أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - كاميليا وأخواتها














المزيد.....

كاميليا وأخواتها


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 15:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من هي "كاميليا وأخواتها" التي أعدمت داعش 21 مصريَا في ليبيا بسببها!؟ وما هي قصتها ؟!

باختصار شديد، تعود قصة "كاميليا شحاته" للعام 2010، بينما تعود قصة "وفاء قسطنطين" للعام 2006، وتتمحور قصة السيدتين المصريتين حول شائعات تفيد اعتناقهما للإسلام، وقد روّجت جماعات سلفية أخباراً مفادها أن الحكومة ترفض حمايتهما وأنها سلمتهما للكنيسة القبطية، وقد هددت حينها بقتل الأقباط كافة، بدء بِ"البابا شنودة" نفسه، ما لم يتم تسليمهم السيدتين وحمايتهما، وقد خرجت مظاهرة حاشدة ضد الكنيسة أمام مسجد النور بالعباسية، وأخرى أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة، وثالثة في مدينة الإسكندرية بمسجد القائد إبراهيم، ورابعة أمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص، إلى جانب عشرات المظاهرات الحاشدة في محافظات المنيا والصعيد والقاهرة، وفي المقابل ألّب رجال الدين المسيحي جماهيرهم ونظموا مظاهرات أكدوا فيها أن السيدتين أُجبرتا على الدخول في الدين الإسلامي.

الحكومة المصرية من جهتها أكدت عدم اعتناق السيدتين للإسلام، وقالت أنها سلمتهما للكنيسة منعاً للفتنة ودرءاً لأي خطر يهدد الوحدة الوطنية. بينما تؤكد الجماعات السلفية أن كاميليا ووفاء تم اختطافها وتسليمها للكنيسة، وقامت بعض المواقع الإسلامية بنشر مستندات وصور شخصية لكاميليا تؤكد إسلامهما، كما قامت قنوات فضائية إسلامية ببث برامج تؤكد ذلك.

وفي تطور مفاجئ، ظهرت "كاميليا" في لقاء مذاع على الهواء على قناة مسيحية يوم 8 أيار 2011 وأعلنت عدم صحة ما تردد عن اعتناقها الإسلام، وأكدت أنها اختفت من منزلها بسبب خلافات زوجية، وبدون علم أهلها وأنها عادت لمنزل زوجها الذي ظهر بجوارها في الفيديو. أما و"وفاء" فلم تظهر من ذلك الحين وسط ادعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقاباً لها، فيما قال البابا شنودة: "أن النائب العام نفسه أعلن أنها قالت (أنا مسيحية وسأعيش مسيحية وسأموت مسيحية)"، ونشر هذا فى جريدة الأهرام في حينه.

وطبعا الأمر لم يقتصر عند المظاهرات والتهديدات، فقد اندلعت أعمال عنف داخلية في مناطق الاحتكاك بين المسلمين والمسيحيين في عدد من الأحياء المصرية، ثم خرجت دائرة العنف حتى وصلت العراق، حيث قام تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" باقتحام إحدى كنائس بغداد وقتل أكثر من 50 مصلياً، كما توعد هذا التنظيم بهجمات أخرى ما لم تقم لكنيسة القبطية بإطلاق سراحهما. وقبل يومين قام تنظيم داعش في ليبيا باختطاف 21 عاملا مصريا وجميعهم من الأقباط، ثم ذبحتهم بدم بارد، وقالت "إن هذا ثأر المسلمين لكاميليا وأخواتها" !!

سؤالان خطرا ببالي، الأول: لماذا تثير قصة دخول سيدة للإسلام، أو خروجها منه كل هذا الضجيج؛ عشرات الآلاف يخرجون في مسيرات غاضبة، وتسجيلات صوتية، وأفلام قصيرة على اليوتيوب وبرامج تلفزيونية، ومقالات، وفتنة طائفية تكاد تحرق البلد، ومقتل العشرات ممن لا ذنب لهم في مصر وخارجها. أكل هذا من أجل شخص دخل الإسلام أو ارتد عنه !! والثاني: ما معنى إثارة هذا الموضوع الآن، بعد سنوات طويلة على نسيانه !! إلا يعني هذا بكل وضوح أن البعض يريد أن يفتعل مشكلة، وأن يوقظ الفتنة، وأن يوسع رقعة الخلاف في الأمة، وأن يغذي الصراع الطائفي بمزيد من الدماء والكراهية والتحريض .. والبعض المقصود طبعا تنظيم داعش ومشتقاته.

وكيف نفهم (أو نصدق) القصص التي نسمعها عن دخول 500 فيليبني الإسلام دفعة واحدة لمجرد مشاهدتهم جنازة الملك عبد الله !! وغيرها من قصص عن اعتناق مدن بأكملها وقبائل بأكملها الإسلام بكل بساطة، بينما قصة كاميليا أخذت كل هذا الضجيج !!!!!!!! ألم يقل رب العالمين (لا إكراه في الدين) !؟ أم أن تصريحات شيوخ ورهبان الفتنة أهم من قول الله نفسه !!



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة ملاحظات على جريمة داعش
- ما الذي يمنع العالم من الانهيار ؟!
- من عطَّّّل مسيرة العِلم والحضارة ؟!
- إعادة تصحيح للتاريخ .. عندما يدرك مشاهير التاريخ أخطاءهم الت ...
- فتح .. خمسون عاما من الحركة
- ما تبقَّ من الثورة السورية
- أي المدن أفضل للعيش ؟!
- خمسة قصص نسائية في شهر واحد
- مستكشفون، أم غزاة ؟!
- فرانكشتاين في بغداد
- جامعة بير زيت تطرد أميرة هاس
- تغيرات المشهد الإنساني بين حقبتين تاريخيتين - دراسة بحثية مخ ...
- حلقات من العنف المستعر
- كشف حساب، لنتائج الحرب على غزة
- أيديولوجية داعش، وعلاقتها بالإسلام
- داعش، والكبت الجنسي
- في غزة .. انتصرنا ، أم لم ننتصر ؟
- إمبراطورية قطر العظمى
- حتى في وقت المعركة .. لا بد من النقد
- قراءة في الحرب على غزة


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - كاميليا وأخواتها