أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سعيد موللا - الدين وموروث السلاطين














المزيد.....

الدين وموروث السلاطين


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    





يهدف الدين حين ولادته، إلى إقامة ثورة تهدف إلى تغيير العادات والسلوكيات المجتمعية السائدة، ينادي بمزيد من العدالة في تقسيم الثروة والمساواة في توزيع الحقوق مانحاً الرضى لكل المظلومين، وإلى ترسيخ القيم الأخلاقية التي تحكم علاقات البشر، وتدعي إلى طاعة الخالق العادل ووالرحيم والمحب.

لكن التعاليم الدينية سرعان ما تصطدم بمصالح وامتيازات المتنفذين وأصحاب السلطة ، مما يدفعهم لمحاربته عبر التمسك بالموروث الثقافي والمجتمعي المتجذر والذي يبقيهم سادة للقوم ويحفظ لهم مصالحهم .

بعض الأديان استطاع كسر الطوق وانتشر بفعل قدرة المهمشين على كسر أصفاد العبودية تجاه مستعبديهم، وبعضهم فشل وتلاشى!!

تصبح قدراتهم جبارة متى وصلوا إلى القناعة بوجود قدرة عليا تنصفهم وتقف معهم في مواجهة الجور، فإنهم يهبون للمقاومة، يحدوهم الأمل بتحسين الحال والانفكاك عن هيمنة المستبدين.

يخبرنا التاريخ أن تسليم المتحكمين والمتنفذين بالدين الجديد وادعائهم بالايمان كان شكلياً منفعياً ، و هم في خطوة لاحقة أقدموا على ركوب الموجة إلى أن تسنى لهم الاستيلاء على العرش من جديد، لكن هذه المرة باسم الدين بدل الموروث القديم، حيث تجري عملية تطويعه في الخفاء، بتسلل آلاف الأكاذيب والقصص التي تعيد لهم امتيازاتهم وقدراتهم مؤمنة لها الديمومة والاستقرار. معتمدين هذه المرة على قوة الايمان الجبارة التي اعتملت في صدور المؤمنين وذلك لتطوير سلطاتهم وثرواتهم، والدخول في حروب كل هذا لمصالحهم التي تشكل جل اهتمامتهم، وإلهاء شعوبهم بآلاف المشاكل الفرعية.

لا بأس من اعتبار الدين الجديد رمزاً للدولة الجديدة، ومن جعل ما جاء به هدفاً معلناً إلى حين حسم الصراع لصالحهم ، سنجدهم يوعزون لرجال الدين من بطانتهم إلى اختلاق هذه القصص والأكاذيب وإقحامها في التعاليم الدينية، وهي في أغلبها تأمر المؤمنين على طاعتهم وعدم مجابهتهم كجزء من طاعتهم للخالق .

وهكذا يتم تطويع الثورة الدينية لمصلحة المستبدين من رجال الدين والملوك والأمراء. ، ومع تكرار تردادها تتولد القناعة على أنها من صحيح الدين، لا بل هي واحدة من أركانه الأكثر أهمية بحيث يصبح من يتجرأ على تجاوزها وكأنه يرتكب الكبائر التي تبيح قتله وبأبشع الطرق.

يصبح من يطالب بالإصلاح والاضاءة على هدف الدين الحقيقي كافر وعدو الله والشعب، وهكذا تم التخلص من عشرات الآلاف من المصلحين الذين أرادوا تنقية هذا الدين مما لحقه من شوائب أقحمها المستبدين والطغاة، والاضاءة على جمالياته بمعزل عن مصالح الحكام وأطماعهم .

الدين في النهاية علاقة إيمانية بسيطة بين الانسان والخالق، وإقحام الحاكم ومؤسساته الدينية في تفسيرها وأدلجتها هو لترسيخ سلطانه، هكذا يفهم الكثيرون الأحزاب الدينية التي تحاول استثمار قوة الايمان بالخالق في تنفيذ مشاريعها للاستيلاء على السلطة، لكن ما يهم الانسان اليوم ليس بقاء السلطان على كرسيه مورثاً صلبه من بعده، هذا الانسان تطور عبر المعاناة الطويلة ليطالب بما هو أكثر من الدعاء لله في منحه حاكماً عادلاً، غلى تداول السلطة وفي أن يكون هو مصدر لهذه السلطة، فما يهم الانسان عبر التاريخ هو تحقيق المساواة وتحسين مستويات العيش، وهو أمر لا يوافق مصالح المستغلين .

ثوراتنا اليوم يتم استيعابها والاستيلاء عليها بذات الطريقة، عبر المتنفذين والحكام للبقاء جاثمين فوق الصدور، عبر الافادة من الموروث الديني الذي ساهم أجدادهم بتضليله واستغرقوا لأجل تسويقه أجيالاً كثيرة، وهم يقاومون بشراسة.

يتم استثمارها أيضاً من قوى خارجية لأجل صناعة التطرف الذي يعتمد على ما هو مدسوس في تعاليم الدين، التطرف الذي يكفل لأن تتحول منطقتنا إلى بؤرة للنزاع تسهل تحقيقهم لمصالحهم ويبيح تواجدهم متى شاؤوا.

في النتيجة يبقى الانسان المسحوق هو الضحية ... ضحية ما هو مدسوس، ضحية تراخيه وقلة غيرته على نقاء وفضائل التعاليم الدينية التي يؤمن بها متناسياً هدفها الحقيقي، ليتحول ضحية انغلاقه وتسليمه بكل ما يسمع ولو كان مخالفاً للمنطق.

إننا نعيش اليوم جزء من صراع أزلي لأجل تحقيق المصالح.

ويبدو أننا اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى، للتفكير ملياً ..

لماذا نحن اليوم راضخون، وكيف نقطع دابر الحكام والمستغلين من الجثوم فوق صدورنا أكثر، وكيف نخرج من هذه الدائرة المغلقة نهائياً؟

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع ذاته
- ثورتنا والثورات العالمية
- حرب داعش ومصالح الدول الكبرى
- عن المونديال والبرازيل وثورتنا
- في حماية سوريا القادمة
- هل يكفي أن يتغير لون الديكتاتور لكي نستكين ؟
- احتمالات الضربة من جديد 1
- احتمالات الضربة من جديد 2
- صراع حول تقاسم الارهاب
- للنصر حبكة وهدف
- ليس باكراً .. مرحلة ما بعد الأسد .
- التصعيد علىى الجبهة السورية
- صفحة أخرى مغايرة
- صراع الآلهة والخوف
- ماذا بعد يبرود ؟
- توضيحات لا بد منها
- نماذج مختلفة
- الحوادث الثلاث الفارقة
- صراع الرهانات ..
- منصب الرئاسة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سعيد موللا - الدين وموروث السلاطين