فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الخطأ الفاحش عدم إعتبار عملية الهجوم الارهابي على مجلة شارلي ايبدو قد خرجت من تحت عباءة ملالي إيران الحاکمين، لأنهم بالاساس من أسسوا ظاهرة التطرف الديني وقاموا طوال أکثر من ثلاثة عقود على بتغذيتها و مدها بأسباب الاستمرار و القوة، خصوصا وانهم قد تمکنوا من جعل التطرف الديني ظاهرة تفرض نفسها في دول عديدة في المنطقة مثل سوريا و العراق و لبنان و اليمن، وهم أکثر المستفيدين من تمدد هذه الظاهرة و وصولها الى أبعد نقطة في العالم.
النظام الديني الرجعي المتطرف في إيران، والذي يقف وراء کم هائل من المشاکل و الازمات المختلفة التي تعصف بالمنطقة و العالم، من المؤسف جدا أن الکثيرين قد إنخدعوا ببريق شعارات الاعتدال و الاصلاح التي أطلقها بغية إيجاد مخرج و منفذ للخلاص من مشاکله و ازماته من جانب، والعبور الى الضفة الاخرى بسلام و الاستمرار و البقاء من جانب آخر، لکن و طبقا للقول المأثور عن الزعيم الايراني المعارض، مسعود رجوي فإن الافعى لاتلد حمامة ولن يخرج معتدل من الفاشية الدينية، ولذلك فإن مراهنات أطراف في المجتمع الدولي على مزاعم الاعتدال و الاصلاح في النظام الديني الايراني قد أثبتت ليس فقط فشلها فقط وانما حتى عقمها و إستحالتها بالمرة، لأن فاقد الشئ لايعطيه وان نظاما يعتمد الاستبداد و القمع لايمکنه أبدا أن يمنح الاعتدال و الاصلاح.
المثير للسخرية و الاستهجان، انه وفي غمرة قيام أطراف في المجتمع الدولي بفسح المجال للنظام الديني القمعي کي يستمر و يکتسب الشرعية التي لايستحقها إطلاقا، فةه کانت هنالك هجمات و ضغوطات ظالمة و لاإنسانية على المقاومة الايرانية، حيث انه و بعد أن کافأت إدارة الرئيس الامريکي الاسبق کلينتون نظام تصدير التطرف الديني و الارهاب بإدراج منظمة مجاهدي خلق المعارضة و المناهضة للتطرف الديني جملة و تفصيلا، تعرضت قادة المقاومة الايرانية و مقراتهم الى الهجوم الواسع من جانب السلطات الفرنسية في 17 حزيران عام 2003، وهذا ماأثبت حجم الرؤية غير الصائبة و التعامل اللامنطقي مع الملف الايراني من قبل المجتمع الدولي، وهو أمر کلف جميع الاطراف تبعات کانت في غنى کامل عنها.
وقد أجادت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وصف هذا التناقض على أفضل وجه في خطابها الاخير الذي ألقته في تجمع باريس الدولي بقولها:" عندما تضع الحكومات الغربية مجاهدي خلق باعتبارها اكبر حركة مسلمة منظمة تعادي التطرف الديني والإرهاب حتى النخاع، في لوائح الإرهاب وتمارس عليها القمع والكبت، وتوظف طاقات أجهزة الشرطة والمؤسسات السياسية والقضائية من أجل التركيز عليها، فان التطرف الديني والتزمت الإسلامي والإرهاب المنبثق عنهما، يجد فرصته ونطاقا لنشوئه."
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟