أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - في نقد العقل الإسلامي














المزيد.....

في نقد العقل الإسلامي


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 17:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقل اصطلاحاً هو إيجاد العلاقة الناظمة للمعلومات السابقة. يقال ( عقل الناقة ) أي ربطها. ثم لاحقاً، استعير الربط من ربط الحبال إلى ربط المعلومات، وبإيجاز يمكننا القول بأن العقل هو التفكير !

لا يمكن التعرض لنقد العقل الإسلامي دون المرور عمداً أو عرضاً على الفقه الإسلامي الذي يشكل إحدى مرجعيات التفكير لدى العقل الإسلامي.

ورغم هروب نقاد العقل من حقيقة دور الدين في تعطيل معظم عمليات التفكير، إلا أنهم ينسبون واقع التخلف لغباء الفقهاء بدلاً من أن يتوجهوا مباشرة إلى هرس الدمل المتمثل بالدين نفسه، فنجد كتابات محمد الأنصاري ومحمد عابد الجابري ومحمد أركون، كلها تحاول تجديد الفقه من داخل حظيرة الإسلام، على اعتبار أن النص القرآني هو بالفعل كلام إلهي غير قابل للنقد.

والحقيقة أن إحدى مهمات النقد المعاصر هو التوجه لنقد العقل الإسلامي والعربي معاً، فالقبيلة، وعقلية الغزو والتوسع الإمبراطوري التي قام بها البدو في القرن السابع والثامن والتاسع، ما زالت تهيمن على مفردات الخطاب الديني الإسلامي.

ولإثبات العلاقة بين الإسلام ( القرآن – السنة – الفقه ) وبين تخلف العقل الإسلامي، نؤكد بأن معظم ما ينشره الكاتب سامي الذيب من مقالات ناقدة للقرآن هي صحيحة، وأن الكثير منها قد قيل سابقاً، ذلك أن علماء الدولة العباسية الذين اتهموا بالكفر والإلحاد قد انتقدوا القرآن والدين بصورة عميقة، ولولا سيطرة الغوغاء والأميين وتدخلهم في صياغة الخطاب الثقافي، لكنا الآن علمانيون منذ ألف عام، وسنحاول إلقاء نظرة سريعة على المحاور الرئيسة الثلاثة التي تشكل مرجعية العقل الإسلامي.

أولاً: القرآن

إن التفكك وعدم الترابط وغياب النسق الفكري في آيات القرآن، علاوة على التناقضات وغياب المنطق العلمي، قد أثر بصورة مباشرة على تكوين العقل الإسلامي، فأصبح العقل مفككاً غير مترابط يغيب عنه النسق والسياق الفكري، تماماً، مثل القرآن الذي يشكل المرجعية المقدسة للتفكير. فمثلاً خذوا الآية ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء )، حيث غاص المفسرون عميقاً وأطالوا الشرح والتفسير والتأويل لكي يجدوا رابطاً بين عدم القسط في اليتامى ونكاح ما طاب لهم من نساء ! أو خذوا مثلاً الآية ( وأوفوا العقود أحلت لكم بهيمة الأنعام )، دون أن نفهم أي علاقة تربط الوفاء بالعقود وتحليل بهيمة الأنعام. وهكذا أعزائي تجدون القرآن في معظمه يتخبط ويقفز من معلومة إلى أخرى ومن قصة إلى قصة أخرى دون أن يكون هناك أي علاقة بين الأفكار، الأمر الذي ضرب منظومة التفكير لدى المسلمين قاطبة.

ثانياً: السنة

وهي كل قول أو فعل صدر عن نبي الإسلام، وقد اجتهد المسلمون في العصور المتأخرة إلى جمع كل ما يتصورون أنه صادر عن محمد، فتعددت مصادر الحديث واختلفت وتضاربت أحياناً، وناقضت القرآن في أحيان أخرى.
ففي صحيح البخاري ( أصح كتاب بعد القرآن ) نرى العجب العجاب، فقد شاهدت بأم عيني حديثاً في طبعة العام 1997 يقول ( ورأى شيئاً من آلة الحرث، فأشار بيده وقال: ما دخل هذا دار قوم إلا هلكوا ) وهو ما يشير إلى كراهية محمد للاشتغال بالزراعة، ذلك أن مهنة محمد ومهنة أجداده كانت الرعي والتجارة وليست الزراعة !
حديث آخر في البخاري يقول ( وتوضأ محمد صلى الله عليه وسلم من بئر وضاعة، وهي بئر يلقى في النتن وماء الحيض والكلاب الميتة، وعندما سئل عن ذلك قال: الماء طهور لا ينجسه شيء !!! ).
وهكذا فإن السنة تقدم أفكاراً سيئة وقيم غير نبيلة، ولا عجب إن شاهدنا أن المسلمين لا يعملون ولا ينتجون، حتى في بلاد الغرب التي هاجروا إليها، يحتالون على الدولة بادعاء المرض ليحصلوا على راتب تقاعدي دون عمل، ثم يخرجون للمطالبة بتطبيق الشريعة في بريطانيا وأستراليا !

ثالثاً: الفقه

وهو باختصار فهم الناس للإسلام، ولا شك بأن هذا الفهم قد اختلف في عصر تأليف القرآن وعصر تكون الإسلام، حيث قتل الصحابة بعضهم بعضاً بسبب الاختلاف حول " نزول " هذه الآية أو تلك، مما جعل عثمان بن عفان يفرض نسخته على الأقاليم بقوة السلطة !
تدخل ما تسمى بالفتاوى، باب الفقه، فنسمع عن فتاوى ابن تيمية في الدروز، أو فتاوى ابن القيم في الصابئة، أو ما تعرضه آيات القرآن في حق المسيحيين واليهود ( أهل الكتاب )، وهنا لابد من التنويه إلى أن عصابات داعش الوهابية، إنما تستند إلى القرآن والسنة والفقه في تكفير المعارضين أو في إعدام من يتعاطى التدخين !

الخلاصة

لقد تراجع العقل الإسلامي حتى أًصبح عبئاً على المسلمين بل والعالم أجمع، وما الأيام التي نحياها الآن سوى الأيام الأخيرة لعقيدة الإسلام التي أشاعت الكراهية والبغضاء والحقد، ومزقت المجتمع إلى كافر ومؤمن ونصراني ويهودي ومشرك ومنافق، حتى فقد المجتمع الإسلامي الثقة في نفسه أو في قدراته، فأصبحنا أضحوكة العالم، مثلما عرضت صحيفة شارلي إيبدو وذهب ضحية تصريحها بالحقيقة 12 رساماً وصحافياً، دفعوا حياتهم لأنهم سخروا من التخلف والهمجية المتمثلة في عقيدة محمد الإرهابية. تراجع العقل الإسلامي حتى أصبح الإبداع تهمة يخشى أصحابها منها، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار !
علماء المحطة الدولية زرعوا الخس في المحطة كأول تجربة على زراعة نباتات أرضية في الفضاء الخارجي، وأطباء العالم الغربي أبدعوا لنا زراعة الأسنان بالليزر، فيما تقوم السعودية بجلد الكتاب والمفكرين علانية أمام مرأى ومسمع مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والعالمية، وكما تخلصت أوروبا من هيمنة الدين على حياة الأوروبيين وتمكنت من النهوض والتقدم، علينا نحن أن نتخلص من هذا الوباء القاتل، لكي نتمكن من صناعة تعليم جيد يرتقي بالإنسان وقيمه وأخلاقه، لكي نشارك العالم مجالات الإبداع والمنافسة في العلم والاقتصاد والزراعة والطب والفلك والهندسة، فما عاد لدينا ترف الوقت لتبذيره في إعادة محاولات فهم ما استعصى على الفهم خلال 1400 عام ! العلمانية هي الحل !



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي
- إلى الرئيس الفرنسي هولاند !
- لماذا تركت الإسلام ؟! كتابي الجديد
- سمك لبن تمر هندي – ردا على مقال شامل عبد العزيز !
- حقيقة المرأة في الإسلام !
- نهاية الإسلام !
- لا تلوموا داعش !
- هكذا صنعوا الأنبياء !
- شكرا طلعت خيري .. شكرا - داعش - !
- جولة عاجلة في دهاليز الإسلام !
- ما أحوجنا إلى القرامطة !
- عن فساد التعليم العربي الإسلامي !
- جذور الإرهاب الإسلامي
- الأسباب الحقيقية للتكفير !
- هل الفيلم المسيء .. مسيء حقاً ؟!
- ما بعد حمزة كاشغري !
- إسلاميات ( 2 )
- في ذكرى مصرع الكاتب الكردي سردشت عثمان
- إسلاميات ( 1 )
- بشرية القرآن !


المزيد.....




- الجزائر.. سجن طالب بكالوريا غش في امتحان التربية الإسلامية
- الإسلام وغزة والهجرة.. قضايا شغلت الكتل الفرنسية المشاركة في ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهدافها -هدفا حيويا- ف ...
- الرئيس العراقي: كان لفتوى المرجعية الأثر بتوحيد الشعب
- مصر.. فتوى حول الحج بتأشيرة مزورة
- وصفتها لجنة نوبل بالتحفة النادرة.. رواية -جبل الروح- الصينية ...
- “أسعدي أطفالك اليوم بأغاني البيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- تنظيم الدولة الإسلامية: أرملة أبو بكر البغدادي تكشف تفاصيل ح ...
- المسيحيون يطالبون بتشريعات خاصة -بأحوالهم الشخصية-
- +++ تغطية مباشرة للانتخابات الأوروبية: المسيحي أولاً والبديل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - في نقد العقل الإسلامي