أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التهامي صفاح - ديناميكا إرهابية (إسرائيل) (تتمة)















المزيد.....

ديناميكا إرهابية (إسرائيل) (تتمة)


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 12:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
إنه واجب أخلاقي نبيل تجاه الآخر الذي يحمل هويتنا الإنسانية أن نخصص له بعضا من وقتنا.و لا ننتظر شكرا ....
في هذا الإطار، وعلى قناة راي سطوريا الإيطالية Rai storia كان البرنامج يقدم فيلما حقيقيا عن ألمانيا النازية فيه شاهدة كانت تعمل بمصنع للخياطة محاد لغرف غازية معدة خصيصا لقتل البشر.كانت تتكلم باللغة الفرنسية و هي تدلي بشهادتها للصحفيين حول رؤيتها للجنود الألمان و هم يسوقون اليهود في قطارات رجالا و نساء و أطفالا إلى تلك الغرف الغازية .و إذا لم يعد لديهم غاز رموهم في الأفران الأسطوانية الشكل كما قالت .ثم تظهر الشاشة تلك الأفران الأسطوانية التي تتجاوز حجم البشر.إنها المحرقة . ثم ظهرت محاكمة لمسؤولي تلك الأعمال الإجرامية من الألمان .وكان المحققون يظهرون أجزاء من في أفلام لجرافات و هي تردم في مقابر جماعية أجساد بشرماتوا.أثناء ذلك كان المسؤولون عن المحرقة و القتل الجماعي لليهود يشيحون بوجوههم عن تلك الصور و يغمضون عيونهم بأيديهم غير راغبين في رؤيتها.و بغض النظر عن إنتماء هؤلاء للطائفة اليهودية يمكن القول أنها مناظر مؤسفة لناس أحياء من البشريحملون هويتنا الإنسانية قد تعرضوا للقتل بتلك الطريقة المشينة على يد الديكتاتورية النازية مثل ما يحدث الآن للإيزيديين و المسيحيين والفلسطينيين و النيجيريين وغيرهم على يد منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة و غيرها في سوريا والعراق وغزة و غير ذلك.
إن أولئك اليهود كانوا ضحايا إنتماء لجماعة من البشر قادها بعض المجانين الكذبة و العاقين لآبائهم الحقيقيين و رسخوا في أذهانهم بالمكتوب بشريا سواء في الكتاب المقدس أو غيره التفوق على باقي البشر بالقول "أنهم شعب الرب" مثل ما يردد آخرون اليوم دون تفكيرفي شمال افريقيا والشرق الأوسط مقلدين "شعب الرب" أنهم "خير أمة" رغم وجود طوائف أخرى من البشر يعيشون بسلام في أدغال أمريكا اللاتينية و غيرها وهم عراة حفاة تماما كبدائيين و لا تطالهم يد قاتل مثل هتلر أو داعش . هل الرب لم يجد غير المحرقات و المقاصل كي يرسل لها مختاريه؟ أي عقل يمكن أن يستوعب هذا ؟
ما نراه بالفكر العلمي الحديث الموضوعي يخبرنا أن الرب (غير المجنس أو القدرة الإلهية) يعمل (أو تعمل) من خلال قوانين طبيعية أسسها فكر سامي عظيم قبل وجودنا على الأرض وتسري بنفس الطريقة على الحجر و الشجر والحيوان والبشر دون تمييز.ليست القدرة الإلهية العظمى عنصرية كي تفضل هذا عن ذاك كما إدعى أولئك المعذورون بجهلهم من القدماء .
التجربة والتاريخ الطبيعي يتبث أن لا أحد و لا شيء يستطيع أن يفلت أو ألا يخضع أوبمصطلح ديني "أن يعصى" هذه القوانين سواء كان في الأرض أو في أي مكان بالكون .مستحيل.بعبارة أخرى لا يمكن للبشر على الخصوص عصيان الله.الكل خاضع لمشيئته العظمى وقوانينه.
لكن من أين جاء هذا الشر الذي ندينه مثل المحرقة المشار إليها أعلاه و غيرها ؟
الجواب بناء على ملاحظة الواقع هو من حرية الإنسان .
فمتى ما تمكن في غفلة من الآخرين من إمتلاك الجنون والوقت الملائم والقوة و الوسائل لفعل الشر فإنه يفعله و يخفيه بمصطلحات مضللة .و في هذا الإطار و كمثال للتوضيح لا غير تدخل المفاوضات التي لا تريد أن تنتهي بين الغرب المتيقظ والمجانين من مسؤولي إيران حول محاولة هؤلاء إمتلاك القنبلة النووية.
السؤال الذي يتبادر للذهن بسرعة في قضية المحرقة هو :ما العلاقة بين هتلر في القرن العشرين و المسؤولين عن مجزرة يهود بني قريضة في القرن السابع الميلادي حسب ما روي لنا؟ هل هناك تواطؤ بينهما رغم هذا الفارق الزمني الكبير؟
حتما هؤلاء الضحايا هم ضحايا فكرعنصري بائد بعيون العقل والعلم الحديث . لكنهم لضرورة الانتماء للجماعة بقوا مقيدين بأغلالها حتى أطبقت عليهم و إتفق ضدهم مقلدون لهم بشكل عديم الرحمة .فكانت المحرقة و غرف الغاز المميت و غير ذلك كثير.
من الناحية الأنثروبولوجية العلاقة الجامعة الوحيدة بين يهود أوروبا أو شمال إفريقيا أو غيرهم المنتمين للنمط البشري الأوروبي (أو القوقازي) و يهود الفلاشا الإثيوبيين المنتمين للنمط الإفرقي هي الكتاب المقدس أي الدين.
لكنني أعرف يهود كثيرين من النمط الأنثروبولوجي القوقازي جمعني بهم الأنترنيت و عرفت منهم الكثيرعن اليهود.منهم حسب ما يقولون ربوبيون و مسيحيون و ملحدون و بهائيون ..الخ...
إذن ما معنى يهودي كهوية إنسانية ؟؟؟ فكلمة يهودي تتلاشى كهوية و إنتساب للكتاب المقدس كما بيننا .
وما معنى إسرائيلي ؟
إن كلمة إسرائيل حسب المفهوم العبري هي "المجاهد مع الرب " .إنه شيء مماثل لما يسميه البعض اليوم بالمجاهدين في سبيل الرب وهو برئ من أعمالهم .
بالرجوع لنصوص الكتاب المقدس التي تبيح القتل والسبي وتحلل السطو على أملاك الغير أي الغنائم يمكن القول بمفهوم العصر الحديث أن إسرائيلي تعني "إرهابي" للناس المحيطين به فحسب.لأن القدرة الإلهية العظمى التي جعلت في الوجود كل هذه الملايير من المجرات التي يعجز العقل البشري عن تصورها و يبتهمونها بالعجز تجعل كالكاريكاتير من يدعي أنه "مجاهد مع الرب" .فإدعاء مثل هذا لا يمكن أن يصدر إلا عن جاهل بمعلومات العلم الحديث و حجم الكون بالمنظور الحالي.إذن أولئك اليهود القدماء الذين سطروا هذا المفهوم لم يكونوا يعرفوا هذه المعلومات التي نتوفر نحن عليها الآن .فهل نلومهم على جهلهم؟ حتما لا.
لكن منظمات إرهابية مثل الهاغناه و شتيرن التي أسسها بعض اليهود منهم مناحيم بيغن و موشي ديان و غيره للبطش بالفلسطينيين و دفعهم للهجرة خارج فلسطين ليتسنى لهم بناء وطن قومي لليهود في فلسطين ما محلها من الإعراب ؟
في إعتقادي كما يبدو من أحداث التاريخ إنها الجواب على المحرقة و على غرف الغاز و كل الإضطهادات التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ .إذن فهي مبررة في إعتقادهم .
مؤخرا خرج اليهودي المغربي كوهين جاكوب المقيم في باريس في فيديو ليقول أن تأسيس إسرائيل هو خطأ ديني قام به الصهاينة مخالف لتعاليم التلمود التي تقول أن الحج للأماكن المقدسة ممكن فرديا فقط .أما الهجرة الجماعية لفلسطين فليست مسموحا بها قبل مجئ الميسي أي المسيح اليهودي الذي ينتظره اليهود المؤمنين أو التقليديين كما سماهم .وقال أن بعض يهود مدينة مكناس المغربية هاجروا إلى إسرائيل بعد عمل شاق للموساد الإسرائيلي خلال سنوات كثيرة لإقناعهم بذلك حسب تعبيره.
وبالنظر لتلك الحالة المزرية التي يعيشها اليهود في فلسطين أو في إسرائيل داخل الخوف الدائم والحراسة الدائمة ألا يدفع هذا دفعا للأسئلة التالية : كم من الغباء و الهبل يلزم لمن يريد أن يخسر كل هذا الوقت و الأموال الطائلة في الأسلحة والبناء و غير ذلك لكي يقنع ناس يعيشون بسلام في منطقة ما من العالم خارج إسرائيل لكي يهاجروا إليها بناء على تعاليم لكتاب مقدس كتبه مسطولون بميزان العلم الحديث لكي يقفوا أمام حائط من الحجريطلبون منه الرحمة عوض التوجه مباشرة بالصلاة من أي مكان في الأرض للقدرة الإلهية العظمى و داخل العقلانية ؟ وكم من الغباء والهبل يلزم كي يقتنع الإنسان للذهاب لمنطقة يمكن لأي أهبل آخر أن يضغط في أي لحظة على زر قنلبة أو صاروخ أو كلاشينكوف كي يحيل حياتهم لجحيم و فراق أحبة لهم عاشوا معهم مدة طويلة ؟
ألا يجب على اليهود الحاليين ، ليريحوا أنفسهم ويريحوا العالم ، الإعتراف و القطع نهائيا مع تلك النصوص الإرهابية الواردة في كتابهم المقدس و التي نشرها اليهود القدامى في كل مكان فقلدهم آخرون و إدعوا نسبتها للقدرة الإلهية البريئة منها وإنقلب سحرهم عليهم كما يقال حينما إدعى البعض أيضا أن الإرهاب هو في سبيل الرب فإتخذوهم أعداء على رأس لائحة الكراهية و قتلوا منهم كثيرين بالأطنان ؟
ألا يمكن تأسيل دولة إسرائيلية فلسطينية Israelo-palmestinian State بإسم الدولة الإبراهيمية مثلا كرمز للوحدة .دولة قانونية وليست دينية يعيش فيها الشعبان الإسرائيلي و الفلسطيني مع بعض و ليس جنبا إلى جنب يتمتعان كل منهما بكل الحقوق الدولية الكاملة في الحرية والكرامة و الإستقلال التي تنص عليها منظومة حقوق الانسان و يحمل فيها كل شخص الجنسية الإسرائيلية-الفلسطينية المشتركة عبر مصالحة تاريخية تزيل الأحقاد والكراهية والتوجس المشترك و العنف وتريح العالم و تريحنا من تلك الصور المفجعة لمواطني كلا الطرفين والتي تنقلها لنا وسائل الإعلام إثر كل إعتداء و إعتداء مضاد ؟
بكل أمانة لا أعتقد أن العبقرية الفلسطينية واليهودية عاجزة عن فعل ذلك و الكثير ممن هم من أصول يهودية حاصلين على جائزة نوبل في حقول علمية حديثة كثيرة.. و كذلك الفلسطينيون عباقرة ...
ربما هذه أحلام يقظة... ورغم ذلك أتمنى بكل صدق أن تتحقق مثل أحلام إنسانية كثيرة كانت مجرد أحلام و صارت حقائق من أجل سلام حقيقي بين الشعبين وفي الشرق الأوسط والعالم....



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديناميكا إرهابية
- في رواية الخلق التوراتية الثانية هل الذكور أصل و الإناث فرع؟
- مصر: إلى أحمد حرقان وأسئلته عن الإيمان
- تونس : تونس العلمانية هي التي فازت و ليس السبسي
- دفاعا عن الفلسفة
- المغرب :الظاهرأن بعض الشيوخ فقدوا البوصلة
- المغرب : حرية المعتقد والفكر لا تعني حرية التخريب
- شيخ الأزهر سالم عبد الجليل كنموذج يخلط النظرية بالفرضية
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب لشمال إفرقيا والشرق الأ ...
- كلام عن الإيمان
- تركبا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- تركيا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟
- حوار حول نبذ الدعوات الدينية
- المغرب : التعليم يمكن إصلاحه و التلاميذ يمكنهم التعلم دائما ...
- مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التهامي صفاح - ديناميكا إرهابية (إسرائيل) (تتمة)