أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة سلمان عبد الرسول - مقال مترجم/ ابنة اللورد بايرون و الكومبيوتر















المزيد.....

مقال مترجم/ ابنة اللورد بايرون و الكومبيوتر


سميرة سلمان عبد الرسول

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


ابنة اللورد بايرون و الكومبيوتر
كيف أصبحت " ابنة اللورد بايرون " ايد لافليس" أول مبرمجة كومبيوتر بالعالم
بقلم: ماريا بوبوفا
ترجمة سميرة سلمان عبد الرسول
كيف يمكن لشابة صغيرة ذات مواهب غير مألوفة بتطبيق الخيال الشعري إلى الرمز العلمي للصور المرئية , الرمز الذي سيصبح البذرة الأولى لولادة العصر الرقمي !
الكونتيسة الفيليسية " Augusta Ada King- اوغستا اد الملك " :
ولدت اوغستا ادا بايرون في العاشر من ديسمبر سنه 1815, والتي أطلق عليها اختصارا " أدا لافليس" قد توجت بلقب أول مبرمج للحواسيب بالعالم – أول شخص يتمكن من أن يزاوج الدرات الرياضية للآلة الحاسبة مع الاحتمالات الشعرية للمنطق الرمزي وتطبيقها مع الخيال . هذا لمزيج الرائع والغريب كان نتيجة لأدا" مقدراتها للممارسة الأبوة والأمومة على قدم المساواة .
قبل احد عشر شهرا من ولادتها , حدث أن تزوج الشاعر الرومانسي والمستهتر اللورد بايرون وعلى مضض من والدتها انابيلا ميلبانك –Annabella Milbanke" تلك الشابة الغنية والموهوبة بالرياضيات . كان سبب كرهه لهذه الزيجة إن اللورد باريون رأى في انبيلا لمسة رومانسية قليلة وأستشعر بحسة المرهف إنها ستكون غير واعية لعواطفه الكبيرة والتي كانت تفجر بنفسه كحزام ناسف يتشظى حبا لكثير من المشاعر لكل من النساء والرجال .
وبعد فترة وجيزة من ولادة "ادا" , بدأت السيدة بايرون الشك بعلاقة بايرون غير الشرعية مع اختة غير الشقيقة أوغستا , وشرعت وبعد الخمس أسابيع من ولادة طفلتهما بإجراءات الانفصال .أرسل محاميها الى السيد بايرون رسالة مفادها إن "السيدة "ب " لديها الميول الكبيرة والواثقة من نشر, وبأي وقت كان , نشر تقرير سيضر بشخص لورد باريرون المريضة – مع التلميح انه اذا لم يوافق على الانفصال فسيرغمها على نشر فضيحته ..حينها جاء الشاعر لملاقاة زوجته الذي كان يسميها " أميرة متوازي الأضلاع " ذلك للسخرية من مواهبها الرياضية وحساباته العبقرية "سيدة الرياضيات ". ولم يفتأ بالسخرية منها حتى في ملحمته الشعرية المشهورة " دون خوان - Don Juan" حين وصفها قائلا :
-"علمها هو الرياضيات .. مشيتها دقيقة كالحاسبة "
لم تلتقي "آدا" أباها الذي وافاه الأجل في اليونان عن عمر ناهز الستة الثلاثون عاما.
حين كانت تبلغ الثمانية أعوام. وعلى فراش الموت ناشد خادم له " آه , يا أبنتي الصغيرة آدا – غاليتي آدا , يا ألهي هل لي أن أرى ابنتي وامنحها بركاتي !"
لقد قامت السيدة بايرون بتربية ابنتها وكانت حريصة عن ان تبعدها عن أي تأثير لنفوذ والدها . لقد غمرتها بالعلوم والرياضيات ومنذ ان كانت بسن الرابعة . حتى أن أصبحت بالثانية عشر صارت مفتونة بالهندسة الميكانيكية وقامت بكتابة كتابها الأول بعنوان ( فليولوجي – Flyology) والذي اظهر أولى براعم اهتمامها بالطيران . ولكن ورغم كل هذا ألإقصاء إلا ان "آدا " شعرت بذلك الجزء الشعري ينمو ويسري في دمها . وفي إحدى نوبات المراهقة كتبت متحدية والدتها :
"انك لن ترغميني على أن أتنازل عن شعري الفلسفي . غيري النسق وامنحيني بركتك لتلك الفلسفة والعلوم الشعرية ؟"
وبالفعل , ان ذلك الاحتكاك بين والديها والانفصال سبب بخلق الانصهار ومنح آدا تلك السمة "العلمانية الشاعرية "..
ذلك الانصهار المثمر هو بالضبط ما اكتشفه WIsaacson- ),والتر ازيكسون ) ليمنحها الصف الأول للمبدعين .حين قامت مجموعة من القراصنة والعباقرة والمهووسين بالعلم بخلق ما يسمى " بالثورة الرقمية "public library |)) IndieBound)) جنبا إلى جنب مع الرواد من أمثال فانيفار بوش , آلان تورينج, وستيوارت براند .. دوّن " ايزكسون " مرّة:
" لقد ورثت "آدا" روح والدها الرومانسية رغم كل محاولات أمها بإخفاء تلك السمة من خلال غمرها بالرياضيات . لقد ولد هذا المزيج في نفس "آدا " العشق لما سمته " العلوم الشعرية " حيث خلقت صلة وصل بين خيالها الشعري المتمرد وسحر الأرقام . بالنسبة للكثيرين لمن عاصروا الحقبة الرومانسية , بما في ذلك والدها , قد أصدمت مشاعرهم واشتبكت ضد الثورة الصناعية التي بدأت شعلتها في ذلك العصر المنادي بالرومانسية والخيال . ولكن كانت " آدا " تشعر بالرضا والراحة من تداخل كل من العصرين في مشاعرها وتفكيرها .
حضرت إحدى الصالونات الأسطورية حينما أصبح عمر "آدا " السابعة عشر فقط والتقت بالموسوعي الانجليزي " تشالز باباج -Charles Babbage" ومنتدياته الملمة لجميع المعارف الإنسانية . وهنالك حيث امتزاج الرقص بالقراءة والألعاب الفكرية , قدم باباج بالترويج لآلته التي كان يبنيها . أغرمت "آدا " وعلى الفور بالقدرة الشعرية للآلة واستشعرت بإمكانيتها حتى ابعد من أقصى تصورات المخترع نفسه . كما ألمح لاحقا واحد من أصدقاءها :" الانسه الصغيرة بايرون , ورغم سني عمرها القليلة إلا إنها فهمت عمل الآلة واستغرقت في عظمتها وجمالها التي قدمها المخترع كإنشاء جديد "
عرف آيزكسون –Isaacson" أهمية تلك اللحظة ودونّها باهتمام لما أدرك من عظمتها وتأثيرها في مسار حياة "آدا" والثقافة البشرية على حد السواء. :

كان للحب الذي تكنه" آدا" للشعر والرياضيات معا دوره البارز برؤيتها للجمال المخبئ في جهاز الحاسوب لقد كانت نموذجا لعصر العلم بنكهة الرومانسية الذي اصطبغت به تلك النزعات الحماسية الغناء بالاختراع والاكتشاف .
].......[
كان الزمن لا يختلف بنبضه عن تلكم العادات والتقاليد الحالية . فتفجر الثورة الصناعية وقيامها باختراع المحرك البخاري والنول الميكانيكي والتلغراف مهد السبيل للتقدم الرقمي متمثلا -بالكومبيوتر واستخدام الرقاقة والانترنت – كل هذا أثر بمجرى الحياة . وفي قلب كل من العصرين كان هنالك مبتكرين يجمعون بين رقة الخيال والعاطفة مع التكنولوجيا بشكل غريب , مزيج أنتج نزعة آدا لعشق "العلم الشعري " أو ما دعاه شاعر القرن العشرين" ريتشارد بروتيجان -Richard Brautigan" نعمة حب الآلات .
مفتونة بسحر الاحتمالات الممكنة " لشاعرية العلم " فأنها تخيلت الممكن . انطلقت آدا بمحاولتها لإقناع" تشارلز بابا جان" يكون مرشدها . وقد نصبته كعراب لها في الرسالة التالية :
" أتحلى بطريقة مميزة للتعلم , وأظن أنه لزاما أن يكون مرشدي للنجاح يحظى بمميزات فريدة . . لا تحسبني مغرورة .. لكني , وأجزم بهذا , لدي من الإمكانيات ما تقودني إلى أي مكان أو مدى ارغب به , لذا و بأي مكان فيه امتحان أحس بالعاطفة تجرفني نحوها كما أتحلى إنا نفسي بنفس الشعور , أتساءل إذا ما كان هنالك وليس دائما بعض النسبة من العبقرية الطبيعية ! "
حينها , كتب ايزكسون - Isaacson " ملاحظه غريبة_ ربما بسبب الافيون او خيلائها .. بل ربما بسبب الاثنين معا _ كتب مقاطعا من تلكم الرساله " لقد تعدت الحدود بوصف موهبتها واصفة نفسها بالعبقرية " . السخرية إنها كانت فعلا عبقرية – آيزكسن بنفسه يقر بذلك الأمر في حال فتح سيرته من الاختراعات برفقتها . لكن هل يمكن لرجل بمثل هذه الإمكانيات الفذة وهذه الثقة التي لا تتزعزع بقدرته ان يدعى بالمقاسات الكبيرة ..لكونه شخص يقدس موهبته " كما ورد في رسالته إلى "آدا" ؟ أذا لم يكن من حق المرأة المتقدة ذكاء ان تفخر بموهبتها الخاصة بلا أن يدعوها بالمتوهمة , أذن وبكل تأكيد فهنالك أمل قليل لنا كبشر فانيين والنساء خصوصا بالادعاء بالثقة بدون اتهامها بالغطرسة ! "
ولو لم يكن ايزكسون ملاحظا للقيمة الثقافية الهائلة لتي قدمتها آدا للبشرية فأنه لم يكن ليضمنها في كتابه – ذلك الكتاب الذي بدأ وانتهى بها . أذن الملاحظات لم تكن سوى انعكاس لرأي شخصي يرثى له يظهر بجلاء تأثيرات الواقع المنادي بالحد من قبول ثقة المرأة بالفخر بمواهبها الخاصة .
وبالواقع .. وعلى الرغم من عدم اعتراف ايزكسون أو قبوله بتسمية" آد " كأول مبرمجة كومبيوتر بالعالم المنسوبة لها – لكنه لم يأل وجهدا بالاحتفاء بمقدراتها بشكل واضح وجلي .
إن قدرة آدا على استشعار الجمال في الرياضيات هي بحد ذاتها موهبة مستعصية على الكثير من الناس , و بضمنهم طبعا أولئك الذين يطلقون على أنفسهم اسم مفكرين .لقد اقتنعت إن الرياضيات ما هو إلا لغة محببة .. تلك اللغة التي تقدر أن تصف الانسجام الكوني وممكن أن تتصف بالشاعرية في بعض الأحيان . وعلى الرغم من محاولات والدتها إلا إنها كانت ابنة والدها ورثت منه تلك الحساسية الشعرية التي سمحت لها بعرض المعادلة باعتبارها brushstroke التي رسمت جوانب العظمة المادية للطبيعة . كما تقدر أن تبصر " بحر النبيذ لمظلم " أو امرأة تمشي بخيلاء جميل كما الليل " .. لكن نداء الرياضيات انغمس بروحها أكثر . فالرياضيات بالنسبة لها " تشكل لغة منفردة من خلالها وحدها يمكن التعبير عن الحقائق الكبرى في العالم الطبيعي " وقالت :" يسمح لنا الرياضيات بتصور العلاقة المتبادلة التي تتكشف في الخلق . ذلك إن الرياضيات هو الأداة التي من خلالها يمكن للعقل البشري الضعيف أن يقرأ بشكل فعال أكثر أعماله ألابتكاريه الخالدة " .
هذه المقدرة على توظيف الخيال بالعلم هو بالضبط ما تميزت به الثورة الصناعية كما هو الحال بالثورة الرقمية والحواسيب , والتي قد أصبحت آدا " العراّبة لمثل هذا النموذج . لقد كانت قادرة , كما أخبرت باباج , ان تفهم العلاقة بين الشعر والتحليل المنطقي بكيفية تجتاز بها حتى مواهب والدها . كما ذكرت : " أنا لا أظن إن والدي ( أو يمكن ان يكن بيوم ) له مثل مقدرتي على أن يكون محلل للحقائق . بالنسبة لي الشعر والتحليل المنطقي يسريان بدمي جنبا إلى جنب .. "
لكن أهم مساهمة قامت بها" آدا " جاءت من دورها كمنافس صاخب لأفكار باباج , بالوقت الذي كان يعتبرهم المجتمع " كمثيري للضحك " وقد ساعده هذا التنافس العلني معها أكثر مما قد يتصور بيوم .. كما كتب آيزكسون :
- لقد قدرت (Ada Lovelace – آدا لافليس )بصورة تامة المفهوم الحقيقي للآلة والهدف منها .بل الأكثر أهمية من ذلك إنها تصور المساهمة التي تحدث بشكل واقعي ورائع . فالآلة ممكن أن تعالج ليس وفقط الأرقام بل أي فكرة رمزية بما في ذلك الموسيقية منها والفنية .. لقد شاهدت آدا فيها الشعر لذا فقد انطلقت تحث الآخرين على رؤية تلك الصورة أيضا "
أدرجت في ملاحظاتها التحليلية التي أرسلتها إلى باباج والتي أسمتها ببساطة "ملاحظات " أن هنالك أربع مفاهيم أساسية من شأنها أن تشكل ولادة "علم الحوسبة " في وقت لا حق من القرن ., أول المفاهيم التي تداولتها كانت حول تصورها للأغراض التي ممكن أن تكون الآلة قادرة على القيام بها ليس من قبل المبرمجين المختصين بالحاسوب فقط ,بل أن برمجتها ستكون متاحة لعدد غير محدود من العمليات – بعبارة أخرى كما يشير آيزاكسون , لقد حددت بوضوح رؤيتها للكومبيوترات الحديثة .
أما المفهم الثاني فقد أصبح حجر الزاوية للعصر الرقمي –فقد ركزت فيه إن مثل هذا الجهاز ستمكن أن يتعامل أكثر بكثير من الحسابات الرياضية . : أنه سيكون تلك الوسيلة الرمزية التي ممكن لها أن تعالج الموسيقى والرموز الفنية . آيزكسون كتب حول هذا الأمر :
إن هذه البصيرة هي بالضبط جوهر مفهوم العصر الرقمي : أي قطعة من المحتوى أو البيانات أو المعلومات – سواء أكانت نوتة موسيقية أو نص صورة أو عدد أرقام أو حتى لو كانت رموز أو أصوات و مقاطع فيديو .. فمن الممكن وبتلك الآلة التي تم اختراعها حديثا أن نعبر بها عن تلك المعلومات ونمثلها بشكل مفهوم . حتى باباج , المخترع , فشل في تصور كل تلك الرؤى .. فقد ركز على الأرقام . لكن " آدا " أدركت أن الأرقام على التروس يمكن ان تمثل أشياء أخرى عدا الكميات الرياضية هكذا عبرت عن مفهوم التعبير البسيط لتلك الآلات من مجرد آلات ت حاسبة لتلك الأجهزة التي نسميها ألان " حاسوب ".
أما ملاحظتها الثالثة فكانت خطوة أولى للخوارزميات تلك اللغة التي نتعامل بها مع الكومبيوترات " . أما ملاحظتها الرابعة , حسب ما ذكر آيزكسون في ملاحظاته هي ما كان وسيخلد كمعلم تاريخي – السؤال إذا ما كانت تلك الالة يمكنها التفكير بشكل مستقل .. ذلك السؤال الجدلي الذي لازلنا ولحد اليوم نكافح للإجابة عنه في ظل عصر الأوهام كما الفلم "هي "حين كتبت ملاحظتها .
المحرك التحليلي, ا و ما يسمى بالحاسوب بأيامنا هذه , لا طموحات له مهما حاول أن ينظم أي شيء . انه وفقط ينفذ ما نلقنه أو ننظمه على القيام به . تستطيع هذه الآلة حسبما تصف "آدا " أن تتبع التحليلات المنطقية التي يقدمها المبرمج لكنه لا يملك أي سلطة من توقع العلاقات المنطقية بنفسه .
وفي الفصل الختامي الذي يحمل عنوان " آدا إلى الأبد " .. آيزكسون اعتبر برأي آدا في هذه المسألة:
ل"آدا " كل الحق في التفاخر بأنها كانت على حق , حتى الآن على اقل تقدير في رأييها المثير للجدل " ان لا حاسوب مهما بلغ سوف يتمكن وبأي وقت كان ان يصبح " آلة مفكرة " . وألان وبعد أكثر من قرن من وفاة "آدا" حاول الان " إلى نفي رأيي واعتراض " الليدي " لوفلاس" وذلك عن طريق طرح سؤال فحواه( كيف لنا ان نفرق بين البشر والآلة ) – وتنبأت إن الحاسوب سيتمكن من اجتياز مثل هذا الاختبار والعقبة خلال العقود القليلة التالية . ولكن و الآن وبعد أكثر من ستون عاما والآلات تحاول خداع الناس في ا ي اختبار تتعرض له باستخدام حيل عرجاء بدلا من التفكير الفعلي . وبكل تأكيد فأن لا أحد قد قدم ما يفني نظرية "آدا " من ان الآلة تلك لا يمكنها أن – تنشأ أفكار ن تلقاء نفسها .
وبمحاولة من آيزكسون لإيجاز عبقرية " آدا " فهو ومرة ثانية يلعب على ازدواجيتنا حول الأساطير المتعلقة بعبقريتها – بل ربما أكثر من ذلك من عبقرية أمرأة – ويجد الحكمة في كلماتها الخاصة .
فقد كتبت "آدا" في ملاحظاتها في أشارة الى( المحرك التحليلي – الحاسوب ) ولكن بكلمات تصف سمعتها كعبقرية " عند النظر في موضوع جديد , هنالك اتجاه فطري أولا ان نبالغ بتقدير ما نجده مثيرا أو يستحق الروعة , وثانيا , وكنوع من رد الفعل الطبيعي وحين تزول غمامة الدهشة الأولى نقلل من القيمة الحقيقة للحالة "
الحقيقة هي ان مساهمة "آدا " كانت ملهمة وعميقة بعين الوقت . بل و أكثر بكثير من باباج أو اي شخص في عصرها . لقد استطاعت ان تقرأ المستقبل حيث الالة ر تصبح شريكة للخيال البشري , حيث وسويا ينسجون مطرزات جميلة كمثل تلك التي أهديناها نول جاكار . كان لتقديرها لشاعرية العلم ه الذي قادها للاحتفاء ب( الآلة الحاسبة ) التي صنعتها المؤسسة العلمية في وقتها وأنها هي من استطاعت النظر ببصيرتها لعلمية كيف ممكن استخدام قوة المعالجة لمثل هذا الجهاز وتقبله لأي شكل من أشكال المعلومات . وهكذا فعلت "آدا " الكونتيسة من افليس فقد ساعدت بغرس بذور العصر الرقمي والتي انتظرنا عقد كامل لكي تزهر .
ذوت "آدا تدريجيا حتى وافاها الأجل في عام 1852 أثر إصابتها بسرطان الرحم حين كانت تبلغ الست وثلاثين ربيعا – في نفس عمر اللورد بايرون . أوصت ان تدفن في المقبرة حيث مثوى والدها الذي لم تعرفه او تلتقية يوما الا انه أورثها تلك العبقرية التي اختصت بها .
ويمضي المبتكرون الى تتبع آثار "آدا " وتأثير صداها من خلال للتكنولوجيا المستقرة رغم مرور القرن والنصف منذ وفاتها .



#سميرة_سلمان_عبد_الرسول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر تعلم أي شيء : نصيحة ألبرت اينشتاين لولده
- الأعمال الروتينية للأدباء ومشاهير الكتاب في العالم
- الاقزام الرماديون قصة لمن لا زال نبضهم يشع صبا وشبابا
- مقال مترجم / عاطل عن العمل ؟ ليس عليك ان ترضى بأي فرصة
- فن الدوغما او السهل الممتنع


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميرة سلمان عبد الرسول - مقال مترجم/ ابنة اللورد بايرون و الكومبيوتر