسي للوزير ، وكأن الوزارة أصبحت فقط ، وزارة للمتاحف !! أسأله كم من الأموال أنفقت علي تحديث بيوت وقصور الثقافة في مصر ؟ ربما بزيارة واحدة لكل عاصمة محافظة ، ستكتشف حجم الكارثة التي يعيشها المتعاملون مع هذه القصور ، وكذلك البيوت ، هناك قصور مغلقة بحجة الاستعداد لترميمها ، مغلقة منذ سنوات طويلة ، ولعل نموذجها الصارخ - الآن - قصر ثقافة دمياط ، الُمغلق منذ أكثر من عشر سنوات ، دمياط التي يتشدقون بأن أبناءها ليس بينهم أميا واحدا ، قصر ثقافتها الوحيد مغلق ، ولا نعرف أسباب إغلاقه ، إلا الإهمال ، وعدم الاهتمام ، وكراهية الحرافيش .. أليس من حق هؤلاء الذين استطاعوا بجهود ذاتيه الانتصار علي الأمية ، الاستفادة من الفنون التي يتيحها قصر ثقافة يأخذ علي عاتقه ، مهمة التثقيف ، لمحو الأمية الثقافية ، أم أن مفهوم الأمية ينحصر عند المسئولين في مسألة الكتابة والقراءة فقط!؟ القصور التي تعمل ، لا تلقي أي رعاية تليق بالأداء الثقافي الفاعل ، لا يعرفون شيئا عن الصيانة ، صيانة الأجهزة والمعدات ، ومتابعتها ، والعقاب الإداري ، فضلا عن السلوك البيروقراطي ، يجعلان الموظف حريصا علي عهدته أكثر من حرصه علي حياته، ولعل واقعة احتفاظ مسئول العهدة بقصر بني سويف بطفايات الحريق في المخازن ، وعدم وضعها في أماكنها ، لعل هذا السلوك خير دليل علي ما نقول !!
وأتساءل : ماذا وفر الوزير لهؤلاء الهواة من إمكانيات ، يستطيعون بها ممارسة هوايتهم ؟ وهل حددت الوزارة ضمن إستراتيجيتها الثقافية ،معالم ما سوف تعطيه لهم ؟؟ أليس من حق هؤلاء أن ينظموا مهرجاناتهم في دار الأوبرا - مثلا - وهي دار مجهزة ، وتتمتع بقدر كبير من السلامة والأمان اللازمين ، أم أنها دار للصفوة ، ولا يحق للحرافيش التعامل معها ، بإنتاجهم الفني ، والمسرحي؟ّ
أسئلة كثيرة .. ويبقي الحزن في الفؤاد ساريا ، ويبقي الإحساس بالوحشة ، عارما ، وتبقي ذكري الأصدقاء ( محسن مصيلحي - حازم شحاتة- صالح سعد - نزار سمك- بهائي الميرغني - مدحت أبو بكر - أحمد عبد الحميد - حسني أبو جويلة - حسن عبده ) وذكري الشباب الفقير الذي طالما جرينا وراءه من قرية إلي قرية أخري ، ومن مدينه إلي مدينة ، ومن نجع إلي نجع ، نتابع مواهبهم ، ونشجعهم ، ونشد علي أيديهم ، لقد مات وأصيب معظم هؤلاء الذين كنا نعطيهم المراكز المتقدمة ، في الإخراج والتمثيل والديكور ، ولا أستطيع أن أنسي لهفتهم حين كانوا يستقبلوننا ، بوجوه باسمة ، وقلوب فرحة ، وملامح بريئة ، لا أستطيع أن أنسي كل هذا ، وأنا في غمرة أحزاني ، أقول لهم : دماؤكم في رقبة هؤلاء الذين يتبرؤون الآن من فعلتهم ، بل أقول لهم : دمكم في رقبتنا جميعا ، إن سكتنا علي الفساد والإهمال ، والتزلف والانحطاط والانبطاح.



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نطالب بالصلح قبل الاصلاح؟؟
- العقل الغائب في قضية اتحاد كتاب مصر
- مسرحية جوركي الحضيض
- الحضيض والغوص في أعماق المجتمع الروسي قبل الثورة
- ثقافة العنف والإرهاب الديني والسياسي في مسرحية - السحرة
- الأيدي الخفية في مهرجان المسرح التغريبي
- حفل موسيقي ياباني مصري قليل من الفن .. كثير من الضجر
- الواقع ومتغيراته
- مسرحيات ( محمد كمال محمد ) المشاعر الإنسانية : بين الحضور و ...
- مقدمة في القصة القصيرة
- ندرة الكاتب المسرحي: الصحفيون والمسرح .. و يا قلبي لا تحزن!!
- من المحروسة 61 إلى المحروسة 2015 والتعبير عن هموم الوطن
- بين النهر والجبل .. رواية تتحدث عن النوبة القديمة
- عن تحديات العولمة .. والرغبة الآثمة في قمع الشعوب
- المهمشون يدفعون الثمن في مجموعة ( عبق الشوارع) .. للكاتب - أ ...
- ازمة النوايا الطيبة في قصص قصيرة من السعودية
- عن رشاد أبو شاو وروايته - البكاء علي صدر الحبيب
- هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟
- استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟
- إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل


المزيد.....




- اليونيسف: الغزيون يُجوَّعون ثم يُقتلون.. والأوضاع الإنسانية ...
- -الجنائية الدولية- ترفض إلغاء مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ...
- من جديد نؤكد .. مؤسسة “غزة الإنسانية” متورطة في قتل المدنيين ...
- المطابخ الخيرية في غزة.. طوابير طويلة وإغاثة محدودة وجوع متف ...
- مصطفى يبحث مع المنسق الأممي الجديد في فلسطين آخر المستجدات و ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتني ...
- أحداث السويداء بسوريا ـ عجز أم تساهل السلطات مع العنف ضد الأ ...
- ندوة إيرانية تفضح ازدواجية معايير حقوق الإنسان الأميركية
- إثيوبيا تعلن اعتقال عشرات المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة
- الأمم المتحدة: مقتل 875 فلسطينيا قرب مواقع المساعدات بغزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد عبد الرازق أبو العلا - حريق مسرح بني سويف مسؤولية الوزير وليست الشموع