أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - غزل في الممنوع















المزيد.....

غزل في الممنوع


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


غزل في الممنوع...!؟
عبد الرزاق عوده الغالبي
شيء طبيعي جدا ان ترد مسامع اي منا اصوات تثير الغرابة ، لكن الغريب في الامر انها تحدث بوقت الظهيرة القائظ او في ساعات متأخرة من الليل وعند سؤالي احدهم عن ذلك يشير لي بأصبعه نحو نافذة تقابل بيتي تماما بصمت تصاحبه ابتسامة خبيثة تعلو محياه وكأنه مرعوب من قوة فتاكة تكمن خلف زجاج تلك النافذة ، وتكرر هذا الفعل مرارا مما اوقعني في شرك حيرة لا تنتهي ، امتلأ خاطري فضولا وطمعا ملاحقة الموقف وملامسة عروقه وتحليل طلاسمه الملتصقة على جدار الغرابة ، ورصدت النافذة بشكل خلاسي لا يجلب الانتباه..... !؟
ارض مجتمعنا خصبة ، والحمد لله ، جاهزة تماما لزراعة الاشاعات والغيبة التي تكبر وتطرد حين تروى بماء النكز واللكز و التهامس في المسامع فتأخذ حيزا كبيرا ومثيرا للخبراء في هذا المجال ، هي تسلية لذيذة ومحببة و مكروهة بنفس الوقت وكأنها ابغض الحلال....ولكنها تنمو بذرة صغيرة بمساحة صغيرة و برهة اصغر ثم تتكاثر عن طريق الانقسام الخلوي الذي يحدث في خلايا الاجسام الحية حتى تحتل مساحات ضخمة حين تصبح قصص وحكايات مختلقة السرد والتأثير ويختفي الاصل والمصدر الا من واحد رئيسي ينفرد بالاعتماد : (يقولون) من هم ....!؟...لا يعلم المتكلم ولا المخاطب.....!! تطرد وتكبر في هذا الاثير المكهرب لتصبح عمالقة و كبائر خصوصا اذا ترشحت عليها تغذية راجعة ومسحة من ظنون انثوية وهذا ديدن نشط المفعول في مجتمعاتنا الشرقية بصفة خاصة ، ولا تنفك عنه اكبر المجتمعات تحضرا وثقافة وله اسم متداول باللغة الانكليزية (gossip) .يشابه بطريقة اللفظ المفردة الشعبية العراقية ( كصب اي ذبح) وهو فعلا كذلك لو اخذنا بنظر الاعتبار نتائجه السلبية...!؟
مع تحفظي وحذري الشديدين ، وقعت في هذا الشرك البغيض بدسومة الغرابة ودناءة الفضول و كبرت المسألة في ذهني وظننت ما يظنه الناس دون الخوض في الفعل ، يقابل ذلك ضعف مقاومة غزل الفعل الممنوع ...فكل ممنوع محبب والانسان حريص على ما منع.، ووقعت كما وقعوا ....فأنا فرد في هذا المجتمع....يصيبني ما يصيبه....اليس كذلك....!؟..وقطفت النبتة الاولى من حقل الاشاعات دون التأكد من صحتها بل زدتها حجرا حين ايقنت ان خلف زجاج تلك النافذة مخلوق شيطاني لا يقهر ، اخت للشيطان ولم اقل هي الشيطان نفسه ، فأنا ارفض وبشدة كون الشيطان انثى لاحترامي الشديد لكينونة الانثى ...!؟
امسيت مطية مطيعة للتوجس ، وانا اجاور هذا الكم الهائل من التساؤلات ، وحاولت تغير محل اقامتي واسعفتني ثقتي المطلقة ، بأن حل اي معضلة يكمن بمواجهتها دون الهروب منها فخجلت من نفسي واثرت البقاء عنادا كي اتعايش مع هذا الاثير المرعب الى النهاية.......!؟ ولا اخفي سرا ان قلت ، الى الآن وانا لم اواجه شيئا مما يكمن خلف تلك النافذة سوى الادعاء....!؟
ولاح بريق العيون من خلف زجاج نافذة الرعب اخيرا ، وهذا شأن آخر لا يخضع للعقل والمنطق بل تجاوزه نحو التمرد والسباحة في الخيال...!!... رحاب واسع لشعلتين ذابلتين اخذني نورهما بعيدا عن نفسي نحو عالم رحب و نسيت كل ما قيل حين صيرني سحر عينيها حدثا في مدرسة ابتدائية نسى درسه ووقف مرتعشا امام معلمته ينتظر العقاب...!؟...وفي الحال ، تبدل الرعب عندي ، سكينة واطمئنان وهدوء وشعرت بنسمات منتجع اسكنه ولا اسكنه من الاسترخاء لا يجاريه ارحب منتجعات العالم الارضي......!؟
اطلقت العنان لحواسي لتستقبل عهدا جديدا مورقا في قلبي وعقلي و مرة اولى يتفق هذان الثنائيان المتناقضان فوق عقارب الساعة على شيء واحد....!! استهل التغيير مساحاتي بصفاقة : قيل ان مغناطيسا يحتل مقلها وهو السبب في تشقق جدران البيوت القديمة في المحلة وليس تعاقب السنين وعوامل الطبيعة وصافحت هذا الاعتقاد بحرارة ، وتمسكت به بنتائج معكوسة تماما ، فجمال عينها قد يكون سببا للشروخ فعلا وليس الحسد المفترض....!؟ فهم لم ينتبهوا للسحر المحمل فيهما ، فلو ابحروا كما ابحرت ، واصابهم ما اصابني لانقلب حقدهم عشقا...!
ومنذ تلك اللحظة صرت خاتما يحتل اصبعها توجهه ما ارادت وادافع عنها بشراسة...!...لم التقيها شخصا او احدثها لحد الآن ....!؟...انظر بوجهها بقدر ما يجود زجاج نافذتها وابحر في عينيها من بعيد بصمت وهي تحدق بي بتركيز واندهاش ....!...تبدو احيانا وكأنها خائفة مني قليلا....!؟ استمر الحال هذا شهورا حتى خدمتني الصدفة يوما وابتسم لي القدر وقابلتها عند خضار المحلة .....!! تحاملت على نفسي كثيرا و بادرتها التحية بصوت مرتعش ، ردتها سمفونية فيروزية تسلب اللب وتثلج الاسارير ، تمنيت ان يطول سفري في هذا الاثير المهلك...! اوقعتني تلك المقابلة بين مخالب خليط غريب عجيب من صراع بين الاحترام والاعجاب والخوف والشك في دواخلي ولم اهتدي بعد الى ملجأ امين اضعها فيه...!؟
بدأت ابحث عن حدود احاسيسي باتجاه واحد هو تحسين صورة هذه المخلوقة الرائعة بعيون الناس فهي مثار جدل غريب لا ينتهي...!؟...هي مدار خوف للبعض وراحة واسترخاء لي ، امست قضيتها مدار نقاش مع بعض المثقفين من الجيران ، وبدأ الشد يرخى قليلا تحت حماسي المطرد حتى بادر البعض بالتفاعل معها ايجابيا وصارت عيناها الحاسدتين تأخذهم قسرا وسحرا نحو الجمال حتى كسر الطوق ونعتت اخيرا - بالمرأة ذات العيون الجميلة- وتعدل مسار التفكير المنحرف تحت مطرقتي المستمرة وسندان صمتها باتجاه تفكير مهذب تملأه الانسانية والاحترام ...!
انحسر الهاجس السلبي عند اهل المحلة تماما وانقلب احتراما، شجعها هذا المنحى الجديد على الخروج الى الشارع ثم الاختلاط والزيارات وحضور المناسبات و تجاذب الاحاديث الشيقة مع نساء ورجال المحلة ولم يعلن العام نهايته حتى عادت الى حياتها الاجتماعية الطبيعية...ومسح الماضي من قاموس حياتها نهائيا.....!!
يوم امس ، طرق مسامعي صوت زغاريد واتضح انه يخص ملكة الرعب ، سألت وجاد الرد فرحا .....لقد خطبت ....!!؟....هتفت بصوت مسموع :
"يا الله....!!"
لم يفاجئني هذا الرد ، فهي انثى جميلة تستحق ذلك ،لكني فوجئت بنشوة الانتصار حين احسست أني فعلت شيئا يرضي الله والمجتمع والانسانية...!؟



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدبنتي مرض عضال لا اريد ان اشفي منه ابدا....!؟
- فرار الرفدين....!؟
- زفاف يومي. ...ز!؟
- وفاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. .....!؟
- اصبعي خائن.....ماذا أفعل. ...؟
- عتبي اخوي ثقيل....!؟
- حكمة الخالق تسبق انتقام المخلوق....!؟
- وصية وطن جريح.....!؟
- زمن الفرقة....!؟
- صقر فالح بريء من ما يحدث .......!؟
- وداع مهد طفولتي.....!؟
- موعد مع الانعتاق....!؟
- سبايكر....هم في الوجدان ومسمار في القلب ...!؟
- حلم مقاتل....!؟
- ان كنت لا تستحي....افعل ما تشتهي...!؟
- يا انتم.......!؟
- عجائب الدنيا التسع ونحن.......!؟
- احذروا الشعب العراقي فانه لا يرحم من اساء اليه....!؟
- وهل من مخرج من نفق السنين العجاف.....!؟
- اشياء لا تباع.....!؟


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - غزل في الممنوع