أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :















المزيد.....

الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبقيت السلطات الثلاثة ( الملوك وقادة الجيوش والكهنة ) تتحكم بإدارة محكمة في المجتمع .. وتساند بعضها البعض في مواجهة القضايا والمسائل التي كانت تظهر وتواجههم في التمردات والأنتفاضات نتيجة الظلم والجوع والحاجة .. وكانت في نفس الوقت تتصارع فيما بينها على البقاء في سلطة الحكم وكل جهة تحاول من خلال موقعها أو كانت بعضها تطمح بالإطاحة بالأخر ..

وبدأت تكبر السلطات الثلاث بمقدار مساحات حكمها .. وأزدادت مسؤولياتها وتوسعت إرتباطاتها .. وفي نفس الوقت كانت تزداد خطورتها على بعضها البعض في المؤامرات والأغتيالات وحالات التسمم والأعتراضات على مستوى السلطات الثلاث وكل جهة فيما بينها والصراع بين الجهات الثلاث نفسها حسب مواقع القوى وهيبة قادتها فيها وتأثيرها على التغير ..
وكانت في أغلب الأحايين تزداد هذه الخطورة فيما بينها وتستغلها جهة ضد جهة أخرى عندما كانت تقوم الإنتفاضات والتمردات ضد الظلم والأضطهاد والجوع والحرمان .. في الوقت الذي كانت الجهات الثلاث تعيش في نعيم ملذاتها وبطولاتها وأمجادها على حساب عامة الناس .. الجهة الوحيدة التي كانت تزداد وتكبر شعبياً ولا تخسر كثيرا ًبالرغم من جميع تلك التناقضات والحالات التي لا تخلى من القتل والغدر والتسمم هي كانت السلطة الدينية .. في حين السلطتين الأُخرتين كانتا تتأكلا بالمؤامرات والإغتيالات وتتغيران وتتبدل بيارقها..
بمقدار القوة والتفاهم فيما بينها والإستقرار في الطبقات الثلاث .. كانت تفرز أنظمة وقوانين تتناسب مع وضعها .. وكانت كل جهة تغض النظر عن جهة الأخرى بالمظالم والتمادي على الفقراء والعامة وأملاكها .. فقادات الجيش وأتباعهم كانوا يوسعون أملاكهم على حساب الشعب بالقوة والفرمانات .. وكذلك الكهنة كانت تتوسع على حساب مُلك الناس بإسم مُلك الله وكانت تأخذ وتنتقي أفضل ما تبتغي نفوسها في نفوذها .. وترضي الملوك وقادة الجيش بالموافقات على الفرمانات الصادرة من كلا الطرفين ..
فتطور نمط الحياة من شكلٍ إلى شكلٍ أخر عن سابقه .. بتنظيم المجتمع وتوسيعه على رقعة الحكم وإداراته .. فأفرزت السلطات الثلاث نمط جديد وهو طبقة أخرى في المجتمع وهي طبقة العبيد و التي قد شكلت نتيجة الحروب وأسراها والغزوات لتوظيفها في نتاج المجتمع الجديد ونمطه .. كبناء المدن وخدماتها والصناعة والزراعة والري كي يحل العبيد مكان من كان يفرض عليهم نظام الجيش لحماية مُلك الدولة ونظامها ودعم وتقديم ما تحتاجها دولتهم من الرجال و المواد والمؤن من خلال حروبهم وتوسعاتهم ..
فتطور الحكم في تخطيط المدن والإدارات وتنظيم المجتمع الذي كان واضحا ًوجلياً ً في أفرازه الذي شكل طبقتين.. الطبقة الحاكمة بأفرعها الثلاث وطبقة العبيد الواسعة إلى جانب عامة الناس من التي كانت أشباه العبيد بالرغم من أنتمائها إلى الدولة نفسها .. ولكن كان الزمن زمن العبيد والتجديد وخلق الفوارق نتيجة أغتناء البعض على حساب البعض ..
فكلما كانت الإنتصارات والتوسع .. كلما كانت هيبة الحاكم تزداد سلطوياً في العسكر وبين الكهنة وفي المجتمع عامة .. وبهيبته ظهرت فكرة التوحيد في ذات الحاكم نفسه وإلغاء فكرة التعددية الإلهية .. التعددية التي باتت تبهت فكرتها يوما ًأثر يوم حسب الوعي والتقدم والتنظيم المدني وشكل الإدارة .. وخاصة كانت فكرة التوحيد قد سبقتهم وشاعت بين الناس .. من خلال أبو الأنبياء إبراهيم الخليل كما سمي في الكتب .. الرجل الذي تحدى قومه وأهله وجهلهم لعبادتهم أنواع الأرباب التي لا حس فيها ولا روح ولا معنى سوى الجهل في جمود تفكريهم وجبنهم أمام اللغز الكوني وتبعيتهم لما رسم لهم أبائهم دون حراك البتة في ذهنهم .. وحينها كان إبراهيم الخليل فكرته كناقوس لفتق الذهن البشري نحو التفكير في علاقات الإنسان مع الطبيعة وأسرارها وغموضها ومع نفسه ...

فظهر فرعون بفكرة الإله الواحد وجسده في ذاته .. حتى وصل به الغرور على إنه قادر على أن يُميت ويُحيى الأرواح إنطلاقاً من قوة ملكه وفكرة إمتلاكه للعباد والرقاب .. فتمردت الناس عليه في ملكه الواسع نتيجة الظلم والجوع .. فأنتفضت في مكان وانطفات في مكان ٍ آخر .. وبدأ غضب الجماهير حتى شمل العبيد .. فظهر موسى وأخوه هارون ومن معهم كمتمردين ضد سلطة فرعون وأستنبط موسى فكرة الإله الواحد في حراكه كي يسلخها وينزعها عن جبروت فرعون .. وشاع تمرده ونشاطه بعد فراره وأختفائه .. وأستطاع بذكائه وشجاعته وعدل إدارته في التعامل مع من معه وأهتمامه بهم وتوزيع ما يجنون من هجماتهم ضد أطراف مملكة فرعون بشكل عادل .. فشكل لدى الجميع الثقة به من حبٍ وتمسك ٍ بعدله وصدقه لهم لتحريرهم من الظلم والفقر والمعاناة التي كانوا يلاقونها من أعوان فرعون في الزراعة والبناء والري والخدمات و شتى مرافق الحياة الأخرى ...
فظهر موسى كقائد مخلص ٍ خدومٍ متواضعٍ صادق ٍ في أفعاله .. وذاع صيته وإزدادت قوته وتكاثر أعوانه من حوله بين العامة والعبيد .. وكما خلق فكرة التحدي والمواجهة عند الطبقة العليا المتنازعة بين بعضها البعض نتيجة الصراعات في السلطة وللدكتاتورية الفردية الفرعونية .. بأن موسى رجل حكيم ويسعى إلى تحسين وضع العامة والفقراء وتنظيم العدل بين الناس وإنتزاع فكرة الألهنة عن فرعونهم الذي لا يتميز بشيء ٍ عن البشر إلا بقبضة سلطته التي كان يقويها المستفيدون منه.. وتحميها طبقة الكهنة التي كانت تعيش على جميع الأطراف بأسم الرب ( ومازالت هذه الظاهرة مستمرة وموجودة حتى يومنا هذا في كل الأديان ) .. وتبين للكل بأنه لا يطالب بالسلطة بقدر ما قد كان يطالب بالعدالة الأجتماعية بين الناس .. فقل الخوف منه من قبل أهل السلطة وقادة الجيش الغاضبين من تصرفات فرعونهم بشكل خفي وهما الجهتان اللتان كانتا تهمهما إستقرار سلطاتهما .. فالجهة الوحيدة و التي قد تضررت مع فرعون من الفكرة هم طبقة الكهنة التي أختلفت كل طقوسها المرتبطة بفرعون وعنه .. فتزعزت هيبتها أمام قوة طرح شريعة موسى لصالح العامة والعبيد وتنظيم المجتمع بشكل يحافظ على حقوق الناس ورفع الغبن عنهم .
وهنا بدأت التسميات لموسى .. فسمي كمُخَلِص للفقراء .. وكبطل لإنقاذ الضعفاء .. والعادل الذي واجه فرعون الإله بالتحدي وبقناعة و تصميم .. واللذين كانوا أكثر التصاقاً به أعتبروه أباهم الروحي بأفكاره وتواضعه وإخلاصه وإدارة أمورهم .. وبدأ موسى بوضع الشرائع وبنودها للعمل بها في العلاقات فيما بينهم ومن معه في محيط نشاطاته التي توسعت ووصلت إلى داخل المجتمع الفرعوني ..
وككل شيء في الحياة يتغير ويتبدل ويرحل القديم ليحل مكانه الجديد .. ولكن بالتدرج حتى يصل إلى ساعة البدء في إعلان الجديد على القديم المرفوض نتيجة عيوبه ونواقصه وعدم قبوله لأسباب عديدة ( طغي الفرد الحاكم وعدم قبوله / الصراعات على السلطة بين العائلة المالكة /الظلم والإستهتار بالعباد / أطماع قادة الحروب اللذين أشتهروا في إنتصاراتهم في السلطة / هذا من ناحية هرم السلطة ..
أما من ناحية الطبقة المسحوقة والمتضررة بسبب أغتصاب حقها وأرائها وروحها .. والجوع والفقر والظلم ..ونتيجة الحروب والموت ووعي الفرد وإحساسه بالوضع نفسه..وفهم الفرد بما يدور من حوله وما يقع عليه.. وغضب الجماهير كقوة جماعية من الوضع القائم ..فتتغير وتسقط السلطات .. أما بالثورات وأما الأنقلابات أو بالتحايل والمؤمرات.. ليحل الجديد بدل القديم ..
وقد يكون بالإتفاق معاً لسقوط الطاغية من الداخل والخارج .. كما حدث مع موسى وقبول فكره وتعميمه كشريعة للدولة إن سقط فرعون .. وكان ذلك وأنتصروا على فرعون بغيره .. وتشرع أفكار موسى التي كانت متقدمة عن شريعة فرعون وتآلهه على العباد .. و بدفاعها عن الفقراء إلغاء الآلوهية عن الفرد الحاكم وأتخذوا إلهاً لكل العباد والذي هو رب واحد ورب العالمين .. ودافع على إن جميع البشر هم من عجينة واحدة ..
هنا تغير فرعون الإله بفرعون الإنسان .. وتغيرت كهنة فرعون بكهنة تشريع موسى .. وتغيرت الطقوس بين الناس بأسلوب تتساوى الأرواح بها أمام الله وتكون العبادة لعظمته فقط .. وقدمت الأرواح بعمائلها وخدماتها للإنسان و المجتمع .. ووضع شرائع للعلاقات بين الفرد والفرد وألتزامه بالعائلة .. وبين الفرد والمجتمع .. وبين الفرد والإله ..
وتغير وجه الدولة من عبادة فرد إلى إله واحد أحد لا شريك له .. وهناك كان بتر الأيدي لتجسيد الفرد بالآلوهية .. وبدأ أتجاه جديد في العلاقات البشرية بالمفاهيم المطروحة مع أخيه الإنسان الذي هو لا يتميز عنه إلا بأفعاله وعطاءاته لبني جنسه ..
وبقية الموسوية هيكلا تنظيميا متشكل بالأنساب والأفخاذ بشكل تسلسلي عبر التاريخ وحتى الآن ليحافظوا على قوة مركزية الفكرة والرابط الذي تحول من المجاميع المتنوعة التي وحدتها دفة المواجهة للتحرر من أضطهاد فرعون آنذاك وإلى عصرنا الحالي ومحاول توحيدها كشجرة عائلية واحدة في الموسوية والتي أصبحت دين عند عامة الدولة بأسم اليهودية .. وبقيت تتوسع وتتنظم عن طريق كهانتها ضمن الدولة .. حتى أصبح الدين الرسمي للدولة وللأطراف .. وأتخذوا من كتابه كل الشرائع وسمي بالتورات ..

دروست عزت



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
- الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
- الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
- الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
- الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
- في رحاب الدين و السياسة
- المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
- جدية العمل
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟
- من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
- عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
- من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال ...
- الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :
- الوطنية هي حب الآخر من أجل حماية الوطن وشريكه المواطن
- الميت في الفكر .. والحي في الفتن .. نزار نيوف نموزجاً ...
- من وراء كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟.. !!!!!!
- القيادي بين التربية الصحيحة والكولكة الهزيلة المكشوفة
- الداعشية صناعتها وموتها ....
- إذا كان حزباً أو فرداً عليهم أن ينتبهوا إلى أخطائهم ....بدون ...


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :