أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - سنة جديدة يا سورية ..وعقرب الوقت ما زال هارباُ من الساعة ..؟؟















المزيد.....

سنة جديدة يا سورية ..وعقرب الوقت ما زال هارباُ من الساعة ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من شرب من ماء سوريا من الصعب أن يبصّق فيه, ومن بصقّ ما فيه فلأنّ الطهارة لا تليق
بأمعاء الفأرة, وكل من جاهد على بكارة سوريا كي يفضّها عاد بالدماء التي لم تدلّ يوماً على
صدق شرفها بل بدمائه التي استحتّ ثيابه المصنوعة في بلده أن تتنجسّ بها, عاد وهو يزفّ
البشارة تلو البشارة وسقط سهواً من حفل بشاراته عزمي بشارة, عاد كي يزغرد في عرس خيبته
أن النظام قد انتهى و أن الرئيس قاب قوسين أو أدنى و يصير زعيماً عربياً, وأن الحناجر التي
تعفنتّ وهي تصدحّ باجرام النظام قد صارت منفضة للسجائر, وأن الديك انشقّ عن شهرزاد لأن
شهريار ضحك على الصباح وأقنعه بأن لا يطلع, وأن البعبعّ الامريكي صار مسلسلاً في برامج
الاطفال, والعطر الفرنسي لم يعد أجمل من رائحة البارود, والملح الانكليزي ليس أبيضّ من
الطحين السوري , والحجّ الى البيت الحرام صار حرام, وسفرّبرلك ليس أحلى من حول العالم في
ثمانين يوم, كلهم عادوا الى جحورهم التي خرجوا منها يوما باسم الاصلاح والحرية
والديمقراطية, كلهم عادوا الى المنفى الذي جاؤوا منه يوما وهم يمتطون سفنّ هنري برنار ليفي
لاكتشاف الحقيقة وراء كلمة سوريا الله حاميها, كلهم عادوا الى احجامهم الطبيعية التي تضخمت
بفعل عوامل الحرارة العربية والمؤامرة الدولية, كلهم عادوا يا سادة إلا نحن لم نعد كما كنا …؟؟؟

البيوت ستعمّرونها من جديد, والمصانع ستعيدوا بنائها من جديد. والجوامع والكنائس سترفعونها
من جديد، والدمار الذي لحق بالبلد ستعوضّوه كله , أعرف هذا مسبقا فهي اقل الاخلاق التي
تستوجب على الفارس ان يفعلها بعد أن ينتصر في معركته التي خاضها, هي اخلاق الفارس أن
يمسح على ظهر جواده العظيم الذي تمثل بشعبه العظيم والذي حمله طوال هذه الفترة وتحمّل معه
ضرب السيوف وطعن الخناجر, هي اخلاق الفارس أن يمسح الدماء عن سيفه الدمشقي الذي
حارب به وعن درعه الحلبي الذي احتمى به, وعن ثوبه الحمصي الذي تمزقّ لأجله, هي أخلاق
الفارس أن يفعل هذا ليس تكرما منه ولا عطفا ولا حتى رداً للجميل , بل هو الواجب المقدس على
من يملك في زمن النعاج أخلاق الفروسية . وهي الصلاة المفروضة على من افترش سجادة صبر
شعبه طوال أربع سنوات و راهن على الحسّ الوطني في شعبه أكثر ممن راهن على هذا الشعب
في كازينو الربيع العربي.

كل هذا ستفعلونه يوما ولا ندري أي يوم هو هذا, ولا ندري هل سنكون أحياء لنشهده أم سيظلّ
حلماً قيد الدراسة , لا ندري هل سنخبر أولادنا عن هذا اليوم أم سيظل هذا اليوم تاريخا معلقا في
أمانينا. لا أدري, فأنا لست أحد منجمي رأس السنة, أبتهل على جمهور المتابعين بتوقعاتي ,
ولست يوسف كي أقصص على أبي أني رأيت أسدا يتربع على الشمس والكواكب من حوله تلف
وتدور, ولست هامان فأبني صرحاً من الحوار المفتوح مع الاخر كي أطلعّ على ربهم الذي يعبدوه
بين أقدامهم, ولست فرعون أملك مقادير الموت والحياة بكلمة مني فأقضي على هؤلاء بالموت
وأقضي على هؤلاء أن يكونوا ضحايا على قناة الجزيرة, ولست أملك ألواحاً فيها الوصايا التي
تقول فرّق تسد وإن ضربك أحدهم على خدك الايسر فحافظ على ما تبقى من كبرياء خدك الايمن,
ولست ممن يكتبون كي يصير حرفه بخورا في بلاط السلاطين وأناشيد تزهو بها البلاد, لست أحد
هؤلاء ولكني بكل تأكيد واحد من الذين أوجعهم أنين الوطن وآلمهم دمار البلد وأهانهم نأي الجار
قبل خراب الدار.

أولئك عادوا كما كانوا عراة كما خلقهم ربي , ولكن نحن لم نعد كما كنا متدثرون برداء الوطن ,
فلقد مزقوه أشد تمزيق وداسوا عليه بالأحذية ونهشوا خيوطه وانتهكوا حرمة ألوانه ولم يكفهم هذا
بل غسّلوه بدمائنا وجففوه على أوجاعنا ونشروه في إعلامنا , وبعد كل هذا ما زالوا حيارى من
صلابته وقدرته العجيبة على امتصاص الأزمات وما زالوا مشككين في أدواتهم القذرة التي
استعانوا بها علينا طوال هذه السنين وما زال لديهم الأمل في انحلال اللون الأسود علينا وهروب
النجمتين منا , وما زالوا يطرقون بيوت العرافات و يمشطو أرصفة الطرقات كي يجدوا ساحراً
يقلبّ الشعب على نظامه او النظام على شعبه أو أي ّ شيء يقلبّ والسلام فالمهمّ أن لا تنقلب
الطاولة على رؤوسهم هم. أولئك جربوا علينا كل أمراضهم النفسية وجعلوا منا حقل تجارب
لأوهامهم البطولية ومارسوا علينا أقسّى أنواع الارهاب الفكري والجسدي , واستباحوا كل حرماتنا
باسم الله أكبر , وزيّفوا الحقائق وخلطوا الأوراق ورشّوا مقامات كبيرة لدينا , ووضعوا السمّ في
الدسّم واشتروا الذمم بأرخص الاسعار وشوهوا أحلام الشباب , واستأجروا عقول المفكرين ,
ووظفوا كل كلابهم كي تنبح معهم علينا, وفي ختام الحفلة الاجرامية لم ينالوا لا تصفيقاً من
الجماهير ولا ربحاً في تذاكر البيع , فكل ما طالوه من هذه المسرحية الانفصامية شرخ كبير في
صفوف المتفرجين وشهادة تقدير في ثقافة الاستحمار حين تغيب ثقافة الحوار.

اليوم نحن متعبين جداً , لدرجة أننا صرنا نتوجّع من الوجع ثم نضحك على الوجع نفسه , وكل
مشاعر الألم تحيط بنا من كل جهة , لم يعد صوت فيروز يطربنا صباحا فلقد استبدلناه بصوت
الرصاص والهاون , والشتاء ما عاد جميلاً بعد أن هجر المازوت وسائل تدفئتنا , والكهرباء لم تعد
مقتصرة على التقنين فقد صارت مثل أغنية زوروني كل سنة مرة , وجرّة الغاز صارت الحلم
العربي في كل بيت سوري , والدم لم نعد نتبرع به بعدما نشّف دمنا من هول ما رأينا , والخبز
الذي كنّا نفتخر بأننا لا نجوع له صرنا نموت اليوم لأجله , والأمان الذي كنا نعيش فيه ونحتمي به
أدار لنا ظهره وأعلن انشقاقه عنا , والكلمة العفوية التي كنا نقولها لاي شيء نستعجبه ونستغربه
بقول ” سبحان الله ” بدلّوها عنّوة عنا وصارت الآن ” أفلا تكبرون ” ؟؟؟

-
-
-


على حافة الوطن

لم يحدث في تاريخ الدنيا أن إجتمعت كل الدنيا على بلد واحد
فإما يا سادة ..أن هذا التاريخ صغير أو أن هذا البلد فعلاً كبير …؟؟

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسائلين ماذا أفعل الآن …؟؟
- الى من استعجلوا الرحيل عن الدنيا ...؟؟
- امرأة لا تقبل التفسير أو التأويل ..؟؟
- إمرأة شهية لطقوسي الليلية ..؟؟
- حبك يا سيدتي .. معجزة ربانية ..؟؟
- صباح الوطن والدين .. صباحكم يا عرب مجرمين ..؟؟
- صباح الوطن العربي باعوا فيه الربّ وتاجروا بدين النبي
- نور صباحي ..؟؟
- هذه ليلتي ... ملحمة امرأة على حافة العطش ؟؟
- صباح ضحكتك الساحرة ..؟؟
- الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموّ .. ( اتفوّووووو )
- هذه فلسطين .. يا تجّار الدين يا قوّادين ..؟؟
- مساء الخير واللهفة والحب ...؟؟
- الى حبيبي ( رسالة من امرأة محتاجة ) ..؟؟
- الإنتخابات السورية المشتعلة... وبائعة الكبريت حين إحترقت عيد ...
- الخيانة عند العرب .. أصلّ ونسبّ ..؟؟
- مسرحية غربة وشهوة الرئاسة في سورية .. ( بلد كلّها حكّام من و ...
- إني أحبك وهذا قراري ..؟؟
- ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ...
- متهم أنا يا سيدتي ..؟؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - سنة جديدة يا سورية ..وعقرب الوقت ما زال هارباُ من الساعة ..؟؟