أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد بهلول - أميركا: تحالف ضد الإرهاب، أم تحالف غير معلن مع الأرهاب















المزيد.....

أميركا: تحالف ضد الإرهاب، أم تحالف غير معلن مع الأرهاب


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 20:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجمع الكثير من المتابعين و الإعلاميين على ان اسرائيل هي المستفيدة الأكبر من حالة الصراع السياسي السلمي و العنفي و الحراك الاجتماعي الشعبي الذي يعّم العديد من الدول العربية و الإمكانية الواقعية لامتداده على كامل البلدان العربية و بعض الدول الاسلامية.

و تستند هذه الاستنتاجات على قاعدة متوارثة في العلوم السياسية و الاجتماعية عمادها سياسية التحالفات و التناقضات اي ان الصراعات و المعارك ما بين خصوم اسرائيل الواقعيين و المفترضين و المتخيلين إنما تستنزف طاقات الجميع و تؤدي بهم في نهاية المطاف الى حالة الضعف و الوهن و عدم القدرة على المواجهة و بالتالي اضطرارهم الى الدخول في تسويات تراعي مصالح و دور المنتصر المتخيل اي (اسرائيل) لابد هنا من التوقف امام عدد من الاستنتاجات التى تم التوصل اليها و حازت على شبه إجماع المحللين الاستراتيجيين و دوائر القرار في الدول التي تعتمد في سياستها على ابعاد استراتيجية.

منذ سقوط الدول الاشتراكية و انهيار الاتحاد السوفياتي ، باتت الصراعات تحصل ضمن إطار منظومة اجتماعية و اقتصادية واحدة تلتقي في أهدافها الاستراتيجية (الحفاظ على النظام الرأسمالي) لكنها تتصارع و تتناقض على الاستحواذ الاقتصادي (السوق. -المواد الأولية...) و هو ما يتمظهر في سعي الدول المؤثرة للحفاظ و تطوير و توسيع موقعها الجيو-سياسي و تشكل الحروب - بما هي شكل من أشكال الصراع السياسي الذروة ل ( خسارة او ربح) هذه المواقع وهو ما يعني ان الدول التي لا تشارك مباشرة سواء بقواها الذاتية او بالواسطة عبر قوى حليفة و مؤتمرة ، يكون ربحها منعدماً او ضئيلاً الى حد التلاشي ، في حين ان خسارتها واضحة نتيجة تراجع دورها المؤثر على الصعيدين الإقليمي و الدولي لصالح القوى المنتصرة ( ان الدول الغير مشاركة تخسر بخسارة الحلفاء ، لكنها لا تربح مع ربح الحلفاء) ، و لعل روسيا في حرب العراق و ليبيا مثلاً ساطعاً ، و على النقيض نرى الدور المتقدم و المتعاظم ل (روسيا) في الحرب السورية الحالية و التى دعت اكثر من مسؤول أميركي رسمي الى الاعتراف العلني بأولوية المصالح الروسية في سوريا حتى على حساب المصالح الاميركية .

ان النشوة الاميركية العارمة لتقدم دورها الريادي كقطب أحادي في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جعلها تجري بوتائر سريعة و بتهور احياناً لقطف مخلفات الامبراطورية الساقطة دون احتساب الأبعاد الاستراتيجية ، فرأينا عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة ترتقي للعب ادوار إقليمية منفوخة لا تستند الى واقع سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي يؤهلها لذلك ، تحولت خلال فترة قصيرة نسبيا الى عبء على المصالح الاميركية.

ان الولايات المتحدة التى عادت لتخسر جزءاً مهماً من نفوذها المستحصل في منطقة الشرق الاوسط لصالح التمدد الجيو-سياسي الروسي و الاقتصادي الصيني إنما تخسر ذلك من عباءة حلفائها و ليس من كيسها المباشر و هو أدى و سيؤدي الى تراجع العديد من ادوار حلفائها في المنطقة، و سقوط مدوي لرموز بارزة ، قطر مثال ساطع و على الطريق باقي الحلفاء بما فيهم اسرائيل. من الاستنتاجات الهامة أيضاً على موقع القطب العالمي ، بروز قوى مؤثرة خارج سياق الدول ، حزب الله في لبنان ، القوى الاسلامية الجهادية المتطرفة - القاعدة و تفرعاتها و أيضاً المجتمع المدني و المحلي ، و اذ كان حزب الله واضحاً في انتمائه العقائدي و سريانه في إطار البعد الجيو-سياسي للمصالح الإيرانية، فان القاعدة و تفرعاتها و على الرغم من تبلور مشروعها الخاص المتمثل بالدولة و الخلافة الاسلاميتين الا انها و في إطار التجاذب و الصراع على المستويين الإقليمي و الدولي تدخل في شباك التناقض و التحالف على المستويين الإقليمي و الدولي ، فنراها بالمجمل في إطار المواجهة للاحتلال الأميركي في أفغانستان تنساق ضمن بوتقة المصالح الإيرانية و تخدم المصالح السورية في إطار المواجهة للاحتلال الاميركي ، في العراق في حين تخدم اليوم مصالح الدول المنزعجة من تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة.

اما المجتمع المدني و المحلي و ان كان غير متجانس و غير مبلور كمشروع مؤثر ، الا ان عناوينه الاساسية التي يلتف حولها جزءاً واسعاً من شعوب المنطقة تتمثل بالمطالبة بألديمقراطية و الدولة المدنية و حقوق المرأة ....الخ، الا انه بحكم تنوع الانتماءات الطبقية -الاجتماعية و تشرب نخبة الفاعلة المتعلمة للثقافة و الحضارة الغربية و بحدود اقل للتقاليد و العادات يبدو هجيناً و غير متوائم مع الجمهور الشعبي الواسع المؤمن بهذه العناوين و عاجزاً بالتالي عن تشكيل آلية ضغط فعلية .

ان العناوين التى يسعى المجتمع المدني الى بلوغها تبدو غير منسجمة حقيقة مع تحالف نخبه المعلن و المستتر مع سياسات الدول الغربية وهو ما يجعله في حالة اغتراب حقيقية و فعلية مع شعوبه ، و يسهل بالتالي استخدامه المتناقض من قبل القوى المتصارعة على الصعيدين الإقليمي و الدولي .

ان غالبية القوى المؤثرة ما دون الدولة بقدر ما هي متشابكة مع المصالح الدولية و الإقليمية بقدر ما هي متفلته منها ولها أجندتها الخاصة . التي تتيح إمكانية الاستخدام المتبادل و هو يؤدي الى ضبابية واضحة و تبدل سريع و مفاجىء في موازين القوى و التحالفات.

ان الدخول في تفاصيل الأحداث يعطينا صورة ضبابية ، الا ان التجريد و الانطلاق من أساسيات الصراع يعطينا صورة أوضح ، انه الصراع في إطار المنظومة نفسها اي ( النظام الرأسمالي؛ و هو ما يسمح (للبراغماتية) ان تصبح عقيدة متكاملة و ليست فقط أسلوب و منهج لادارة الصراعات، انه صراع النفوذ و الجيو-سياسة، دول و قوى تتقدم و اخرى تتراجع ، الولايات المتحدة آلتي فرحت بنشوتها الانتصارية المؤقتة عادت لتسلم بتراجعها لانها لم تتمكن من ربط اقتصاديات العديد من الدول بمنظومة اقتصادها الخاص و تبعيتها المباشرة له، ليس على الصعيد الدولي فحسب (روسيا-الصين) إنما على المستوى الإقليمي المحلي واحد من اهم ، ان لم يكن الأهم على الإطلاق في محاربة ايران طيلة السنوات الخمس و الثلاثين الماضية هو التنمية الاقتصادية و العسكرية و العلمية التي يخوضها البلد ، هو أيضاً من أسباب الاحتلال و التامر على كل من العراق و سوريا.

تراجع الدور الاميركي على المستوى العالمي و الإقليمي لن يدفعه بالواقع الا الدول المتحالفة ضمن فلك الدورة السياسية و الاقتصادية الاميركية ، و اسرائيل من اكبر الخاسرين لسلسة من الأسباب لعل أهمها:

اولاً: اسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة و التي تقدم نفسها في مصاف الدولة الأولى على المستوى العسكري و الأمني ، عجزت أساساً عن حماية نفسها و مصالحها الذاتية امام النفوذ الإيراني بالمعنى الجيو-سياسي في لبنان (2000-2006) و في غزة (2008-2009) و امام التبدلات في الهيكليات العسكرية ولاسيما امام القوى و الدول التي طوّرت استراتيجيتها العسكرية و العلمية و الأمنية و نقلت الحرب من مواجهة مباشرة تقليدية الى حروب بالواسطة سواء عبر المقاومة المتعددة الأشكال و الأساليب او المواجهة العسكرية عن بعد سواء بواسطة سلاح الجو ( التفوق الاسرائيلي) او سلاح الصواريخ ( التفوق الإيراني غير المسبوق) ان اسرائيل بجغرافيتها و مواردها البشرية المحدودة غير قادرة على التكافىء مع الاستراتيجيات العسكرية الجديدة.

ثانياً: لعبت السردية الصهيونية للتاريخ الحديث (1948) و الحروب و المجازر بما فيها (1967) ذات الطبيعة الاحتلالية التوسعية بما يتجاوز الاراضي الفلسطينية ، وسياسة التعنت و التصلف و الاستيطان و التمييز العنصري حتى تجاه مواطني الدولة من العرب في الاراضي المحتلة عام (1948) و غيرها الكثير دوراً رئيسياً في ابقاء حالة العداء الواضحة و المتزايدة ما بين الاسرائيليين و الشعوب العربية و الاسلامية و هو ما اثر على قدرة اسرائيل على لعب ادوار إقليمية في الحروب و الصراعات على النفوذ في المنطقة منذ احتلال العراق حتى اليوم، و هو ما أدى تلقائياً الى تغيير نوعي و مهم في دور اسرائيل المتخيل في المنطقة في إطار المصالح الاستراتيجية الاميركية و الغربية ، ان اسرائيل تحولت منذ حرب العراق حتى اليوم الى عبئاً حقيقياً على تلك المصالح ، بدل ان تكون محركاً و ضامنا لها .

ان استخدام الصراع الفلسطيني -العربي-الاسرائيلي و العلاقة مع اسرائيل هو ورقة رابحة بيد محور على حساب كونها ورقة خاسرة على محور اخر . الأمثلة هنا اكثر من ان تحصى ، و لنورد البعض للدلالة فقط ، ان المسيحيين في لبنان و هم عماد المسيحيين في المشرق لم يتراجع دورهم و يتهمش تأثيرهم بسبب سياسة المحاور الإقليمية و التطرف الاسلامي كما يشاع ، بل نتيجة التحالف و التعامل مع الاسرائيليين منذ العام (1976) كما ان الأكراد فقدوا الكثير من التعاطف الشعبي العربي مع قضاياهم العادلة منذ بداية العلاقات مع الاسرائيليين. ان اسرائيل و على رغم قدرتها العسكرية و الامنية غير قادرة على التدخل و التأثير المباشر في طبيعة الصراعات في المنطقة ، هم على ضفاف المشهد ، جلّ ما يمكن ان يقدموه معلومات أمنية استخبارية لا يمكن ان تترجم اي كانت النتائج واقعاً على الارض .

ان تراجع المقدرة الإسرائيلية على المواجهة العسكرية و الامنية - بمعزل عن النتائج المباشرة الامنية احياناً و التبدل النوعي في الدور الاسرائيلي المتخيل في شبكة المصالح الامريكية من حاجة أولوية الى عبء حقيقي، مترافقاً مع التراجع الملموس في التعاطف و الاحتضان والتأييد في أوساط الرأي العام العالمي و التزايد المضطرد للسكان الفلسطينيين بما يؤدي الى تبدل سريع في الخارطة الديمغرافية ، يضاف الى كل ذلك تغييرات جدية و ان حذرة في أوساط اليهود المقيمين في اسرائيل او في أماكن العالم المتفرقة تجاه السردية الصهيونية و نظرية الوطن الأمن و القوى.

كل هذه العوامل هي مثار جدل حقيقي في أوساط النخب الإسرائيلية و التى تلقى مداها في تقدم السؤال الوجودي عن غيره من الأسئلة .

اسرائيل في مأزق حقيقي ، و اي تكن النتائج مما يحصل في المنطقة ، ستكون من أوائل الخاسرين ، لاسيما ان الولايات المتحدة تبدو ميالة للدخول في تسويات تحفظ ما تبقى من المصالح لا ان تخوض حرباً حاسمة من المحتمل الكبير ان تزيد الخسائر لا ان تنقصها ، اي يكن الخيار الاميركي ، التحالف لمواجهة الإرهاب ، او التحالف غير المعلن مع الإرهاب ، اسرائيل لن تجد محطة للدخول .



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرار الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين: أولوية لبنانية اسا ...
- المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... ...
- النازحون الفلسطينيون من سوريا ... تهجير ومعاناة مضاعفة
- إسرائيل و أحداث العراق، إنتصار مؤقت... و هزيمة متوقعة
- الديمقراطية لحماية الثورة و ليس لأ حتوائها
- المصالحة والسؤال المشروع
- المقاومة الشعبية بوجه تحالف أوباما - نتنياهو
- أحد عشرة شهيداً ألا يكف ؟! ...
- 63 عاماً على النكبة
- الذكرى 63 للنكبة والحلول الديمقراطية للوحدة الوطنية
- مصالحة الاضطرار
- قوانين الأبارتهيد الجديد في -إسرائيل-
- الحملة الشبابية الفلسطينية لإنهاء الانقسام في لبنان
- الحركات الاحتجاجية في العالم العربي
- جبهة اليسار أكثر من ضرورة ...
- مبادرتا أبو مازن وهنية ... تكتيك احتوائي للحركة الشعبية
- ماركسية القرن الواحد والعشرين
- أمريكا والتغييرات في العالم العربي من الحياد إلى القمع
- الخيار الفلسطيني ... الشعب يريد إنهاء الاحتلال
- الموقف الأمريكي من انتفاضة مصر ... مصالح لا قيم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد بهلول - أميركا: تحالف ضد الإرهاب، أم تحالف غير معلن مع الأرهاب