أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحرس الوطني نوع آخر من قرارات التدمير للمواطنة














المزيد.....

الحرس الوطني نوع آخر من قرارات التدمير للمواطنة


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وكما قلنا من قبل والكثير شخّص ذلك أيضاً أنّ حكومات ما بعد الاحتلال كبّلت حقوق المواطن وحرّية المواطن ودهورت المجتمع وأفقرته بقرارات أفشت الفساد بكلّ الاتّجاهات ولم يصدر منها قرار واحد استفاد منه الشعب وإن كانت فهي لا تعدوا قرارات تعويض عن نكبات وكوارث أصابت البلد ليس آخرها عمليّات النزوح المكمّلة للهروب والهجرة بالملايين إلى خارج البلد ورغم ذلك استفاد من عمليّات التعويض السرّاق أنفسهم وتجّار الكلمة والكهنة المخدّرون ..
كثيراً ما يترك المحتل بصماته في البلد لّذي يحتلّه , والبصمات كثيرة ومتنوّعة , وأحد أهمّها في العراق المحتلّ المصادر القرار هو "الحرس الوطني" وهو تشبّه أميركي مستخلص من المغامرة الأميركيّة في العراق .. هنالك تساؤلات كثيرة تبرز بين آونة وأخرى ننسى تفاصيلها أحياناً أو أهدافها في أوقات معيّنة يقع فيها الانسان تحت ضغوط أخرى ينسها فيها مفاهيم وأعراف إنسانيّة مشتركة , فكثيرا ما كان العراقي يُلام أو يلوم نفسه هو على "نكرانه" وجحوده للبريطانيّين الّذين أدخلوا عليه الحياة العصريّة "الّتي لولا البريطانيين لما عرفها المواطن العراقي" ولما تطوّرت دولته الحديثة وواكبت العصر , لكن وفقاً للمعايير الوطنيّة والعُرف الإنساني في أصله أنّ طبيعة البشر والمخلوقات عموماً والّتي لا يوجد لديها مانع في نقل التمدّن للبلدان "المتخلّفة" بطرق مشروعة وفق نشر العلوم والتحضّر المعاصر بطرق إنسانيّة , لكنّها , أي الشعوب تكره طريقة "الإقحام" واستخدام القوّة في نقل عمليّات التحضّر للبلد الضحيّة ذلك أنّ الضحايا سيفهمون نقل التمدّن بالإكراه أو التحضّر أو العصرنة عمليّة اغتصاب غير مشروعة وحيلة من حيل الاحتلال لنهب الخيرات أو المشاركة فيها وخارجة عن الأعراف الانسانيّة مهما كانت مكوّنات التحضّر عظيمة , ولذلك لم يسعف المحتلّ البريطاني سابقاً إدخاله أدوات ومعالم التحضّر المعاصر حينها للعراق رغم أهمّيّتها الكبيرة وتعطّش المساحة الجغرافيّة الّتي يُطلق عليها فيما بعد بالعراق بل لم يسعفه حتّى الأسباب الّتي اختلقها لتأسيس الدولة العراقيّة الحديثة ذاتها فبقيت نعرة العداوة قائمة للعراقي ضدّ البريطاني منذ أن احتلّ البريطانيّون العراق , وهنا الأميركيّون لا يقلّون بما تركوه من فساد عظيم في نفوس العراقيين عن الآثار النفسيّة العميقة الّتي تركها في نفوسهم البريطانيين , بل ربّما أكثر بكثير لأنّ الأميركيّين دمّروا جهد 80 عاماً من البناء والتحضّر والتقدّم والمعاصرة كان يمكن في نهايته التقليديّة امتصاص النقمة على البريطانيين أنفسهم , فالأميركيّون نسفوا أسس الدولة بعكس البريطانيّين أقاموها , وأهمّ أساس للدولة العراقيّة الجيش العراقي ألغاه هؤلاء الغزاة بنصيحة من عراقيّين لا يهمّهم وطن فجميع الأرض وطنهم ! وبذرائع , واضح عليها رغبة إسرائيليّة تكلّم بالنيابة عنهم هؤلاء وترجموها أفعال تدمير ونهب وتمزيق للبلد هؤلاء المعمّمون الطائفيّون الجهلة أو من هم اشتركوا معهم من القادمون من هوس الحضارة الاميركيّة لا من ذرى حضارتها بل من خسيسها وقاعها القميء المثخن بالعنصريّة وباللاهوت المدمّر , ولذا فالحرس الوطني هذا النهج الصهيونيّ الأصل والمغلّف والّذي أسّسه الأميركيّون في العراق وألغته إرادة العراقيين يعاود ليطبّق اليوم كبديل عن جيش العراق المليء بالميليشيّات وبشكله الّذي يمثّل نفسه والمقصود جعله هكذا ليكون سهل الإلغاء أو التغيير وأيّة قوّة أخرى ستتفوّق عليه كما حصل مع الحشد الشعبي , فالحرس الوطني ظاهره عكس ما يضمر باطنه , هي ليست غامضة لو أدركنا أنّ كلّ ما يقدّمه المحتل يصبّ في مصلحته هو لا مصلحة العراقيين وتلك بديهة لا تحتاج لنقد ونقد آخر وكلّ ما يلفّ ويدور من تسويف ومماطلة لأجل تضييع الوقت , فإلغاء بريمر الجيش ثمّ تأسيس الميليشيّات ثمّ جيش محاصصة مكوّن من ميليشيّات ثمّ حشد شعبي وقبل كلّ ذلك ما سمّيت بالصحوات كلّه مقدّمات تساعد المحتلّ الانجرار بمزيد من الاختراق للبلد وتشظيته وتمزيقه لذا لم يحصد العراقيّون سوى ما نراه اليوم من كوارث فكيف يريد البعض تمرير "الحرس الوطني" ؟ أليس كما هو واضح قرار رادع لكلّ من تسوّل له نفسه لتأسيس جيش عراقي أساسه الخدمة الإلزاميّة والّتي استقبل الشعب مقدّماتها الّتي بُشّر بها بفرح غامر لتصفعه أميركا عبر مؤسّساتها الّتي يديرها في العراق على أساس أنّها ذات سيادة بقرار انشاء الحرس الوطني ليقضي على أمل عراقي بجيش مواطنه أساسه الخدمة الإلزاميّة للجميع .. ألم نقل أنّ ما من قرار منذ الاحتلال ولغاية اليوم يصبّ في مصلحة العراقيين ولا يصبّ سوى للقادمون من خلف الحدود بجميع مسمّياتهم ويصب في صالح المحتلّ الّذي يجثم على صدورنا بتبريرات مختلفة ليس آخرها أيضاً " قوّات الحلفاء" لمحاربة داعش .. هي المحاصصة تدور على هياكل الدولة ومؤسّساتها فتدمّرها أينما حلّت , والحرس الوطني سيفشل هو الآخر وسبب فشله يكمن في نظام أساسه المحاصصة وطبيعتها اللاّ وطنيّة ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوز الكوري هو فقط من استطاع وقف الاطلاقات الناريّة
- إعلام -براقش-
- فوز بانفجارات وهتافات وهوَس أيقظت وطنيّة لا يُعلى عليها وبذك ...
- شكراً -البغداديّة- .. جسر الأحرار بانتظارك
- مسبّة الساميّين يُعاقب عليها القانون الفرنسي ومسبّة محمّد دي ...
- أرأيت -يا هذا- كيف ينفع -الزيدي- الأبيض ليوم -عكاشة- الأسود
- سليماني ماذا يعني
- تداعش سعر النفط هل سيسقط بغداد
- الخليجيّون إفساد للدول المظاهرة لأميركا ومشاكسة اعتراف أوروب ...
- أهلاً .. -كملَت- , انتظروا صراع تصفوي دموي سعودي إيراني علني ...
- الأغراب يشرفون على زفاف بغداد والدعوة يحتفل -بأعياد الميلاد- ...
- لو مدّ الاتراك الأرض ذهباً للعبادي لن يُوَفّون -الشيعة- حقّه ...
- أجراس ميلاد صغيرة تضمينها الحصّة التموينيّة يقرعها الجميع وح ...
- هل يكون من الممكن الغرّاوي كان تعرّض قبل -المقابلة- للتعذيب
- حمّودي الحارثي قامة -سليم بصريّة- فذّة كادت تعبر ب-التأفأف- ...
- المطلوب رأس العراق المدبّر , للتفرّغ
- تشكيل شرق أوسط على المقاس الأميركي يبدأ من -النازحين-
- أتمنّى أصدّق لكنّي لن أصدّق .. أميركا تستميل حلفاء روسيا -بح ...
- الغلو في التشيع -خصخصة- نتائجه مجهولة وكارثية بكل تأكيد
- البعض يهاجم وعّاظ -دين الصحراء- وينسى وعّاظ -السهول والجبال ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحرس الوطني نوع آخر من قرارات التدمير للمواطنة