أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)















المزيد.....

الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 03:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وأتخذ كتاب موسى شريعة لمصر وسائر الأراضي التي كانت تحت سيطرة فرعون آنذاك وسمي بالتوراة .. وتشرعت أفكار موسى التي كانت متقدمة عن شريعة فرعون وتآله على العباد .. بدفاعها عن الفقراء وإلغاء الآلوهية عن الفرد الحاكم .. وأتخذ موسى بذكاء إلهاً لكل البشر كي يشاركه الناس في الدفاع عن أفكاره التي كانت لمصلحة العامة أكثر مما هي كانت لمصلحة فرعون والكهنة .. وبقي الناس جميعهم خلق الله الواحد .. وكلهم من عجينة واحدة ..

هنا حل فرعون الإله بفرعون الإنسان .. وتغيرت طقوس الكهنة ومفاهيمهم الأرضية لدى الناس والتي كانت مرتبطة بالفرد وبشخص إله الأرض فرعون .. وتغيرت كهنة فرعون بكهنة تشريع موسى وتساوت الأرواح في المفاهيم الموسوية .. وتقدم الفرد بعمله وبقدر خدماته للمجتمع .. ونظمت الشرائع بين العلاقات الفرد والفرد والعائلية والفرد والفرد .. وبين الفرد والمجتمع والفرد والإله .. وتغير وجه الدولة من عبادة الفرد إلى عبادة مجهول ٍ مرسوم في ذهن من طرحه كي يحمي به أفكاره حتى تترسخ تلك الأفكار في أذهان الناس .. وتأخذ مكانتها الأجتماعية والفكرية والسلطوية. ..

أصبحت الموسوية هيكلاً تنظيمياً للمجتمع ولنفس الفكرة كي تبقى قوة المركز عند الضرورة والحاجة ولتستمر عبر القرون .. فوضع الأنساب والأفخاذ وربطها ببعضها البعض خوفاً من فرضها من بعده .. ووضعها بشكل ٍ تاريخي ٍ مقنع موجود كي يتحملوا الجميع مسؤولية الفكرة .. لأنهم أعتبروا الفكرة قضية حياة أو موت بالنسبة لهم .. فإن فشلوا فيها فستكون نهايتهم والعودة إلى العبودية .. وعرف موسى إن التجمع حول الفكرة ستكون قوة مركزيتها وستكون محفوظة من المخاطر الخارجية بقدر ما سوف تكون القوة الداخلية صلبة ومتينة وعادلة مع بعضها البعض ..
وكما أنه قد رسم من تلك القوة شجرة عائلية بالرغم من أنها لم توحدها غير عبوديتها وظلمها وجوعها .. وهكذا وضع بنية الفكرة وسميت بالموسوية في بدايتها وخاصة بين أوساط الفرعونية ودواوينها .. ومن ثم بُدل الأسم باسم الإله الذي هو ( ياهو .. اليهودية ) حين تعممت قوتها بين العامة .. وكانت ذكاءٌ من موسى حتى يعطي لفكرته هذه ذاك القدر المبالغ به القدسية والرهبة ..

وتوسعت وأمتدت عن طريق سلطة الدولة التي أستخدمت الفكرة من يومها الأول لمصلحتها .. لتأخذها كقوة إضافية إلى جانب سلطتها التي كانت بحاجة إلى مثل هكذا قوة .. وكما تمددت الفكرة عن طريق الكهنة وبأنتشارهم في أرجاء الدولة لتجمع من حولها أنصار فكرتها .. وبذلك أنتشرت الفكرة بالناس نفسها و تأثيرهم على بعضهم البعض .. وهكذا أصبح كتاب موسى شريعة الدولة والمجتمع وسمي فكرته بالدين وكتابه بالتورات المقدس الذي رأى الناس خلاصهم بها من جبروت فرعون وظلمه .. وجمعتهم حول كتاب يدافع عن الكل بدون أي تميز ٍ وتشرع لهم قوانين جاهزة معممة بأسم الكتاب المقدس ...

فتطورت سلطة الكهنة ودخلت كل بيت ٍ ومنها كل قلب عقب القرون .. وبدأ الناس في التأثير على في محيطهم و أن تخلق و تصنع لنفسها أوهام وخيالات و ذلك من خلال كلمات الكهنة اللذين كانوا يضخمون الأوهام بقدسية الفكرة ويطفوها بالخوف والمحاسبة مقابل طقوسٍ ترضي الكهنة أو أموال تقدم لهم بأسم بيوت العبادة .. وبأسم الله الذي بدأ سطوته تظهر بقدر جهل الناس والوضع المعيشي من فقرٍ وجوع و عوزٍ منتشرٍ في المجتمع سائره تقودها قوة السلطات التي كانت تتعاقب بعضها تلو الأخرى وتتصارع وتتجدد وتغيب وتحل محل بعضها البعض بالمؤمرات والمخططات وحبك الدسائس وكان التاريخ يغير فيها ما يفرض نفسه حسب التطور الأجتماعي والفكري والتغيرات والتوسعات وتداخلات البشر مع بعضهم وزيادة النسبة وتوسيع الجغرافية حسب حاجتهم وأمتدادهم عبر العصور ..
وبقي الدين الموسوي وقتها الدين الذي يعم في المنطقة ويتوسع عن طريق معتنقيه حتى أصبحت فكرة يدافع عنها أصحابها دون أن يفسروا دفاعهم .. و أصبحت عادة تنمي مع ولادة الفرد و تؤثر فيه قبل مفهوم الفكرة .. وهكذا بدأ الناس يولدن يهوداً بدون إرادتهم على دين أبائها كون شريعة مجتمعهم كانت يهودية .. فبدأت بيوت العبادة الموسوية تجند أشخاصاً بأسم التعليم الديني لتستطيع التمدد والتوسع بما تطمح إليه من إمبراطورية دينية لم تخدم غير حفنة من الرجال لا يهمهم المجتمع بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية .. فكلما توسعت سلطتهم كلما قويت هيمنتهم .. وكلما تهيمنوا كلما بدأوا يضعون شرائع لمصلحتهم كطبقة تقوى وتربطها ببعضها البعض ..

وهكذا أصبحت ملائكة الأمس بشياطين اليوم .. وأصحاب المبادئ أنقلبوا على مبادئهم الإنسانية من أجل الحفاظ على طبقتهم التى لا تربطها ببعضها غير خوفها من السقوط و الأنهيار بسبب تحايلها وخبثها وسعيها خلف مآربها الشخصية باسم الدين والفكرة والقدسية .. وهنا بدأت تتخابث بفتاويها لتقترب من القوة الموجودة والداعمة لها واللتان تكملان أحدهما الآخر على حساب الأبرياء والجهلاء والمظلومين وهي قوة السلطة ..
وكما كانت تتدارك السلطات منذ بزوغ الفكرة وبدئها بأنها القوة الأكثر نفعية لها .. ومنها تستفاد كونها فكرة تخدر الناس بأبر الصبر للحلول المستعجلة .. والتمهل على ما هو موجود من الخلل ولا بد من الرب أن يخرج مخرجاً لها .. والأتكال على قدرة الرب القادر القهار الناظر العارف بكل شيء وسيكون عقابه شديداً للظالمين .. وبهذه الطريقة كانت طبقة الكهنة تحمي السلطة من الضغوطات وتجمد كل شرارة في الناس .. وأصبحت جناح السلطة القوية التي تغطي عنها .. وكانت سبب في قتل أرواح بريئة تدافع عن نفسها بنفس المعتقدات التي آمنت بها عن طريق الكهنة نفسهم ..
ووصل أضطهاد الناس إلى الحرق والموت في الشوارع ويتكهلون في الأعمال التي كانت تؤمرهم بها السلطات طوعاً أو أسراً أو طواعية من خلال الكهنة بأسم الواجب والترغيب وملكوت الرب ... وكان الجوع يغزوهم والأمراض تحصدهم والفقر يسكتهم والكهنة تكبحهم والسلطات تقمعهم .. فبدأت بالتذمر تظهر بخفايا الغضب المضمور في الصدور .. وتتواصل وتحكي وتشتكي بالغشاوة وبالعيون لأن الغلطة كانت تأخذهم إلى موتهم و حتفهم المنشود بشهادة الكهنة وموافقتهم مع السلطة ضد أية حركة أو فكرة ترفض إرادتهم بحجة التكفير والزندقة .. وما هي بالحقيقة إلا مجموعاتٍ وحركاتٍ وأنتفاضاتٍ ضد الظلم والإضطهاد والجوع والفقر المنتشر مع الأمراض والأهمال والتهميش من قبل السلطات الثلاث .. السلطة القيصرية وةسلطة الجيش وسلطة الكهنة ..
فبدأت الألسنة تتحدث عن قلب الأعين والإشارات .. وبدأت الناس تفقد ثقتها بالكهنة كهنة الدين كإيمان .. ومن السلطات كأمان .. ومن القوة الجيش كحامي لها .. بل أدركت بأنها بين كماشة هؤلاء الثلاثة وكلها تحمي بعضها البعض ضدها .. فبدأت تظهر الأسرار تتسطح من خفاياها وتدخل بين العامة .. وبدأ الغضب يفوح رائحته من عذابات الناس اليومية من الضرائب وتجنيدهم للحروب وللغزوات .. ومراقبتهم في كل محصول .. وفرض أتوات على بعضهم مقابل حمايتهم حسب الحاجة إليهم وزادت السطوات والسرقات والتشليح والعصابات .. وتفاقمت الأمور في السلطات نفسها بسبب حلول مشاكلها ..
وكانت المرحلة تحتاج إلى متمردٍ يصرح في وجههم .. أو متحدث ٍ يتحدث بأسم العامة والدفاع عن آلامهم وعذاباتهم .. فبدأ بعض الكهنة بالتمرد في وجه غيرهم اللذين هم كانوا الأكثر خباثة وسطوة وأقتراباً من السلطات أو من قادة الجيش .. وكان يلاحق كل متمردٍ أو منشقٍ بأسم الكفر والزندقة و الهرطقة أو بأسم التمرد ضد السطلة ..
ففي تلك الحقبة بدأ ظهور الناس و هي تتحدث علانية بين بعضها البعض .. وتتجمع ولكن كل حسب ما يحميهم من ظلم الظالمين وعيون الدسائس من الكهنة .. حتى ظهور عيسى أبن مريم بهدوءه وسلميته وبأطروحته الإنسانية في الرحمة والشفقة إنطلاقاً من المبادئ التي كانت قد طرحها موسى نفسه ولم يطبقها من تبعه من الكهنة الذين تُخموا من الفساد والجاهة والراحة على حساب أرواح الأبرياء والفقراء ...
فجاء عيسى أبن مريم الشاب الذي ربي في بيت يشمله الحنان والأحترام والمحبة .. وكانا والداه من الناس الهادئين والمسالمين وأنطلاقاً من تلك الميزات بدأ يحس بآلام الناس وأوجاعهم وحالتهم المزرية لوضعهم الأجتماعي .. ورأى ما يفعله الكهنة عن طريق بيوت عبادتهم وبتعاونهم مع السلطات بالناس .. فبدأ يجمع حوله الناس ويوصي بهم بأن ما يجري لهم يجب أن يوضع له حلاً .

دروست عزت
السويد

يتبع بالجزء الثامن.....



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و ماذا عن وجهه الآخر. ..؟
- الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :
- الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
- الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
- الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
- الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
- الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
- في رحاب الدين و السياسة
- المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
- جدية العمل
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟
- من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
- عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
- من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال ...
- الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :
- الوطنية هي حب الآخر من أجل حماية الوطن وشريكه المواطن
- الميت في الفكر .. والحي في الفتن .. نزار نيوف نموزجاً ...
- من وراء كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟.. !!!!!!
- القيادي بين التربية الصحيحة والكولكة الهزيلة المكشوفة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)