أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - الى حبيبي ( رسالة من امرأة محتاجة ) ..؟؟














المزيد.....

الى حبيبي ( رسالة من امرأة محتاجة ) ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 18:04
المحور: الادب والفن
    


أحتاج أن أخطّ لك شيء لم يقرأه أحد من قبل , أحاول دوماً نقش كلمات تليق بجمال ضحكتك , أحاول أن أزرع حروف جديدة في اللغة العربية كي تناسب حجم قلبك , وكثيراً ما أفشل في تشكيل جملة استفهامية عنك لا تنتهي بجواب أحمق , والأكثر أني دوما أقف مثل طفلة صغيرة حين أكتب اسمك فلا أستطيع تجاوزه ولا أستطيع القفز عنه .

أحتاج أن أخبرك أشياء كثيرة تبدأ بشعوري الغريب بأني مثل كوكب مهجور لا يدور حوله قمر , أنتظر فارساً يسكنني , ينظف براكيني ويمشط ودياني ويعبدّ سهولي , يزرع أرضي ويحصدّ مواسم الدراق من صدري , ويستخرج من جوفي كل الكنوز المدفونة ,يعلق في سمائي نجمة مكتوب عليها اسمي فقط , ويهندم عتمة الليل كي تنيره عيوني فقط .

أحتاج أن أخبرك أني أشعر كأني وردة وحيدة , أحتاج أن يتغزّل بي البشر , أن يداعبوا سيقاني ويلامسوا أوراقي ويشمّوا رائحتي ,ويقطفني ذاك الذي لا يخشى الشوك أبدا أن يجرحه , أن يضعني في مزهرية على شكل قلبه الجميل , ويسقيني كل صباح من كلماته كي أنتعش وأفرش أوراقي له , وفي ختام اليوم وعندما يهلّ المساء يلفني بأصابعه الدافئة ويضعني بين دفتي كتاب صغير إسمه ( هذه حياتي ).

أحتاج أن أخبرك بأني مجنونة في نظر الناس , يعتقدون أن جزئياتي مركبة على مزاجهم الكيميائي , فلا هم يتفاعلون مع تصرفاتي ولا أنا أرضى أن أكون نتيجة طبيعية لمزاجهم الأرعنّ , يعتقدون أني ثائرة على كل شيء رغم أني في الحقيقة أتمرد على ذاتي مثل كوكب يتمرد على مداره فيخرج من جاذبية المنظومة ,يعتقدونني متخلفة رغم أن الحقيقة هي أني مختلفة عنهم لا أقل ولا أكثر .

أحتاج أن أخبرك بأني لست امرأة عادية ولا أرضى أن أكون أقل من بطلة من بطلات الروايات أو آلهة في قصص التاريخ أو أنثى غيرت وجه العالم , لا أرضى بأن أصير موسم سنوي لقلب أي رجل ولا أن أكون طقس حب في فصول ذكر ما , لا أرضى أن تتصلبّ مشاعري لأجل نبضّ سيودعني فيما بعد , ولا أن أسكن في قمقم رجل بوصاية ورقة شرعية تباركها السماء , ولا أرضى أن أصير محطة في قطار الحياة لا يتوقف أحد عندي إلا اذا كان منهكاً ومتعباً من عناء السفر .

أحتاج أن أخبرك بأني أبسطّ مما تتصورّ وأعقدّ مما تتخيلّ , في داخلي مجموعة إناث يتصارعن في حرب طاحنة أكون دوماً أنا ضحيتها الجميلة , في داخلي براكين أنثى تشتهي أن يفجرها رجل في عتمة الليل , وفي داخلي أنثى تصلي لربها الفرض وتترك لك النافلة تطوعاً , في داخلي أنثى تعطي للقمر شيء من نورها وللورد شيء من رحيقها , وفي داخلي أنثى كلها خراب تمارس الصمت كي لا تفضح نفسها , بكل بساطة في داخلى مجموعة نساء يتحايلنّ عليّ كي يرثن جنوني وأنا لا أعترف بهنّ في حياتي .

أحتاج أن أخبرك أن الشتاء لا يعنيني بشيء طالما أنك غائب فمتعة البرد لا أشعر بها إلا حين أجد قلباً يبثّ الدفء في صدري , أخبرك أن الوطن لا أعرف حدوده ولم أرى يوما خريطته فقد كان وطني أنت وحدوده أنت يبدأ من شفتيك شمالاً الى أخمص قدميك جنوباً , أخبرك أنك ركني الجميل الذي أنفضّ فيها سذاجتي فلا أخشى أن تتفلتّ مني ضحكة رعناء في غير وقتها , أخبرك أنك بيتي الوحيد الذي أشعر بالصداقة مع جدرانه وبالعشق مع سقفه وبالحب مع أرضه .

أحتاج للأمان في حضرتك ,لا أحتاج كل المظاهر الخداعة التي تزول بعد فترة زمنية ,أحتاج ساعدك هذا كي أنام عليه ليلتي بدون خوف, وأحتاج قلبك كي أسكن فيه من دون أي مراقبة , وأحتاجك أن تكون أبي وأخي وصديقي ورفيقي , أحتاجك أن تكون حبيبي الذي أختصر فيه الحياة , أحتاج أن تمسح دمعتي حين أشعر بالضعف , وأحتاج أن تربت على كتفي حين أشعر بالقوة , أحتاج أن تفهم عطش عقلي قبل أن تفهم جسدي , أحتاج أن تفترس حياتي قبل أن تلتهمني في الليل , أحتاج أن أشعر بأني امرأة لا مثيل لها في الكون , أحتاج أن تكذب علي علي قليلا وتصدق معي كثيرا , لا أريدك ملاكاً فلا يخطئ ولا شيطان فلا يعترف بخطأه , أحتاجك أنسان أتقاطع معه بكل تفاصيله وبكل أشيائه دون أن يلغي وجودي كامرأة لن تتكرر أبدا في حياته .

في ختام رسالتي سأخبرك الحقيقة يا سيدي , أنا امرأة معجونة بالحب والجنون والكبرياء وكل تلك الأشياء الخبيثة التي يخجل المرء من ذكرها , أنا المفقودة على أرصفة الخوف والحيرة , أشعل عود الكبريت في الطريق فيركلني البرد ويطفأها الريح , ألتحف وجعي كل ليلة لوحدي وأنا أنتظر أن يأتي ذو الظل الطويل كي ينتشلني من هذا التيه , أنا التي تعرت القصائد لأجلها وتدثرت قوافي الشعر في غرفتها , أنا المبعثرة والمفقودة والموجوعة والخائفة والضائعة والعاشقة والتائهة والمجنونة والمتمردة والخرساء والمسجونة , أنا كل هؤلاء فأنا كثيرة جداً جداً يا سيدي فهل تمدّ يدك قليلاً كي تلمّلمّني من نفسي قليلاً ..؟؟

-
-
-

على حافة الاحتياج

أوراق عمري تتساقط مثل خريف لا يرحم
بانتظار شتاء جميل أقتات منه قليلا من الدفء
فهل يأتي هذا الموسم وينقذني بمعجزة الهية
كي أنتشي لمرة واحدة بموتي دون أن يقرصّني البرد ..؟؟

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات السورية المشتعلة... وبائعة الكبريت حين إحترقت عيد ...
- الخيانة عند العرب .. أصلّ ونسبّ ..؟؟
- مسرحية غربة وشهوة الرئاسة في سورية .. ( بلد كلّها حكّام من و ...
- إني أحبك وهذا قراري ..؟؟
- ما قبل الأسد وما بعد الأسد .. هل مات سقراط في مدينته الفاضلة ...
- متهم أنا يا سيدتي ..؟؟
- حين يفيض الوطن بالضفادع .. تصير سورية مستنقع كلّ مشتهي ..؟؟
- الى إخوتي المسيحيون.. كل عام وأنتم كفرة ونحن ارهابيون ..؟؟
- مواطن من هذا الوطن ..؟؟
- المرأة وطن ..؟؟
- حين أحببتكِ ..؟؟
- السؤال الشرقي الذي لا يموت ..؟؟
- لماذا يا حبيبتي لماذا ..؟؟
- أمي يا كل الحبّ ..؟؟
- ترى ماذا تفعلين الان ..؟؟
- كل حبّ وأنتِ كل الحبّ ..؟؟
- الحبّ عند العرب نار بلا حطب ..؟؟
- صباحك بسملة كل فجر ..؟؟
- قراءة أنثى مجنونة ..؟؟
- أنا وهي دائرة مجنونة هي مركزها وأنا محيطها ..؟؟


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال فوراني - الى حبيبي ( رسالة من امرأة محتاجة ) ..؟؟