أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - أنتي فالنتين!














المزيد.....

أنتي فالنتين!


نبيل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


الفرح ضرورة والاحتفال طقس يحاكي دورة الفصول. إن عصراً مديداً في تاريخ البشرية مارست فيه الزراعة كنمط انتاجي مهيمن جعلت من التلازم بين الاحتفال بمواسم الحصاد والقران الجسدي والحب أمراً طبيعياً. فكانت تلك المحاكاة المتبادلة بين جنيّ المحاصيل والحب، والاحتفال الدوري بهما عاطفة جامحة في النفوس تعبّر عن الرغبة في الاستمرار والبقاء. وقد انعكس ذلك في كل الأساطير القديمة للشعوب والجماعات. حيث التماثل بين النماء والولادة كحقيقة بيولوجية مترابطة وواحدة يُعبّر عنها في أغاني الحصاد والحب.

إن التحول إلى الصناعة كنمط انتاج مهيمن لم يقتل فكرة الخصب والحب. لكنه قام بتحويرها و(( تصنيعها)). فكان، مثلاً، احتجاز عطر الوردة في قوارير عطر تُغلّف بعلب فاخرة أو بورق هدايا ملفوفة بأشرطة ملونة. وكان قطف الورود وتقديمها كباقة منتقاة زاهية متعددة الدلالات حسب نوع المناسبة. وكانت بطاقات الأعياد والمناسبات. وبلغت ذروة ((التصنيع)) في شكل الدمى مختلفة الأشكال والألوان والوردة الأصطناعية بلونها الأحمر وغصنها الأخضر كرمز شديد الكثافة للخصب الأخضر والحب الأحمر!

هجرنا الحقول وضيّعنا الزراعة لكنّنا أخطأنا السبيل إلى المدينة الحديثة ولم نبلغ الصناعة في خضّم عملية التحوّل والانتقال. فوعد النهضة العربية لم يتحقّق، وسقطت في ((حداثة هشة)).. فلا بصناعةٍ حقيقيةٍ حظينا ولا بزراعةٍ احتفظنا.. خسرنا الحقل القديم ولمْ نربحْ مدينة حديثة! فما كان للفكر والوجدان إلا أن يتبلبلا ويتحيّرا.. وينتكسا وينكصا إلى الأيديولوجيا القديمة الملازمة للعصور الزراعية. هكذا كان ظرفنا التاريخي الملتبس ملائماً لينطلق الفرسان الملثّمون من هشيم تاريخٍ متيّبس لغزو هشاشة حاضرٍ متحيّرٍ ومحبط. وعرضوا بضاعتهم منتهية الصلاحية في سوقٍ مضطربة وعشوائية تقع بين حقل مهجور ومتصحّرٍ ومدينةٍ عقيمةٍ غير منتجةٍ ومقموعة. وضع تاريخي شديد الارتباك والالتباس ضيّع المسار فلا هو باقٍ في قديمه ولا هو منتقل إلى جديده. لذلك كانت البضاعة في منتهى القسوة والعنف والسادومازوشية! سادية ضد ((آخر)) تقدّم، ومازوشية ضد ((أنا)) تخلّف.. بضاعة ترسل رسالة يصعب قراءتها أو فهمها. فكل تأويل يستلزم أفقا للفهم، ولكن مع ضياع أثر الطريق وعدم وضوح معالم محطة الوصول، يستعصي أيّ فهم. رسالة حافلة بتراجيديا القدر المتناقض لضياع الماضي وامتناع المستقبل. تفجرّت الرسالة ولمْ تتركْ لدى القارئ غير هول الصدمة وبلادة الذهول.. فقد استبدلت الرسالة الوردة الحمراء وغصنها الأخضر بجثة مقطوعة الرأس..! كتعبيرٍ رمزيٍّ كثيفٍ عن حضور لحن الموت الجنائزي وغياب ايقاع الحياة والحب والفرح.

عجمة زمانٍ عقيمٍ ألجمت اللسان عن الاحتفاء بالحياة والاحتفال بالحب..!

ضاعت السبيل إلى مواسم الخصب فانقطع الغناء واستعصت أناشيد الحب..!



#نبيل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم إبليس بباريس
- وجه مكسيم
- شتاء آخر
- من يحلّق ليلاً؟
- تحت ظلّ الزيتون
- اضاءت وفاح الفالس
- صرخة
- أسئلة الدم
- ليلة سقوط الدمعة
- الأبدية لحظة حضور
- هجرة
- النص الطباعي والملتيميديا.. الوسيط المهيمن
- غربة المقيم
- (ريثما...) ينقذنا الجمال !
- طاحونة الزمان
- عيد المرأة والرياء الذكوري!
- قطوف
- !!!( 2014 )
- ((نجم)) و ((مانديلا))
- كلّ شتاء


المزيد.....




- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - أنتي فالنتين!