أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - التهامي صفاح - في رواية الخلق التوراتية الثانية هل الذكور أصل و الإناث فرع؟















المزيد.....

في رواية الخلق التوراتية الثانية هل الذكور أصل و الإناث فرع؟


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 10:03
المحور: الطب , والعلوم
    


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا

المرجع:الكتاب المقدس اليهودي القديم
الفصل : سفر التكوين
الإصحاح :2
الأعداد :من 18 حتى 23
الزمان: قرون عديدة قبل الميلاد حسب الروايات .
النص :(( 18 وقال الرب الإله: ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينا نظيره 19 وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها 20 فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية. وأما لنفسه فلم يجد معينا نظيره 21 فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما 22 وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم 23 فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت.))
هذا جزء صغير من سفر التكوين الذي قال عنه زغلول النجار ، لما حدثه الدكتور عبد الصبور شاهين ذات مرة بمناسبة صدور كتابه "أبي آدم" في مناظرة بينهما عن وجود ما يسمى الإسرائيليات في الثراث الإسلامي و في التفاسير،قال أن القدماء لم يجدوا غير سفر التكوين في التفسير فأخذوا منه .
و ذكر زغلول النجار هنا ليس لقيمة علمية أو شيء من هذا القبيل و إنما فقط ليفهم القارئ المستنير القصد من إعترافه الضمني بوجود إسرائيليات فيما يسمى تراثا إسلاميا مشتركا بين المختلفين من سنيين و شيعة وأحمديين و بهائيين و غيرهم.
و في أي نسق فكري يدعي الحقيقة المطلقة ، يكفي إعطاء مثال واحد منه يكون خاطئا لكي يحال كله على أنه خاطئا.
و الجزء المقتطف من سفر التكوين أعلاه يريد أن يقول لنا حسب تفسيرأصحابه القدماء الذين كتبوه و تكلموا عن الرب بصيغة الغائب معترفين بأن البشر هم من كتبوه "أن آدم هو الرجل و أن حواء هي المرأة و أن الأصل هو الرجل و الفرع هي المرأة التي أُخذت من ضلع الرجل" .و هي الحكاية التي إنتشرت بين الأوساط غير المتعلمة من المحيط للخليج كحقيقة مقدسة بحيث توصف السيدات بأنهن "ضلع أعوج" لا يُطِعْن الرجال و أنهن "إذا أراد الرجل إصلاح إعوجاجها كسرها" لأنها ضلع أعوج..الخ من الترهات القديمة ...المخالفة لمعلومات البيولوجيا العصرية و العلم الحديث .فهل السيدات فرع من الأصل الذي هو الرجل ؟
إذا نظرنا لحسم الذكور نجد به براعم أثداء متوقفة عن النمولعدم قيامها بوظيفتها الإرضاعية مثل ما عند الإناث.و هذا يعني أن المورثات المسؤولة عنها (المورثات هي قطع معينة من المادة الوراثية التي تكون في نوى كل الخلايا مسؤولة عن الصفات الوراثية للنوع) و الخاصة بالإناث قد تم التعبير عنها في جسد الذكور.و إذا علمنا أن البويضة الأنثوية هي الخلية المؤهلة و ليس الحيوان المنوي لتعطي خلال النمو بعد الإخصاب عبر إنقسامات خلوية متسارعة الجنين سواء كان ذكرا أم أنثى نفهم لماذا توجد براعم أثداء عن الذكورو لماذا يرث الذكور العضيات الخلوية لأمهاتهم و ليس لآبائهم الذكور.
و بالإضافة لذلك يمكن الإطلاع على كيف يتكون الجهاز الجنسي الذكري إنطلاقا من نسخة جاهزة لجهاز جنسي أنثوي و ذلك بإختفاء ما كان سيعطي الرحم وإنسداد ما كان سيعطي فتحة المهبل و الفرج و البظرعند الأنثى ليتحول لقضيب عند الذكور.ثم بهبوط ما كان سيعطي مبيضين عند الأنثى من مكانهما الأصلي للأسفل تحت القضيب لتتشكل الخصيتين اللتان تحتاجان درجة حرارة أقل من درجة حرارة داخل الجسم كشرط ضروري لتكوين الحيوانات المنوية و غير ذلك من التحولات المدهشة فعلا.
هذه معلومات علم النمو Embryologie و غيرها هي معلومات متوفرة الآن لأي كان عبر الأنترنيت يمكنه التأكد منها.و هي معلومات علمية تم تأكيدها بتجارب لا يرقى لها الشك .إنها حقائق علمية نتيجة إعمال العقل و الذكاء الإنساني .
وإذا نظرنا بصفة عامة للتوالد الجنسي عند باقي الأنواع النباتية والحيوانية فيبدو بشكل شمولي أن هذا النوع من التوالد هو الأقدر على توفير إمكانيات هائلة في تنوع الصفات الوراثية التي تمكن من مقاومة و مسايرة التغيرات البيئية.و بالتالي إستمرار الحياة الذي تلعب فيه الأعضاء الأنثوية الدور المركزي .هذه الحقيقة المتوصل لها بالعلم الحديث في إعتقادنا هي إرادة الله .
وما هذه الأنواع الرائعة من الفواكه المتنوعة و ذات الألوان الزاهية والمميزات المختلفة التي تحتوي كل منها على أدوية و حاجيات ضرورية للجسم البشري إلا نتاج لإشتغال الأعضاء الجنسية الأنثوية بنشاط دؤوب و ليس للأعضاء الجنسية الذكرية.
و كمؤمنين بوجود الله فإن المعلومات العلمية الحديثة البسيطة التي ذكرناها أعلاه تدفعنا دفعا لكي لا نعتقد أنه هو الموحي بجزء سفر التكوين الذي سقناه و الذي يجعل من الرجل أصلا و من المرأة فرعا في رواية الخلق التوراتي القديم التي لا أدلة عقلانية عليها.
نستنتج أنه كلام أولئك المثقفين حسب عصرهم من اليهود القدامى الذين كانوا في زمنهم يجهلون معطيات العلم الحديث بطبيعة الحال و تصوروا أو نقلوا روايات عن آخرين و نسبوها له لأسباب تخصهم .لأن الجزء يتحدث عنه بصيغة الغائب أولا.ثانيا لا يمكن أن يوحي الله بأشياء مخالفة لعلمه .لأن القول بأن تلك السطور هي وحي إلهي يجعل الإله جاهلا و هذا مستحيل.إذن الجاهلون هم من كتبوا تلك السطور ليفسروا وجود الإناث والذكور في رواية الخلق التوراتي .و إذا كانوا جاهلين بإنتمائهم لعصور الظلام المعرفي التي تبعد عنا بألفي سنة فهذا شيء طبيعي .وهم معذورون بجهلهم .لكن أن يكرر اليوم الحاضرين معنا في هذا القرن نفس كلام الأقدمين فهنا المشكلة ،بل يمكن القول أن هؤلاء هم الأسوأ من الأقدمين. إذ أي عذر لهؤلاء اليوم؟
إن المشكلة المثارة هنا ليست قضية دين أو سياسة إنها قضية علم و معرفة و منطق .من حق الناس خصوصا في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط ، لتحقيق النهضة و التقدم ، معرفة الحقيقة كحق شرعي دولي مسطر في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية .
فهل بعد هذا يمكن الإستمرار في القول أن الإناث فرع و الذكور أصل ؟

رابط سفر التكوين :
http://st-takla.org/pub_oldtest/Arabic-Old-Testament-Books/01-Genesis/Sefr-Al-Takween_Chapter-02.html



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: إلى أحمد حرقان وأسئلته عن الإيمان
- تونس : تونس العلمانية هي التي فازت و ليس السبسي
- دفاعا عن الفلسفة
- المغرب :الظاهرأن بعض الشيوخ فقدوا البوصلة
- المغرب : حرية المعتقد والفكر لا تعني حرية التخريب
- شيخ الأزهر سالم عبد الجليل كنموذج يخلط النظرية بالفرضية
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب لشمال إفرقيا والشرق الأ ...
- كلام عن الإيمان
- تركبا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- تركيا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟
- حوار حول نبذ الدعوات الدينية
- المغرب : التعليم يمكن إصلاحه و التلاميذ يمكنهم التعلم دائما ...
- مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)
- حينما تخطئ ثقافة الغدر والفرارهدفها وتتطاول على الربوبية
- بالنسبة لسكان شمال إفريقيا ، هذه الأخيرة هي الهوية الواجبة


المزيد.....




- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...
- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - التهامي صفاح - في رواية الخلق التوراتية الثانية هل الذكور أصل و الإناث فرع؟