أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - أحكم ب العدل !!















المزيد.....

أحكم ب العدل !!


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 02:57
المحور: المجتمع المدني
    


هل من الممكن تقبل فساد الوالى او الحاكم ؟
نعم من الممكن الى حين ميسرة !!

و لكن .. هل من الممكن تقبل فساد القاضى ؟
الاجابة بشكل قاطع ( لا ) !!

ذلك ان فساد القاضى يؤدى بالمجتمع الى الهاوية .. فعندما يظلمنا الحاكم نلجأ الى القانون و القاضى !!

و لكن ان ُيفسد القاضى فتلك كارثة كبرى !!
أو ان يفسد ضميره و يحكم بمنطق العصبية القبلية ، و أهواء النفس ، أو الانتقام الشخصى فتلك كارثة فيمن يستوجب فيهم حماية العدل بين الناس .. و هم بذلك يكونوا ضاربين بعرض الحائط ( العدل أساس الملك )

و للآسف فساد بعض القضاة كان قائما ً من قديم الزمان بسبب انه لم تكن لهم مرتبات من الدولة و إنما كانوا يتقاضون مرتباتهم من الخصوم و لذلك انتشر الفساد فيما بينهم لأنهم كانوا يحكمون لمن يجزل العطاء للقاضى !!

و من الطرائف التى تحكى فى ذلك .. ان رجلا جاء لمنزل القاضي ليلا وسلمه قفص مليئ بالدجاج , ليحكم له امام خصم عنيد...فعلم خصمه بالامر فارسل للقاضي ثور اصيل , وفي مجلس الحكم لاحظ صاحب قفص الدجاج ان القاضي يميل للخصم فتنحنح بصوت شبيه بصوت الدجاج ليذكر القاضي بالقفص... فرد القاضي بنحنحة اقوى ومقلدا صوت الثور مشيرا بيديه للآخر..!!

و فى ذلك روى ابن اياس المصرى في «بدائع الزهور» طائفة من النوادر بحق القضاة الفاسدين .. إن القاضي القلقشندي اشترى منصبه بثلاثة آلاف دينار، ثم استطاع القاضي ابن النقيب أن يأخذ مكانه برفع هذا الثمن إلى خمسة آلاف دينار.

و قيل شعرا ً فى فساد القضاء و القضاة آنذاك

قاض إذا انفصل الخصمان ردهما .... إلى جدال بحكم غير منفصل !

يبدي الزهادة في الدنيا وزخرفها جهرا ، ويقبل سرا بعرة الجمل !

يا أيها الناس قفوا واسمعوا .... صفات قاضينا التي تطرب

يزني، ينتشي، يرتشي .... ينم، يقضي بالهوى، يكذب.. !!

و قديما ً كان العرب يتندرون فيما بينهم على حكم قاضى ظالم بقولهم ( قاضى فى الجنة و قاضيان فى النار )

و ذلك فى إشارة الى حديث الرسول الكريم ..

عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " القضاة ثلاثة : قاضيان في النار وقاض في الجنة . قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ، وقاض عرف الحق فجار متعمدا فهو في النار ، وقاض قضى بغير علم فهو في النار " . . رواه الترمذي.

هذا حديث صحيح الإسناد ، وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم .

و لذلك فـ .. مهنة القاضى ليست بالسهلة و انما هى مهنة الحياة و الحرية و الموت ، مهنة ترفع المرء المدان الى سابع سماء أو تخسف به إلى سابع أرض !!

و لذلك لعل أشهر من رفض منصب القاضى قديما ً خوفا ً من أن يظلم الرعية بحكم جائر كان الإمام أبو حنيفة النعمانى رحمه الله !

اعتذر أبو حنيفة عن عدم قبول هذه الوظيفة حفظا لروحه وتقواه عندما دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة ليتولى القضاء امتنع، فطلب منه أن يَرجع إليه القضاة فيما يشكل عليهم ليفتيهم فامتنع، فرضها عليه،

فقال للخليفة «لك حاشية يحتاجون لمن يكرمهم، وأنا لا أصلح لذلك».

فقال له الخليفة أبو جعفر المنصور «كذبت فأنت تصلح»،
فرد عليه الإمام أبى حنيفة «حكمت علي بنفسك.. كيف يحل لك أن تولي قاضيا وهو كذاب؟».

فأنزل به العذاب بالضرب والحبس، أو الحبس وحده على اختلاف الروايات الى ان مات فى محبسه !

وقد اتفق الرواة على أنه حُبس، وأنه لم يجلس للإفتاء والتدريس بعد ذلك، إذ إنه مات بعد هذه المحنة أو معها، ولكن اختلفت الرواية: أمات محبوساً بعد الضرب الذي تكاد الروايات تتفق عليه أيضاً؟

أم مات محبوساً بالسم فلم يُكتف بضربه بل سقي السم ليعجل موته؟

أم أُطلق من حبسه قبل موته فمات في منزله بعد المحنة ومُنع من التدريس والاتصال بالناس؟ كل هذه الروايات رُويت.

توفي أبو حنيفة في رجب وقيل في شعبان وقيل لإحدى عشرة ليلةً خلت من جمادى الأولى سنة 150هـ، وقيل سنة 151هـ، وقيل سنة 153هـ، وقيل توفي في اليوم الذي وُلد فيه الإمام الشافعي، وكانت وفاته في بغداد، ودفن في مقبرة الخيزران، وقبره هناك مشهور يُزار،

وصحَّ أن الإمام لما أحس بالموت سجد، فمات وهو ساجد.

وقد أوصى أبو حنيفة أن يُدفن في أرض طيبة لم يجر عليها غصب، وألا يدفن في أرض قد اتُّهم الأميرُ بأنه غصبها،

حتى يُروى أن أبا جعفر عندما علم ذلك قال: «من يعذرني من أبي حنيفة حياً وميتاً»،

وشيعت بغداد كلها جنازة فقيه العراق، والإمام الأعظم، ولقد قُدِّر عدد من صلوا عليه بخمسين ألفاً، حتى لقد صلى أبو جعفر نفسه على قبره بعد دفنه.

هل رأيتم كيف يكون الخوف من ظلم الناس و الحكم بغير العدل ؟ لقد دفع ثمنا ً باهظا ً من حريته و حياته و لكنه مات قرير العين لأنه أرضى الله و ضميره !

و فى كتابه وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور»

كتب يقول .. "
«حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول»، وبدأ يظهر للقضاة آنذاك قصر فهم الدين لدى الأتراك فى مواضع منها: «أن أحد القضاة لم يجز لأحد العثمانية الزواج من امرأة لم تنقض عدتها، فاشتكاه فأحضر بن عثمان ذلك القاضى ولم يقبل له عذرا وبطح وضرب ضربا مبرحا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرشا من كروش البقر بروثه وأركبه على حمار مقلوب وأشهره فى القاهرة، وكان قبل ذلك نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من قضاة مصر لا يعقد عقدا لعثمانى».

كان ذلك فى ماضى الزمان إلا أننا و الغالب أننا ورثنا هذا الفساد فى عصرنا الحديث ! فمع وجود قضاة يشهد لهم بالنزاهة و الحكم بعدل الله و القانون اللافاسد إلا ان بعض الثمار العفنة أساءت لتلك السلة المحترمة الناضجة سلوكا ً و مسلكا ً !

فكيف يحكم بالقانون من يخالف القانون فى أبسط شىء " كسر إشارة مرور ، السير عكس إتجاه ، "

و كيف يحكم بالقانون من سكت عن تزوير إنتخابات برلمان 2010 ؟

و كيف يؤتمن على مصالح الشعب من يجلس و ينطق بالحكم و هو لم يتجاوز العشرينات بعد ؟ و أين خبرة من كان تقديره " مقبول " أو حتى " جيد " و عين بالمحسوبية دونما آية خبرة عملية ؟

و من اين يأتى العدل لمن نصب قاضيا ً بغير عدل ٍ ؟

و من أين النزاهة لمن بدأ حياته قاضيا ً بالرشوة و المحسوبية !! فمن الطبيعى أنه سيفكر فى إسترداد رشوته أضعاف مضاعفة بطرق آخرى ! ؟

و لكن ما يثير حفيظة الكثير من الشعب تصوير وسائل الاعلام للقضاة و كأنهم ملائكة تمشى على الأرض مع إنهم بشر تخطىء أحيانا ً و تصيب أحيان آخرى ! فلماذا المغالاة هذه ؟

لماذا لا نبرز الفاسد و نعاقبه ! و فى المقابل نعطى القاضى النزيه حقه فى التعريف به ليكون قدوة للآخرين ! ؟

لن يستقيم الوضع و نحن نرى بعض القضاة الآن يتعاملون مع بعض المتهمين على طريقة " قلم بــ قلم " !

لن تستقيم الأمور و أخطر قطاع فى الدولة يتعامل بأسلوب البلطجة القضائية !

كلمة أخيرة .. للقضاة ..

هناك ما يعرف بروح القانون .. و هناك إستشعار لحالة الآمن القومى فى البلاد .. و هناك مراعاة لظروف البلد السياسية و الإجتماعية عند تحديد توقيتات الأحكام .. !!

أعتقد أن أى قاضى مبتدىء لابد و أ يراعى ذلك عند إصدار الأحكام التى هى محور الرأى العام !

لكن القضاة فى مصر "" بعضهم "" لا يحملون من مسئولية مهنة "القاضى" إلا حروفها ! بل و يتعاملون مع ساحة المحكمة و ما تحتويه على انها حلبة ملاكمة و لا يروق لهم الحكم إلا بــ "" القاضية ""

و لكم تحيتى

بقلم / نجوى عبد البر



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجعلوها سبوبة !!
- إليها فى جنتها عامك سعيد♥-;-
- همسات ليلية (68)
- ما بين المحنة و المنحة !
- من وجهة نظرى ...
- همس 67 ات ليلية
- همسات ليلية (66)
- تأمل المشهد !!
- رمل الطريق سيتذكرك اليوم
- نص كلمة !!
- بالمصرى الفصيح !!
- ياااااااااارب
- إبنى و الإنتربول و الداخلية !!
- لحظة فلسطينية !!
- لحظة إنسانية
- ثوار_وثورة !!
- همسات ليلية/ أفتشُ عنك ِ!!
- فياجرا فنية !!
- همسات ليلية/ الرحيل
- همس تذكرتك ُات ليلية


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - أحكم ب العدل !!