أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حواضن الإرهاب في سوريا














المزيد.....

حواضن الإرهاب في سوريا


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 01:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ثمة نظرية أمنية تقول ، عندما يغيب الأمن تحل الفوضى ، وعندما تشيع الفوضى ، يحل الإرهاب ضيفا ثقيلا على البيئات الاجتماعية المختلفة ، التي ترفضه للوهلة الأولى ولكنها ستضطر للقبول به اتقاء لشره .
وبغض النظر عن مدى صحة هذه النظرية أو عدم صوابيتها ، يتفق الجميع في سوريا ، أن مصدر الإرهاب هو القمع والاستبداد الذي يمارسه نظام الأسد على الشعب السوري بأبشع الصور والأساليب ، وهو إرهاب ممنهج حاضنته أجهزة الدولة والأحزاب التي يسيطر منذ أمد بعيد ، فهو يمارس الإرهاب باسم الدولة التي كانت سابقة على استيلائه للسلطة ، مثلما تمارس الجماعات الإسلامية المتشددة إرهابها باسم الدين ، وباسم إحدى تياراته المذهبية .
فالحاضنة الأولى التي أسس عليها نظام الأسد إرهابه ، تكريسه لواقع الطائفية السياسية في سوريا ، بعد أن كانت مقتصرة على حالتها المذهبية بصورتها السلمية التعايشية ، فتقسيم المجتمع السوري على أساس التمييز الطائفي ، جعل منه خنادق يتحصن بها كل من يؤيد النظام، بغض النظر عن انتمائه العرقي والعقدي ، ويمارس من خلالها القتل المستباح، دفاعا عن وجوده، وعن مكتسبات السلطة ومنافعها .
أما الحاضنة الثانية التي ارتكز إليها نظام الأسد في تأسيس إرهابه ، كانت من خلال محاولاته العبثية بالتلاعب في صياغة الخطاب الديني وخلطه بالخطاب السياسي ، الأمر الذي أدى إلى نفور بعض التيارات الإسلامية من هذا التلاعب ، ودفعها صراحة للدخول في مواجهة مفتوحة معه ، أيا كانت نتائجها وأثمانها الباهظة، مثلما جرى في السبعينات والثمانينات .
أما الحاضنة الثالثة التي دفع بها نظام الأسد ، فكانت من خلال إفراطه في استخدام القوة بشكل وحشي ضد الشعب السوري ، دون أي رادع قانوني ، في ظل انشغال القوى الكبرى في تصفية حساباتها الإقليمية على رقعة الشطرنج السورية .
الحاضنة الرابعة ، تمثلت باستجلاب نظام الأسد ، لميليشيات الموت الإيرانية التي تعددت أسمائها واتفقت أهدافها على ممارسة القتل المجاني للشعب السوري ، وتدمير بنيته التحتية وتمزيق نسيجه الوطني ، من خلال إشاعة روح الطائفية وشعارتها البغضية التي حملتها إلى سوريا .
الحاضنة الخامسة، كانت من خلال الفوضى التي أحدثها نظام الأسد، عبر أعمال القتل والتدمير والتخريب المستمر ، وقد كانت سببا كافيا لفتح أبواب سوريا لكل العابرين من وراء الحدود ، ليزيدوا في النار اشتعالا ، وليدفعوا بسوريا إلى غياهب المجهول ، وليكملوا ما لم يستطع نظام الأسد إكماله ، كنوع من الثأر والانتقام من الشعب السوري .
أمام هذه الحواضن الخمس التي كرسها نظام الأسد في سوريا ، كأسباب ودوافع موجبة لاستيلاد الإرهاب في سوريا ، سيتأكد الجميع اليوم أو غدا ، أن الإرهاب لم يكن في يوم الأيام وليد الثورة السورية التي أبهرت العالم بشعاراتها السلمية ونزوعها العفوي تجاه التغيير والحرية ، ولا حتى وليد الجماعات المتشددة من تلقاء نفسها بسبب شيوع الفوضى ، بل كان بسبب نظام الأسد الذي استباح سوريا وجعلها حاضنة لإرهابه وإرهاب كل من هب ودب فيها .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الأسدي الطائفي وجه آخر للإرهاب الأصولي الرجعي
- نقد الأصول الأولية للإرهاب
- تقعر الهوية الوطنية السورية
- التحول العقلي في الإسلام
- حرب سنية شيعية أم حرب إقليمية ؟
- الإباحة الجنسية في العقائد الإسلامية
- عندما تسقط القضية الفلسطينية أخلاقياً
- الإرهاب الروسي الإيراني في سوريا
- أوقفوا إرهابكم في سوريا
- الحل السياسي في سوريا على طريقة الروليت الروسي
- هل فقدت روسيا أخلاقها السياسية ؟
- المحرقة السورية .. محرقة القرن
- أسطورة الحل السياسي في سوريا
- مصادر الإرهاب في سوريا
- لا حل سياسي في سوريا
- محطات في عمر الثورة السورية
- سورية بين مجالس المعارضة ورصاص الأسد
- براعم الحرية في سوريا
- ثورة الجيش في سوريا
- مشاريع الأسد الوريث


المزيد.....




- ترامب يصف الحرب على غزة بالوحشية
- حماس: سنفرج عن الأسير مزدوج الجنسية الإسرائيلي الأميركي بعد ...
- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اغتيال شاب فلسطيني على يد المستعربين ...
- مصدر: تركيا لعبت دور الوسيط بين واشنطن وحماس لتحرير عيدان أل ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: عودة عيدان ألكسندر تتم بفضل دولة أج ...
- موسكو لكييف.. التفاوض أولا ثم الهدنة
- سوريا.. حرائق الغابات تلتهم جبل التركمان بريف اللاذقية
- 1500 فلسطيني فقدوا أبصارهم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على ...
- تفاؤل بعد جولة رابعة من محادثات نووية بين واشنطن وطهران
- -كوكايين- على طاولة ماكرون وستارمر ومستشار ألمانيا.. هذه حقي ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حواضن الإرهاب في سوريا