أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - لا حل سياسي في سوريا














المزيد.....

لا حل سياسي في سوريا


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعددت المبادرات السياسية التي طرحتها الجامعة العربية والأمم المتحدة عبر مندوبيها إلى سوريا، بدءاً من المبعوث السابق كوفي عنان وصولاً إلى المبعوث الحالي الأخضر الإبراهيمي، وكان الغرض من هذه المبادرات المطروحة، إيجاد حل سياسي لما يصفه المجتمع الدولي بالأزمة السياسية في سوريا.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، فشلت كل تلك المبادرات السياسية في تحقيق أهدافها، لسبب بسيط لم يدركه المجتمع الدولي، أو ربما أدركه في وقت متأخر، وهو أن ما يجري في سوريا ليس أزمة سياسية، بقدر ما هو ثورة شعبية انطلقت شرارتها الأولى من درعا قبل واحدٍ وعشرين شهراً ولازالت مستمرة حتى الساعة.
لطالما ظل المجتمع الدولي يتعامل مع الوضع الراهن في سوريا بأنه أزمة، رافضاً توصيفه بالوصف الصحيح لمدلول الثورة التي يبذل الشعب السوري لأجلها الغالي والثمين، سيظل نظام عصابة الأسد يبطش بالشعب أشد البطش، معتبراً ذلك ضوء أخضر من القوى الدولية والإقليمية، ليجهز على الثورة التي أصبحت يتيمة في ظل العجز الدولي عن نصرتها ودعمها بكل ما تحتاجه من وسائل الدعم التي يحتاجها الثوار .
بطش نظام عصابة الأسد المجرم بالشعب السوري، في ظل الصمت الدولي، بطش يبطن في أحيان كثيرة حقد طائفي أعمى، بدأ يتكشف يوماً بعد آخر على مقاطع الفيديو المسربة من أجهزة المحمول العائدة لبعض الشبيحة الذين أسرهم الجيش الحر، أكثر من كونه بطش يبطن صراعاً على السلطة كما كان الحال مع نظام القذافي البائد .
أمام هذا الاستعصاء في الفهم السياسي لماهية الثورة السورية، ظهر المجتمع الدولي بصورة المتآمر على الثورة والمتواطئ مع نظام عصابة الأسد لقمع الشعب، فمن الواضح أن المجتمع الدولي ممثلاً بالقوى الكبرى كأميركا وروسيا ومعهما فرنسا وبريطانيا، يدركون جيداً مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والتغيير الكامل والشامل لنظام عصابة الأسد، باعتباره نظاماً انتهت صلاحيته منذ أن اقترفت قواته المجرمة مجزرة حماة عام 1982 فما بالنا الآن .
لكن ورغم إدراك القوى الكبرى لمطالب الشعب السوري والتي هي حق مشروع له كحق أي شعب آخر في هذا العالم ، فإنهم عاجزون عن تقديم الدعم للشعب السوري ، أو لنقل بتعبير أدق إنهم قاصرون عن هذا الدعم لعدة أسباب منها.
أولاً : رهانهم على تجاوز نظام عصابة الأسد لهذه العاصفة الهوجاء وإعطائه مزيداً من الوقت والفرص لم تعط للأنظمة العربية التي أطيح بها في مصر وتونس وليبيا واليمن والتي فشلت في تجاوز رياح تلك العاصفة .
ثانياً : موقع سوريا الجغرافي في شمال غرب منطقة الشرق الأوسط يجعل منها عقدة مستعصية أمام أي حل سياسي، كذلك يمنع عنها أي تدخل عسكري دون توفر الحد الأدنى من التوافق الدولي، فسوريا ليست العراق رغم قربها منه وليست ليبيا بغناها النفطي، بل لقربها من إسرائيل خاصة الحدود الشمالية، جلب لها المصائب والويلات التي يدفع الشعب السوري ثمنها غالياً منذ نكبة 1967 بالمقابل جلب هذا الموقع الجيوسياسي لنظام عصابة الاسد حصانة من كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها ضد الشعب السوري واللبناني والفلسطيني وعمراً أطول في السلطة وزيادة في الاعتماد الدولي عليه أكثر من كل الأنظمة الحليفة لتلك القوى الكبرى .
ثالثاً : تحول سوريا إلى ولاية إيرانية، ليس بمعنى التوحد أو الاتحاد، بل بمعنى الاحتلال المباشر، أدخلها في معادلة الحسابات السياسية الكبرى التي تتقاطع تارة وتتجاذب تارة أخرى بين القوى الإقليمية والدولية، وهذا ما يفسر فشل المبادرات السياسية كونها لا تدخل في حيز المعادلة الإيرانية التي تمسك بمراكز القرار لدى نظام عصابة الأسد، بحيث أصبح أي تدخل دولي أو إقليمي في الشأن السوري يجب أن يضع في اعتباره إيران .
إن الحديث عن حل سياسي كما يراهن المجتمع الدولي بما يعني الانتقال السلس للسلطة والذي يبدأ بتنحي بشار أسد وتسلميه السلطة طوعاً، وتشكيل حكومة انتقالية يكون الائتلاف الوطني محورها الأساسي بحسب خطة الإبراهيمي هو حديث بلا جدوى، فليس هناك ما يؤكد استعداد نظام عصابة الأسد للتراجع عن طريق القتل والتدمير الممنهج ، فكيف إذن يروق للمجتمع الدولي التفكير بأي حل سياسي .
أخيرا ثمة أمر مهم ، يمكن قرأته بين ثنايا الخطط والمبادرات السياسية سواء لدى الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الإبراهيمي أو لدى المعارضة السورية ممثلة بالمجلس والائتلاف الوطني، وهو أن الغاية القصوى من كل هذا اللهاث السياسي هو الحفاظ على الأقليات في سوريا، وخاصة منها الطائفة العلوية، وتحصينها في أي نظام سياسي قادم، قد يكون هذا الطلب إيرانياً في المقام الأول وقد يكون من نظام عصابة الأسد نفسه ومع ذلك كله أصبحت اللعبة واضحة ومفهومة للثوار والمقاتلين على الأرض ، وهو أن يقرر مستقبل البلاد والأقليات هم الثوار أنفسهم وليس المجتمع الدولي الذي ظل يتلاعب على منطق المصالح والتوازنات السياسية .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات في عمر الثورة السورية
- سورية بين مجالس المعارضة ورصاص الأسد
- براعم الحرية في سوريا
- ثورة الجيش في سوريا
- مشاريع الأسد الوريث
- فتنة الأسد
- مؤتمرات المعارضة السورية إلى أين ؟
- الشارع السوري يقود المعارضة
- سورية.. شعبٌ يولدُ من جديد
- براكين الغضب السوري
- قيامة الشعب السوري
- هرطقة أسدية في الزمن الأخير
- لا حوار مع نظام الأسد
- سورية المعمدة بالدم
- تداعيات سقوط الأسد
- زوال الأسد وبقاء سورية
- أوراق الأسد المتساقطة
- لماذا تصمت الطائفة العلوية ؟
- بشار أسد : القتل في سبيل الوجود
- نظام الأسد ليس للأبد


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - لا حل سياسي في سوريا