أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - أجراس ميلاد صغيرة تضمينها الحصّة التموينيّة يقرعها الجميع وحلوى














المزيد.....

أجراس ميلاد صغيرة تضمينها الحصّة التموينيّة يقرعها الجميع وحلوى


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس لنا إلاّ بعضنا لبعض , لن ينفعنا زوّار الفجر الأميركيين ولا الإيرانيين ولا تمويل الخليج أو معونات الأمم المتّحدة , قد تسدّ البطون لكنّها لن تغلق بوّابات الجراح , عراقيّتنا الحنينة تدملها تجمعنا الألفة والمحبّة والجيرة محنّتنا بهبّة واحدة لهدف دكلص عزيز في مرمى رومانيا فلا لفئة أو مذهب أو دين تحجزها , لن أعبد الله ولن أعترف بوجوده يوماً إله يفضّل قوماً على قوم مهما كانت الأسباب , فالله الحقيقي يعذر لا يتصيّد .. ثمّ لماذا لا نتعلّم من الأطفال الأقرب لعطف الإله , عندما كنت صبيّاً كانت "دليلة" بنت ساطع عبّوش تحتفل معنا عند صبحيّة كلّ عيد فطر أو أضحى ومن هنا أبارك أحيّيها وأحيّي والدتها وأحيّي زوجها بعيد ميلاد المسيح رغم أنّي لا أعلم أين هم أحياء أموات مهجّرين , كانت تشاركنا الذهاب إلى "المراجيح" هي واختها الأصغر تارة , والدتها ملكة جمال العراق خلقاً وخلقاً بمسابقة نادي العلويّة في تلك السنين .. كان عيدنا ونحن وسط محافظة تشتهر بالتديّن والانغلاق التام بحيث من العيب تدخل امرأة من المدينة السوق فقط نساء "الريف" والبدويّات لابتعاد أشكالهنّ الخارجيّة عن مظهر الأنوثة ! أمّا دخول السيما فمن سابع المستحيلات من تفعلها عائلته تلاقي خبر ذلك على أفواه طلبة المدرسة الصغار في اليوم الثاني كفضيحة وعار ! وفي مجتمع ضيّق كهذا كنّا نحاول كسر القيود المنحرفة والشاذّة كان شيت عبد الأحد و نبيلة ساكا يشاركوننا احتفالاتنا أوّلاً بأوّل ونحن خلسةً كنّا نشاركهم بتوجيه الوالدين والشهادة لله , بل كان بطل العراق برمي القرص "أستاذ منصور وأخيه أستاذ سليم الشديد في تدريس مادّة الإنكليزي لا يطيب لهما إلاّ الجلوس بمقهى السوق جنب "الجامع الكبير" ! لم نستثمر جيّداً مع الأسف تلك الروح المسيحيّة الّتي يمتلكها أولئك المسيحيّون النجباء العراقيّون الأصلاء بل الأنكى كثيراً ما كانوا يُقابلون بالاستهجان أو بالتطفّل "بحجّة الشقه" بدعوتهم للإسلام من "بطرانين" رغماً عن رقيّهم الحضاري والثقافي والأخلاقي الواضح للجميع يجبر أيّ عاقل مبادئ أو عقيدة على دخول دينهم لا ديننا ! .. لم يكن بوسع ولا حتّى أهالينا المثقّفون الخرّيجون يمسكون بأيدينا جرساً نقرعه بعيد الميلاد أو "كلاواً" أبيضاً نبعد به وحشة احتفال أخوتنا في الوطن الّذي افترشه المسلمون منهم باسم الإسلام رغم ترفهم الحضاري الزاكي العميق وجيرتهم الّتي ضرب بها رسول الإسلام مثلاً يُحتذى : ( .. ونم في بيت النصراني ) .. لم يطلبوا منّا آباءنا وأهلينا قرع الاجراس لطرد "وحشة الشعور بالقلّة" الّتي تلازم المسيحيّين مع كلّ عيد لهم منذ بزوغ فجر دين يفترض يغني لا يقطع ! ولم يطالبونا بضرورة مشاركتنا إيّاهم أفراحهم وأعيادهم لا نعتبرهم "أهل ذمّة" بهذا المصطلح الطائفي السقيم الخارج من بطون الظلام أكثر إيلاماً وتجريحاً , نصمت أفضل ! .. لم ترد في أدبيّات الأمويين ولا العبّاسيين فتاوى إنصاف لدعوات مشاركات تلم شمل جميع رعايا تلك الامبراطوريّتين بدعوتهم لتبادل الزيارات في المناسبات رغم أنّ الرسول كان يعود يهودي اشتهر برمي الأزبال على داره ! ربّما فقط الاندلسيّون وبعض من الشمال أفريقيّون , لم نجد في تراثنا شيء من دعوة لمشاركة الآخر احتفالاته بل وحتّى طقوسه لكسر الحواجز بين أخوة الدولة او الوطن الواحد ولا حتّى بفتوى قرع جرس ضرب طبل دف ولو هلهولة على الأقل , لا .. "فنحن أصحاب الجنّة والباقون ليسوا من خلق الله" كُتب علينا أن نكون شعب الله المختار "لو دقّقنا الفتاوى" ؟ .. لولا الشعب المسلم نفسه تمرّد على فتاوى السلاطين وتجّار الوجاهة والدين في العصور المتأخّرة بعدما شملت المحن المسيحيّون والمسلمون سواءً بسواء ولما نزع المسلمون بالأخذ على عاتقهم زيارة الكنائس ومعابد الاخرين بانتظام لإيقاد الشموع كنذور وللبكاء في حضرة مريم فرحاً بمولودها يسوع أو الغطس في الماء , فلولا المآسي الّتي طالت الجميع كما يحدث اليوم ما عرف حينها المسلم البسيط أنّ الله حقّ فعلاً وأنّ العيش المبغض شرّ وأنّك ليس بأفضل من ذاك إلاّ "بالتقوى" ومن المعيب أن تسري اليوم لازمة :"أخواننا الفلانيّون" ! وكأنّها تُباعد لا تقرّب , عراقيّون "شقيقي" خدمة الوطن وخدمة الجميع .. الاحتفال بأعياد الميلاد فرض عين من الآن فصاعداً , ولكن كأشقّاء في المشترك الوطن وفي الإنسانيّة فلطالما شقيقي تسمّوا بأسماء المسلمين وزاروا أوليائهم وقدّموا النذور لهم في جميع بلدان الإسلام لفكّ الأذى من شرٍّ ابتلى به , فذاك ابن كوركيس أسموه كاظم بعد عقم , ليس خوفاً إنّما "نذراً" ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكون من الممكن الغرّاوي كان تعرّض قبل -المقابلة- للتعذيب
- حمّودي الحارثي قامة -سليم بصريّة- فذّة كادت تعبر ب-التأفأف- ...
- المطلوب رأس العراق المدبّر , للتفرّغ
- تشكيل شرق أوسط على المقاس الأميركي يبدأ من -النازحين-
- أتمنّى أصدّق لكنّي لن أصدّق .. أميركا تستميل حلفاء روسيا -بح ...
- الغلو في التشيع -خصخصة- نتائجه مجهولة وكارثية بكل تأكيد
- البعض يهاجم وعّاظ -دين الصحراء- وينسى وعّاظ -السهول والجبال ...
- لا ندري أكيري أم العبادي : المبرّء يُطلق سراحه بعد 6 أشهر !
- هييييييييييه , وأخيراً تنازلوا عن 50% .. يلله .. تفرّقوا ؛ ا ...
- عيب صباح صراحتها صعب جدّاً يهضم -وصيّتها- قادتنا -الاجتماعيي ...
- الاستفهام عندما يصبح علامة تعجّب
- تحميل القران -بالمستدرك الظرفي- كلّما يُفنّد يحمّل بمستجدّ م ...
- المالكي قد يفوز بجائزة أنشط نائب رئيس جمهوريّة دوليّاً
- أميركا قتلت صدّام بتهليل هؤلاء ولن تستطيعه إخراج قدمها-
- فقدان -المهارة- في الكرة العراقيّة
- فقدان -اللاعب اللولب- في الكرة العراقيّة
- شبيهم العراقيين و-الّلاعبين- تكلّه مرحبا يجاوبك ان شاء الله ...
- الأديان دعواتها أمرت بالنقيضين لذا البعث ولادة طبيعيّة
- كروي بائس لجمهور يائس
- داعش -والرقيق والعري , وتوظيف الغرب لفنون ما عرفت بفنّ الاست ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - أجراس ميلاد صغيرة تضمينها الحصّة التموينيّة يقرعها الجميع وحلوى