أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - محمّد أبو خضير قبل الكساسبة إسرائيل أوّل الحارقين














المزيد.....

محمّد أبو خضير قبل الكساسبة إسرائيل أوّل الحارقين


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 20:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


محمّد أبو خضير قبل الكساسبة
إسرائيل أوّل الحارقين
محمّد بهلول

جريمة حرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة، جريمة مستنكرة إنسانيّاً، والتصويب عليها بهذا المعنى مطلوب من كلّ دولة وجهة وحتى افراد. الا ان الملفت للإنتباه، أن كلّ الإدانات والإستنكارات لهذه الجريمة البشعة، سرعان ما تخطّت الجانب الإنساني، لتدخل إطار التوظيف السياسي، بدليل أن معظم من أدان هذه الجريمة، لم تلفته، حتى لا نطالبه بما هو اكثر، جريمة أشدّ بشاعة وأكثر وحشيّة، وهي جريمة حرق الطفل محمّد ابو خضير قبل أشهر قليلة، الفارق ان الجريمة الجديدة صوّرت ووزّعت بكثافة على وسائط التواصل الإجتماعي، في حين أن الجريمة القديمة، تمّت تحت ظلام الليل، ولم يوزّع منها الا صورة الجثّة وعلى نطاق ضيّق. الطيّار الكساسبة، ضابط في سلاح الجوّ الأردني واعتقل في ميدان الحرب، في حين أن الطفل أبو خضير اختطف غيلة وحرق ونكّل بجثّته بدم بارد، ولم يستفزّ إلاّ القلائل، من أصحاب الضمير الحيّ والحقّ.
ان ردود الفعل الصاخبة على ادانة جريمة الكساسبة، والباهتة على جريمة الطفل أبو خضير تطرح تساؤلاً مشروعاً، حول الخلفيّة، الإستخدام والتوظيف، انها لعبة المعايير المزدوجة.
ما من شك، ان ازدواجيّة المعايير ليست صفة مكتسبة من الفطرة الإنسانيّة، بل هي نتاج النظام الرأسمالي الذي يقوم على المصلحة الإقتصادية وحريّة السّوق، التي تجعل اصطياد وتدليل الزّبون وسيلة لتحقيق الغاية الربحيّة، فتنتج ثقافة التبدّل والتلوّن والمعايير المزدوجة.
الآلاف قتلوا في العراق وسوريا وغزة، المئات حرقوا ورجموا في الرقّة، خمسة جنود لبنانيّون ذبحوا، محمّد أبو خضير حرق حيّاً، كل ذلك لم يحرّك ساكناً، خارج بيان إدانة خجول من هنا وهناك.
اليوم، في ظلّ الولادة القسريّة للتفاهمات والتسويات الدوليّة والإقليميّة، يتم تهيئة المسرح، الذي يتطلّب إدانة واسعة للتنظيمات الإسلاميّة المتطرّفة، يخرج من كان ملكاً قبل ايام لهذه القوى وراعياً لها، ليدينها ويعلن الحرب الشعواء عليها، وسنشهد في الأيام القليلة القادمة، السلطان التركي والأمير القطري،إضافة إلى سلسلة اصحاب العروش والممالك يدينوا ويرعدوا بأصوات جهوريّة لإعلان الحرب.
شهر العسل بين الدول والأنظمة ورعايتها لهذه القوى شارف على الإنتهاء. فصلاحية الإستخدام أثمرت إتفاقاً إيرانيّاً- أميركيّاً سيفتح الأفاق للتسويات القادمة على المستويات الإقليميّة والمحليّة، سنشهد قليلاً جعجعة المتضرّرين من إسرائيل إلى دول الخليج وتركيّا، لكنها لن تخرج عن إطار التهيئة لإعادة الإنتظام في دائرة شبكة المصالح الأميركيّة.
حوار على مستوى القمة مع طهران، حوار المعارضة والنظام السوري في موسكو، حوار المستقبل وحزب الله في عين التينة، كلها مشاهد مترابطة في مسرحية "الفيلم الأميركي"، علّنا نتعظ نحن الفلسطينيّون من غزة إلى عين الحلوة.
إسرائيل وحدها خارج إطار الإدانة والإستنكار العلنيين، مع أنها مدرسة ارهاب الدولة المنظم، وأول الحارقين.
استنكار حرق الكساسبة، حق وواجب على الجميع، لكن من لم يدن ويستنكر حرق الطفل محمّد ابو خضير، لا يحقّ له استنكار حرق الكساسبة- هذا بالمعنى الوجداني والانساني والعقائدي.
اما التوظيف والاستخدام والمعايير المزدوجة، فهي لغة العصر السائدة.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهمة الإرهاب من غزة الى عين الحلوة / عصبة الأنصار والدور الإ ...
- الدبلوماسية الفلسطينية: ردّة فعل ام سياسة دائمة
- قوة فتح والتوافق الفلسطيني أساساً راية منظّمة التّحرير تحمي ...
- مستقبل نتنياهو السياسي ... بيد أوباما وحسن نصرالله
- نتنياهو وإسرائيل .... مسيرة تراجع
- الانروا ايضاً..... تبرر لاسرائيل
- الأخوان المسلمون والعدوان على غزة: عود على بدء
- المبادرة المصرية للتهدئة استعجال اسرائيلي وتمهلّ حمساوي
- أميركا: تحالف ضد الإرهاب، أم تحالف غير معلن مع الأرهاب
- اقرار الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين: أولوية لبنانية اسا ...
- المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... ...
- النازحون الفلسطينيون من سوريا ... تهجير ومعاناة مضاعفة
- إسرائيل و أحداث العراق، إنتصار مؤقت... و هزيمة متوقعة
- الديمقراطية لحماية الثورة و ليس لأ حتوائها
- المصالحة والسؤال المشروع
- المقاومة الشعبية بوجه تحالف أوباما - نتنياهو
- أحد عشرة شهيداً ألا يكف ؟! ...
- 63 عاماً على النكبة
- الذكرى 63 للنكبة والحلول الديمقراطية للوحدة الوطنية
- مصالحة الاضطرار


المزيد.....




- شاهد رد فعل طفلة زارها والدها في مدرستها فجأة بعد غياب عام ت ...
- -ضروري ومطلوب-.. جنرال إسرائيلي سابق بتسجيل مسرب عن مقتل 50 ...
- إدارة ترامب تشدد الرقابة على طلبات الجنسية الأمريكية: السمعة ...
- في طريقها من إسرائيل إلى الولايات المتحدة.. السلطات اليوناني ...
- أزمة القضاء بالنيجر تتفاقم وسط اتهامات بـ-النزعة السلطوية-
- -الحرية لواشنطن-.. أميركيون يحتجون ضد -الاحتلال العسكري للعا ...
- أبرز الصور في أسبوع.. اغتيال مراسلي الجزيرة ومظاهرات عالمية ...
- الحكم بسجن مغني راب شهير بتهمة الاحتيال الإلكتروني
- أسطول تركيا الضخم.. إلى من توجه أنقرة مدافع البحر؟
- عتاد عسكري وذخائر أميركية لنيجيريا بقيمة 346 مليون دولار


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - محمّد أبو خضير قبل الكساسبة إسرائيل أوّل الحارقين