أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - الثراء البنفسجي......!؟














المزيد.....

الثراء البنفسجي......!؟


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 20:08
المحور: الادب والفن
    



فرشاة الطقس توشك الانتهاء من رسم اخر غيمة بمزيج من الوان كونية تحمل بين طياتها غيث من خير وينفخ الريح برقة نسمات هادئة باردة تنزلق فوق الوجوه وتنسل في جسدي قشعريرة ناعمة تحثني نحو خلع ما ثقل فوق جسدي من اردية لاستقبالها بشوق وبهجة ، هو تغلفه عباءة ثقيلة من اسفل راسه حتى كعب قدميه ، برميل ممتلئ ، ترخى وتشتد فوق بدنه المنتفخ وكأنه لم يرتدي ملابس من قبل ، تتحرك اطرافه وجسده داخلها مثل كيس ملئ أفاعي ، حملته عربة بعجلة عرجاء ، يتمرن فوق قمة التكبر والخيلاء بحركات البيروقراطية البلهاء ويتهادى المشي بخطوات يعدها عدا وكأنه يحسب الكم للمسافة المقطوعة بين مدخل باب منزله الطيني حتى الشارع العام ، قلق كأنه يتعقب خبر مخضر بلون السم ينقله فوق اجنحة الكذب نحو موطئ قدم ومنفذ يد طويلة لخير موبوء قد مرغه الزمن بلون الدنيا المسروق من دخان خبز الفقراء كجزء من خير مشروخ يزيد كرشه تكورا وقباحة .....!؟
مناهضة المنجل ووداعه المحراث قلبت موازين الموروثات وطوحت عنده ذهب الارض ملحا ، طغى فوق قرويته البسيطة وبلاهته المفرطة في العروق ، الطمع والتطلع ، انكفأت طيبة الاصل فيه انفعالا وهوسا نحو جشع الثراء السهل وبدأ اللهاث والتسابق ببيع عرق الجبهة وانحسار موجات الخجل العذري ونبتت جذور الوقاحة والصلف تحت شعر لحيته المتهالكة من احمال الوعود والمخاتلة والغش و الكذب والنفاق ، رفعته الاصابع من حمار القرية نحو مركبة مسودة الزجاج ونزع عباءة البساطة والشرف باتجاه بدلة الانزلاق اللماعة وربطة العنق ، التي لا يحسن شدها له الا سائق مركبته ابن المدينة الانيق ، والتصق فينا عاهة مستديمة وهلاكا و قراد بجلد جاموس لا ينفك عنه حتى ينهك الاثنان او يهلك احدهما ونحن ، بعدد اصابع الاخوة والعمومة والقرابة و العشيرة والاصدقاء الذين مسحت وجوههم من مخيلته عند طريقه الى الاجتماع الاول .....!؟
ودع بيت الطين و شرف القرية وطيبتها وبلغ خلع الايمان والدين والمثل الاصيلة لأهلنا البسطاء وبارح لب الصدق وبدأ التمرن على قشور الرياء و زيف التحضر المسود وحفظ المصطلحات التي تقال دون ادراك ومعرفة المعنى وانتشر بين فضائيات العهر بجعبته أكداس التصريحات الفارغة وصندوق الحماية يمسح السائل من لوحة المسؤول ، انغلق الشارع والشوارع المجاورة للمسكن الانيق الجديد ،بدأت السماء تمطر اوراق خضراء و المركبات تتمغط كسلا في باب البيت وتنتهك ابواب الجيران حتى الجار العاشر، امتطى الاولاد الامركة والموديل من القفى ، الولد ايمو والبنت بربع الثياب ، واختفى من البيت صوت القرآن ومواقيت الصلاة والاذان وحل محله صوت الدي جي والديسكو وعبارة (الاستاذ عنده اجتماع )المشهورة بين المسؤولين العراقيين فقط ، هربت البركة والحلال والرحمة والصدق والوطنية والولاء من النوافذ ودخل الشر و الشيطان من الباب الرئيسي تحت استقبال مهيب وبدأ العمل السياسي الحقيقي بمباركة الشيطان وتوقيع ابليس.......وانطلق صاحبنا كالصاروخ من مربع الوزير فوق شطرنج السياسة وهو امي فيها ، يعمل بمساحته التي رسمت له بقلم سيد الاطماع عند بوابة الجشع وضياع الوطن و الحرمات والاهل تحت اقدام التغيير والديمقراطية الزائفة و انحسر الامل من عيون الاطفال حين ركب صاحبنا طريق اللاعودة نحو منحدر الثراء البنفسجي السريع...!؟



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوم في العسل. ......!؟
- صنع في العراق. ....!؟
- غزل في الممنوع
- مدبنتي مرض عضال لا اريد ان اشفي منه ابدا....!؟
- فرار الرفدين....!؟
- زفاف يومي. ...ز!؟
- وفاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. .....!؟
- اصبعي خائن.....ماذا أفعل. ...؟
- عتبي اخوي ثقيل....!؟
- حكمة الخالق تسبق انتقام المخلوق....!؟
- وصية وطن جريح.....!؟
- زمن الفرقة....!؟
- صقر فالح بريء من ما يحدث .......!؟
- وداع مهد طفولتي.....!؟
- موعد مع الانعتاق....!؟
- سبايكر....هم في الوجدان ومسمار في القلب ...!؟
- حلم مقاتل....!؟
- ان كنت لا تستحي....افعل ما تشتهي...!؟
- يا انتم.......!؟
- عجائب الدنيا التسع ونحن.......!؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - الثراء البنفسجي......!؟