أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى غطاس - قصة من هولندا














المزيد.....

قصة من هولندا


سامى غطاس

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 02:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى إندونيسيا وفى نهاية التسعينات حٌكم على مواطِن هولندى بالإعدام بتٌهمة تهريب المٌخدرات وذلك بناء على صرامة القانون الإندونيسى لحماية الشباب هناك من الوقوع فى براثن الإدمان .. الى هنا و القصة تبدو عادية تماماً وليس بها ما يستدع الكتابة عنها. المٌثير للدهشة هنا هو رد فعل الحكومة الهولندية حيث أقامت الدنيا و لم تقعدها فى سبيل إنقاذ أحد مواطنيها من حبل المشنقة بدأً بالجهود الجبارة من طرف السفارة الهولندية مروراً بزيارات أعضاء الحٌجرة الثانية-البرلمان - وتدخٌل مٌعظم وزراء الحكومة و فى النهاية وعندما فشلت كل المِحاولات وصل الأمر الى تدخٌل الملكة Beatrix شخصياَ فى محاولة أخيرة منها للحصول على العفو لأحد مواطِنيها حتى وإن كان مٌهرب مخدرات. كان ذلك رد فِعل المملكة الهولندية المثير للدهشة اما عن رد فعل الحكومة الأندونيسة فهو الجدير هنا تدوينه بكٌل الإحترم والتبجيل حيث رفضت تماماً كل الوساطات السابق الإشارة اليها و كان ردها صارم بأن على هولندا إحترام قوانينها وقضاءها وفعلاَ تم تنفيذ حٌكم الإعدام فى المواطن الهولندى Van Dam بدون أي تأجيل.
القصة ذاتها وبكل تفاصيلها تكررت منذ اسابيع قليلة مع مواطن هولندى أخر من أصل إندونيسى وأنتهت أيضاً بنفس النهاية ....

موقف الحكومتين الهولندية و الأندونيسة سوياَ يدعونا أن نٌكِل لهما كل الإحترام و التقدير. الأولى فى دفاعها المٌستميت عن مواطنيها خارج الحدود مهما كان الجٌرم والأخرى فى عدم الرضوخ للضغوط أو المٌساومات والإصرار على تنفيذ حٌكم القضاء .

وإذا علمت عزيزى القارئ إن إندونيسيا هى مٌستعمرة هولندية سابقة ومن أكبر الجاليات الأجنبية التى تعيش هنا بهولندا منذ الحِقبة الإستعمارية هى من Molukken - طائفة أندونيسية - ومازلت ترتبط معها بعلاقات ممتازة ومصالح إقتصادية كبيرة بالتأكيد سيزيد إحترامك لهذه الدولة .

وإذا علمت أيضاً إن الحكومة الهولندية و بعد تنفيذ حكمي الإعدام بحق مواطنيها أعلنت إنها بذلت كل ما تستطيع لإيقاف التنفيذ إلا إنها تحترم تماماً قوانين وقضاء الدول الأخرى .

هل علمتم الأن لماذا تركنا نحن بلادنا الحبيبة مصر و أتينا لنسكن تلك الدِول ؟
هل نحلم يوماً بأن تكون حكومتنا المصرية حكومة مواقف على غرار تلك المواقف الصادرة عن الحكومتين الهولندية و الإندونيسة ؟
هل نطمع بتنفيذ أحكام القضاء الصادرة بحق الإرهابيين القتلة فى مذابح رفح الاولى و الثانية و كرداسة مهما كان العدد ؟
هل نطمع فى تنفيذ القانون و احكام القضاء بكٌل صرامة وعدم الرضوخ لأي ضغوط داخلية كنت أم خارجية ؟

أحلام و أطماع أتمنى أن يأتى اليوم التى أراها واقع نعيشه و تتعدى مجرد الأحلام .

دمتم بخير - هولاندا -



#سامى_غطاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة ناعوت و ذبح البهائم
- عادل إمام يتبرع بخمسون مليون جنيه
- الجيش المصرى ..... لا نريد ان نكون نور عيونكم
- نعم.... نٌريده إنقلاباً
- السيسى ...نساؤنا حبلى بنجمك...
- مكارم إبراهيم وخٌرافة الأديان
- الحضارة الإسلامية وهم أم حقيقة ؟
- مهزلة إسمها دستوراً
- كفى تهريجاً
- بيان
- هل أصبحنا جماعة مِن الهمج ؟
- الأستاذ محمد يونس و الإستراتيجية الأمريكية
- الإخوان لهم الفضل الأكبر التخلص من مٌبارك
- مجزرة رفح - خواطر حزينة
- وصول الإخوان المسلمون ليس بكارثة .
- ليس بالخداع تدافعون عن إسلامكم ...
- الإعجاز العددى فى القرآن
- العار.... وإااااااااااسلاماه
- المصريون.... أي نوعاَ من البشر أنتم ؟ 2
- أفة الدعارة فى مصر ....المشكلة والحل


المزيد.....




- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
- الكنيسة السويدية ترحب بإنتخاب البابا الجديد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى غطاس - قصة من هولندا