أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا مطر - كلكامش المعذّب














المزيد.....

كلكامش المعذّب


صبا مطر

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


هذا المساء هبط كلكلمش من سماوات الاسطورة وابتاع لنفسه تذاكر الدخول لحفلة موسيقية.
حشد كبير في قاعة الانتظار, اناس من كل حد وصوب مختلفي الالوان والاشكال يمرون عبر الطوابير المزدحمة الى داخل مسرح مليء بالاضواء الساطعة . استحالت عيني كلكامش الى مرايا تنقلب الى داخل عقله المليء بصور صراع الالهه وانصاف البشر , يحتد المشهد قسوة وهو يرى انكيدو مقتولا على يدي حارس الغابة العملاق ذو العين الواحدة و غابته التي يسكنها كثيفة الاشجار حالكة السواد كما هو المساء في الخارج الان , تعلوها رائحه نفاذة ممزوجة بالبخور والنحيب المنبعث من قلبه الحزين . يهدر دم انكيدو ويسيل في عروق زمن غير مرئي مرتحلا عبر عين الحارس الواحدة كنبيذ معتق متاصل في القدم لتثمل به الهة الافتراض هناك !.
تتلاطم الصورة امواجا على سفح اقدار موسيقى بتهوفن الاتية من عمق المسرح . تنمو النوتات الواقفةعلى منعطف الغرابة وتتحول الى افعى عملاقة تبتلع افعى الاسطورة, تبتلع نبات الخلود القادم من ازمنة الفردوس المركز, تبتلع الصمت المتلاطم في الذاكرة , تدور في اروقة المسرح تصعد الى ستاره العالي تسدل نفسها على ذاك المشهد المدهش , تلتف على خاصرة الاله المزروع في بقايا كلكامش المنسلخ من جلد الاسطورة .عبثا يحاول الفلات من ذاك الاختناق !!
يبدء الحضور في رقصهم المذبوح بسياط القدر الممعن في التجبر. يخلع كلكامش عباءة الاله ويرمى بها الى قمة احزان بيتهوفن الاصم, تنمو اجنحة التمرد على كتفيه , يحلق بها عاليا في سماوات لا يعرفها , يسكنها الشهداء والجياع على اختلاف الوانهم واشكالهم , يدرك حينها ان الف انكيدو وانكيدو يقتل يوميا ومازال الخلود ثمرة عصية المنال في هذا العالم المشحون بالالم .
يلملم من عنق المساء الام البشر المارين عبر دروب الفردوس والغير عابئين بالاسطورة . الموسيقى ما زالت تكتب التاريخ بالحانها الصاعدة الى السماء والحضور المكون من المشاهير والملائكه يواصلون الانزلاق على مسام الافعى العملاقة فيتشظون ضجيجا والما داخل المسرح . الاوتار تلهث خلف الخلود المعتق في رحم اسطورة تلد بطلا في كل زمان باسماء مستعاره !!
تكبر خيالات المساء وتتسع لتاتي ملايين الوجوه بملامح معدومة من عمق غابات الشجن التي يسكنها الحارس ذي العين الواحدة . تهديهم الالهه بضعة عيون وبقايا ملامح مستعارة من ذاكرة الفوضى المنبعثة من كل زمان, يتصاعد عنفوان االحدث المتسكع على تضاريس الوقت المغيب, فيموت انكيدو من جديد ويهديهم بموته ملامح من غضب.
يكتفي كلكامش بهذا القدر من الجنون ليدخل بعدها الى جلد اسطورته فاردا جناحيه الى عمق التاريخ حاملا بتهوفن على اوتار خلوده هناك , تاركا انكيدو غارقا في موته العتيق وبجانبه نبتة خلود تلتهمها افعى عملاقة .



#صبا_مطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجون
- تاريخ معطل بالاحزان
- نشرة الاخبار
- حكاية حرب وموسيقى
- الى وطن في القلب يمشي بخطى من نور
- حقائب سفر
- امنيه العام الجديد
- هذيانات نثريه
- اشتياق


المزيد.....




- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا مطر - كلكامش المعذّب