أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاد بن ثمود - لو كنتُ أنا الله














المزيد.....

لو كنتُ أنا الله


عاد بن ثمود

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كنتُ أنا الله

أولاً، أنا لا أتمنى أن تناط بي هذه المسؤولية لأني قد أسيء التصرف بهذا الكون، ربما أكثر مما أساء إليه الرب الحالي.
لكني أظن – رغم ذلك - أنه لو كنتُ أنا هو خالق الأكوان، فلن أرتكب حماقة خلق الإنس و الجن ليعبدوني، بما أنني غني عن العالمين. و كيف لي أن أخلق شيئاً أنا في غنى عنه، اللهم إلاّ إذا كنت إلهاً منافقاً من فصيلة الذين يقولون ما لا يفعلون؟ لأن هذا التناقض سيجعل مني مسخرة للعالمين، و سوف تنهار صفة رب العزة و الحكمة أمام أنظار مخلوقاتي التي لا تملك من أمرها شيئاً.
ثم كيف لي أن أخلق الإنس و الجن و أدخل معهم في صراع غير متكافئ القوى، إن لم يرضخوا لرغباتي و مشيئتي المتردّدة، أُبيدهم تارة بالصرخة، و تارة أخرى بالصاعقة، و أمسخهم قردة و خنازير أو أُنظِرُهم ليوم يبعثون؟ ألست سأكون حينها إلهاً عابثاً يستحق إعادة التأهيل في أحد أقسام القاصرين المنحرفين؟
و كيف لي أن أشغل نفسي بالصلاة على أحد مخلوقاتي الذي قبضتُ روحه في جزيرة العرب بعدما أبحت له نكاح من وهبن أنفسهن له من نسائها خالصات له من دون المؤمنين.
و كيف لي أن أشتغل عنده طبّاخاً مختصّاً في طهو أكلة الكُفيت في ماكدونالدز السماوات العلا حتى تتوفر له قوة سيارة سباق الرّالي؟
و لماذا سأخلق الحية اللعينة التي كانت السبب في غضبتي على آدم و خليلته حواء؟


ماذا لو أن الله أعفانا من غريزة الأكل و الشرب؟

بما أن الله فعّال لما يريد، و هو الحكيم الذي يتميز بالحكمة في تدبير شؤون مخلوقاته، لماذا إختار لنا أن نكون خاضعين لغريزة الأكل و الشرب، و كان بإمكانه أن يعفيَنا من تلك الغريزة التي ستكون سبباً في بلاوينا منذ بدء الخليقة ؟ لو شاء ذلك لَفَعل، إذ لا راد لمشيئته و قدَره.
تساؤل قد يبدو لأول وهلة تافهاً و غريباً بعض الشيء، لأنه لا يخطر على البال.

غريزة الأكل و الشرب هي أم الغرائز كلها، و هي تسبق غريزة الجنس، لأن الطفل الوليد يبادر لالتقام ثدي أمه مباشرة بعد خروجه من الرحم، دون حاجة لمن يدلّه على كيفية القيام بعملية الرضاع أو لماذا. و هذا الأمر ينطبق على كل الثدييات حتى قبل أن يوجد الإنسان على هذه الأرض.
لو كنت أنا الله لأعفيت مخلوقاتي من هذه الغريزة التي لا علاقة لها بالعبادة أو التوحيد، على الأقل سوف تكون المحاكم خالية من قضايا متعلقة بالنزاع على فدادين الأرض الصالحة للزراعة، و لن يموت فقراء هذا الكون جوعاً بينما ترمى بقايا طعام المحظوظين في الزبالة.

ماذا لو أن الله أعفانا من غريزة الجنس؟

لو كنت أنا الله لأعفيت مخلوقاتي من غريزة الجنس كذلك، و لجعلتهم يحسون بأحسن منها بمجرد ذكر إسمي، و بذلك أضع حدّاً لجرائم الإغتصاب و البيدوفيليا و اللواط و السحاق و تعدّد الزوجات، و لكان تاريخ البشرية أبهى و أحسن.

لماذا يضع الله نفسه وسط كل هذه الفوضى المتناقضة و هو المسؤول عنها من قبل و من بعد؟
أليس هنالك من يحاسبه على كل هذه الحماقات التي يرتكبها يومياً في حق مخلوقاته في هذا الكون؟
أيَحقّ له بعد كل هذا أن ينافق و يقول: و ما ربك بظلاّم للعبيد.







#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يستفيق من عملية مداهنة الإسلام و المسلمين
- رد على عبد الباري عطوان
- مخلوقات غير أرضية تتجسّس علينا
- إبراهيم و ربّه في المقهى
- أمن أجل هذا تحاكم فاطمة ناعوت ؟
- هل الله يلعب النرد
- مهزلة سورة فُصّلِت أو فُصِّلتْ فهزُلت
- معتقداتٌ تحريضية و إلهٌ عاجزٌ لا يَشاء
- ليس باستطاعة الله أن يقول للشيء كن فيكون
- لماذا يلتحقون بداعش؟
- آدم و حواء و المفاهيم المغلوطة
- تساوت حرية فكر راشد الغنوشي مع حرية فكر الحوار المتمدن
- رب العالمين أم رب المسلمين؟
- )) نعم، أنا كافر و يشرفني ذلك ((
- صدَقت نبوءة محمد
- ))) رزمة منقحة من صفات الله في القرآن (((
- حكايتي مع الله
- الكفّ عن خطيئة الأكل و الشرب يغفر الذنوب
- )) رمضان و أكذوبة تصفيد الشياطين ((
- )) السنة و الشيعة: صراع معتنِقي دين التسامح و الإخاء ((


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاد بن ثمود - لو كنتُ أنا الله