أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - متى نسترد الله ح1














المزيد.....

متى نسترد الله ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


متى نسترد الله

ليس سؤلا دينيا يراد منه العلم بغرض التعبد ولا مجرد إثارة فكرية يقصد بها التشويش أو التوضيح , ولكنه من ضمن دائرة التساؤلات التي يعيشها عالم الإنسان اليوم وهو يرى هذا التمزق والتشتت والضياع الذي يتخبط به نتيجة ضياع فكرة الله لديه ,وضياع الدليل الذي يمنحنا الحق في البحث عن الله سواء بطريق العلم والمعرفة أو بطريق أخر ,لقد سعى الكثيرون من أنصار فكرة أن الله كائن في عالم لا تدركه الظنون على جدارتها في الفهم والتعقل أولا لتفويت الفرصة على الإنسان ليعرف ماذا يشغله وهو المأزوم في كل شيء والسبب كما يعتقد أن الله وضعه في هذا الحال وعليه أن يسعى له ليسأل ويستمع ثم يقرر .
لكن هذا السؤال في رأي البعض محاولة إلحادية يراد منها إنكار حقيقة أن الله معنا وأن الله موجود في الوجود وأن فكرة البحث تقتضي غياب المبحوث عنه أو عدم القدرة على الوعي به أو إدراكه بأي صورة من صور الإدراك ,أقول ليس هذا الذي يجب أن نفكر به في مثل هذه التساؤلات وصور طرحها ,الله ليس غائبا نعم وليس مفقود الوعي به ولكن مشكلتنا أن فكرة الله ذاتها هي محل البحث ,فكرة أن يكون الله جزء من وعينا به وعيا حقيقيا لا يحتاج إلى وسيلة أو واسطة .
من صور الحاجة لهذا السؤال هو الواقع الذي يعيشه الإنسان المجرد مؤمنا كان أو ملحدا عالما أو جاهلا في مواجهة من يزعم أنه يملك مفاتيح الوصول لله ولوحده ولسبب أنه هو يعرف فلا بد أن يبقى الأخر كذلك يعرف , الله في نظر هؤلاء مجرد محمية مطوقة بالطلاسم والتفاصيل التي يكتنزها أصحاب المبادرة , الله عندهم أيضا ملكية لا تمس من الإنسان أي إنسان ,الإنسان الذي يجب أن يعرف لا بد له أن يحمل ختما مميزا من حامل مفاتيح السماء , لذا نقول أن الله قد سرقه البعض فقط لأنهم يحبونه أكثر منا ؟!.
عنوان السرقة هنا عنوان أعتباري رمزي يصف حالة واقعية نعيش تفاصيلها على وقع ما يلقى الإنسان اليوم من لاضطهاد كهنة المعبد لفكرته الخاصة عن الله , قد تكون الفكرة غير تامة أو غير مكتملة وحتى لو كانت مغلوطة ليس لأحد أن يجعل حجاب بين الله والإنسان وتحت أي عذر أو مبرر بما فيها عنوان حق التعليم أو الإرشاد , الأنبياء والرسل لم يدع أحدا منهم أنه يملك مفاتيح الوصول لله بل كانوا فقط رسل خدم , رسل بمعنى محمل بأمانه أن يفتح طريق الوصول للناس وبموجب أرقى وأيسر المفاهيم ثم يكون دليلا لنفسه ليس عليهم بل لهم .
هنا وجب علينا البحث عن جواب للسؤال متى حال زماني يتعلق ليس فقط بالتوقيت ولكن أيضا بالكيف بالكون بالحقيقة التي لا يريد البعض أن يسمعها لا يريد أن يتخلى عن مظلوميته كي يعتذر غدا عن السؤال المتوقع لماذا كانت نتيجتك أقل من المتوقع وأنت تحمل كل هذه الملكة والعقل والوعي ومعك رسالة , لماذا لم تصل للنتيجة وكل الطرق مفتوحة أمامك , هنا يتوقع البعض أنه سيكون في مأمن من العاقبة عندما يقول هكذا عرفني البعض بما أراد الله وأنا سلمت وأطعت وتمسكت بالقول كما وصل.
من تقاليد الدين بصورته الممارسة وليست بالشكل الذي نزل أن هناك دائما زوايا يحتكرها البعض تكون محمية لهم من خلال منع التقرب منها لأنها أما بتصورهم تفسد عملية التدين أو تنسفها أصلا وهم بذلك يظنون أنهم يحموا صورة الله من هذا الظن بتحريم الأقتراب منها, من هذه الزوايا المحرمة عندهم فكرة ما حدود الله التي يمكن أن تكون مباحة للإنسان أن يحل فيها متسائلا أو مستفهما عن حقه في رفض أو عدم قبول علة وجوده, أي الإنسان طالما أنه وجد خارج إرادته وصار إنسانا كذلك دون أن يكون له قرار أو خيار حينما يبلغ الإشاءه أو حق التقرير هل من مجال لأن يتساءل لماذا أنا هنا وكيف لي أن أمتلك حقي في تقرير ما يناسب بضوء ما يملك أو يمتلك من حق وجودي .
الإنسان قبل أن يكون كائن مطيع فهو كائن مسئول ويشعر في مرحلة من ما من حياته أنه يملك على الأقل نسبة من قرار نفسه والتقرير بناء على ما يعقله ,لتنظيم أثر فعل خارجي عليه وضعه أمام مجموعة من المعادلات منها ما يمكن إعادة ترتيبه دون المساس بأمر العلاقة الفوقية ولكن الغالب بالباقي أنه وكما يظن لا بد أن يحتك ويحتكم بالخطوط الحمر المشار إليها سابقا ,ومنها مثلا هل من حق الإنسان صاحب القرار الحر المسئول أن يتخذ قرار مصيري بتعديل مسار وجوده فقط مستندا الى ما يراه ضروريا لذلك ,وقد يصل لحد إنهاء كل وجوده لأنه لم يعد قادرا على توفير مبرر للخضوع لقرار لم يكن طرفا فيه ولم يمنحه احدا قدرة على فهم لماذا لم يكن له قرار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نسترد الله ح2
- الإنسان المجهول ح2
- الإنسان المجهول ح1
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق ح2
- طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة
- الوفاق الاسلامي في ضيافة................. الاديب الدكتور عبا ...
- أنعام في عراضة ترحل للسماء
- المطلوب ....قرار وطني عراقي
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق
- اللحظة الحاسمة
- التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري
- سيد الماء .... والمجهول _ قصة قصيرة
- وصايا الأب لأبن
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح3
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح1
- شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2
- من يحمي الدين من سطوة التاريخ
- أنتظار المنقذ التاريخي شكية الصورة أو شكية الإمكان
- الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف
- على وقع ما جرى في فرنسا


المزيد.....




- وسائل إعلام: تفاصيل مقتل طالب سعودي طعنا في الرقبة في بريطان ...
- تشيلي: انتشال جثث عمال قضوا بعد انهيار نفق في أكبر منجم نحاس ...
- صدى -يوم الضمير العالمي- دعما لغزة يتردد في البقاع اللبناني ...
- شهادة مؤثرة: في غزة لجأنا إلى شرب الماء المالح حتى لا يغمى ع ...
- إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة ...
- إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
- هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
- 90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
- ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
- إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - متى نسترد الله ح1